​​​​​​

الداعري: على القيادات الجنوبية في الحراك والسلطة إيجاد رؤية موحدة لحل القضية الجنوبية

خليج عدن/ خاص

 

قال الشيخ / مشعل سيف الداعري أحد مشائخ ردفان ان الذين سيشاركون من ابناء الجنوب في الحوار لا يمثلون كل ابناء الجنوب، لكن لا يمكن انكار جنوبيتهم، مشددا على ضرورة وجود قرارات مدروسة يتم تنفيذها بصورة سريعة حتى يلمسها المواطن وحتى تستطيع القيادة السياسية من استعادة ثقة المواطن وبما لا يدع مجالاً للشك انها قد تؤدي الى ضمانات يطمئن لها المواطن على انها تصب في صالح القضية الجنوبية، معتبرا  

وأضاف الداعري  والذي يشغل مديرا عاما لمكتب الشباب والرياضة محافظة لحج، ي حواره لموقع " خليج عدن" فالذين سيشاركون من ابناء الجنوب في الحوار لا يمثلون كل ابناء الجنوب، لكن لا يمكن انكار جنوبيتهم، مؤكدا ان حالة الدواء والأمن الموجودتين في ردفان حاليا نابع من قناعة ابناءها على نبذ كافة اشكال العنف والظواهر المسيئة لعاداتهم وتقاليدهم.

 

-          بداية.. بصفتك احد مشائخ ردفان وواجهاتها.. كيف يقرءا مشعل الداعري فعاليات الحراك الاخيرة بعدن خلال اجتماع مجلس الامن بصنعاء والتصالح والتسامح ؟

فعاليتي اجتماع مجلس الامن بصنعاء والتصالح والتسامح التي تم تنفيذها مؤخراً في مدينة عدن الباسلة ثغر اليمن الباسم، كانت فعالية ناجحة بكل المقاييس فقد جاءت بمبدأ التصالح والتسامح الذي دعت اليه كل الاديان والشرائع السماوية وأقرته كل قوانين الارضية والذي يعزز روابط المحبة بين الشعوب والأفراد بين القبائل والمجتمعات بين الاخ وأخوه والجار وجاره ويعمل على اعادة العلاقة بين الخصوم مهما كان نوع وحجم الخصومة  نحن نحث الجميع على مبدءا التصالح والتسامح ونحيي كل من حضر هذه الفعالية والتي تساعد على تصفية القلوب والنظر الى المستقبل الجميل المشرق وفي هذه المناسبة اجدها فرصة لأحيي اصحاب الفكرة الاولى لهذا المبدأ الجميل الاخوة في جمعية ردفان الخيرية واخص بالذكر المهندس القدير الاستاذ / محمد محسن الردفاني رئيس الجمعية .

برأيك لماذا كل هذا الحشد الغير مسبوقفي هذه الفعالية بالذات ؟

    الحشد الغير مسبوق في فعالية التصالح والتسامح كان مصدره نابع من القناعة الكبيرة التي تكونت في قلوب كل ابناء الوطن بان مبدءا التصالح والتسامح لابد منه مهما طال الزمن ولابد ان يكون بقناعة جميع ابناء الجنوب وهذا ما حصل فعلا ولابد ان يتم توسيعه بشكل اكبر ليشمل كافة ابناء الوطن الغالي .

     فقد ادرك الكل بأنه لابد من تصفية القلوب والاكتفاء بما مر به الوطن من ماضي مؤلم وماسي محزنه وسفك دماء فقد قرر شعبنا في الجنوب لملمة الجراح واحتضان بعضنا لبعض وفتح قلوبنا لكل اخوتنا ابناء الوطن الواحد وان نتناسى كل مآسي الماضي وطي صفحاته بكل ما فيها وان نعمل على بناء المستقبل المشرق لأبنائنا وإخواننا وفتح صفحة جديدة مشرقة للوطن بشكل عام .

هل سيشارك الجنوبيون في الحوار .. في ظل غياب المعالجات الجادة للقضية الجنوبية ؟

    اولا مبدى الحوار مبدى سامي يتصل بمبدى التصالح والتسامح بشكل كامل ومبدى الحوار سيكون من اساسيات ابناء الجنوب لانهم اصحاب فكر وثقافة ترسخة منذ القدم وتعلمها ابناء الجنوب جيل بعد جيل، ثانيا: نعم .. سيشارك من ابناء الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني المزمع اقامته قريبا و اكرر من ابناء الجنوب لأنه لا احد يستطيع ان ينكر ان من سيشارك ليس من ابناء الجنوب، هذا من حيث المشاركه بمفهومها العام ولكن يبقى السؤال هو هل الذين سيشاركون من ابناء الجنوب في الحوار يمثلون كل ابناء الجنوب ؟ بالتأكيد سأقول لك لا و الف لا ، لان هناك الكثير منهم يرفضون المشاركة بالحوار وهذ الرفض ليس رفضا لمبدى الحوار بحسب اعتقادي ولكن رفضا لأساسيات وقواعد الحوار.

