خليج عدن/ إصلاح صالح ( العربي )
قال الخبير العسكري، علي صالح الخلاقي، إن "ميزان القوة العسكرية يميل لصالح القوات الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التي باتت تسيطر على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية".
ورأى الخلاقي، في حوار مع "العربي"، أن "معركة الحديدة لن تتوقف حتى استكمال السيطرة على كافة الساحل الغربي، لإيقاف عمليات تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي وإطباق الحصار عليها".
بداية، كيف تقيم الوضع العسكري في اليمن الآن، مقارنة بما كان عليه قبل عامين؟
القوات الموالية للرئيس هادي باتت تسيطر على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، حيث فتحت جبهات تحيط بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من مختلف الإتجاهات من الجنوب في المخا والخوخة، وفي الشمال ميدي وباقم والبقع وعلب، واشتداد المواجهات في منطقة نهم وصرواح وعسيلان، وهذا ما يعطي أفضلية لقوات الرئيس هادي على قوات الحوثيين وصالح.
إلى أي طرف يميل ميزان القوة على الأرض الآن؟ وما هي الأسباب العسكرية لطول فترة الحرب؟
ميزان القوى في الوقت الراهن وبعد عامين من الحرب لا شك أنه يميل إلى صالح قوات الرئيس هادي، وهذا ما يتبين من الإنحسار المحدود لقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله في محيط ضيق. وربما أن من أسباب إطالة أمد هذه الحرب هو الطبيعة الجبلية التي يتحصن بها الحوثيون وكذلك قوات الرئيس صالح، والحاضنة الإجتماعية التي تلعب دوراً في إطالة أمد هذه الحرب بوقوفهم إلى جانب الحوثيين. أما في المناطق الجنوبية حيث لا حاضنة اجتماعية للحوثيين، رأينا كيف تمت السيطرة على الوضع ودحر قوات الحوثيين وصالح بفترة وجيزة، وهذه من الأسباب التي أطالت أمد الحرب في هذه المحافظات ومراوحتها منذ عامين في مناطق محددة.
هل بإمكان أي طرف تحقيق حسم عسكري؟ وكيف؟ وما المدة المتوقعة لتحقيق مثل هكذا حسم في حالة تحققه؟
أعتقد أن تحديد فترة زمنية لنهاية الحرب أو تحقيق حسم عسكري لا يمكن التنبؤ به، لأن من يطلق الطلقة الأولى في الحرب كان بتفكيره أن يحسمها خلال أيام، لكن الأحداث وتعقيداتها في مسرح العمليات هي من تقرر متى تنتهي الحرب ولذلك لا نستطيع أن نتنبأ بمثل هذا الأمر. فكل طرف يسعى إلى الحسم العسكري، ولو كان بمقدور أي طرف أن يحسم المعركة من أول يوم لحسمها، لكن هناك اعتبارات استراتيجية تتعلق بطبيعة الأرض والحاضنة الإجتماعية، وكذلك تعقيد الموقف الإقليمي والدولي، ولهذا لا شك أن الحرب قد طالت لكن نهايتها حتمية وأعتقد أن الكفة تميل لصالح الرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي حال عدم وجود حسم عسكري، ما التأثير العسكري والأمني على اليمن على المديين المتوسط والبعيد؟
أعتقد أن إطالة أمد الحرب وعدم وجود حسم سريع يؤثر لا شك على اليمن شمالاً وجنوباً، وعلى الأطراف المتحاربة لجهة استنزاف قدراتها بشكل عام وهذا أمر وارد. لكن نتمنى أن لا يطول أمد الحرب ويتحقق حل، سواء عسكري للخلاص من هذا الوضع أو حلول سياسة تجنح إليها الأطراف لإنقاذ ما تبقى من البلد والتفكير بمستقبل آخر يتعايش فيه الجميع بسلام.
هل اتخذت قوات الرئيس هادي و"التحالف" قراراً ببدء معركة السيطرة على الشريط الساحلي الغربي ومدينة الحديدة؟
لا شك أن الهدف الرئيسي من معركة الساحل الغربي هو السيطرة على الميناء الرئيسي المتمثل في الحديدة، والمعركة أصبحت مؤكدة، خاصة بعد أن سيطرت قوات الرئيس هادي على ميناء المخا جنوباً وميناء ميدي شمالاً، وهذا ضمن خطة استراتيجية لقطع طرق الإمدادات وتهريب المواد على الحوثيين وصالح، وبالتالي سيتم التضييق على هذه القوات وحصرها في مناطق جبلية محاطة بجبهات ساخنة من الشمال والشمال الشرقي ومن الجنوب، وهذا ما سيمكن قوات الرئيس هادي ربما من الإقتراب من الحسم العسكري.
وما هي المخاوف في حال فشل هكذا مخطط؟
بالنسبة لفشل قوات الرئيس هادي في المعركة على الساحل الغربي في تقديري غير وارد، لأن كل المؤشرات تدل على أن الإنتصار الحتمي هو من نصيبها، ليس فقط لأفضلية القوات المعدّة والمدربة، بل وللدعم الكبير الذي تتلقاه من قوات التحالف، وكذلك أفضلية استخدام طلعات الطيران من قبل التحالف لضرب قوات الحوثيين وصالح التي تكون في مسرح عمليات مكشوف على امتداد الساحل، وهذا على العكس من الجبهات الجبلية حيث تلجأ إلى الإحتماء بالكهوف والمغارات الجبلية والمنحدرات.
برأيك كيف أثر تعدد الولاءات للوحدات العسكرية المسلحة في تفكك الجيش وانقسامه؟ وهل هناك استراتيجية لإنشاء جيش وطني موحد؟
لا شك أن بناء أي جيش على عقيدة غير العقيدة الوطنية سيؤدي في النهاية إلى تفكك مثل هذا الجيش، وهذا ما حدث للجيش السابق الذي بناه علي عبد الله صالح على مدى 33 عاماً حيث رأينا تعدد الولاءات الحزبية والقبلية والطائفية، وهذا ما انعكس في موقف هذا الجيش، لذلك لا بد أن يتم السعي لبناء جيش وطني على أساس عقيدة وطنية، بعيداً عن الولاءات المناطقية أو الحزبية أو المذهبية أو الطائفية الضيقة.
ختاماً، هل هناك مخاوف من تدخل عسكري من خارج دول "التحالف العربي"؟ وما تأثيره في حال وقوعه؟
ليس هناك خشية من تدخل أجنبي في هذه الأحداث التي أصبحت الآن بيد قوات التحالف، وبإيعاز دولي وفقاً للقرار الأممي 2216. إذا كان هناك من تدخلات أجنبية كما رأينا من مواقف الولايات المتحدة الأخيرة، فهي تشمل جانباً واحداً وهو مواجهة الإرهاب، وهو أمر مجمع عليه من قبل كل الأطراف بما في ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي.