قال الدكتور يحيى الشعيبي عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل إن الوحدة اليمنية هي السقف الأساسي لأي حوار يمني يمني وإن الجميع مستعد أن يقدم الكثير من التنازلات من أجل وحدة اليمن وأمنه واستقراره, وإنه كان من المفترض أن يشارك في الحوار الوطني الشامل بقية مكونات الحراك الجنوبي حتى يتم إيجاد صيغ مشتركة لحل القضية الجنوبية. ودعا الشعيبي أن تتاح الفرصة للشباب حتى يكونوا شركاء في حكم اليمن الجديد وحتى تتجدد الدماء في شريان الدولة. وفي الحوار أوضح الشعيبي سبب اعتذاره للناس في هذا التوقيت الذي يسعى فيه الجميع لتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة لبناء مستقبل اليمن, فإلى تفاصيل الحوار.
>> مؤخراً قدمت اعتذارا للناس عن السنوات التي شغلت فيها عدة مناصب وزارية وحكومية رفيعة المستوى؟ لماذا هذا الاعتذار ولماذا في هذا التوقيت؟
أنا تعديت الـ60عاما من العمر, ولم أعد أرغب في ممارسة أي عمل حكومي، فخلال 16سنة عملت في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وتقريبا نفس الفترة في العمل الأكاديمي ووجدت أن الوقت مناسب للاعتذار عن كل القرارات التي اتخذتها.
>> هل كانت هناك قرارات اتخذتها بدون اقتناع منك؟
لا ليس هذا، أي قرارات اتخذتها طبعا كانت بمحض إرادتي قد يكون بعض الناس تأثروا من بعض القرارات ولذلك أعتقد أن هذه الفترة هي فرصة مناسبة لكل إنسان قدم عملا خلال حياته وعليه أن يعتذر عن أي أخطاء حدثت في تلك الفترات.
>> في رسالة تقديم استقالتك للرئيس هادي قلت (إن القضية الجنوبية لم تجد الوقت الكافي لمناقشتها من قبل حكومة الوفاق الوطني) ماالذي قصدته؟
قصدت في تلك الفترة أن الفكرة الاساسية أنه لا يمكن الوصول لمؤتمر الحوار الوطني إلا بعد معالجة كثير من المشكلات,ولو تم تشكيل لجان تناقش مشكلات جنوب الوطن قبل بدء مؤتمر الحوار بسنتين لحلت جزء كبير من تلك المشكلات وتمت مناقشة عديد من القضايا ودخل الكثير من ابناء المناطق الجنوبية وعندهم اقتناع بأن كثيرا من قضاياهم قد حلت, لكن للأسف تأخرت الحكومة في ذلك بالرغم أن الهدف الأساسي للحكومة تنفيذ المبادرة الخليجية وهو شيء أساسي؛ لأن الحكومة في الأساس انتقالية فكان مفروضا من الحكومة أن تتخذ كل ما بوسعها في إيجاد حلول لقضيتي صعدة والجنوب, وكان من المهم أن تشكل اللجان في وقتها وتنزل النزول الميداني قبل بدء الحوار حتى يهدأ الشارع ويشعر الناس أن هناك توجها حقيقيا من قبل الدولة لمعالجة قضاياهم ونأتي لمؤتمر الحوار لمناقشة شكل الدولة واشياء مهمة بدلا من مناقشة بعض القضايا الحقوقية وما إلى ذلك.
>> يعني أنت ترى دكتور يحيى أن القضية الجنوبية قضية حقوق فقط؟
لا،لا ، هناك أيضا بجانب القضايا الحقوقية قضايا سياسية نتيجة لحرب 94م,كذلك خروج الحزب الاشتراكي من الحكم، كثير من منتسبي القوات المسلحة والأمن سرحوا من مناصبهم واضطهدوا هناك الكثير والكثير من القضايا، وقد تمت العديد من المعالجات لكن حكومة الوفاق الوطني كانت ستبادر إلى حل سريع لبعض القضايا قبل بدء الحوار.
>> عدن تعتبر رمز للقضية الجنوبية وأنت كنت محافظ لها ,اُشيع مؤخراً أن الرئيس هادي سيعينك محافظاً لعدن بعد أن قدمت استقالتك من وزارة التعليم العالي ,هل هذا صحيح؟
كما ذكرت لك قد اكملت 60عاما من عمري يجب أن يفكر الجميع بالشباب والجيل الجديد الذي نعتبره املا لليمن، عندما تتحول الدولة إلى دولة مدنية حديثة يسود فيها النظام والقانون وتحل جميع القضايا العالقة والتي تناقش في الحوار فلكل حدث حديث, لكن في هذه المرحلة ليس لدي أي رغبه او استعداد لممارسة أي عمل حكومي ,وأنا الآن في تفرغ علمي لمدة عامين وقد استدعيت للحوار وبعد استكمال الحوار سأخرج خارج اليمن لاستكمال التفرغ العلمي، يجب أن نحترم الدماء الجديدة التي ضحت من أجل التغيير المنشود فأنا قد عملت 35سنة في خدمة الدولة هذا كاف ويجب إعطاء الفرصة للشباب.