كما ان الذين سيشاركون في الحوار باحسب علمي يمثلون فئات كثيرة من ابناء الجنوب ولا يمثلون كل ابناء الجنوب ولكن الذي اتمناه من الجنوبيون ان نسارع الى عقد مؤتمر حوار جنوبي جنوبي وفق الية محددة للمضي قدماً نحو بناء المستقبل لوطننا الجنوب بشكل خاص والوطن اليمني والعربي بشكل عام .

 

هل هناك ضمانات للجنوبيين من قبل السلطة ؟

    الى الان هناك العديد من الضمانات في اطار الوطن طرحت من خلال القيادة السياسية ممثلة بالاخ / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية  لكن السؤال الحقيقي يبقى هو هل هناك ثقة بين الشعب في الجنوب والسلطة القائمة حول مصير هذه الضمانات من حيث تحقيقها ؟ كما ان هناك كثير من القرارات السياسية التي صدرت من قبل رئيس الجمهورية والتي تصب في اطار معالجة القضية الجنوبية ولكن هل تتحقق كل هذه القرارات على ارض الواقع خاصة ان شعب الجنوب وصل الى مرحلة التردد المفرط في مصداقيتها في ظل غياب الثقة .

    كانت هناك قرارات عديدة خلال السنوات الماضية وظل التنفيذ غائبً ولهذا فان الشعب قد مل من هذه القرارات التي لم تعطيه أي شيء على ارض الواقع ونحن بحاجة الى خطوات جادة تساعد على تعزيز الثقة ما بين الشعب الجنوبي والقرارات السياسية حتى يتم قبول تلك الضمانات .

    ولهذا لابد من وجود قرارات مدروسة على ان يتم تنفيذها بصورة سريعة حتى يلمسها المواطن وحتى تستطيع القيادة السياسية من استعادة ثقة المواطن وبما لا يدع مجالاً للشك انها قد تؤدي الى ضمانات يطمئن لها المواطن على انها تصب في صالح القضية الجنوبية ونحن على ثقة كبيرة بان فخامة رئيس الجمهورية سيكون صارما في حل القضية الجنوبية .

كيف هي الاوضاع الان في ردفان بشكل خاص ومحافظة لحج بشكل عام ؟

    مقارنة بالأعوام الماضية والتي حدثت فيها كثير من الاخطاء والاخلالات الامنية الحمد الله رب العالمين ردفان الان تشهد امن وأمان وذلك نابع من قناعة ابناءها على نبذ كافة اشكال العنف والظواهر المخلة بعاداتهم وتقاليدهم، وأهل ردفان اهل كرم وأصالة ونبل وتربوا على مكارم الاخلاق والعادات والتقاليد الاصيلة منذ القدم . ويأتي تحسن الوضع في ردفان بفضل الله عز وجل وبفضل كل المخلصين من أبناء ردفان مشايخ وشخصيات اجتماعية وقيادات وشباب ....الخ.

    ونتمنى من كل اخواني الشباب ان يميزوا بين الصواب والخطاء وان لا ينجروا وراء هذه العادات والممارسات المخلة بعاداتنا وتقاليدنا كأبناء محافظة لحج التي عرف عنها بالثقافة والفن والأدب منذ زمن طويل ولازالت كذلك وان حدثت بعض الاخطاء الغير مقصودة .

كيف ينظر ابناء ردفان للممارسات السلبية التي شاعت في مديرياتهم خلال السنوات الماضية ؟

     ينظر ابناء ردفان الى الممارسات السلبية بأنها عادات وظواهر غير اخلاقية 100% ولا تمت بأي صله او قرب لأبناء ردفان وستظل ردفان رمزاً للتاريخ الناصع والثورة المجيدة والرجولة والشهامة والأخلاق التي مثلت لأبناء ردفان الخيار الوحيد الذي لا ثاني له .

     والظواهر السلبية دخلت على مجتمعنا بفعل فاعل والكل يعلم من الذي كان بعدها وبعد ما تيقن ابناء ردفان ان هذه ليست من صفاتهم ولا من شيمهم نبذوها وأعلنوا صراحةً في اكثر من موقف وأكثر من مناسبة بأنهم ضد هذه التقطعات التي ارادت جهات عنوةً تشويه تاريخ ردفان وأبنائه الناصع البياض .

ما هو واقع الحال الرياضي والشباب في المحافظة بشكل خاص والوطن بشكل عام ؟

 واقع الحركة الرياضية والشبابية في المحافظة واليمن واقع مؤلم جدا ويرجع هذا الوضع لأسباب أهمها عدم ايجاد الية واسترتيجية رياضية وشبابية تمكن الشباب وكل الرياضيين من حقوقهم دون عناء اوتعب او استجداء مساعدات فضرورة وجود استراتيجية من اهم حقوق الشباب فبها تضمن استمرارية اي نشاط فعلى سبيل المثال ايجاد مصادر دخل ثابته للاندية والمراكز الشبابية كالاستثمارات تضمن نوعا ما وجود نشاط مستمر .

