يحيى الجماعي: المسند جزء أساسي من هويتنا والهاشمية أضرت بنا كيمنيين
يحيى الجماعي، رئيس مؤسسة معد كرب الثقافية، وأحد أبرز النشطاء لحراك الأقيال الذي أثار جدلا خلال السنو...
لا يفصل محافظ محافظة لحج، ناصر الخبّجي، الوضع الميداني في جبهات المحافظة، التي ما تزال مشتعلة، عن الحسابات السياسية. بالنسبة إليه، ثمّة جهات "تعيق عملية تحرير الأطراف الجنوبية، لتخوّفها من رسم الحدود". "عرقلة" لا يوازيها إلّا "تنسيق في حدوده الدنيا" مع "التحالف العربي"، الذي ما يزال ممتنعاً عن الترتيب المشترك مع "المقاومة"، بشكل رسمي. هذه الأوضاع لا تمنع الخبّجي من التفاؤل بموقف "المقاومة الجنوبية" ميدانيّاً، وتغييرات السلطة المحلّية في لحج، إلّا أنّه يدعو إلى الإسراع في "دمج المقاومة بالجيش"، والإلتفاف حول قيادة المحافظة، التي ما تزال موعودة بإعادة الإعمار، وتشغيل الخدمات الأساسية، دون أن يدخل ذلك، حتّى الآن، حيّز التنفيذ.
كيف توصّفون الأوضاع العامّة في محافظة لحج؟ هل يمكن القول إن المحافظة أصبحت آمنة؟
عملية تأمين لحج مستمرّة ومتواصلة، ولا تقتصر على زمان أو مكان أو مرحلة. لذلك، نستطيع القول إن محافظة لحج باتت اليوم أكثر أمناً من قبل، وهي بحاجة ماسّة لإعادة بناء المؤسّسة الأمنية وأجهزتها، كي تكون آمنة بشكل دائم.
ماذا عن الوضع الميداني في لحج، خصوصاً في جبهتي القبيطة والوازعية؟ ولماذا ما تزال بعض الجبهات مشتعلة، رغم سريان اتّفاق الهدنة، الذي تمّ التوصّل إليه، في أبريل الماضي، على مناطق الجنوب؟
مليشيات العدوان الشمالية لن تكّف عن محاولاتها في الإعتداء على الجنوب، خاصّة بعد أن تمّ طردها وتلقينها دروساً لن تنساها. وفي لحج ثلاث جبهات مشتعلة، هي كرش، المضاربة، باب المندب، إضافة إلى جبهة تحاول المليشيات فتحها، وهي جبهة يافع البيضاء، ولكن أبطال الصبيحة ويافع وكرش وردفان وكلّ أبناء لحج والجنوب لن يسمحوا لتلك المليشيات بالتّقدم. فالمقاومة الجنوبية هي الجيش الجنوبي، وصمّام أمام المنطقة العربية. وندعو بسرعة إلى إنجاز ما تبقّى من دمج المقاومة الجنوبية بالجيش.
طيّب، ماذا عن منطقة كرش تحديداً؟ لماذا ما تزال هذه الجبهة هي الأكثر سخونة من بين جبهات لحج؟
في الحقيقة، كرش تعاني كثيراً، وهي تاريخيّاً عانت وتجرّعت المرّ، منذ ما بعد الإستقلال الأوّل، ودارت فيها معارك حدودية. نتمنّى، اليوم، أن تكون هناك اتّفاقيات ملزمة بين الجنوب والشمال، بعدم اعتداء طرف على الآخر.
بالنّسبة لتحرير أطراف كرش، فهي تتحرّر تارة وتارة تستعيدها ميليشيات الشمال. وهناك حسابات سياسية، خاصّة إذا ما أخذنا اختراق بعض القوى للجبهة، وهي تعمل على إعاقة ذلك (التحرير)، لمنع تحرير أطراف الحدود الجنوبية، لتخوّفها من رسم الحدود، والتوقّف عندها من قبل المقاومة الجنوبية، بما يعني أن الجنوب مستقلّ جغرافياً، وربّما هذه حسابات لجهات أعلى.
كيف توصّفون التنسيق بينكم وبين "التحالف العربي"، في الجانب العسكري تحديداً؟
في الحقيقة، هناك تنسيق في الحدود الدنيا. ونحن دعونا، كسلطة محّلية رسمية، أكثر من مرّة، إلى ضرورة تعزيز التنسيق في مختلف الجوانب، وفي مقدّمتها الجانب الأمني. وللحقيقة، فقد تفّهمت دول التحالف العربي موقفنا، ودعوتنا هذه، وإن شاء الله هناك تنسيق منذ بدء التحالف، لكن بشكل غير رسمي مع المقاومة، أو قيادات فيها، لكن، نتمنّى أن يكون التنسيق رسميّاً مع الأجهزة الأمنية والقيادات في المحافظة. الخبّجي: بعض القوى السياسية تنتظر اقتناص الفرص بعد أن يقدّم غيرها التضحيات
معظم قرارات التعيين التي اتّخذتموها كانت لشخصيّات من الحراك الجنوبي، ألا يعدّ هذا إقصاء للقوى السياسية الأخرى؟
لا يهمّنا الإتهام، بقدر ما يهمّنا انتشال محافظة لحج من واقعها، الذي خلفته سنوات الوحدة الفاشلة والتهميش والتدمير الممنهج. ونحن نستغرب من القول بأن هناك إقصاءً، رغم أنّها تكليفات وليس تعيينات، وهي اختبارية، وفي مرحلة صعبة للغاية، تهرّبت فيها كثير من القوى السياسية، ولكم أن تحكموا أين موقع تلك القوى السياسية في الخارطة اليوم، أليست صامتة تنتظر اقتناص الفرص بعد أن يقدّم غيرها التضحيات؟
نحن أكّدنا أنّنا عانينا من الإقصاء والتهميش، وأنّنا لا يمكن أن نمارس هذا الأسلوب على غيرنا، والجنوب اليوم للجميع، ولا نستثني أحداً، وهذا المجال مفتوح لمن يشعر في نفسه القدرة على العمل والعطاء.
