​​​​​​

صالح: الازمة ستنفرج بالحوار والجيش مازال يسيطر على باب المندب

خليج عدن/ متابعات

قال الرئيس اليمني السابق الزعيم علي عبدالله صالح ان الإعلان الدستورى أمر يختص به رئيس الجمهورية وحده، ولا يحق لأى مكون سياسى فى الساحة أن يصدر إعلانا دستوريا غير رئيس الدولة وهذا شىء معروف.

وأوضح صالح في حوارا اجرته معه صحيفة "المصري اليوم" : ان الأزمة ستنفرج بالحوار بين كل القوى السياسية، والحل سيكون يمنيا خالصا، لن يأتينا حل من الخارج، وتجربتنا واضحة منذ ثورة 1962 إلى اليوم: الحلول الخارجية غير مجدية، سواء كانت من منظمات دولية أو دول أخرى، هذه الكيانات جميعها تأتى بحلول غير ذات جدوى. تجربتنا مع الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى والجامعة العربية وحركة عدم الانحياز تثبت ذلك، حيث بذلت هذه المنظمات وساطات فى الشأن اليمنى منذ ثورة 62 إلى حرب صيف 94 (الحرب الأهلية اليمنية)، ولم تثمر وساطات تلك المنظمات شيئا يفيد اليمن، ولكن الحل دائما يأتى من اليمنيين أنفسهم بالتوافق بين العقلاء والمخلصين والمحبين لهذا الوطن.

وعن علاقة مصر باليمن قال الرئيس صالح : علاقة مصر واليمن أزلية وجيدة، ولا يمكن أن يكون فيها أى شائبة، أو شىء يضر بهذه العلاقة.

وحول المخاوف من سيطرة بعض الجماعات على باب المندب اشار الزعيم صالح الى ان الجيش مازال يسيطر على باب المندب.

وتحدث صالح عن الاعلان الدستوري الذي قامت به جماعة انصار الله وقال : يدعى «أنصار الله» أنهم لا يريدون الانفراد بالسلطة وحدهم، ويطالبون جميع القوى السياسية بالمشاركة، ولكن القوى السياسية لم تقرر بعد موقفها ومازال هذا موضوع محل بحث بين كل المكونات السياسية.

واشار الى ان مصر لها دور فى اليمن منذ عام 1962 وحتى اليوم، وهو دور كبير تلعبه منذ أرسلت 70 ألف مقاتل للدفاع عن الثورة اليمنية. وبعد انسحاب القوات المصرية عقب نكسة 1967، حدث تعاون يمنى- مصرى آخر، حيث استبدل مصر جيشا من معلميها ومثقفيها بجيشها العسكرى المنسحب. كان عدد المعلمين والمثقفين أكثر من 70 ألف مدرس بداية من التعليم الأساسى وحتى التعليم الجامعى والفنى. ولذلك الجميع يلاحظ أن ثقافة كل اليمنيين ثقافة قريبة من الشعب المصرى.

فيما يلي تعيد "خبر" نشر نص الحوار:

ما تعقيبك على الإعلان الدستورى الأخير الذى أصدرته حركة «أنصار الله» الجمعة الماضى؟

- الإعلان الدستورى أمر يختص به رئيس الجمهورية وحده، ولا يحق لأى مكون سياسى فى الساحة أن يصدر إعلانا دستوريا غير رئيس الدولة وهذا شىء معروف.

■ وماذا عن الفراغ الدستورى الذى يعيشه اليمن فى ظل عدم وجود رئيس للجمهورية أو رئيس حكومة وحل مجلس النواب؟

- كل مواطن يعى مسؤوليته فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى هذا الوطن، وكلهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره. ولكن هناك حوار يجرى بين كل عناصر المشهد السياسى من الأحزاب وكافة الاتجاهات لحل هذه الأزمة.

■ ما رؤيتك للخطوة التى أقدم عليها تنظيم «أنصار الله» بإعلانهم الدستورى؟

- يدعى «أنصار الله» أنهم لا يريدون الانفراد بالسلطة وحدهم، ويطالبون جميع القوى السياسية بالمشاركة. ولكن القوى السياسية لم تقرر بعد موقفها ومازال هذا موضوع محل بحث بين كل المكونات السياسية.

