خليج عدن/ متابعات
استضافت قناة (روسيا اليوم) الأكاديمي والباحث د.علي صالح الخلاقي، للحديث حول لقاء الكويت وهل تحدث اللجان الثلاث المشكلة اختراقاً.. وعن سؤال المذيع له: هل يمكن القول ان التوصل الى الاتفاق بشأن الأسرى هو تقدم حقيقي يمكن أن يفضي إلى تفاهمات أكبر؟..أجاب د.الخلاقي:
- الحقيقة إن أي مشاورات أو مفاوضات يُرجى منها في الأخير التوصل إلى ما عجزت عن تحقيقه القوة، وهذا ما يؤمل على أية محادثات وما ترنو إليه الأبصار في الكويت أن يتحقق السلام خاصة بعد عام من الدمار والخراب الذي تسبب به الانقلابيون منذ اجتياحهم للمدن وسيطرتهم على السلطة وعلى اسلحتها ثم اجتياحهم للمحافظات الجنوبية وعودتهم منكسرين ، ولذلك لا بد أن ترعوي هذه المليشيات الانقلابية وتجنح للسلم خاصة وأن الحرب قد أثبتت أنه لا يمكن أن تُحكم البلاد شمالا وجنوبا بالقوة تحت أي مبرر والأمل ليس فقط أن تحقق اللجان الثلاث السلام المرجو وتفضي إلى السلام المطلوب، ولكن ما يتبين منذ البدء أن لا أمل مع مراوغة وفد الانقلابيين ومحاولة التفافهم على القضايا الرئيسية التي جاء من أجلها هذا اللقاء في الكويت وكذلك القرار الدولي والمرجعيات الأخرى.
- ماذا بشأن ما توصلت إليه اللجنة بشأن المعتقلين والأسرى وأهمية هذا التقدم هل يمكن الحديث عن كونه تقدم يمكن أن يمهد لتفاهمات أكبر أم أنه لا يمكن عزله عن سياق الجمود؟
- لا شك أنه يمثل خطوة إيجابية إذا ما تحقق على أرض الواقع .. نحن ما زلنا في طور المشاورات وقد أثبتت التجربة مع المليشيات الا نقلابية أنها دائماً ما تبدي حسن النية ثم تنقلب على ما أبدته من نوايا حسنة وهذا ما اتضح منذ بدء هذه المفاوضات، وكذلك من مفاوضات جنيف ومفاوضات بيل وحتى الاتفاقيات المحلية التي جرت قبل انقلابهم على السلطة الشرعية ..لا شك أن هذه الخطوة اذا ما تحققت ستبدي نوعاً ما من حسن النية .
- ماذا عن تشكيل سلطة انتقالية وتسليم المدن وتسليم السلاح ..ما السبيل لتجاوز هذه النقطة..هل وصلت المحادثات في هذا الجانب،أي عمل اللجنة السياسية إلى باب موصد؟
- القرار الأممي 2216 واضح جداً ، ووفد الانقلابيين يسعى إلى الالتفاف على هذا القرار وتكريس انقلابهم السابق بانقلاب جديد يُلغي هذا القرار الدولي بأجندة جديدة تتيح لهم أن يكونوا شريكا في السلطة ..الانقلابيون يسعون للحصول على السلطة ..ولا يبحثون عن سلام لليمن ولا لمعالجة الأوضاع التي نتجت عن هذه الحرب ، حتى أن لغتهم الخطابية تُدلل على أنهم لا يعترفون بشرعية الرئيس ولا بالشرعية الدولية ..إذن، أعتقد أن هذا الأسلوب المستمد من التجربة الإيرانية في إطالة أمد المفاوضات لكسب الوقت واحراز نجاحات على الأرض هي المتبعة الآن في سياسة الانقلابيين، وإلا كيف لهم أن يتحدثوا بمثل هذه اللغة عن السلطة الشرعية وعن القرار الدولي وأنهم جاؤا للبحث عن سلطة شراكة انقالية وليس عن تطبيق القرار الأممي الذي يضعهم تحت طائلة البند السابع وهو أمر معروف للقاصي والداني. ولهذا اعتقد أنه ينبغي عليهم أن يخرجوا من تلك السياسة المراوغة التي لن تقودهم إلى تحقيق شيء ، خاصة بعد أن فقدوا الكثير على أرض الواقع مما كانوا يتمتعون به من نفوذ عسكري وسيطرة على الواقع إذ انسحبوا من كثير من المحافظات الجنوبية بكاملها باستثاء بعض الجيوب البسيطة وكذلك من مأرب والجوف ووصلت قوات الشرعية إلى مشارف صنعاء، ولذلك لا بد من تحكيم العقل إذا كانوا فعلا يبحثون عن حل يخرج اليمن من أزمتها ومن هذه الحرب التي قادوا البلاد إليها .
