يحيى الجماعي: المسند جزء أساسي من هويتنا والهاشمية أضرت بنا كيمنيين
يحيى الجماعي، رئيس مؤسسة معد كرب الثقافية، وأحد أبرز النشطاء لحراك الأقيال الذي أثار جدلا خلال السنو...
أجرت صحيفة الناس الأسبوعية حواراً شاملاً مع القيادي الاشتراكي محمد أحمد غالب، فيما يلي نص الحوار..
* نبدأ من واقع الحزب الاشتراكي من الداخل، كيف تقيم واقع الحزب الاشتراكي اليوم؟
- اولا شكرا لصحيفة الناس على دورها الاعلامي المتميز واتمنى لها استمرار التطور ، الحزب الاشتراكي اليمني قامت حرب 1994م لاقتلاعه وانهائه من الوجود ثم مورست عليه عملية اجتثاث كاملة لاعضائه وكوادره وقياداته ومصادرة ونهب امواله وممتلكاته ومقراته وارشيفه حتى يومنا هذا، ورغم ذلك اعاد الحزب بناء هيكله التنظيمي من جديد بفضل صمود اعضائه وانصاره المنتشرين في قرى ووديان ومدن الجنوب بالذات وفي الشمال يغطون نشاطاتهم الحزبية من مصروفات اسرهم ، وكان لشباب وشابات الاشتراكي في جامعة صنعاء شرف انطلاق يوم 11 فبراير 2011م مدشنين الثورة الشبابية السلمية وقد فوجئ الكثير ممن ظنوا ان الحزب قد مات عندما رأوه في مقدمة المشهد السياسي والنضالي سواء بالحراك الجنوبي كأول ثورة سلمية في الوطن العربي منذ 2007م ووصولا الى الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي فتحت ابواب التغيير في اليمن. واقول من قلب صادق لمن شرعوا من جديد في محاولاتهم لتهميش الاشتراكي واقصائه عن الحياة السياسية انه الحزب الوحيد الذي تكون منذ بداياته الاولى في ثورة 14 أكتوبر 1964م حتى اعلانه في 1979م من كل مناطق اليمن وظل ولازال لايطير الا بجناحين جنوبي وشمالي في احلك واصعب الظروف والمنعطفات ، وبإجابه مختصره على السؤال اقول ان حزبنا ينطبق عليه هذا المثل "الضربات القوية تهشم الزجاج ولكنها تصقل الحديد" وتأكد ذلك حين كان الاشتراكي من الشمال يسقط شهيدا دفاعا عن الجنوب اثناء الحرب وما قبلها وبعدها .
*هناك حديث عن وجود اخلاف وانقسام داخل الحزب، هل هذا صحيح؟
- أي حزب ليس فيه اختلافات أو تباينات فهو ليس حزبا بل مجرد كيان جامد أو عباره عن كتائب بشريه تطيع الاوامر وتنفذها بدون نقاش . فالحزب أيا كان انتمائه واهدافه السياسية يعتبر كائن حي يؤثر ويتأثر بما حوله وحزبنا كائن حي يعيش بين الناس ويعايش همومهم وتطلعاتهم ، يتحرك ويختلف في سبل المعالجة ولكن في الاخير يلتزم الجميع بما يتضمنه برنامجه السياسي ونظامه الداخلي. ولا ننكر انه منذ مابعد حرب 94م وبالذات منذ انطلاقة الحراك السلمي في الجنوب توقف عدد لا يستهان به من مناضلي الاشتراكي في الجنوب عن النشاط الحزبي واتجهوا مع الناس كما قال الشاعر الكبير الفقيد حسين المحضار (الحزب هو الناس – اذا شرَقوا شرق وان غربوا غرَب) وكانوا ولازالوا في الصفوف الاولى لهذا الحراك السلمي الباسل وفي قوائم الشهداء والجرحى والمعتقلين وبالمقابل هناك البعض شعروا ان الحزب اصبح وادٍ غير ذي زرع .وغادروا الى حيث يريحهم وهذا حق يكفله النظام الداخلي والبعض الاخر لبس حله جديده مغلفه بالنضال واتجهوا نحو الدسم والنعمة ولكن بالخفاء ، واعتبروا الحزب عدوهم باسم الجنوب وقضيته وتضحياته وربنا يفتح عليهم .