■ من وجهة نظرك ما هو المخرج لحل أزمة الحكم والاضطرابين السياسى والأمنى اللذين تمر بهما اليمن؟

- قبل صدور الإعلان الدستورى كانت كل القوى السياسية فى اليمن تتحاور بالفعل لإيجاد مخرج للاضطراب السياسى، وذلك فى إطار مخرجات الحوار الوطنى ووثيقة السلم والشراكة والالتزام بالدستور النافذ.

■ ما هو موقفكم من تحديد إقامة الرئيس عبدربه هادى؟

- نحن ضد فرض الإقامة الجبرية على أى مسؤول. سواء كان الرئيس هادى أو غيره. هذا يتنافى تمامًا مع الديمقراطية.

■ كيف ترى مستقبل اليمن السياسى فى ظل وجود قوى خارجية تتدخل فى المشهد السياسى اليمنى؟

- الأزمة ستنفرج بالحوار بين كل القوى السياسية، والحل سيكون يمنيا خالصا. لن يأتينا حل من الخارج، وتجربتنا واضحة منذ ثورة 1962 إلى اليوم: الحلول الخارجية غير مجدية، سواء كانت من منظمات دولية أو دول أخرى، هذه الكيانات جميعها تأتى بحلول غير ذات جدوى. تجربتنا مع الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى والجامعة العربية وحركة عدم الانحياز تثبت ذلك، حيث بذلت هذه المنظمات وساطات فى الشأن اليمنى منذ ثورة 62 إلى حرب صيف 94 (الحرب الأهلية اليمنية)، ولم تثمر وساطات تلك المنظمات شيئا يفيد اليمن، ولكن الحل دائما يأتى من اليمنيين أنفسهم بالتوافق بين العقلاء والمخلصين والمحبين لهذا الوطن.

■ ما تعليقك على ما يشاع حول دعمك للحوثيين فى البداية إلى أن استفحل أمرهم؟

- هذا الكلام غير صحيح وللأسف الشديد تردده بعض العناصر المفلسة فى الساحة السياسية اليمنية، فتحمل فشلها السياسى وتحاول تبريره بتصرفات الآخرين.

■ فى حوارات سابقة أكدت على استبعادك لفكرة العودة للسلطة، هل تغير هذا الموقف مع تنامى شعبيتك وشعبية حزب المؤتمر الذى ترأسه؟

- أكيد على عبدالله صالح لا يفكر لا من قريب ولا من بعيد بالعودة للسلطة ولا أحد من أقربائه يفكر فى ذلك.

■ ولكن نجلكم العميد أحمد على عبدالله صالح أصبح من أكثر الشخصيات المرشحة لرئاسة اليمن.

- أحمد على عبدالله صالح من حقه أن يترشح للرئاسة.. هذا حقه طبقا للدستور والقوانين، لكنه لا يفكر فى ذلك فى الوقت الحاضر، ولكن إذا أراد فى المستقبل فالترشح حق مكفول لكل مواطن يمنى. لكن فى الوقت الراهن هذه الخطوة غير واردة.

■ كيف ترون العلاقات اليمنية المصرية فى ظل سيطرة الحوثيين على اليمن؟

- علاقة مصر واليمن أزلية وجيدة، ولا يمكن أن يكون فيها أى شائبة، أو شىء يضر بهذه العلاقة.

■ ألا ترى تهديدا للعلاقات بين البلدين فى ظل سيطرة جماعات لا يمكن مساءلتها سياسيا على مضيق باب المندب لما له من ثقل استراتيجى يتعلق بالأمن القومى المصرى؟

- لا خوف على مصالح مصر فى باب المندب، فباب المندب منفذ بحرى دولى لا يمكن المساس به من أى قوى سياسية فى اليمن أو حتى أى قوى دولية.

■ إذن فمن يسيطر على باب المندب الآن؟

- باب المندب ممر بحرى طبيعى، واليمن تطل عليه مثلها مثل جيبوتى وإريتريا، لكل دولة من هؤلاء قوتها الأمنية التى تشرف عليه.

■ ومن يسيطر الآن على الجهة اليمنية من المضيق؟

- الجيش طبعا مازال يسيطر على باب المندب.

■ هل هناك تشاور بينكم وبين السلطات المصرية حول الأوضاع الراهنة فى اليمن؟

- التواصل مع مصر موجود باستمرار، ولكن مؤخرا وفى ظل المتغيرات الجديدة لا يوجد تواصل.

