​​​​​​

يظهر في الجلد ويصيب المجتمع

شيماء القرشي

لم تكمل العاشرة من عمرها حينما رأت بقعة بيضاء تتسلل إلى جفنيها وأجزاء من كفيها، أسرعت راكضة نحو والدتها لتريها ما حدث. لم تعرها والدتها اهتمامًا، وظنت أنها ناتجة عن لعب ابنتها في الشارع، أو كنوع من الحساسية الجلدية التي ستزول لا محاله.

انتهى الأسبوع، وتلته أسابيع وأشهر وسنوات كثيرة والبقع مستمرة في الظهور في مناطق مختلفة من جسدها، ومع انشغال الأسرة بتوفير لقمة العيش لأطفالهم الخمسة، لم تلتفت لها إلا بعد أن أصبحت في الخامسة عشر من عمرها، عندما سيطرت البقع الباهتة على نصف ملامح وجهها وكفيها.

سارعت الأسرة للبحث عن علاج، لتكتشف أن ابنتهم مصابة بالبرص الذي كان يغطي حينها  %40من جسدها.

 

مصدر خزي

تقول منيرة محمد، 27 عامًا، لـ "هودج" :"كانت أمي ترفض أخذي معها إلى أي مكان تذهب إليه، كنت أشكل لها مصدر خزيٍ و إحراج، وكنت أُمنع من حضور حفلات الزفاف، وإن وافقت أمي وسمحت بذهابي، أظل مرتدية العباءة أو شيء يغطي جسدي بشكل كامل"، وتضيف: "لم أكن أستطيع ارتداء ما يحلو لي من الملابس كبقية الفتيات اللواتي في مثل عمري، ظل جسدي عائقًا يمنعني من السعادة".

تكمل: "في زواجي الأول، كان زوجي يعلم بإصابتي بالبرص قبل الزواج، لكنّ حياتي الزوجية معه لم تدم سوى عام ونصف، مرت كلها بالسخرية مني بسبب مرضي؛ حيث كان يقول لي أني برصاء، وعليّ أن أحمد الله لأنه قبل الزواج بي".

وتضيف منيرة: "لم يكن وحده من كان يسخر مني بسبب إصابتي بالبرص، بل جميع أفراد عائلته؛ فعندما كنا نجتمع للأكل يقولون: جاءت البرصاء، ويستعيذون من البرص، لن أنسى أن أمه قالت له قبل طلاقنا بفترة قصيرة: أتركها. أتريد أن يكون أطفالك مشوهين كأمهم؟".

"لم تنته معاناتي بعد الطلاق وعودتي إلى بيت أهلي؛ فعائلتي هي الأخرى ظلت توجه لي أنواعًا من الإهانات والسخرية بسبب إصابتي بالبرص، وبأنني مسخ سيظل وحيدًا للأبد، على الرغم من أني حاولت أن أتعالج منذ أصابني المرض، ولكن انهرت نفسيًا أمام ما كان يحدث معي من تعامل أقرب الناس لي، وقررت التوقف عن العلاج؛ ما أدى إلى انتشار البرص في كل أنحاء جسدي" .

 

ملاذ غير آمن

"تقدم لي ابن عمي، وعلى الرغم من معرفتي بأنه يعاني من حالة نفسية، إلا اني وافقت على الزواج به هروبًا من احتقار أهلي بسبب إصابتي"، تقول منيرة، وتضيف: "أحاول أن استمر في حياتي، على الرغم من أنه يقوم بإهانتي وضربي والسخرية مني والاستهزاء بي، مع أني أنجبت له ثلاثة أطفال جميعهم غير مصابين بالبرص، وما زلت أصبر  وأتحمل الإهانة والسخرية. لا أحد يقبل بامرأة مصابة بالبرص ولا حتى عائلتها".

وتقول أنهار ،  17عامًا، اــ "هودج": "أصبت بالبرص وأنا في المرحلة الابتدائية، في البداية، كنت أتعامل معه كما لو أنه مرض عادي سرعان ما سأشفى منه، ومع مرور الأيام، شعرت أن الكل يحيطني بطوق من العزلة معتبرًا ما أصبت به شرًا، لدرجة أن بعض زميلاتي توقفنّ عن مناداتي باسمي، وأطلقنّ عليّ "البرصاء"،  كانت ألفاظهنّ كما لو أنها تذبحني من الوريد إلى الوريد، وأعود إلى البيت ودموعي تغسل وجهي، وأحاول عند باب المنزل أن أتماسك، فقد كنت أشعر  أن ما أصابني هم يثقل صدر أبي وأمي، وإن حاولا أن يتصرفا أمامي بشكل طبيعي".

