يحيى الجماعي: المسند جزء أساسي من هويتنا والهاشمية أضرت بنا كيمنيين
يحيى الجماعي، رئيس مؤسسة معد كرب الثقافية، وأحد أبرز النشطاء لحراك الأقيال الذي أثار جدلا خلال السنو...
قال البرلماني سلطان السامعي, المتحدث باسم جبهة إنقاذ الثورة, إن مخرجات الحوار الوطني في مجملها لا باس بها لكنها تريد إرادة سياسية قوية ومستقلة لتنفيذها بعيدًا عن تأثير الأحزاب ومراكز القوى الموجودة في العاصمة صنعاء.
وأضاف السامعي في حوار خاص لـ"الأمناء": "الجنوبيون هم أكثر وحدوية من أبناء الشمال لكن نتيجة لما عانوه خلال الفترة الماضية من بعد حرب 94م الظالمة تحولوا إلى مطلب فك الارتباط عن الشمال وبالتالي نحن لن نكون ضد رغبات الجنوبيين فالأمر بأيديهم وهم يقررون ما يريدون".
وتحدث السامعي عما خلفته حرب 94م من نهب وسلب للثروة والأرض والاستحواذ على المناصب, وعن دور الرئيسين البيض وصالح, وعلي محسن الأحمر في الوحدة اليمنية التي أعلنت عام 1990م .. وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:
* كيف تقرأ مخرجات الحوار الوطني؟
مخرجات الحوار الوطني في مجملها لا بأس بها مع أن أننا نتحفظ على بعضها, لكن هذه المخرجات تريد إرادة سياسية قوية وآليات قوية ومستقلة لتنفيذها بعيدًا عن تأثير الأحزاب ومراكز القوى الموجودة.
* هل ترى إعلان الأقاليم مناسب لإخراج الأزمة اليمنية إلى بر الأمان؟
التقسيم الإداري بنظام الأقاليم نادينا به منذ فترة طويلة؛ فعبر هذا النظام أو الحكم سيكون هناك مشاركة حقيقة في السلطة والثروة لأبناء الشعب في كل مكان شمالا وجنوبا, وهذا النظام سيقطع دابر المتنفذين الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة على مستوى الوطن بكل مديرياته, وهؤلاء المتنفذون موجودون في العاصمة صنعاء وتعودوا خلال عشرات السنين أن يكونوا هم الحكام وملاك الأرض والثروة وبقية أبناء الشعب عبارة عن رعايا, حتى انتفض الشعب وخرج في ثورة 11 فبراير رافضا هذه الديكتاتورية المقيتة, ولكن هناك ممن هم في السلطة وانظموا إلى الثورة لا يزالون يحاولون أن يسيطروا على كل شيء كي يبقى الوضع كما كان سابقا في أيديهم باسم الثورة والشباب, وهؤلاء هم لصوص الثورة والثروة والسلطة وبالتالي نظام الأقاليم إن طُبق كما يجب دون تدخل هذه المراكز سيوجد تنافس شريف بين أبنا الأقاليم لخدمة هذا الوطن وسنرى شراكة حقيقة في السلطة وسيكون هناك انتخابات لكل المسئولين من المستوى الأدنى إلى الأعلى ولن يكون هناك تعليمات يرفضها المتنفذون.
* لكن هناك ثورة في الجنوب تطالب باستعادة الدولة ولن تقبل بالأقاليم؟
الجنوبيون هم أكثر وحدوية من أبناء الشمال, لكن نتيجة لما عانوه خلال الفترة الماضية من بعد حرب 94م الظالمة من تهميش وفصل من وظائفهم وأعمالهم وتنكيل ونهب لأراضيهم وثرواتهم خرجوا بصورة سلمية في 2007م يطالبون في البداية في حقوقهم ولكنهم قوبلوا بالقتل والاعتقال والسجون والمطاردات حتى تحولت الثورة إلى مطلب "فك الارتباط" عن الشمال وبالتالي نحن لن نكون ضد رغبات الجنوبيين؛ فالأمر بأيديهم وهم من يقررون ما يريدون.