* لكن هناك تباين واضح في تصريحات قيادات الحزب الاشتراكي خصوصاً في ما يخص الأقاليم؟
- قد يكون هناك اجتهادات اثناء المقابلات أو الاحاديث في الصحف أو بقية وسائل الاعلام لكن فيما يختص بالتصريحات فهذا يتم استنادا الى مواقف الحزب وبيانات هيئاته الرسمية ونادرا ان تجد قيادي اشتراكي ملتزم لبرنامجه السياسي ونظامه الداخلي ومواقفه المعروفة يدلي بأي تصريح من رأسه وباجتهاد من ذات نفسه.
* الخلاف واضح في ما يخض الأقاليم؟
- بالنسبه لما يذكر بشأن الاقاليم فهذا قرار اتخذته الدورة الاستثنائية للجنة المركزية في مايو 2013م كخيار لضمان بقاء اليمن موحدا ولم يحصل أي تباين في تصريحات قيادات الحزب بل ان كلما اعلن بهذا الشأن صدر عن الاجتماعات المشتركة للأمانة العامة والمكتب السياسي أو عن أمين عام الحزب الدكتور ياسين سعيد نعمان وليس هناك أي تباينات في هذا الجانب.
* ما هي حقيقة سفر الدكتور ياسين سعيد نعمان في مثل هذا الظرف المهم، هل هو اعتزال أم هروب ؟
- الدكتور ياسين سعيد نعمان أجريت له عملية قلب مفتوح وقد قرر أن يتجاوز الموعد المحدد له من الطبيب الجراح الذي أجرى له العملية في سكوتلاندا من أجل أنجاح مؤتمر الحوار، وظل يعمل وهو يعاني ويتألم في كل لحظة وبعد أن وصل التقرير الخاص بفريق القضية الجنوبية الى الجلسة العامة الثانية أطمأن وغادر للعلاج وقبلها بأيام تعرض لمحاولة اغتيال أمام منزله من مئذنة المسجد المجاور للمنزل ونجاه الله من الموت ومع ذلك لم يخرج من السيارة ويختبئ في المنزل ولكن واصل تحركه نحو اجتماع لجنة التوفيق للحوار في الفندق.
* هل هو اعتزال أم هروب؟
- بالنسبة للاعتزال فأن رسالته الى قيادة الحزب قبل مغادرته للعلاج وقعها بصفته أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني كما هو الحال في تصريح له تم نشره يوم 12 فبراير 2014م تأييدا لموقف قيادة الحزب ورافضا لتهميش الحزب ودوره في الحياة السياسية – هذا التصريح اصدره ونشره بصفته الحزبية المعروفة كأمين عام للحزب الاشتراكي اليمني وبالنسبة للهروب فهو لم يهرب يوما في حياته بسبب أي موقف أو تهديد ففي عام 1992م تعرضت غرفة نومه لقذيفة صاروخية قبل خروجه منها بدقائق وستر الله عليه وعلى اسرته ومع ذلك لم يهرب أو يختفي بل سبق الجميع الى مجلس النواب ليترأس جلسته كالعاده وكأن شيئا لم يحصل .
