​​​​​​

الشيخ باهرمز : قلة الاحترام دفعتني للوقوف مع إخواني الجنوبيين

خليج عدن/ عدن الغد /حوار : الخضر عبد الله

الشخصية الاجتماعية الدينية الرياضية الشيخ محمد عبد الله باهرمز (أبو عبد الله) وعضو هيئة علماء اليمن وعاقل وأمين منطقة لودر.. وهو من الوجاهات والأعيان والشخصيات الاجتماعية ورقم صعب لا يمكن تجاوزه.. على هامش وجوده في منزل المناضل محمد علي أحمد، وأثناء خروجه من المنزل كان لنا هذا اللقاء معه، وتحدث من خلاله عن تمسكه بالقضية الجنوبية وعن سرعة البت في حلها لينال كل ذي حق من الجنوبيين حقه، وخرجنا معه بهذه الحصيلة.

في البداية نرحب بك فضيلة الشيخ "باهرمز" في مدينة عدن ونتساءل ما سبب وجودكم في منزل المناضل محمد علي أحمد؟

= شكراً لك ولدي العزيز ولصحيفة (عدن الغد) أما بالنسبة لسؤالك، فأنا تربطني مصاهرة بأبي سند ـ حفظه الله ـ وقد حضرت ومعي مجموعة من الشباب لتهنئته بمناسبة عيد الفطر المبارك، ووجدناها فرصة للبوح بما يجيش بخواطرنا بخصوص انعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي، وقد رحب بنا وأعطانا فكرة مختصرة عن المؤتمر وأهدافه وأن الباب مفتوح للجميع من أبناء الجنوب.

قبيل الانتخابات الرئاسية أطللتم على جمهور الجنوب من قناة (عدن لايف) ومن ضمن ما تحدثتم به المطالبة بمقاطعة الانتخابات، مع العلم أن الرئيس من أبناء الجنوب ومن أبين بالتحديد، لماذا؟

= نعم .. لقد وجهت نداء لكل أبناء الجنوب عبر قناة (عدن لايف) من خلال المقابلة التي أجرتها معي القناة وكذلك صحيفة (الطريق). وتحدثت بأن نجاح الانتخابات في الجنوب هو القضاء على قضيتنا قضية الجنوب، وبفضل من رب العزة والجلال فشلت الانتخابات في الجنوب فشلا ذريعا ولا يقدر أحد أن يزايد إلا وسائل الإعلام فإنها روجت عكس ذلك.. أما أن الرئيس من الجنوب ومن أبين بالتحديد فلا ننسى أنه وشلته من الزمرة وبعض الشماليين احتلوا الجنوب في عام 1994م واعتبروها فيئا وغنيمة وذلك بتعزيز الفتاوى المشهورة التي أعطتهم الضوء الأخضر وأصبح الكثير من رعاة الأغنام وأبتال البقر مليارديرات بسبب ما استحلوه واغتصبوه من أرض الجنوب.

 لا ، لا تؤاخذني فضيلة الشيخ أبو عبد الله، أنتم أسرة معروفة بأنها وحدوية حتى النخاع والدليل أنه لم يحضر من الجنوب مع علماء الجند بمدينة تعز إلا والدك عبد الله باهرمز وعمك سالم باهرمز وانقلابكم المفاجئ لا بد من وجود سبب له؟

= انقلابي المفاجئ وليس انقلابهم لأن والدي وعمي ومعظم الأسرة وحدويون.. ولا أخفيك أني كنت مثلهم ولكن قلة الاحترام هي التي دفعتني للرجوع والوقوف إلى جانب آبائي وإخواني وأبنائي أبناء الجنوب الأحرار في استعادة دولتنا المحتلة مهما كلف ذلك.

ولن نكون أقل شأناً ممن ضحوا بأغلى ما يملكون وهي أرواحهم الزكية الطاهرة قدموها رخيصة من أجل الجنوب واستعادته.

عفواً يا شيخ.. ماذا تقصد بقلة الاحترام، هل حصل موقف ما؟

= نعم، ولدي العزيز لقد مرض والدي وأقعد فلا يستطيع الحركة أسأل الله له الشفاء العاجل وذهبنا به إلى الأردن على حسابنا الخاص وعملوا له عملية في العمود الفقري وأخبرونا أن العملية نجحت وعند رجوعنا لليمن وبعد ما يقارب الشهر أخبرونا دكاترة اليمن والدكتور الكوبي أن العملية غير ناجحة وأنها لا تزال هناك فقرة في العمود الفقري بحاجة إلى عملية وتم التواصل مع دكتور الأردن وطلب العودة مرة أخرى واضطررنا لاستخراج تقرير طبي وأرسلناه إلى الرئاسة على أمل أن تصدر توجيهات تخفيف بعض ما نعانيه إلا إنه محلك سر، وعندما طال الانتظار أعطاني أحد من العشيرة رقما خاصا بالسكرتير الخاص محمد هادي الذي ندمت أنني اتصلت به ولا أقول إلا ما قاله الشاعر:

وما كل ذي قرض يجازى بمثله ...  وإن عبثت أطرافه بالمظالم

وأرسلت إليه رسالة بالجوال (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) ولا يزال التقرير الطبي مع كل المرفقات حتى هذه اللحظة مع علمنا المطلق بأن هناك أناسا يخرجون تقارير طبية مزورة ولا يعانون من أي أمراض ومع ذلك تأتي التعليمات بالسفر إلى الخارج فتصرف لهم تذاكر سفر ومرافقيهم وعشرات الآلاف من الدولارات وبعد ذلك يتم بيع التذاكر... وإلخ وما خفي أعظم!، والمرضى الحقيقيون يموتون بعد أن يبيعوا كل ما يملكون ويستدينوا، وهذا كله من قهر عديمي الضمير الذين أتت بهم المقادير وقهروا كل كريم وعزيز وشريف وستعود دولة الجنوب التي كانت تعالج المرضى بالمجان وبدون أي فلس وكنا لا نصدق أن المرضى يتعالجون بفلوس إلا عبر الافلام الهندية، واليوم اصبحنا في ظل دولة الوحدة نعيش هذا الواقع الذي كان من ابعد المستحيلات.