- ما هي الضمانات التي يمكن أن تقدم للطرف الآخر، كما يطرح، في حالة تم تسليم الأسلحة .. ما الذي يضمن أن لا تنقلب هذه الأسلحة عليهم؟
- اعتقد أن الأمر واضح كل الوضوح ، وبعيداً عن حكاية أيهما الأسبق الدجاجة أم البيضة التي يتذرع بها الانقلابيون فالسلطة الشرعية معترف بها شعبياً وعربياً ودولياً ، والقرار الدولي أسماهم بالانقلابيين وألزمهم بتلك الإجراءات التي لا بد من اتخاذها .. لا يمكن لهم أن يضعوا العربة قبل الحصان أو أن يحاولوا استخدام هذه المشاورات السياسية لتحقيق ما عجزوا عنه عسكرياً ، اي أنهم يسعون إلى إطالة أمد هذه المشاورات بهدف كسر القرار الأممي والغاء شرعيته بشرعية جديدة مكتسبة وكأنهم يريدون انقلابا جديداً من خلال هذه المفاوضات، وهذا لن يتحقق لهم لأن هذا ليس حلاً، وإعادة تدوير المشكلة التي تسببوا بها باحتفاظهم بالسلاح أمر غير وارد ولا يخدم اليمن شملا وجنوبا ، هم يتذرعون لمن يسلمون السلاح؟ ..هل للدواعش في الجنوب؟ وكأن الجنوب الآن وعدن والمكلا بيد داعش.. مع أنهم في اثناء الضربات التي وجهت للقاعدة وخلاياها المرتبطة بعفاش في المكلا رفضوا تأييد تلك الضربات الموجعة للقاعدة، بل واحتجوا ضد هذه الضربات ، وهذا يبين أنهم مجرد ما يستخدمون هذه الشماعة لاخفاء نواياهم وأطماعهم وهم وهذه المنظمات وجهان لإرهاب واحد، استولوا على سلاح الدولة ويحاولون أن يفرضوا به أجندتهم وهذا يتناقض مع كل الأعراف والقيم ومع القرار الدولي والمرجعية المحلية والدولية.
- ماذا بشأن استكمال اجراءات بناء الثقة في ظل سياق تبادل التهم بين الطرفين ..واتهاط الطرف الآخر للوفد الحكومي بأنه يسعى لفرض أجندات تخدم مصالح دول أخرى؟
- يا عزيزي هم يصورون وكأن السعودية هي التي اجتاحت صنعاء بجيوشها وهي التي انقلبت على السلطة الشرعية وهي التي استولت على المعسكرات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وهي التي اجتاحت المحافظات الجنوبية وتركت الخراب والدمار .. هم يتناسون كل الويلات والمصائب التي تسببوا بها في كل المحافظات التي اجتاحوها وتركوا وراءهم بعد هزيمتهم عناوين الدمار والخراب والتخلف وذلك ما يدلل على أن هذه الجماعة القادمة من كهوف مران لا تحمل أي أجندة وطنية ، وأنها كانت مدعومة وما زالت من إيران لتكون رأس حربة لهذه الدولة الإقليمية لفرض ربما بعض اطماعها عن طريقهم على شاكلة ما تدخلت به في بعض الدول العربية وقد رأينا كيف ابتهجت حينما سيطر الانقلابيون على صنعاء وقالوا أن العاصمة العربية الرابعة قد أصبحت في فلكهم.. لذلك لا يحق لهم أن يتحدثوا عن السعودية وغيرها وهم مرتهنين للأجندة الإيرانية ..نحن نطالبهم بأن يكونوا يمنيين أولاً وأن يعترفوا بأن هناك مشكلة قائمة في اليمن ، وأن هناك أيضا مشاكل أخرى تتعلق بشمال وجنوب ، وقد كان الكثير يتعاطف مع الحوثيين عندما كانوا هدفا لنظام علي عبدالله صالح وشن عليهم سنة حروب، ولكن اتضح أن تلك الحروب مجرد مسرحيات لاستنزاف الجيران وربما هذا ما كشف عنه التحالف المريب بين الحوثيين والمخلوع والذي أفقدهم حتى التعاطف من قبل الكثير ممن خرجوا ضد المخلوع في ثورة 2011م وأصبح المخلوع والمليشيات الحوثية وجهان لعملة واحدة هي الإرهاب الذي يريد أن يسيطر بالقوة ويستأثر بأملاك الدولة وبمؤسساتها وهم يدعون أنهم يمثلون الشعب اليمني مع أن المليشيات الحوثية القائمة في صعدة لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من سكان صعدة ولا تمثل أي رقماً على مستوى اليمن شمالا وجنوباً..
- في ظل تقدم يتيم فيما يتعلق بلجنة المعتقلين والأسرى باتفاق نسبي.. إلى أين تتجه مفاوضات الكويت وهل سيكون مصيرها مثل مصير باقي الجولات السابقة.. أي الفشل؟
- في البدء لا بد من التعقيب حول حول حسن النية ..رأيناها بوصول وفد الشرعية في وقته المحدد ورأينا المماطلة والتأجيل والتأخير من لدن وفد الإنقلابيين ، وهذا يبين أن هناك نوايا مبيته لافشال هذه المشاورات ..ثم رأينا وفد الشرعية يلتزم بتلك الاتفاقات على جدول الأعمال التي تم الاتفاق عليها مسبقا مع المبعوث الأممي ولد الشيخ، فيما وصل الانقلابيون متأخرين ومع ذلك أرادوا الالتفاف على جدول الأعمال الذي وافقوا عليه وأبدوا حسن نيتهم قبل وصولهم إلى الكويت ولو متأخرين.. ثم نرى تلك النية في التزام وفد الشرعية بتلك المشاورات وتلك اللقاءات رغم إدراكهم بأن الوفد الانقلابي يسعى فقط للمراوغة وللتأجيل والتعطيل لهذ المشاورات..