* وما هو سر استخلاف ياسين لباذيب في رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، وهل عاد إلى اللجنة المركزية في اتخاذ هذا القرار، أم أنه اتخذه بشكل شخصي؟
- نحن لا نؤمن بالاستخلاف في نشاط حزبنا والامين العام وجه رسالة بتاريخ 3 يناير قبيل سفره وتم نشرها في مختلف وسائل الاعلام الى قيادة الحزب كما يلي نصها (الرفيق نائب الامين العام الدكتور سيف صائل / الرفاق الامناء العامين المساعدين / الرفاق أعضاء المكتب السياسي والامانة العامة) جاء فيها بما يتعلق بالسؤال الفقرة التالية "ولهذا ارى ان يحل محلي في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ولجنة التوفيق الاخ أبوبكر باذيب وان يواصل الاخوه عبد الرحمن عمر وقادري احمد حيدره وشفيع العبد متابعة القضية الجنوبية ، مع رجاء الاهتمام بفريق القضية الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار وعلى وجه الخصوص الشباب منهم الذين شرفوا الحزب بدورهم الرائع على كافة الاصعده...الخ) وهذه هي الطريقة الحضارية التي تتعامل بها قيادة الاشتراكي اليوم بكل مرونة وشفافية وبالتشاور وليس بالامر الفردي أو الاستبدادي .
* يقال أن اللجنة المركزية غضبت من هذا القرار، وتم استبدال أبو بكر بالسقاف، ورفض باذيب تغييره، هل لك أن تضعنا على الصورة فيما حدث؟
- اللجنة المركزية للحزب لا تجتمع الاَ كل عدة أشهر أو عند الضرورة وكان أخر اجتماع لها في مايو 2013م والأمانة العامة هي القيادة اليومية الى جانب أعضاء المكتب السياسي المتواجدين هنا الذين يشكلون معها في الاجتماعات هيئة مشتركه. وبالعودة الى البيانات المشتركة لهما في 12 يناير 2014 و29 يناير و10 فبراير فهي تحتوي على مواقف الحزب بالتفصيل وتجيب على القسم الثاني من سؤالكم أما فيما يختص بالاقاليم فألاشتراكي هو الوحيد الذي تقدم برؤية مكتوبه ومدروسة ومبرره الى فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار حول شكل الدولة وخيار الاقليمين ونشرت في مختلف وسائل الاعلام وتم ترجمتها وتوزيعها ، والحزب لا يناضل كما يشير السؤال لرفض الاقاليم السته بل طالب عبر هيئاته وعلى لسان أمينه العام بوقت مبكر بأن يتقدم أصحاب هذا الخيار الشفوي بمشروعهم مكتوبا ومبررا ثم يطرح للنقاش والحوار وحتى اليوم لازال هذا المشروع شفويا بل وسريا لا يعرف عنه الاَ اصحابه . ومع ذلك فنحن نعترف أن لديهم القوة والنفوذ ولهذا هم يقررون ما يريدون وفعلا أقروا لجنة الاقاليم من 22 شخصا لهم كل احترامنا .ثم اجتمعت أربعة اجتماعات شكلية وبعد أسبوع من أول اجتماع لها أعلنوا الاقاليم الستة وسموها ولم يناقشوا مشروع الاشتراكي بل رموه تحت أقدامهم قائلين: بانشوف ايش بايصلح الاشتراكي ، وتناسوا بأنهم بهذه الاجراءات وبدايتها في جلسة 12 يناير 2014 قد أنقلبوا على مبدأ التوافق الذي أعتمده مؤتمر الحوار والغوا نظامه الداخلي .وكل ذلك يتم لأول مره في سير أعمال المؤتمر ، وقد أعلن حزبنا مواقفه للرأي العام المحلي وللدول الراعية أبتداء من طعنه الرسمي المعلن واعتراضه على جلسة 12 يناير 2014 الغير قانونية وانتهاء بأعلان الاقاليم الستة .وبالرغم من ذلك فأن حرص حزبنا على ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار المتوافق عليها يجعلنا حريصين أن لا نعطي فرصه أو مبرر للاخرين للتخلي عن هذا الانجاز التاريخي ولهذا فأن الاشتراكي سيحاجج بهدوء وشفافيه مستندا الى مدرسة الحوار اليمني النموذجية اقليميا ودوليا والى مبدأ التوافق والنظام الداخلي لمؤتمر الحوار. ونحمد الله أن حزبنا لا يمتلك الثروة والقوة والنفوذ حتى نفجع الاخرين كما يفجعونا بها ، فلا نملك سوى المبادئ والحجة والمنطق وما أجمع عليه اليمنيون في الحوار . وبالرغم من رفض وتحفظ الحزب الاشتراكي اليمني تجاه المخالفات المكشوفة بشأن الاقاليم منذ 12 يناير 2014م الا انه سيترك من قاموا بهذه الاخطاء الضاره باستقرار اليمن كله يتحملون مسئولية نتائجها.
