بشرى سارة.. مناقشة فتح كافة المنافذ الحدودية بين #اليمن و #السعودية
تنطلق (الأحد) مباحثات مجلس الأعمال السعودي اليمني تحت شعار «رؤية سعودية وتنمية يمنية 2030&raqu...
انتهت «لعبة الثورة» وصار الوقت مناسباً كي تعودوا إلى بيوتكم وإلى مقاعدكم الدراسية. ارفعوا خيمكم من الساحة، فقد انتهت المهمة ونجحتم في إسقاط الرئيس.
هكذا وصلت الرسالة إلى شباب الثورة اليمنية، من قبل بعض أحزاب اللقاء المشترك، وإن كان ذلك بشكلٍ غير مباشر. فقد قرأ الشباب هذه الرسالة عبر عمليات الجرف، التي طاولت أول من أمس مساحات واسعة من منطقة «ساحة التغيير» التي يقيمون فيها منذ شباط من العام الماضي، وضحى من أجل بقائها مئات من الشباب سقطوا برصاص قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
الحجة المعلنة أن الخيم صارت تعرقل وصول عربات الإسعاف إلى المستشفى الكبير المجاور لها. لكن هذا المستشفى في مكانه منذ وقت طويل، ولم يتحدث أحد عن الإعاقة التي تمثلها مجموعة الخيم.
وهو ما دفع مئات الشباب إلى التظاهر احتجاجاً على إزالة الخيم، ما أجبر اللجنة التنظيمية العليا للثورة على الإعلان أن الثورة مستمرة، وأن عملية الإزالة ما هي إلا «نوع من إعادة ترتيب الساحة وملء الفراغات بداخلها بعد رحيل عدد من شباب القبائل منها».
لكن هذا التبرير لم يُقنع الكثيرين من شباب الثورة، وخصوصاً بعد واقعة الاعتداء بالعصي والأسلحة البيضاء، التي تعرض لها عدد منهم مساء أول من أمس، من جنود تابعين للفرقة الأولى مدرع التابعة للواء علي محسن الأحمر بمعية شباب قيل إنهم تابعون لحزب التجمع اليمني للإصلاح، نتيجة مطالبة أولئك الشباب بالصعود إلى المنصة، ومخاطبة شباب الساحة بعدم الرحيل منها إلا بعد تحقيق كامل أهداف الثورة.
هذا الإجراء أشعر الشباب بأنهم قد تعرضوا لخديعة. يقول محمد العديني، «لقد تم خداعنا من قيادات أحزاب اللقاء المشترك، بعدما نجحوا في اعتلاء رئاسة الحكومة وخلع علي عبد الله صالح».
وأضاف في حديث مع «الأخبار»، إن رئيس الحكومة نفسه، محمد سالم باسندوة، جاء إلى الساحة وأخبرهم أن لا عودة لهم إلى بيوتهم إلا بعد تحقيق الثورة لكامل أهدافها، لكنه «الآن نسي كل ذلك، بعدما استقر في كرسي رئاسة الحكومة».
أما الشابة هدى النصيري، فرأت أنه «على الرغم من أن بنود الآلية التنفيذية المُفسرة للمبادرة الخليجية، تنص في جزء منها على عدم المس بساحات الاعتصام والإبقاء عليها، إلا أنهم نكثوا بكل ذلك وبدأوا بإزالة الساحة».
وتشير هدى إلى أن هذا التصرف لم يحدث «إلا بعدما تلقت الحكومة أوامر خارجية في مؤتمر أصدقاء اليمن، الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض (قبل أيام)، واشتُرط خلاله إخلاء الساحات كمدخل لتدفق الأموال، التي تعهدت الدول الكبرى بمنحها لليمن، من أجل خروجه من الأزمات الخانقة التي تهدد استقراره».
لكن بوادر الشروع في إخلاء الساحة لم تظهر بين ليلة وضحاها. اذ سبقها قيام اللجنة المكلفة بتأمين التغذية والعلاج في المستشفى الميداني الملحق بالساحة بتقليص كمية الغذاء اليومية التي يتم منحها للشباب.
وبالتوازي، ظهرت تصريحات للقيادي في حزب الإصلاح، الملياردير حميد الأحمر، تهاجم الساحة، وتتهمها بأنها تحولت إلى مكان سيئ السمعة. وقال الأحمر لموقع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الساحة أصبحت عبارة عن مرقص ومكان لتلاقي العشاق. وهو التصريح الذي لاقى احتجاجات عارمة، أُجبر على أثره الأحمر على محاولة التنصل من تصريحاته.
من جهته، لم يقف السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فيرستاين، متفرجاً أمام الحدث، وهو الذي صار يتصرف كحاكم عسكري للبلاد، بعد توقيع المبادرة الخليجية.
وتسربت أنباء عن عقده اجتماعاً في معسكر الفرقة الأولى مدرع، وإشارته إلى أن الوقت قد حان لتفكيك الساحة، وإيجاد ممرات متاحة لعبور السيارات بداخلها. وهو ما انعكس مباشرة مساء اليوم نفسه بانسحاب اللجان الأمنية من مداخل الساحة وتركها من غير حراسة.
لكن مع هذا لا يبدو أن أمر إخلاء الساحة يلاقي معارضة من كل الشباب. اذ لا يخفي العديد منهم أن الساحة قد استنفدت أغراضها.
ويقول الشاب علي الديني إن الساحة لم تعد ذلك المكان الثوري الذي انطلقت منه شرارة الثورة.
ويضيف «لقد تحولت إلى ساحة لتصفية الصراعات الحزبية، ومكاناً للارتزاق حيث صارت مصباً لأموال سعودية وقطرية وإيرانية، تحاول كل جهة من طرفها استقطاب أكبر عدد من الشباب إلى جانبها».
لكن في اتجاه معاكس، يظهر شباب الصمود، وهم التكتل الشبابي المنضوي تحت راية جماعة عبد الملك الحوثي، معلنين عدم رحيلهم من الساحة ومتعهدين بتكفل احتياجات من سوف يبقى من الشباب.
وإلى هؤلاء تظهر جماعة الشباب المستقلين، الذين أعلنوا بدورهم عدم ترك الساحة، إلا بعد أن تتم محاكمة نظام صالح عن دماء رفاقهم الشباب.
وقال ماجد الذاري إن «الفرصة باتت سانحة كي تخلو الساحة من الأحزاب التي أساءت لنقاء الثورة، وأن الوقت قد صار مناسباً لتستعيد زخمها الأول».
وحتى لو تمت تصفية ساحة التغيير بصنعاء من المعتصمين فيها، فإن معضلة أخرى ستبقى ماثلة أمام حكومة الوفاق الوطني وتتمثل بساحة الحرية بمدينة تعز، التي تبدو بعيدة عن أي استقطابات حزبية. وهو ما سوف يدعمها في البقاء طويلاً وعدم تأثرها بما يحدث لمثيلتها في صنعاء.