>> إذا عينك الرئيس في أي منصب هل سترفض؟
لن أقبل أي وظيفة داخل البلد إطلاقاً.
>> بعضهم يقولون إنها مناورات سياسية من الشعيبي؟
أنا كنت وزيرا ولو أردت لاستكملت الفترة المقررة لي، لكن كما أخبرتك وجدت أن هناك اشياء غير صحيحة. أعتقد أن من خدم أكثر من 53سنة يجب عليه أن يتقاعد.
>> كيف تقارن باختصار شديد عدن قبل وبعد الوحدة?
طبعاً هناك تغيير شامل تم بعد الوحدة أشياء كثيرة جداً جداً ,المشكلة في بعض المظالم مثل قضايا الاراضي والمبعدين ومشكلة هؤلاء الناس الاساسية أنهم يحبون النظام ويعملوا وفق النظام ,وكثير من ابناء المناطق الجنوبية في لحج والضالع وابين يتوافدون بشكل مستمر لمحافظة عدن ,واصبحت عدن مكتظة بالناس، طبعا عدن تمثل كل الجمهورية اليمنية، وأنا أؤكد ويعرف الجميع وبدون أي مزايدة أن وضع عدن بعد الوحدة افضل وافضل لكن كان يجب أن يهتم بها أكثر ,وعندما كنت محافظاً لعدن خلال فترة السنتين و8اشهر لم تكن الفترة كافية لإيجاد حلول لكثير من القضايا ,كانت لدي خطة لمدينة عدن بإقامة عشرة مشاريع هامة تم الإعداد والدراسات لها ,وكذلك الحال في أمانة العاصمة تعاملنا مع 15نقطة من ناحية الجسور وغيرها ,لكن الامور لم تسير بالشكل المطلوب
الآن الناس تريد الاستقرار ويهمنا نجاح الحوار ونحن كما نقول إن سقف المؤتمر هو ما جاء في المبادرة الخليجية، بالنسبة لعدن أيضاً الدراسات أعدتها شركة خاصة وضعت عشر نقاط تتضمن مواضيع تتعلق بالكهرباء والمياه وتطوير ميناء عدن وكانت تلك الدراسات جاهزة كان المفترض من الحكومة أن تستفيد من هذه الدراسة الجاهزة, وأنا متأكد أن المانحين لو استلموا تلك الدراسات التي اعدت لبدأوا في تنفيذها.
>> يقال إن الدكتور الشعيبي أثبت ولاءه للوحدة بينما يرى حراكيون أن أولئك لشخصيات من شمال الوطن؟ ولا يمكن استمالتك في الحراك الجنوبي, وعندما قدمت استقالتك قال بعض الحراكيين أنك ستنظم للحراك، ماتعليقك؟
أنا شخص وحدوي وحدوي وحدوي، وعشت وحدويا, وسأبقى وحدويا للنهاية، وهذا مبدئي منذ صغري ولن تتغير مبادئي اطلاقا ,صحيح هناك أخطاء وممارسات يجب أن نكون ضدها.
>> لماذا لاتزال في حزب المؤتمر بالرغم من كلام البعض عن تهاوي الحزب؟
لا،لا بالعكس المؤتمر يزداد قوة وصلابة والجميع ملاحظ الرؤى المقدمة من حزب المؤتمر في الحوار الوطني وهي رؤى متقدمة متميزة تهدف إلى البقاء على الوحدة سواء في هوية الدولة أو شكلها أو النظام الانتخابي أو الإداري كل رؤى المؤتمر تصب في تماسك اليمن ووحدته وخدمته.
>> تحدثت عن نهضة في عدن بعد الوحدة، هل ينطبق هذا الحديث على بقية المناطق الجنوبية؟
ليس بالمستوى المقبول طبعاً الناس تطلب منجزات أكثر بحسب الامكانيات الدولة لها وظيفة محددة في البنية الأساسية والتنمية، الكهرباء، المياه، التعليم، الصحة. الشعب يطلب المزيد ليس فقط أن تقوم الدولة ببناء المشروع عليها أن تفكر كيف تديره حتى موازنات الصيانة وغيرها هي من المشاكل التي تعانيها الدولة. أيضاً مشكلة البطالة في المناطق الجنوبية مشكلة كبيرة، وهناك قضايا مثل الجمعيات السكنية وازدحام الناس داخل بيوتها هناك 150جمعية سكنية لم تستطع أن تعمل شيئا.