* فيما يخص الأقاليم، الاشتراكي لا يزال يناضل في سبيل رفض فكرة الأقاليم الستة، ويفضل فكرة الاقليمين، لماذا كل هذا الإصرار، مع أن أغلب القوى السياسية أجمعت على الستة الأقاليم؟
- يا سلام هل أصبح ارضاء الشارع الجنوبي جريمة لاتغتفر؟ هل هذا يعني ان هذا الشارع وهو الشريك الرئيسي في وحدة 22 مايو المذبوحة لايصلح الاَ للنهب والقتل والطرد أو الفصل والتمزيق والحكم العسكري؟ حزبنا لا يزايد باسم الجنوب ولايتحدث باسمه كما انه لا يلحق الشارع سواء في الجنوب أم في عموم اليمن بل وضعه القدر أن يكون في المقدمة دوما مع حقوق الشعب اليمني وطموحاته وضد المظالم وابرزها مأساة حرب 1994م ضد الجنوب أرضا وأنسانا ، كما ان رفض الاقليمين ليست في المناطق التي حواها السؤال بل أن الملايين يخرجون الى الشوارع منذ سنوات يطالبون بفك الارتباط والانفصال واستعادة الدولة، ولذلك يرى الحزب الاشتراكي اليمني أن وضع الجنوب واليمن كله يقف بين الوحدة والانفصال وأن مقترح الاقليمين جنوبي وشمالي هو الخيار القابل للتنفيذ والاقل كلفة ، في سبيل بقاء اليمن موحدا. والاخوة الاخرين احتقروا هذا الخيار ومبرراته فردوا على الجنوب بأن الحل هو أن نقسمكم ونمزقكم .
* ما هو مبرر الاشتراكي باختياره الاقليمين؟
- منطلق ومبرر الاشتراكي فيما يختص بخيار الاقليمين أوضحه من مداخلة الحزب الاشتراكي اليمني المقدمة الى مؤتمر دولي للتحالف التقدمي بتونس 21-22 فبراير الماضي وهي كما يلي بالنص: (وكانت القضية الجنوبية على رأس اهداف المؤتمر كونها المفتاح الرئيسي لحل كافة مشاكل اليمن واساس نجاح المؤتمر . وقد قدم حزبنا رؤاه حول جذور هذه القضية منذ حرب صيف 1994م ومحتواها ورؤيته لشكل الدولة امتدادا لدعواته المستمرة منذ عدة اعوام لأقامه الدولة الاتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي غير قابلة للتمزق وعلى اساس عدم الاحقية السيادية لأي اقليم كون حق السيادة بيد الحكومة الاتحادية كما لا يحق لأي اقليم ان يقرر وجوده من عدم وجوده ضمن الدولة الاتحادية بمفرده . وتغمرنا السعادة ان مشروع الدولة الاتحادية اليمنية الموحدة قد اقره ممثلو اليمن في هذا المؤتمر بالتوافق وهم في غاية الفرحة والابتهاج . وتعد رؤية حزبنا حول شكل الدولة هي الوحيدة التي قدمت الى المؤتمر قبل اشهر من اختتام اعماله بينما لم يتقدم أي طرف اخر بمشروع موثق بشأن شكل الدولة واقاليمها حتى اختتام المؤتمر بينما رؤية حزبنا قدمت مكتوبة ومفصله ودقيقة ومبرره. وقد استند حزبنا في دعواته المتكررة خلال السنوات الماضية وحتى مؤتمر الحوار لاقامة دولة اتحادية الى مايلي: اولا: لقد ظل الجنوب حتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 متحاربا مجزا الى اكثر من 23 مشيخة وامارة وكل لها حدودها القبلية المرسمة وبعضها لها علمها وجيشها وامنها وجوازات سفر خاصة بها . وبعد ثورة تحررية شاملة تم توحيدها في كيان دولة واحدة هي جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية .
ثانيا: لقد فشل بقاء اليمن مشطرا في دولتين بسبب الحروب الدامية المتواصلة بين دولتي الشطرين .
ثالثا: لقد تم توحيد الدولتين جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو في دولة الجمهورية اليمنية في وحدة سلمية اندماجية ولكنها ضربت في الصميم بفعل حرب صيف 1994 ضد الجنوب الذي تحول الى ضيعة للنهب والفيد .
رابعا: لقد فشلت وحدة القوة والغلبة والضم والالحاق منذ مابعد الحرب حتى اليوم .
خامسا: ان اليمن لم يتوحد في مايو 90 الا حينما كان الجنوب موحدا.
سادسا: ان خيار الاقليمين , اقليم في الشمال واقليم في الجنوب يعتبر الخيار الواقعي القابل للحياة والاقل كلفة والقادر على حل القضية حلا عادلا يعيد الاعيتبار للجنوب كطرف متكافئ في المعادلة الوطنية ويمثل اساسا لاعادة صياغة الوحدة في اطار صيغة اتحادية جديدة في سياق الدولة اليمنية الاتحادية الديموقراطية الحديثة .
سابعا: لقد تم وضع الجنوب منذ يوليو 1994 تحت حكم عسكري كامل وتم طرد مئات الالف من المدنيين والعسكريين والتعاونيين من وظائفهم واعمالهم , ونهبت الثروات والاراضي والمنشآت . وقام حراكا سلميا عام 2007 بمطالب حقوقية وقوبل بالعنف والقتل والتنكيل حتى وصل الامر الى ان اصبح غالبية الناس في الجنوب اليوم يطالبون بفك الارتباط والانفصال بعد كل صنوف القهر والاذلال والتهميش التي يعانونها .
ولذلك يرى حزبنا ان حل القضية الجنوبية كونها اساس حل كل قضايا اليمن لن يستقيم بتقسيم الجنوب لان هذا سيزيد الامور تعقيدا, كما ا ن اهل الجنوب يشعرون ان أي اتجاه لتقسيم الجنوب ليس حلا لقضيتهم بل اتجاه خطير نحو حروب اهلية طاحنة . وقد عمل حزبنا بشكل انضباطي من اجل عدم استمرار السير في موضوع اعداد الاقاليم بالطريقة الحالية الذي اعلن تحفظه عليها اثناء الحوار وبعد اختتامه وايضا رفضه وتحفظه على اعلان الاقاليم السته يوم 10 فبراير بشكل قسري ومستعجل خلال 4 جلسات شكلية وفي فترة اسبوع فقط , وذلك يتناقض حتى مع القرار الجمهوري الخاص بتشكيل لجنة الاقاليم حيث تحول استحقاق حل القضية الجنوبية الى مشكلة صراعية جنوبية جنوبية عبر استحضار واقع التجزئة الاستعمارية لما قبل الثورة والاستقلال الوطني في صيغة تقسيمية للجنوب تحاكي واقع المحميات الشرقية والغربية ومستعمرة عدن ,وتصفية لاهم مكاسب ثورة 14 اكتوبر بتوحيد اكثر من 23 سلطنة وامارة ومشيخة في كيان سياسي واحد كون ها مخالفه لمبدأ التوافق وللنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الذين سار عليهما منذ انطلاقته ومقدمة لتمزيق اليمن كله)
* البعض يقول أن الاقليمين في الجنوب أفضل لحل القضية الجنوبية، كون الاقليم الواحد قد يؤدي إلى حرب أهلية في ظل رفض حضرموت والمهرة الانضمام لإقليم فيه عدن والضالع وأبين؟
- لقد بقيت ثلاث محافظات لم تذكرها هي شبوة ولحج وأرخبيل سقطرى كما ان ما جرى في المهرة وسقطرى لايتفق مع ماتضمنه السؤال عن الموقف الموحد لحضرموت والمهرة والجميع تابعوا ذلك منذ اعلان الاقاليم وحتى الاسبوع الماضي في المهرة وسقطرى وهذا ماحذر منه الاشتراكي من وقت مبكر. ودعني اسأل الاخوة الاعزاء رعاة مشروع الاقاليم الستة الشفوي والسري كما يلي:
- ما الذي يمنعكم من اعلان الجلسات التي تم فيها مناقشة الاقاليم للرأي العام ؟
- لماذا مشروعكم للستة الاقاليم قد تحول الى "مسدس" مسلط على رؤوس اليمنيين ؟ :
- لماذا لم تنشروا مشروعكم السداسي للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي كما فعل الاشتراكي؟ وياليت يتكرموا بالرد على السؤالين ولهم جزيل الشكر .