* ما موقفكم مما يحدث في الضالع والجنوب بشكل عام؟
نحن في جبهة إنقاذ الثورة استنكرنا ما يجري من قتل ودمار للمواطنين في الضالع, وخرجنا مع مكونات شبابية ثورية أخرى بمسيرة للتنديد بما يحصل من مجازر في الضالع, وبالتالي فنحن ضد الهمجية التي تُنفذ في الجنوب ضد شباب ومواطنين عزل يخرجون للتعبير عن آرائهم, وهذا موقفنا منذ فترة طويلة وسيظل حتى تتم محاسبة مجرمي الحرب الذين يشنوا حملات الإبادة ضد الجنوبيين.
* تشهد تعز انفلاتًا أمنيًا.. من يقف وراء ذلك؟
هناك مراكز قوى في السلطة لها ضلع كبير فيما يحدث من انفلات أمني في تعز؛ لأنهم لا يريدون أن يبقى المحافظ شوقي هائل محافظا لتعز, ولا يريدون استقرارًا لتعز انتقامًا من هذه المحافظة؛ لأنها هي السباقة لثورة 11 فبراير, وأيضا كنوع من إذلال تعز ومحاولة كبح تعز التي نرى أنها ستكون النموذج الأمثل للدولة المدنية. هذه المراكز أيضًا تريد أن يكون محافظ تعز وكل المسئولين منها وبالتالي فهم من يقف خلف معظم هذه الاختلالات الأمنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, لكن بتكاتف الخيرين بالمحافظة لن يصلوا إلى مبتغاهم. وفي الآونة الأخيرة هدأت المحافظة كثيرا عندما استطاعت الجهات الأمنية مع الخيرين القبض على الكثير من مثيري هذه المشاكل والأحداث.
* تحضرون لإقامة ثورة في الـ11 من فبراير الحالي, ألا تخافون أن يتم السطو عليها كسابقتها؟
ليس لدينا أي خوف مادام الثورة تجري في دماء كل الأحرار فمن المستحيل على لصوص الثورة أن يسرقوا تجددها وبالتالي هناك إرادة قوية للشباب لاسترداد ثورتهم والضغط من أجل إسقاط الحكومة الفاسدة ومحاسبة الفاسدين ورفض المحاصصة والاهتمام بالجرحى وأسر الشهداء وتحقيق الأمن والاستقرار في البلد.
* حكومة الظل الشعبية في جبهة إنقاذ الثورة, هل ستحل الأزمة أم ستكون مشكلة جديدة؟
بالعكس حكومة الظل في الجبهة هي تجربة جديدة في هذا البلد.. فنحن الآن المعارضة الوحيدة في البلد مع بعض المكونات الثورية الشبابية والأحزاب الصغيرة وقطعنا شوطًا لا بأس به في فضح هذه الحكومة وإبراز وجهها البشع للناس؛ حتى يقتنع هذا الشعب ويخرج لاسترداد ثورته وانتخاب من يمثله, ولن نكون إلا عونًا لهذا الشعب لاسترداد حقه من لصوص الثورات.
* ألا تخشون من تداعيات الاغتيالات الممنهجة التي ربما تطالكم؟
نحن نؤمن بأن الأعمار بيد الله, ومن ينتهج أسلوب الاغتيالات فقد وصل إلى مرحلة الإفلاس الأخلاقي والسياسي معتقدًا أنه سيسيطر على البلد بهذا الأسلوب, وهذا طبعا وهْم, فلن يزيدنا ذلك إلا تمسكا بالسير في الطريق النضالي الصحيح السلمي حتى وإن تعرضنا للاغتيال.. نعرف جيدًا أن لكل شيء ثمن والدولة المدنية التي ننشدها لها ثمن أيضًا.
* إخراج السلفيين من صعدة إلى الحديدة قوبل بالإدانة من بعض الجهات.. ما هو موقفكم في جبهة إنقاذ الثورة؟
الأخوة السلفيون أُقحموا من قبل جهات نافذة للقتال في دماج لخلط الأوراق في البلد, وخروجهم كان بحسب رغبتهم وطلبهم وما حصل من حرب في دماج فنحن حقيقة ضد أي حروب أو قتال بين أبناء الوطن الواحد؛ لكوننا جميعا أخوة, وبالتالي فإن من يتحمل هذه الدماء هو من حاول خلط الأوراق في اليمن بالضغط على مؤتمر الحوار وعلى الرئيس في تنفيذ أجندته.