ومن اهم المشاكل ايضا عدم اعتماد اي مبلغ حتى الف ريال لشراء كرة قدم في الموازنة او اي مبلغ  لتشغيل فروع مكاتب  الشباب والرياضة في المديريات اسوة بالإدارات الاخرى، فمكاتب المديريات لابد ان تفعل ولا يكون كل الاعتماد على مكتب الشباب بالمحافظة الذي بدورة لا يوجد في موازنته اي مبلغ خصص لدعم الشباب وكل عام ونحن نتقدم بموازنة تشمل تغطية كل احتياجات المكتب والمديريات ولكن دون اي فائدةن بالاضافة الى عدم تفاعل قيادات السلطات المحليه في المديريات مع مشاكل الاندية والشباب فاغلب قيادات المجالس المحلية تتهرب من حل ابسط المشاكل، هناك اندية نهبت بالكامل او دمرت بفعل فاعل ولم نجد اي تجاوب في البلاغات المتكررة والعديدة التي قدمت لهم بخصوص هذه الاعمال التخريبية علما انه يتم تحويل نحو مبلغ  خمسه مليون ريال سنويا من صندوق رعاية النشئ والشباب الى حساب المديريات وتم تعميم من السيد المحافظ المحافظة الى المديريات بان تخصص هذه المبالغ للانشطة ونفقات الصيانة وهذا الذي نتمنى تحقيقه، وينبغى الامل اكبر والتفاؤل هو اكبر بان يكون الغد والمستقبل اكثر اشراقا.

ماهي اهم انشطة مكتب الشباب والرياضة في المحافظة ؟

سعينا جاهدين بان يكون مكتب الشباب والرياضة متواجدا في معظم مناطق المحافظة ان لم نقل كلها لدعم اي نشاط بحسب الامكانيات المحدودة، حيث نستقبل عشرات الطلبات لدعم الفعاليات الرياضية عبر شخصيات ومؤسسات نتواصل معهم بطرق شخصية بحته نكن لهم كل التقدير ونخص منهم الشركة الوطنية للاسمنت  التي قدمت وتقدم الكثير لشباب المحافظة وترعى العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية والتي نتمنى ان تحتذي بقية الشركات والمصانع بها فشباب المحافظة اصحاب جميل يحفظونه لكل من يساعدهم.. وننظم الندوات والورش ودعم المراكز الشبابية واصدار النشرات بشكل مستمر ، تنظيم مهرجانات واحتفالات وطنية وإقامة معارض صور او معارض فنون ، تشكيل فرق انشاد وفرق مسرحية ، ومساهمات مجتمعية ينظمها شباب الكشافة والمرشدات، كما يسعى المكتب جاهدا على مساعدة الشباب والرياضيين الذين يتعرضون للإصابات لا سمح الله نقوم بمساعدتهم بقدر الامكان على البحث على العلاجات وأنشطة اخرى كثيرة .

 

    كلمة اخيرة تود قولها ؟

اتمنى من قيادة السلطات المحلية بالمديريات القرب اكثر من ادارات الاندية والتفاعل مع مشاكلهم ومساعدتنا في السعي الى الاعتراف ببقية الاندية خصوصا في المديريات التي لايوجد فيها اندية  كما ادعوا شبابنا وأهلنا في ردفان على وجهة الخصوص ولحج على وجه العموم بمختلف مناطقها ومديرياتها الى وضع رؤية مستقبلية للنهوض بالمحافظة الحبيبة وادعوا القيادات في الحراك السلمي الجنوبي والقيادات الموجودة حالياً في الدولة الى التوحد وإيجاد رؤية موحدة تشمل حل لجميع قضايا ابناء الجنوب، والنظر الى المستقبل من زاوية واحدة والتي ينضروا من خلالها ان الجنوب لكل اهله ولكل من يعيش على ترابه وان يكون توحدهم في سبيل المصلحة العامة وليدركوا ان الجنوب سيشهد في المستقبل القريب لمن كان حريصاً عليه اكان منهم في الدولة او في الحراك ، ولهذا اتمنى ان نضع رؤية وطنية بمعنى الكلمة تضمن العيش الكريم للشعب وتحفظ الهوية الوطنية اليمنية بهذه البقعة من الجزيرة العربية من الوطن العربي والإسلامي الكبير.

وأتمنى ان تكون هذه الرؤية نابعة من قناعات حقيقية تساعد على رسم ملامح المستقبل المشرق وسيشهد التاريخ لا محالة لمن كان حريصاً على وطنه وشعبه ودماء اخوانه التي هدرت من اجل التغيير والبناء والحرية واستعادة الهوية الوطنية وامن واستقرار وكرامة الوطن .