- * أستاذ محمد، الحوثيون على مشارف العاصمة.. كيف تقرأ مستقبل الجمهورية؟
- مصطلح أبواب صنعاء كان يطلق زمان على صنعاء القديمة أما اليوم فقد انتهى هذا التعبير والجمهورية بدأت تعود اليها الحياة بشكل تدريجي منذ ثورة الشباب والاَ فقد كان الحكم اسري بحت فالانظمة الملكية تعترف بأنها أسرا وراثية ملكية أما الجمهوريات العربية العائلية فأصحابها كانوا يقولون انهم جمهوريين وديمقراطيين الخ..بينما هم يمارسون الحكم الملكي بأبشع صوره واليمن أحد هذه الامثلة.
* كيف سيتم التعامل مع الحوثي الذي شارك في الحوار وخرج يفتح جبهات هنا وهناك لتدمير البلد وليس عرقلة نتائج الحوار وحسب؟
- الحزب الاشتراكي اليمني أعلن موقفه منذ الحرب الاولى في صعدة وانا كلفت أن أمثله في اللجنة الاولى عام 2004م ودعى الحزب الى وقف الحرب وأنهاء ثقافات الحروب مؤكدا بأن العنف لايولد الاَ العنف وهو يستلهم المثل القائل (من وقع عليه الظلم لايرضى بظلم الاخرين) وعلى الاخوة الحوثيين أن يفهموا ذلك ونحن قد نصحناهم بأن يشكلوا حزبا سياسيا وأن لا يعتمدوا على القوة والسلاح لتحقيق أهدافهم السياسية كما ان استمرارهم في التوسع بالقوة ربما يجعلهم في وضع يخسرون فيه ما لايتوقعونه، وفي المعارك الاخيرة بصعدة وبالذات في دماج جددنا دعوتنا لوقفها ولكن اتضح لنا حينها ان الطرفين يتضاربوا على رب العالمين كل طرف يقول ان الله معه وأن خصومة ضد خالق السماء والارض ، مع ان الصراع هو سياسي بامتياز كما اننا جددنا رفضنا لسفك الدماء في عمران وأرحب ولكن أتضح أنه لامجيب لندائنا ، ويبدو أن الامور قد بدأت تتحلحل والعقل بدأ في العمل وقد قرأت تصريح للاخ علي البخيتي باسم أنصار الله أعلن فيه موافقتهم على تسليم اسلحتهم للدولة عن طريق طرف محايد وهذا امر نتمنى ان يتحقق وان تطبق قرارات مخرجات الحوار فعليا، فهي قد نصت بمواد دستورية على الغاء كافة المليشيات والتشكيلات المسلحة . وبالمقابل فانه لايعقل القول أن الحوثيين لديهم مليشيات مسلحة أما الاخرين فلديهم مليشيات تحمل أعواد الخيزران أواغصان الزيتون . وعلى كل من لايزالون يشعرون بأنهم سيحققون مشاريعهم السياسية بقوة السلاح ان يقتنعوا بأن ابناء القبائل والشعب كله قد كرهوا الحروب ويكرهون من يدعون اليها واصبح الناس غير مستعدين للموت من اجل مصالح الاخرين .
