​​​​​​

مسئول منظمة أطباء بلا حدود في اليمن: أجرينا أكثر من 13580 عملية جراحية

حاوره/ نشوان محمد
قال مسئول منظمة أطباء بلا حدود في اليمن حسن بوسنين إن كبرى التحديات التي تواجهها المنظمة الدولية تكمن في عدم مقدرتها على توسيع عملها الطبي في كل مستشفيات البلد وتوفير الموارد البشرية اللازمة لتغطية الاحتياج الذي نشأ بسبب الحرب منذ أكثر من عام.
وأضاف بوسنين في حوار مع صحيفة ”عدن تايم“ أن أطباء بلا حدود رغم تقديمها للمساعدات والعمل بشكل مباشر في أكثر من 15 مستشفى خاصة, إلا أن النظام الصحي في اليمن لا يزال في حاجة لإعادة تأهيله في مختلف المحافظات, مؤكدًا حاجتهم في المنظمة إلى ”الاستقرار الأمني لنستطيع وتستطيع وزارة الصحة اليمنية تقديم عملها بشكل جيد“.
وأشار إلى أن ”المؤشرات الصحية تسوء يومًا بعد آخر في اليمن“ وهو ما بات بأمس الحاجة للاستقرار الأمني ”لتسهيل عمل الفرق الطبية, وتسهيل وصول المرضى للمستشفيات, وتسهيل عمل المستشفيات نفسها“.
ومنذ بداية أغسطس/آب الماضي, استقبلت منظمة أطباء بلا حدود 150 جريحًا من ضحايا الألغام, فيما استقبلت على مدى عام كامل منذ مارس 2015 أكثر من 37 ألفًا من جرحى الحرب وضحايا العنف.

- سيد بوسنين, كيف يسير عمل أطباء بلا حدود حاليًا خاصة في المحافظات التي تشهد صراعًا داميًا على الأرض مثل تعز وغيرها؟
لا أخفي عليك أننا نواجه الصعوبات في تلك المناطق. فمن ناحية نحن نُعتبر معرضون للخطر, لكننا نعمل على تقليل تلك المخاطر من خلال التنسيق مع جميع الأطراف المنخرطة في النزاع. أما من ناحية أخرى فإن هذا الوضع الراهن هو الذي حتم علينا مواصلة تقديم الرعاية الصحية لليمنيين -الذين هم بأشد الحاجة للحصول على الرعاية الصحية خصوصًا الآن. نحن منظمة حيادية وغير متحيزة لأي طرف وهذا ما يؤمن لنا عادة تسهيل تعاملاتنا مع الجميع.

- ما أشد ما تواجهونه من صعوبات خلال هذه المرحلة مع تزايد الأرقام المخيفة بخصوص الجانب الإنساني؟
أكبر التحديات التي تواجهنا في اليمن هي عدم مقدرتنا توسيع عملنا الطبي في كل المستشفيات في اليمن وتوفير الموارد البشرية اللازمة لتغطية الاحتياج الذي نشأ بسبب الحرب. بالفعل قمنا بدعم مستشفيات أكثر من خلال تقديم الأدوية ودعم الطاقم الطبي أو العمل مباشرة في أكثر من 15 مستشفى خاصة تلك التي تتلقى عددًا كبيرًا من المرضى والجرحى لكن التحدي يكمن بأن النظام الصحي بأكمله في اليمن يحتاج لإعادة التأهيل في مختلف محافظات اليمن وهذا أكبر مما تستطيع منظمتنا القيام به.
مع ذلك فقد بقينا في أصعب المناطق التي شهدت الحرب ولا نزال نقدم الرعاية الصحية للمواطنين اليمنيين بالرغم من التحديات الموجودة. ما نحتاجه هو الاستقرار الأمني لنستطيع وتستطيع وزارة الصحة اليمنية تقديم عملها بشكل جيد. المشكلة الآن لا تقتصر فقط على العدد الكبير من الجرحى الذين يسقطون يوميًا لكن تتعداها لتشمل المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والنساء والأطفال. المؤشرات الصحية تسوء يومًا بعد آخر في اليمن لذلك فإن الاستقرار الأمني مطلوب لتسهيل عمل الفرق الطبية, وتسهيل وصول المرضى للمستشفيات, وتسهيل عمل المستشفيات نفسها.