والتكليفات التي أصدرناها هي تكليفات ضرورية، لإحداث تغيير في بنية لحج التي ظلّت سنوات جامدة، حتّى شعر الناس باستحالة التغييرات، إلّا أنّنا، بتغييراتنا الأخيرة، أكّدنا أن مسيرة التغيير يجب أن تكون حاضرة، ويجب أن يستمدّ الناس منها طاقاتهم للعمل، ومساعدة القيادة التي تولّت زمام قيادة المحافظة، في أحلك الظروف، وأصعب المراحل، مقدّمة روحها على كفّها، من أجل الخروج بلحج إلى برّ الأمان.
عقب إثارتها ضجّة واسعة، واستدعائها توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس وزرائه أحمد عبيد بن دغر، توقّفت عمليّات ترحيل المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من الجنوب. بداية، ما هو موقفكم من هذه العمليّات؟ وهل هي توقّفت، فعلاً؟
أعتقد السؤال كان يجب أن يكون من اتّخذ قرار ترحيل أبناء المحافظات الشمالية؟ وللإجابة، كما أوضحنا نحن في بياناتنا المنشورة بوسائل الإعلام، أنّ هناك قرارات لا نعلم عنها شيئاً، وبينها قرار ترحيل الإخوة من المحافظات الشمالية.
متى ستعودون لممارسة مهامّكم من لحج؟
نحن نمارس مهامّنا ونتواجد في لحج بين الفينة والأخرى، ونشرف على كلّ النشاطات والأعمال، لكن نتيجة الدمار والإنهيار الذي حدث بالحوطة، إضافة إلى أن هناك بعض الغموض يكتنف الجانب الأمني، يجعلنا نتأنّى في الإقامة الدائمة هناك.
لقد أعدنا تشغيل العديد من المكاتب التنفيذية، بما فيها مكتب محافظ المحافظة، الذي يداوم موظّفوه داخل الحوطة، وإن شاء الله سيكون ذلك بشكل رسمي قريباً، علماً أنّ المرافق الحكومية منهارة بالكامل، وخارج الجاهزية، ولكنّنا استطعنا تشغيل تلك المكاتب المهمّة في أماكن أخرى، أو بالإيجار المحلّي.
هل عادت الشرطة وأقسام الأمن للعمل في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة؟
مثلما أسلفت، أنّ المرافق الحكومية منهارة وخارج الجاهزية، بما فيها إدارات الأمن العامّ، وبقية أجهزة الأمن، وهذه بحاجة إلى إعادة بناء، والإسراع في إعادة بناء المؤسسّة الأمنية في لحج، ومتى ما توفّرت النية الصادقة لدى وزارة الداخلية والحكومة، سيحدث ذلك.
ونحن هنا نوجّه مناشدتنا إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، في الإسراع بإعادة بناء المؤسّسات بمحافظة لحج، ونشكره طبعاً على جهوده التي يبذلها.
أُطلقت وعود كثيرة بشأن إعادة إعمار ما دمّرته الحرب في محافظة لحج، إلّا أنّه، حتّى الآن، ما تزال هذه الوعود خارج حيّز التنفيذ، لماذا التأخير في إطلاق خطّة ستخفّف الكثير من معاناة المواطنين؟
بشأن الإعمار هناك وعود في لحج. فنحن قدّمنا خططنا وإحصائيّاتنا إلى الجهات المختصّة وإلى المنظّمات، ولكن أعتقد أن الإعمار عملية تابعة لأيّ اتفاق سياسي، ولن تتخلّى دول التحالف عن إعمار ما خلّفته الحرب، بل أكّدت دول التحالف التزامها باعادة الإعمار، ومعالجة الملفّات التي أنتجتها الحرب.
إذا كان الإعمار تابعاً لأيّ اتّفاق سياسي، فهل إعادة خدمات الكهرباء والمياه إلى محافظة لحج المنكوبة تابعة لاتّفاق من هذا النوع، أيضاً؟!
طبعاً، عندما نقول إن لحج محافظة منكوبة، فنحن نعني أن كلّ الخدمات منهارة، إلّا أن بعضها يعمل بالحدّ الأدنى، مثل الكهرباء والمياه. والكهرباء مثلاً مشكلة وطنية مركّبة، تعاني من عجز في الطاقة الكهربائية، وكذا من تلاعب بعض النافذين بتوريدات المشتقّات النفطية، وهناك حلول كما نعلم في القريب العاجل، وإن شاء الله تعود هذه الحلول على لحج، إلى جانب بقية المحافظات بالنفع.
نقلاً عن العربي