* أستاذ محمد كان الناس منتظرون أن تبدأ مخرجات الحوار الوطني بالتنفيذ، لكن للأسف بدأت الحروب وأصبحت الدولة مجرد وسيط بين الجماعات المسلحة، حتى في حال اعتداء تلك الجماعات على مراكز الدولة، كما حدث في الجوف حيث حاول الحوثيين احتلال مبنى المجمع الحكومي؟ كيف تقرأ الأمور؟
- مع الاسف لقد عملت كل مراكز القوى على أضعاف الدولة في كافة المجالات وطالما والدولة في وضع الوسيط بحسب السؤال فهذا أمر ايجابي ومشجع ونحن لانريد دولة قوية بالطيارة والدبابة والمدفع بل نريدها قوية بالعدل والمساواة وأن تتدخل لحل مشاكل الناس ومنع الاقتتال بينهم بقوة القانون وليس بقانون القوة وما حصل ويحصل في الجوف هو سفك دماء بدون وجه حق.
* وأنت عضو بالحوار الوطني، هل تجد أن مخرجات الحوار ستعالج الكثير من القضايا الشائكة كالقضية الجنوبية، أم أنها براءة للذمة ليس إلا؟
- الحوار الوطني رفع رؤوسنا كيمنيين الى عنان السماء وأصبح العالم يتفاخر بما انجزناه قبل أن نفتخر بذلك نحن والقضية الجنوبية اعتبرتها وثائق الحوار بانها مفتاح حلول كافة قضايا اليمن وعندما تم التطرق الى مسألة الاقاليم وشكل الدولة فقد طرحت في فريق القضية الجنوبية دون سواه من فرق عمل الحوار وكل الفرق اجلت قراراتها حول شكل الدولة والحكم والعدالة الانتقالية ومستقبل الجيش حتى انتهاء فريق القضية الجنوبية وخرج هذا الفريق بوثيقة توافقية شاملة وتاريخية وبعدين ما درينا الاً وقد تم اعلان علاج القضية الجنوبية بتقسيم الجنوب وهنا ينطبق مع ما قاله الشاعر الشعبي :
قلت للطب يداوي طحالي & ومزق القلب وزاده اجراح
وانا على ثقة تامة أنه لابد من أن تحل القضية الجنوبية بروح عالية وصادقة كما تم في مخرجات الحوار وحزبنا لن يقبل الاَ ان نكون جميعا شركاء في التنفيذ كما كنا كذلك شركاء في الحوار وفي مخرجاته.
* كيف تقيمون أداء حكومة الوفاق، وتعليقكم على الاجماع الشعبي على فشل الحكومة؟
- حكومة الوفاق هي تشكيلة لقوى سياسية كانت تتصارع حتى يوم تشكيلها والى اليوم وجزاهم الله خير انهم لم يتعاركوا داخل اجتماعات مجلس الوزراء كما انه لم يتم انتقال السلطة بالكامل عدى في مراتب محدودة حتى اليوم . وهذا ما أكده مجلس الامن في قراره الاخير رقم 2040. وحكومة الوفاق لم تقل أنها نجحت تماما وهناك قرار خالص في بند ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار يتعلق بالحكومة وما حصل لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع والمنطقة العسكرية لثانية وأسقاط محافظة أبين وأجزاء من شبوه ومحاولات الاغتيال المتعددة التي استهدفت رئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والنقل وتهديدات عده لوزيري الاعلام والشئون القانونية، كل ذلك يؤكد أن الحكومة تواجه تحديات خطيرة ليس من قبل دول أخرى بل من داخل القوى المشاركة في الحكومة وفي الحوار الوطني وبحكم أن حزبنا بعيد عن القرار السياسي المباشر فالاسرار لدى أصحاب السلطة والنفوذ لكي تتبين الالغاز الخاصة بالاحداث الخطيرة التي تمت.