* عندما تولت حكومة الوفاق إدارة البلاد وصفت بأنها أسوأ من النظام السابق.. كيف نفهم ذلك؟
أولا أنا لا أسمّي "نظام سابق" و"نظام جديد", وإنما أقول "النظام السابق اللاحق" لأنهم هم أنفسهم من يحكمون في السابق هم يحكمون اليوم وبالتالي شكلوا هذه الحكومة الهزيلة وجاءت كأسوأ حكومة عرفها اليمنيون عبر التاريخ؛ لأنها تدار من أشخاص ومراكز قوى معروفة لا تريد الخير لهذا البلد وإنما كل همها كيف تحصل على أكبر قدر من الأموال والاستمرار بإذلال الشعب ومحاربة كل الشرفاء في الوطن.
* تابعتم "الهبة الشعبية" في حضرموت والجنوب.. فما هو موقفكم منها؟
من حق أي مظلوم في هذا الوطن أن يخرج لإيصال رسالته للداخل والخارج والعالم في مظلمته, والجنوبيون من هذا المنطلق خرجوا بهذه الهبة لكشف مظلمتهم للعالم كامل بـ"الهبة الشعبية السلمية"؛ فهو حق من حقوقهم الإنسانية والدستورية..
* لكن هل ترى أن هذه الهبّة حققت أهدافها؟
تحقيق الأهداف لا يأتي جملةً, لكن ربما تحققت بعض الأهداف, وطريق النضال طويل, ومن يؤمن بقضيته سيصل إلى هدفه.
* لماذا ترفضون التمديد للرئيس هادي؟
في رأيي الشخصي, اعتبر التمديد ضرورة حتمية؛ لأن الرئيس عبدربه منصور هادي هو الشخص الذي يؤمل عليه لإخراج البلد من أزمتها, والشعب والقوى الإقليمية والدولية تقف معه وهذه ميزة لم تتحقق لأي شخص آخر.
* إلى متى ستظل القوى النافذة مجهولة ولا يتم الكشف عن هويتها؟
هذه القوى هي التي تسيطر على البلد والجيش والأمن, وتسيطر على السلاح والمال ومعروفة, والأخوة في الإصلاح جزء من هذه القوى.
* من هو علي سالم البيض في نظر البرلماني سلطان السامعي؟
علي سالم البيض رجل صادق دخل الوحدة بقناعة ضرورة وحدة الشعب اليمني, لكنه أخطأ عندما سلم دولة بكل إمكانياتها وشعبها وثروتها لعصابة لا تؤمن بالقيم العظيمة كالوحدة, فكانت النتيجة حرب صيف 94م الظالمة التي دمرت كل شيء بما فيها دمار النفوس بين أبناء الشعب اليمني, وما زلنا في الجنوب وفي الشمال نعاني من هذه الحرب وما تلاها من تهميش وإقصاء ونهب لثروات الجنوب؛ لأن القوى المنتصرة أصبحت منفردة بكل شيء بالسلطة والثروة والسلاح, وبالتالي فقط أخطأ بإعلان الوحدة الاندماجية, وكان المفروض أن تُعلن وحدة فيدرالية, وعلي سالم البيض رجل سياسي له ما له وعليه ما عليه.
* وما هو رأيك بـ علي عبدالله صالح؟
هو سبب كل المصائب التي يعاني منها البلد؛ لأنه اعتمد على شخصيات ومراكز قوى دينية وقبلية لترسيخ حكمه مقابل أن يكونوا شركاء في النهب والفيد والفساد والسلطة حتى أصبحوا أقوى منه, فاختلفوا معه وسببوا هذه الكارثة التي يعاني منها اليمنيون من فقر وتخلف وحروب وتمزق وانفلات في كل شيء حتى أصبحت البلد بلا دولة.. باختصار دمروا شيء اسمه الدولة ومؤسسات الدولة وكلهم مسئولون عن ذلك.
* وعلي محسن الأحمر, رأيك به؟
بحسب قوله في إحدى المقابلات بأنه الرجل الأول في أحيان كثيرة, وبالتالي فإنه يتحمل هو ومن معه من المتنفذين العسكريين والقبليين والإخوان الجزء الكبير من معانات هذا الشعب خلال أكثر من ثلث قرن.
الامناء