وتضيف: "لم يكن أحد يرغب في مصادقتي من الطالبات في المدرسة، كنّ يهربنّ مني ويخشينّ أن أعديهنّ". وتكمل: "حين أشاهد الفتيات في الحفلات، وكيف أبدو مختلفة عنهنّ، ومن يراني يسألني: ما الذي في وجهك؟ أشعر بالسوء، ولا زال البعض إلى اليوم يلقبونني بأنهار البرصاء".

 

ماذا لو كان المصاب رجلًا؟

تقول أم غفران،  42عامًا، لـ "هودج" : "تزوجت من رجل لم أعرف أنه مصاب بالبرص إلا بعد الزواج، صحيح أن الأمر لم يكن محببًا لي في البداية، لكن ما جعلني أقبل به هو معرفتي بأن البرص ليس معدٍ، ولم أكن أريد أن أنهي حياتي الزوجية لسبب لا علاقة للزوج في وجوده".

وتضيف: "ماذا لو كنت أنا مكانه؟ لكان ربما تركني وأتهم عائلتي بأنهم خدعوه، فعلى الرغم من أن البرص قد يصيب الرجال كما يصيب النساء، لكن المجتمع لا يراه عيبًا إلا حين تصاب به امرأة"، مؤكدة: "بعد 17عامًا من الحياة معًا، لم أصب بالبرص وأولادي كذلك، فكيف يكون البرص معدٍ؟  كما أنني أمارس حياتي مع زوجي المصاب بشكل طبيعي".

 

غير معدٍ

يؤكد طبيب الجلدية في المستشفى السعودي الألماني، الدكتور قاسم الناظري أن البرص "مرض غير معدي، وهو ناتج عن نقص في صبغة الميلانين في الجلد، ويعتبر مرض ذاتي المناعة، يحدث نتيجة اختلال مناعي وليس عدوى"، موضحًا: "يحدث أن أجسامًا مضادة تهاجم خلايا الجسم الصبغية نتيجة صدمة نفسية، وفي حالات نادرة، إذا تشابه الجهاز المناعي للأب أو الأم مع أحد الأبناء، ومر الأبناء بنفس ظروف الآباء، فقد تحدث الإصابة بنسبة 1 : 3، وهي ضئيلة جدًا لكون هذا المرض لا يعتبر وراثيًا البتة".

ويكمل: "هناك حالات تشفى بغير علاج؛ حيث تعود الصبغة بنفسها، وهناك حالات تحتاج لعلاج ولفترات طويلة، والعامل النفسي يؤثر في استجابة الجسم للعلاج، وما يرافق ذلك من ارتفاع أسعار الأدوية ،خاصة وأن أغلب المراهم التي يتم معالجة مصابي البرص بها يتم استيرادها حسب الطلب؛ لأنها لا تتوفر  في اليمن، وهي مراهم عالية التركيز  والتكلفة ايضًا".

 

الشعور بالدونية

يقول أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة صنعاء، مطهر الحزمي، لـ "هودج": "يتعرض المصاب بالبرص لصدمات نفسية كثيرة في حياته، ترافقه منذ أصابته وحتى وفاته، بل إن الأثر النفسي الذي تتعرض له المصابة بالبرص يكون أشد وطئًا عليها ،خاصةً وأن البرص يعتبره مجتمعنا عيبًا يؤدي الى النفور من المصابة به".

وبحسب الناظري: "من الطبيعي أن تصاب المريضة بالاكتئاب، خاصة عندما تتعرض لسخرية من أشخاص دائمًا ما تعتبرهم درعها الذي يحميها".

ويوافقه الرأي الباحث في علم النفس والتنمية الكودية، الأستاذ على الأحمدي، ويضيف: "مريض البرص لا يرى عيبًا في ذاته إلا حينما يشعره بذلك المجتمع، فكلما اعتبره المجتمع شخصًا مختلفًا، ونظروا إليه بنظرة انتقاص، تلقائيا يشعر هو بذلك، فينعكس في سلوكه وشعوره تجاه نفسه، وهذا ما يحدث للمصابات الإناث حينما يهرعنّ لتغطية أجسادهنّ بالملابس الكثيرة، وبضعنّ مساحيق التجميل على وجوههنّ لإخفاء علاماته",

 

مفاهيم اجتماعية

يقول الباحث المتخصص بعلم الاجتماع، الدكتور أحمد منصر: "لم يكن ليصبح البرص عيبًا لو أن المجتمع كان أكثر وعيًا، فمن المتعارف عليه أن مجموعة من العادات والتقاليد والموروثات الثقافية اتسمت عبر الأزمنة المختلفة بازدراء مريض البرص، بل والنظر إليه كنَبت شيطاني"، ويضيف: "هذه الأفكار تكرست في أذهان المجتمع؛ حيث لا يزال ينظر لمريض البرص ككائن مشوه، على الرغم من أن كونه أحد مظاهر الجمال الإلهي التي رسمها الله في الوجود".

