رجل الكهف ( الرمز البشري ) لسقطرى

رجل الكهف انسان ودود، بشوش، يتعامل بتلقائية نادره. مرهف الاحساس، سريع البديهة يقضي معظم وقته في كهف بسفح جبل يقع على بحيرة ضحله، على شاطى مدينة قلنسية في جزيرة سقطرى. 

    يعيش في الكهف ليس رفضا للحداثه والتطور بل عشقا للطبيعه, وحبا للبحر والجمال. 

  يلبس ما كان يلبسه آبائه واجداده، ليس رفضا للموضة بل حبا للبساطه، واعتزازا بالتاريخ والاصاله.

     وحينما سالته ان كان يرفض الحداثه والتطور اجابني بكل تلقائية بالنفي القاطع.

وعندما طلبت منه الدليل. اجابني بفخر ( زوجتي تقود سيارة ).

    وبمجرد ان راى علامات التعجب وعدم التصديق على وجهي، اتصل بها وطلب منها الحضور الى المخيم الذي نصبناه للمبيت، بالقرب من كهفه المشهور -- على شاطى قلنسية. 

     بعد ساعه تقريبا جاءت ( قمر ) زوجة ( رجل الكهف ) وفعلا كانت تقود سيارة ( سوزوكي ) -- اسمها الشعبي ( الاسطوره ) -' كما قال --. وقد اذهلتني المفاجئة. 

   -- بكل اسف -- كانت ( قمر ) منقبه، ورفضت التصوير بشده.

   كانت تلقائية، ودوده، كزوجها، وكريمه مثله، جاءت تحمل لنا ( عشاء مكون من الخبز والفاصوليا المطبوخه )، ومع ( المحار ) الذي احضره عبدالله -- ( رجل الكف ) --. كان عشاء لا ينسى.

   اكلت حوالي 20 محارة ( نيء )...... كان المحار لذيذا جدا

     سالته عن مصدر المحار فاجاب بانه قد جمعه للتو من البحيره التي يطل عليها من الكهف. 

    وهكذا، وعلى الرغم من ان الزمن الذي عشناه مع ( رجل الكهف )، في لقاءاتنا الثلاثه، لا يتجاوز ساعتين ونصف تقريبا -- 20 دقيقة في زيارتنا له، و 80 دقيقة في زيارته لنا في المخيم عند العشاء. و 40 دقيقة عندما شرفنا بقص شريط تدشين التحديث والتطوير في فرع البنك --، الا ان تاثيره علي كان عميقا.

     لقد اصبحت اشعر بود لا يوصف مع هذا الرجل، فبساطته، وحسه المرهف، ومشاعره الفياضه، منحته هاله غير عادية -- من وجهة نظري على الاقل -- كصاحب رساله غاية في العظمه. فمظهره، ومسكته، ومأكله وتعامله وافعاله واقواله كلها توحي لك بانه -- فعلا -- ( الرمز البشري ) لسقطرى.

    نعم انت ( الرمز البشري ) لسقطرى يا عبدالله.