عابرون والدنيا ليست لنا!

بأي حق ندعي البقاء؟ونحن ومن دون شك مخلوقات فانية،سنرحل مهما بلغنا من رتب تاركين خلفنا ممتلكات وعقارات وأموال وأحباب، سنترك الدنيا ومن عليها يرثها الله لمن يشاء.

جرت سنة الله عز وجل منذو الأزل بأنه لا أبدية للاشياء مهما بقيت، ومهما طال البقاء فلأبد أن تودعنا أو نودعها.

لذلك إلى كل إنسان تحمل فوق طاقته،أفنى عمره لدخر ماله دون أن ينفق منه يعيش بسلام أو صدقة تنجيه بالدنيا والآخرة، كثر من زارهم الموت وهم لم يعيشوا حياتهم بشكلها المطلوب،أما أفنى حياته بالتعب والمشاكل والكره والحقد،والتجسس والغيبة والنميمة،والمحرمات،أضاع الدنيا والآخرة معا، ومنهم من ظلم نفسه وظلم غيره مثل أولئك الحكام والوزراء،والمسئولين،ظلموا ولم يقسطوا،بل سرقتهم مناصبهم من الإنسانية والرحمة وأردت بهم إلى عالم الوحشية حيث تنتهي الحياة والسعادة معا، فكانوا عرضة للأمراض وكره الناس وخسارة الدنيا والأخرة وذلك هو الخسران المبين، نسوا الله ونسوا أنفسهم.

من سلكوا الطريق الحرام لنيل المناصب والرتب،قتلوا الأبرياء وأستباحوا الدماء وأكثروا في الأرض الفساد والفتن،وصلوا إلى مناهم ومناصبهم بعقول غول لم يتفكروا بالأمم التي قبلهم ومن كان أشد منهم بطشا وفاقهم قوة.

ومن جعل الدنيا نصب عينه،صال وجال بشهوات الدنيا ومفاتنها،لا يلتفت بقلبٍ رحيم إلى محتاجِ أو يتيم أو مكسور.

أيام تمر وسنين تنطوي،العمر ينقص تدريجيا،ونحن نتسابق على دنيا ليست لنا، نحن مستخلفون على الأرض ليس إلا،الله سيرثها،سنذهب ونترك كل شيء،أموالنا أولادنا مناصبنا،اتفه أشياءنا واثمنها،والعبرة بمن سبقنا،نحن عابرون وكل شيء فينا يعبر،أيامنا وقوتنا،فرحنا وحزننا،عاااااابرون نحن ولو بقينا.

من يكن عابر على طريق ووجد فيها أذى،فليزيل هذا الأذى ليعبر من بعده بسلامِ،فينال دعوة وأجر،هكذا نحن يجب أن لا نفسد عبورنا بعرض دنيا،نكره ونكفر ونحسد ونغتاب ونقتل بعضنا البعض،نعيش عالم من الوحشية يستمد قوته من نوايا قلوبنا وطمع أنفسنا،وذلك الحسد الذي يعد جريمة الإنسان الأولى سفك أول قطرة دم إنسان بريء.

عابرون وسنترك هذهِ الآثار أطلال لمن بعدنا،عابرون وكل وأحد فينا يحمل في جعبته كم من المشاعر،والحكايات،الأعمال والأثر.

عابرون وسيعبر معنا ما يستحق العبور،ونترك ما يجب أن نتركه.

عابرون وسنترك الحب ومن هديناه إياهم،الكره ومن أذيناه به،الخوف والفرح والحزن والأنتقام.

عابرون وأجراس الرحيل تدق، فإذا دقت وأصابت،لن تستأذن حينها من قلوب المحبين،ورحمة المقربين،ولن ترثِ لحنين العاشقين.

عابرون وسنفترق هنا…… وهناك نلتقي.