■ هل لمصر دور فى اليمن كما لدول مجلس التعاون الخليجى، والولايات المتحدة وفرنسا وإيران وباقى القوى الدولية؟

- مصر لها دور فى اليمن منذ عام 1962 وحتى اليوم، وهو دور كبير تلعبه منذ أرسلت 70 ألف مقاتل للدفاع عن الثورة اليمنية. وبعد انسحاب القوات المصرية عقب نكسة 1967، حدث تعاون يمنى- مصرى آخر، حيث استبدل مصر جيشا من معلميها ومثقفيها بجيشها العسكرى المنسحب. كان عدد المعلمين والمثقفين أكثر من 70 ألف مدرس بداية من التعليم الأساسى وحتى التعليم الجامعى والفنى. ولذلك الجميع يلاحظ أن ثقافة كل اليمنيين ثقافة قريبة من الشعب المصرى.

■ سبقت اليمن مصر فى التعامل مع القاعدة والإرهاب، برأيكم كيف يمكن أن تستفيد مصر من التجربة اليمنية؟

- بل نحن الذين تعلمنا واكتسبنا خبرة من أشقائنا فى مصر فى محاربة القاعدة، ومساعدات أخرى من دول كأمريكا وفرنسا وبريطانيا يفيدونا بالتقنيات والدعم اللوجيستى. هذا ما نستفيده من الدول الصديقة.

■ هل ترى ارتباطا وثيقا بين جماعتى الإخوان المسلمين فى مصر واليمن، كما ترتبط قاعدة مصر «أنصار بيت المقدس» وقاعدة اليمن؟

- أكيد هناك ارتباط، وهذا تنظيم دولى والإخوان المسلمون انطلقوا من مصر من أيام حسن البنا والسيد قطب وكونوا تنظيما عالميا انتشر فى كل الدول، وخرج من عباءة هذا التنظيم ما يسمى بتنظيم القاعدة والجهاد والسلفيين وتنظيمات أخرى موجودة فى كل الوطن العربى. هؤلاء يشكلون عبئا وعائقا فى مواجهة التنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والبعض منهم أعداء للحرية والديمقراطية وأعداء للأمن والاستقرار. هذه قوى متخلفة والبعض منهم لهم عقليات مستنيرة.

■ هناك حديث على أن بعض العمليات الإرهابية التى يقوم بها «أنصار بيت المقدس» فى سيناء تم الإعداد لها فى اليمن بمشاركة «قاعدة اليمن» هل لديكم أى معلومات حول ذلك؟

- لا أعلم، لا توجد معلومات موثقة لدينا عن ذلك، ولو وجدت كنا نقلناها للأشقاء فى مصر، هم يخططون للعمليات فى مصر وينفذونها فى اليمن، ويخططون لها فى أفغانستان وينفذونها فى اليمن، ويخططون فى سوريا وينفذونها فى مصر. هكذا هو تنظيم واحد.

■ هل تتوقع أن تستمر دول الخليج فى تقديم المساعدات الاقتصادية لليمن فى ظل التغييرات السياسية الأخيرة؟

- ستظل علاقات اليمن والخليج جيدة، ولا مفر من أن تكون جيدة مهما تغيرت الأنظمة. فالكرسى دوار وعلاقات الدول ثابتة ثابتة.

■ ما حقيقة وجود توتر فى العلاقات بينك وبين العائلة المالكة السعودية؟

- علاقة السعودية باليمن هى علاقة شعب بشعب، وليست علاقة أشخاص.. فالأشخاص يذهبون ويأتى غيرهم.

■ ولكنكم تمثلون كتلة التوازن فى تلك العلاقات؟

- علاقتى بالمملكة العربية السعودية جيدة، وعلاقات جوار وإخاء ومراعاة لمصالح البلدين. فالمملكة قدمت فى الآونة الأخيرة دعما سخيا لبلادنا منذ بداية «الأزمة» فى العام 2011، ثم انتقال السلطة فى العام 2012، وتخطى الدعم السعودى 8 مليارات دولار، خاصة الدعم فى مجال المشتقات النفطية.

■ هل تتوقع تغيرات فى العلاقات مع اليمن فى ظل تولى الملك سلمان حكم السعودية خلفا لشقيقه «عبدالله»؟

- نحن لا نفرق بين السعودية فى عهد الملك سلمان وما كانت عليه المملكة فى عهد شقيقه الملك عبدالله. فسياسة المملكة ثابتة تجاه اليمن منذ مراحل بعيدة سابقة.