ويرى أحمد الباكري، 22 عامًا، وهو طالب أدب إنجليزي، أنه "لا عيب في المصابة بالبرص أو نقص أو اختلاف عن الأخريات؛ فمعيار  جمال الفتاة ليس في شكلها أو بشرتها، وإنما أسلوبها وأفكارها ومقدار ثقافتها".

ويوافقه عبدالرحمن الغرسي، 21 عامًا، طالب علم اجتماع، الرأي؛ حيث يرى أنه "لا قيمة فعلية للشكل، وعقود الزواج التي تنتهي بالفسخ بسبب البرص لم يتوفر فيها الحب؛ لأن الحب لا يجعلك ترى أي عيوب في شريكك"، مؤكدًا أنه لن يرفض الارتباط من فتاة بسبب إصابتها بالبرص.

وتقول إيمان  الذيفاني، 23 عامًا، وهي طالبة علوم كيماء: "لا بد أن يكون هناك وضوح منذ البداية بين الزوجين؛ كي لا ينصدما بعيوب بعضهما البعض بعد الزواج".

وتضيف أسماء عبد الحكيم ،  22عامًا، وهي طالبة علوم كيماء: "في مجتمعنا، لا يتم التعارف بين الزوجين إلا يوم الزفاف، وحينما يجد الزوج في الزوجة عيبًا بسيطًا، فأنه يسارع لتركها، ولو حتى بعد فترة وجيزة من الزواج، ومجتمعنا لا يرى المصابة بالبرص كباقي الفتيات، ونعرف الكثيرات من المصابات وصلنّ إلى مراحل عمرية كبيرة، ولم يرتبطنّ بسبب نظرته الدونية للمصابة بالبرص. إنه لغم اجتماعي".

وتشير سمر محمد، 27عامًا، وهي ربة منزل: "بالإضافة إلى أن المصابة بالبرص تتعرض لكل أنواع التنمر والإهانات، إلا أن هناك أيضًا وصمة عار قد تلحق بها؛ فهناك ثقافة مجتمعية في بعض مناطق اليمن ترى أن الله لم يكن ليبتلي الشخص بالبرص لو أنه لم يرتكب ما يغضبه، على الرغم من أن البرص مرض عادي كباقي الأمراض، وبالطبع، وقع هذه المعتقدات أشد أثرًا على المصاب".

 

تراث الفقهي

ما حدث مع منيرة وأنهار وأم غفران لم يكن ناتج عن قصور في وعي البعض فحسب، بل هناك أقوال مأثورة وعبارات وأحاديث موضوعة وضعيفة في كتب الفقه والحديث تقلل من شأن المصاب بالبرص، ومن ذلك:

في مسند أحمد، من حديث يزيد ابن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله علية وسلم- تزوج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها ووضع ثوبه وقعد على الفراش، ابصر بكشحها بياضًا، فأماز عن الفراش، ثم قال: خذي عليك ثيابك، ولم يأخذ مما أتاها شيئًا.

ويعتبر هذا الحديث ضعيف بسبب اختلال عدالة أحد الرواة الذي قيل فيه أنه ليس بثقة، وكما قال البخاري: "لا يصح حديثه"، وقال النسائي: "الحديث ليس بالقوي".

وفي الموطأ للإمام مالك -رضي الله عنه- عن عمر أنه قال: "أيما امرأة غر بها رجل بها جنون أو جذام أو برص، فلها المهر بما أصاب منها، وصداق الرجل على من غره"، وفي حديث آخر : "قضى عمر في البرصاء والجذماء والمجنونة إذا دخل بها فرق بينهما، والصداق لها بمسيسه إياها، وهو له على وليها".

وبالتالي فان في التراث  الفقهي، بحسب البعض، ما يشير إلى المرأة المصابة بالبرص، ولا يذكر الرجل المصاب وموقفه منه، وعلى الرغم من ذهاب اتجاهات فقهية إلى وصف تلك الأحاديث بـالموضوعة بسبب اختلال سلسلة الرواة، إلا أن المجتمع يتمسك بتلك النظرة الدونية.

 

قوانين

ليس أفراد المجتمع وحدهم من تأثروا بالتراث الفقهي الذي ينتقص من المرأة المصابة بالبرص، بل أن المشرع اليمني سار على ذات المنوال؛ فقد نصت المادة (47) من قانون الأحوال الشخصية على أن "لكل من الزوجين طلب الفسخ إذا وجد بزوجه عيبًا منفردًا، سواء كان العيب قائمًا  قبل العقد أو طرأ بعده، ويعتبر عيبًا في الزوجين معًا (الجنون والجذام والبرص)، ويعتبر عيبًا في الزوجة (القرن والرتق والعفل)، ويسقط الحق في طلب الفسخ بالرضاء بالعيب صراحة أو ضمنًا  إلاَّ  في الجنون والجذام والبرص وغيرها من الأمراض المعدية المستعصي علاجها، فإنه يتجدد الخيار فيها وإن سبق الرضاء، ويثبت العيب إما بالإقرار ممن هو موجود به أو بتقرير من طبيب مختص".