اسمح لي أن أقول إن موقفك هو بسبب ردة فعل؟

= يا ابني كل شخص منطلق من أزمته من قمة القادة حتى الطفل الصغير، من معه مصلحة وتحصل على نصيبه من الكعكة قال الوحدة أو الموت ومن لم يتحصل على حقوقه المشروعة التي أقرها الشرع والقانون والعرف ماذا تريده أن يقول – بالطبع – سيقول الله يلعن اليوم الذي توحدنا فيه – يا ابني الرسول صلوات ربي وسلامه عليه يقول "تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة" إذا كنت أنا أخجل من ابتسامة فقط فما بالك لما يكون لك موقف رجولي معي وأنا في أمس الحاجة إليك، يا أبني إذا كنت قليل أصل ولئيما أقل شيء إذا لم أنفعك لم أضرك إكراماً لموقفك لكن استحلفك بالله ماذا أريد من المسئول إذا ما كنت بأمس الحاجة إليه وهو قادر أن يساعدني ويقف إلى جانبي، ولكن العنجهية والغرور والمكابرة، وبماذا تريدني أن أعامل هذا المسئول ـ طبعاً ـ ليس لدي إلا الابتهال إلى الله والدعاء بأن يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر وسأتمنى له الموت والهلاك وأن يزيله اليوم قبل غد.

في نهاية عام 2011م شاهدتك في مقابلة تلفزيونية على الهواء من قناة الإيمان مع د.عبد الواحد الآنسي في برنامج الإيمان والحياة وقدمت الرئيس عبدربه منصور هادي وأثنيت عليه بكلام كثير وطيب.. وأنت الآن تناقض نفسك!.

= أنا لست متناقضا، ولكن الأحداث والمواقف هي التي تغير الرجال، إما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ وكثير من المواقف التي تعرضت لها خلال هذه الفترة عرفتني بالرجال وبأشباه الرجال وأجدها فرصه عبر صحيفتكم الغراء بأن أقول إنني نادم على كل كلمة جميلة أو طيبة قلتها في حق عبدربه منصور، والمقادير هي التي فرضته رئيساً والله العالم هل سيستمر حتى نهاية الفترة أم لا.

الشيخ باهرمز، أنت معروف بمواقفك وكرمك ودعمك السخي للرياضة على مستوى المديرية والمحافظة وكذا الأسر الفقيرة، وكلامكم عن الظروف الصعبة والقاسية لديكم يقلل من شأنكم.. ما تفسيرك لذلك؟.

 = يا ابني العزيز لا يظل على وضعه إلا ذو العزة والجلال، وعملية الوالد مع السفر والإقامة والعلاج.. إلـــخ تكلف ثلاثين ألف دولار ووالدي يتفاضى راتبا لا يكفي لإيجار المنزل الذي هو مستأجر مع العلم انه عضو علماء المرجعية ورئيس جمعية علماء اليمن بابين ووحدوي حتى النخاع ولكنه ليس من المتمصلحين أو المتعلقين وأنا أجاهد هذه الأيام بأن ينظم إلى صفوفنا في الحراك السلمي، رغم أنه معترض بشدة ولكن أسأل الله أن يعينني وأقنعه، مع العلم أنني أقنعت الكثير والكثير من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والشباب للانضمام إلى الحراك  بعد أن وضحت لهم ما قام به المحتل من الاستيلاء على الأراضي والعقارات والمساكن الخاصة والعامة وكل خيرات الجنوب وغير هذا من القتل والسحل والاعتقالات والتهميش والإقصاء وقلة الاحترام لابناء الجنوب والكلام عن إقصاء واضطهاد الجنوب وابناء الجنوب ليس له نهاية0

-         الحديث لا يمل مع فضيلتكم ولكن سؤالا يراودني عن مدينة لودر- البطلة الذي أنت من أبنائها وأحد وجهائها والتي انتصرت على عناصر الشر- ماذا تقول لأبناء مديريتك؟

-         أقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأخاطب الجميع بأن يحافظوا على هذا النصر بالتماسك والدعاء في السراء والضراء بان يحفظ لودر واهلها وان يكونوا على قلب رجل واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وان يترفعوا عن الصغائر ولا يعطوا لأحد فرصة لشق الصف بينهم مهما كان الأمر، ونقول من اراد للودر واهلها الخير والأمن والأمان والاستقرار نسال الله ان يحفظه و ينصره ويجعل له في كل خطوة سلامة ومن اراد عكس ذلك نسأل الله ان يخذله ويدمره ويزلزل الأرض من تحت اقدامه ويجعله عبرة لمن لا يعتبر.

كلمة أخيرة؟

هي لأبناء الجنوب في الداخل و الخارج  وان يكونوا صفا واحدا ويجعلوا قضية الجنوب وارض الجنوب نصب اعينهم حتى تعود الارض إلى اهلها وكذا اطالب علماء اليمن قاطبة ان ينظروا الى القضية الجنوبية بعين الاعتبار. 

واخيراُ شكراً مرة اخرى لك يا ولدي العزيز الخضر عبدالله على هذا اللقاء، وأشكر صحيفة (عدن الغد) وموقعها الالكتروني ممثلة برئيس تحريرها الشاب فتحي بن لزرق وكافة العاملين فيها.