* لماذا يصر اللقاء المشترك، بما فيه الاشتراكي الابقاء على باسندوة رئيساً للحكومة، مع أن الشارع كان ينتظر حكومة جديدة ووجوه جديدة ذات كفاءة حتى يشعر بالأمل؟
- اولا دعني اهنئي الاستاذ محمد سالم باسندوه بميدالية المهاتما غاندي العالمية من قبل مجموعة الـ77 الصين فهذا مكسب شخصي له ولليمن كلها وقد تحمل المناضل باسندوه رئاسة الحكومة في وقت خطير وحرج وهو لم يصل الى ذلك بقوة السلاح والنفوذ ولكن بتوافق قوى المعارضة حينها وبحسب المبادرة الخليجية وهو ايضا أحد قيادات ثورة 14 أكتوبر المجيدة ، وانا هنا لا اتحدث نيابة عن المشترك بل بصفتي قياديا في الحزب الاشتراكي اليمني, فنحن لانخفي عيوب وأخطاء الحكومة وحاجة البلاد الى حكومة قوية لتنفيذ مخرجات الحوار ولكن بالمقابل فيبدو أن هناك احتقار وتندر لأن رئيس الوزراء باسندوه يبكي أحيانا حين يلقي خطابات ويقارن بين وضع بلاده ووضع دول أخرى وهذا مالم يتعود عليه بعض الناس فقد تعودوا على حكام يجلدون الشعب ويبكونه بكاء مرا أما ان يشاهدون رئيس وزرائهم يبكي عليهم وعلى البلاد فهذا يعتبر مش مليح في نظرهم. على كل حال للحكومة الشكر بما قامت به وعليها وعلينا جميعا كقوى سياسية اللوم فيما قصرت لأن كل واحد ينخط عليها من جانبه والبلاد بحاجة الى حكومة قوية بقوة القانون وليس بقانون القوة وبدرجة أولى اليمن بحاجة الى دولة فليس لدينا دولة حتى الان حتى نتحدث عن حكومة قوية خاصة أن مخرجات الحوار تحتاج حكومة بحكم تلك المخرجات يشغل مقاعدها تكنوقراطيين وليس فيها تقاسم سياسي أو حزبي .
* أخيراَ، هل لديك أية رسالة ترغب في توجيها الى الرئيس هادي؟
- نعم اقول للاخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي باختصار ما يلي :
- انك احد مناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة وقائد عسكري مميز والاول في اكاديمية سانت هيرت البريطانية احد ارفع الاكاديميات في العالم . لقد اقتحمت دائرة الموت بعد ثورة الشباب 2011م في وقت لايقدم على ذلك الا قله من القادة الافذاذ وساهمت في قيادة وانجاح مؤتمر الحوار ، كما انك تتميز بالعمل بصمت دون ضجيج أو استعراض أو تبجح . وأرجوا أن تقبل مني هذه العبارات :
الاولى : احذر من الذين يقولون لك "نعم" في الاوقات التي يفترض أن يقولوا لك "لا".
الثانية : أن الذين لايجادلونك ولا يقولون لك "لا" عند المناقشات والحوارات هم اول من سيقولون "نعم" لغيرك حين يشاؤون .
الثالثة : ان كثيرا ممن قالوا ويقولون لك (سر على بركة الله) قد قالوها لمن سبقوك في الحكم حتى بركوا . اما الذين يضيفون الى ذلك عبارة (ونحن من خلفك) فهم يقصدون انهم سيدهفوك الى الهاوية كما عملوا مع السابقين .
الرابعة : وبصفتي قيادي في الاشتراكي أقول لك أخي الرئيس: دع الحزب الاشتراكي اليمني يواصل تأدية مهامه الوطنية رغم جراحة المثخنة فغيرك كفيل بتوجيه السهام والضربات اليه ، فهو شريك في الاعداد وانجاح مؤتمر الحوار والعملية السياسية . فلا تجعل من نفسك غريما له فعلى يسارك واليمين ومن حولك ما يكفي ممن يصرون على انهم غرماء له بينما الحزب لا يعتبرهم خصوما . انت الرئيس المنتخب بالتوافق نرجوا ان تكون حكما عادلا بين الفرقاء .