كل تلك القضايا تجمعت للأسف، والكل حمل الوحدة السبب, بالرغم أنه ليس للوحدة دخل فيها. هناك فساد وسوء إدارة الناس في عدن كان الناس متعودين أن الدولة تدعم أي شيء ففجأة أصبحت الدولة لا تعمل شيئا وفقا لمفهوم الرأسمالية والسوق الحر لا يتوافق مع امكانيات الناس في الجنوب ومن فقدوا مناصبهم هم من يحقدون على الوحدة، أحب أن أوضح أن مجموعة من العسكريين وجدوا أنفسهم في البيوت وحزت في أنفسهم التصرفات الاقصائية وبعضهم شعر بالقهر لذلك كانت ردة فعلهم قوية تجاه الوحدة، واعتقدوا أنها سبب مشكالهم وكان هذا الفهم خاطئا.
>> الرئيس اصدر قرارا بتشكيل لجان تعمل على إعادة المبعدين من وظائفهم؟
التوجه في الاعادة جيد، لكن اغلب المتضررين أصبح كبيرا في السن ومتقاعدين.
أعتقد أن المؤتمر وضح أن تكون هناك دولة اتحادية تنقسم إلى عدة اقاليم وتكون هناك حكومات محلية في كل اقليم وهذا الشىء سيعطي فرصة لتقسيم الثروة والسلطة ويهدف في مفهوم كيف تحافظ على الوحدة من خلال الدولة فإذا استقرت فسيخرج الخير لكل أنحاء اليمن.
>> خلال الثورة الشبابية السلمية لم يذكرك الإعلام الثوري في اليمن لا بخير ولا بشر، برأيك لماذا؟
هم يعرفون جيدا أن هناك مجموعة في المؤتمر الشعبي العام هدفها الأساسي عدم الوصول لليمن إلى ما وصلت إليه دول الربيع العربي مثل ليبيا وغيرها, وهدفنا واضح والهدف هو إخراج اليمن من الأزمة وايجاد مصالحة وطنية شاملة ومعالجة العديد من القضايا عملنا في موضوع المبادرة وآليتها التنفيذية وكنا طرفا مسهلا يحاول أن يخرج البلد من الأزمة الطاحنة نحن نعرف ماالذي كان سيحدث اذا لم يكن هذا التوافق والاجماع الوطني لحل المشكلات المستعصية التي يعانيها اليمن ولولا التوافقات لم نكن نصل إلى الحوار الوطني الشامل.
>> كيف تصنف علاقتك مع التجمع اليمني للإصلاح؟
علاقة جيدة معه ومع بقية المكونات السياسية وإن اختلفنا في الرؤى يجب أن تحترم كل الرؤى والأفكار، وفي الأخير لكل حزب الحق في طرح الآراء والقناعات.
>> هل أنت ضد الأحزاب ذات الاتجاه الديني؟
لا،لا أنا ضد التطرف ولا يمكن أن نقبله من أي جهة لا تؤمن بالرأي والراي الاخر ولا تعمل بالنهج الديمقراطي ولا تؤمن بالانتقال السلمي للسلطة ولا ببناء الدولة المدنية الحديثة.
>> ألا ترى أن حزب المؤتمر قد تطرف في فترة انفراده في الحكم؟
أبدا هذا لم يحدث والدليل أن المؤتمر سلم السلطة وعمل على إخراج اليمن من محنته.
>> أنت رئيس نادي الشعب الرياضي ونائب رئيس اللجنة الأولمبية لك تصريحات تهاجم فيها الفرقة الأولى مدرع سابقا بسبب وجود بعض من أفرادها داخل النادي، إلى أين وصل الموضوع؟
مازالت حتى هذه اللحظة قوات الفرقة الأولى مدرع متواجدة داخل النادي ووعدونا أنهم سيخلون النادي بعد سنتين من العبث به، وقد رفعنا قضية عليهم في المحاكم والآن سيخرج حكم قريبا جدا، وقد خسر النادي من تصرفات الفرقة اكثر من 340مليون ريال والآن القضية في وزارة الدفاع وقد طالبوا بأن ندخل في تحكيم ونحن متمسكون بما سياتي من حكم من المحكمة خلال الأسابيع القادمة، وقد كنت في زيارة لمحافظة عدن وقابلت أعضاء الفريق في نادي الشعلة، وكنت قد رفضت أن أقابلهم داخل النادي باعتبار أن النادي محتل.
>> كيف ترى المزاج العام في عدن واليمن تحتفل بذكرى الوحدة؟
حقيقة فوجئت عندما قمت بزيارة إلى عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأمن مستقر ومستتب الوضع بين الناس هادئ, زرت المنصورة التي يقال إن فيها تقطعات، ولم أجد ذلك, الإعلام يضخم الأحداث ومن يكون في أرض الواقع يعرف أن الأوضاع هادئة وفي طريقها للاستقرار إن شاء الله.
>> 23عاما على الوحدة، ماذا تقول؟
بعد 23عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر فرصة لمناقشة قضايانا بجدية ونرى ما هي المعالجات والحلول المناسبة لمشاكلنا، نتمنى مستقبلا أن نناقش سبل تحقيق الوحدة العربية ونتفق على توافق عربي يخدم بناء الأمة العربية ونهضتها مجدداً, وتكون اليمن النموذج الرائع للوحدة العربية ومنها يؤخذ مشروع الوحدة العربية الشاملة.