- إلى أين وصلت قضيتكم مع التحالف بعد استهداف ثلاث من منشئاتكم على الأقل بقصف جوي خلال الفترة الماضية؟
نحن نعمل مع الجهات المختصة للخروج من أجل توضيح ملابسات الحوادث والاتفاق على آلية تنسيق أفضل لتجنّب حوادث مشابهة في المستقبل.

- هل تتخوفون من تكرار الضربات الجوية ضد منشاتكم مع استمرار الحرب ودخولها العام الثاني على التوالي؟
نعتقد أن التحالف سيتجنب في المستقبل ضرب أيًا من المستشفيات التي نعمل بها أو تلك التي ندعمها.

- أي الفئات التي تواجهون الأعباء بشأنها طبيًا الآن: مصابو الحرب أم المصابون بالأمراض الوبائية؟
أصعب شيء يواجهنا أننا لا نستطيع توفير الرعاية الصحية لمختلف أنواع المرضى مثل المرضى الذين يحتاجون لجراحة الأعصاب أو مرضى الأمراض المزمنة. هناك الكثير من المرضى الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها. بالنسبة لنا فنحن نقدم الرعاية الصحية الطارئة لكننا لا نستطيع تقديم كل أنواع الرعاية الصحية؛ فالاحتياجات هائلة في اليمن.

- هل من إحصاءات لديكم تتعلق بجرحى الحرب وجرحى الألغام الذين أُسعفوا إليكم خلال عام كامل من الحرب, منذ مارس 2015 وحتى مارس 2016؟
بالنسبة لجرحى الألغام فقد استقبلنا تقريبًا 150 جريحًا منذ بداية أغسطس 2015 وحتى اليوم, ومنذ مارس 2015 وحتى مارس 2016 استقبلنا أكثر من 37 ألفًا من جرحى الحرب وضحايا العنف, وأجرى طاقمنا الطبي والجراحي أكثر من 13580 عملية جراحية .

- هل لكم أن توضحوا لنا قصة وفاة الدكتور فهد مطيليس العامل ضمن منظمتكم في محافظة إب, وسط اليمن؟
الدكتور فهد عمل لدينا في عدن قبل أن يعمل في محافظة إب مع المنظمة, ونحن نشعر بالحزن لفقدانه, ونقدّم تعازينا ومواساتنا لعائلته.
وبخصوص وفاته، فإنه توفي نتيجة مضاعفات في حالته الصحية وليس نتيجة لحادث عنف ضده. بالنسبة لنا في المنظمة فإننا قد اتبعنا كل الوسائل الطبية المتاحة لتقديم الرعاية الصحية التي كان يحتاجها الدكتور فهد عند إسعافه للمستشفى, ونود أن نُذّكر كل من تناول موضوع وفاة الدكتور بضرورة التحقق من الوقائع قبل الخوض في نشر تفاصيل غير صحيحة. نحن على تواصل مع الجهات المعنية لمشاركة التقارير الطبية الخاصة بالدكتور فهد.

- ما الذي تريد قوله لأطراف الصراع في اليمن؟
لقد تعبت اليمن واليمنيون من الصراع الدائر. وعلى الرغم من ذلك فإن اليمنيين مستمرون في مواصلة العيش على اختلاف المناطق التي ينتمون إليها.. لكن يجب أن تتوقف الحرب وأن يتوقف تدمير اليمن وتفكيك النسيج الاجتماعي اليمني. لقد حان الأوان فعلًا للاتفاق على وقف الحرب بما فيه مصلحة جميع الأطراف, والأهم من ذلك مصلحة المدنيين اليمنيين.