وبشأن مضمون هذه المادة القانونية، تقول أستاذة قانون الأحوال الشخصية بجامعة صنعاء، افتكار المخلافي: "طالما وأن الطب الحديث أثبت أن البرص مرض غير معدٍ، فمن غير اللائق أن يتم تصنيف البرص، كما نصت المادة (47) من قانون الأحوال الشخصية ، كأحد العيوب الموجبة للفسخ، وأرى أن يتم تعديلها".

وتضيف: "هناك تأثيرات نفسية ستظل ناتجة عن ذلك، وأرى أن يتم مراجعة وصياغة المادة عند التعديل بشكل يتجاوز ما فيها من أخطاء، خاصة  وأن القانون اعتبر البرص عيبًا موجبًا للفسخ، حتى عندما يصاب به الشخص بعد الزواج".

ويصف المحامي محمد المجاهد قيام المشرع بإعطاء حق للزوجين كليهما في فسخ عقد الزواج بسبب البرص، سواء بعد عقد الزواج أو إذا طرأ بعد سنوات من العلاقة الزوجية، "انتهاكًا صريحًا لإنسانية المصاب، سواء كان ذكرًا أو أنثى؛ فالبرص ليس سببًا كافيًا لانتهاء علاقة زوجية أساسها الحب والتفاهم، وهذا ما يتعارض مع الأخلاق والقيم، ويعتبر أحد مظاهر التخلي ونكران الجميل".

وترى المحامية حنان الحكيمي: "من غير المنطقي أن يضم البرص إلى الجنون في نفس نص المادة، ومستحيل أن تقوم علاقة زوجية مع شخص مجنون بعكس المصاب بالبرص؛ فهو كامل الأهلية، ومرضه غير معدي، وليس ضاراً على الزوج/ـة أو حتى الأبناء، وفي كل الأحوال، يتوجب على الشخص المصاب وأسرته الإفصاح عن الإصابة قبل عقد الزواج؛ ليكون الطرف الآخر على بينة، وهذا ما يتم في جميع العقود القانونية، والذي يعتبر عقد الزواج أسماها".

 

إحصائيات وأرقام

تشير رئيسة اتحاد نساء اليمن - عدن، فاطمة المريسي، إلى أن تنمر المجتمع على المصابات بالبرص هو عنف قائم على النوع الاجتماعي، "لم تعره الجهات المختصة أي أهمية من الجانب الصحي والاجتماعي، أو حتى من خلال رفع الوعي".

وتضيف: "لم نرصد في الاتحاد أي شكوى في هذا الجانب، وأهملنا إلى حد كبير تبني قضايا المصابات به في حملات التوعية"، وتؤيد المريسي تعديل نص المادة 47)) من قانون الأحوال الشخصية كونها "تنتقص من كرامة الإنسان وخاصة المرأة".

ويبين الانفوجرافيك التالي نسب الإصابة بالمرض بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ومؤسسات خاصة لمناصرة مرضى البرص حول العالم (سواء أكان كلي أو جزئي):

ومن خلال بحثنا المعمق في سبع مشافي يمنية، توصلنا إلى أن نسبة 25% من إجمالي حالات الإصابة بالأمراض الجلدية هي لمرضى مصابين بالبرص بمختلف أنواعه، وتشكل الإناث %15  من عدد المصابين بالبرص، والذكور 10 %.

وبين عام  2016 وحتى ديسمبر2021 م، تم تسجيل 1200 حالة في مستشفى واحد في العاصمة صنعاء، وكانت الأعداد متشابهة في أغلب المشافي؛ حيث تم تسجيل 5181 حالة خلال خمس سنوات، دون النظر لعدد الحالات التي تعرض على العيادات الخاصة، والحالات التي ما زالت لم تعرض على الأطباء.

وحول عدد قضايا الفسخ التي عرضت على القضاء اليمني خلال 2021 - 2019م بسبب البرص، فهي %10  من أجمالي قضايا الفسخ المختلفة، بحسب سجلات القضايا المقيدة في محكمة شمال الأمانة، ويرجع محامون تضاؤل النسبة إلى لجوء العديد للصلح والتسوية الودية بدلًا من عرض هذا النوع من القضايا على المحاكم.

 

نشرت هذه المادة في منصة هودج على الرابط التالي:

http://https://hodaj.net/posts/yzhr-fy-ljld-wysyb-lmjtmaa