■ هل هناك تواصل بينكم وبين الملك سلمان؟

- يوجد نوع من التواصل ولكن على مستوى «خفيف».

■ هل هناك دور للدول الأجنبية فى الصراع الحاصل فى اليمن؟

- الصراع يمنى يمنى. واليمنيون فقط يتحملون مسؤولية ما يحدث ولا نحمل غيرهم المسؤولية.

■ هل يوجد دور قطرى تركى لدعم الإخوان والقاعدة فى اليمن مثلما يحدث فى دول أخرى؟

- أنا أسمع مثلما تسمعين أنتِ، أن قطر متورطة فى كل دول الربيع العربى ليس فى اليمن وحسب. أما عن اليمن فقطر لها دور بالفعل، وإلى جانبها المخابرات الإسرائيلية، وكذلك تركيا التى أصبحت أخف ضررا لليمن من قطر. وللأسف الشديد لم نكن نتصور أن قطر تقف هذا الموقف السلبى من اليمن، لأن اليمن أقرب إليها، وهى أقرب إلينا، وكان لقطر مواقف إيجابية فى عام 1994، خاصة فى الجانب السياسى. أما الجانب الاقتصادى فالفضل فيه للسعودية والإمارات والكويت وعُمان.

■ متى تنتهى اليمن من المراحل الانتقالية وتقام فيها انتخابات ديمقراطية حقيقية؟

- عندما تُحل الأزمة الراهنة لأنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات ديمقراطية والمكونات السياسية لاتزال فى حوار للوصول إلى حل. ونتمنى أن تطول الفترة الانتقالية عن فترة (من 3 إلى 6 أشهر) التى ينص عليها الدستور والأعراف الدولية.

■ وصفتم حكم اليمن بأنه كالرقص على رؤوس الثعابين، برأيك من يستطيع الرقص على هذه الرؤوس الآن؟

- الشعب اليمنى ٢٥ مليونا، كل واحد منهم يفكر كأنه رئيس، والمسألة بحاجة للتمسك بالدستور والقوانين، ومدد زمنية. فالحكم فى اليمن تحدٍ كبير، وأنا خلفت تجربة أتمنى أن تُدَرّس وتُقَيّم ويستفيد منها كل حاكم يريد أن يقود هذا الشعب ويحقق له حدا من الاستقرار والتنمية والتطور، ويقلل قدر الإمكان من الصراعات.

■ ما حجم تضرركم من العقوبات الدولية التى فرضها عليك شخصيا مجلس الأمن نهاية العام الماضى؟ (فرض مجلس الأمن عقوبات على صالح واثنين من قيادات الحوثيين، يمنعون بمقتضاها من الحصول على أى تصاريح بالسفر والتنقل خارج اليمن بالإضافة للتحفظ على أصولهم المالية).

- القرار سياسى، وليس جنائياً. ومن وقفوا وراء استصدار هذا القرار هم اليوم يندمون، وهم قد وقعوا فيما سعوا إليه.

■ كيف تصف علاقتك بالرئيس عبدربه منصور هادى حاليا؟

- لقد دعمناه مرشحا، ودعمناه رئيسا، وقد كان المؤتمر الشعبى العام هو الطرف الذى قبل كل ثمن فرضه عليه اختيار هادى رئيسا للجمهورية، لكى يدعم التحول السياسى فى البلاد. وحاليا، أتواصل معه كرئيس سابق، مثلما أتواصل مع كل القيادات التى كانت بينى وبينها علاقات.

■ لكن هل خسر المؤتمر هذه القيادات، ومن ضمنها الأريانى وعبدربه هادى وكثيرون غيرهما؟

- هم قيادات حزبية، لكن القرار التنظيمى يجب أن يسرى على الجميع. ولا أعتقد أن هذه القيادات تعتبر أن المؤتمر خسرها. فهم يعرفون ما هو المؤتمر، وكانوا شركاء فى كثير من الإنجازات الوطنية التى قدمها المؤتمر للشعب والدولة. وهم لايزالون أعضاءً فى المؤتمر الشعبى العام. والتغيير كان فى المواقع التى يحتلونها فى الحزب، لا فى الانتماء. وقد جاء التغيير بقيادات نشطة وفاعلة «ورحم الله أمرأ عرف قدر عمره».