​​​​​​

السفير الأميركي: لليمن رئيساً واحداً ولسنا اوصياء عليه

خايج عدن/ سبأ

أكد سفير الولايات المتحدة الأميركية بصنعاء جيرالد فايرستاينان بلاده كانت، وما زالت، وستظل شريكاً وصديقا ًفاعلاً لليمن وليست وصيةً عليه كما يدعي البعض، لأن لليمن رئيساً واحداً هو الرئيس عبد ربه منصور هادي ونتمتع بعلاقة جيدة جداً معه. والتقيناه مؤخراً خلال زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز. كما إننا نعمل مع الرئيس عبد ربه عن قرب في العديد من المجالات مثل القضايا الأمنية وتنفيذ المبادرة الخليجية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة واليمن.

واأضاف: نحن نعمل بشكلٍ جيدٍ مع القيادات العسكرية اليمنية ودوائر التخطيط العسكرية ذات العلاقة. فقد استهلت تلك القيادات ومنذ بداية العام بوضع تصوراتها لإعادة هيكلة الجيش والأمن. كما تقوم بعض الفرق التابعة للقيادة الأمريكية الوسطى بزيارة اليمن للعمل مع هذه القيادات وتقديم الخبرات والمشورات للجيش اليمني. وأعتقد أننا نحرز تقدماً ملحوظاً على هذا الصعيد. ونأمل أن تنتهي مرحلة التخطيط لإعادة الهيكلة قبل حلول نهاية العام، لنبدأ بعدها بعملية التنفيذ.

وفيما يلي نص الحوار :-

سبأ: كيف تقيمون مستوى العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية اليمنية، خاصةً ونحن الآن في شهر يوليو الذي يصادف ذكرى أربعين عاماً على تجديد صداقة البلدين؟

فايرستاين: إن علاقات الولايات المتحدة والجمهورية اليمنية هي علاقات صداقة وتعاون قوية للغاية. فالولايات المتحدة تقدر تقديراً عالياً علاقاتها مع حكومة وشعب اليمن. ولقد عملت الولايات المتحدة وعن قرب مع الأصدقاء في اليمن لمواجهة تحدياته التنموية والاقتصادية والأمنية وغيرها من التحديات خلال الأعوام الماضية. وواجهت الولايات المتحدة واليمن معاً خلال الأعوام الماضية بعض التحديات على الصعيدين الإقليمي والمحلي، تبنتا خلالها نفس الرؤى –مع وجود بعض الاستثناءات- في تعاملهما مع هذه القضايا. كما دخلت علاقات البلدين مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وتجسد التعاون الذي حققته الولايات المتحدة مع الحكومة والشعب والقوى السياسية اليمنية في المساعدة على التوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية خلال العام المنصرم. ولاحظنا توسع شراكة الولايات المتحدة مع اليمن في المجال السياسي والأمني والتنموي والاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية.. أضف إلى ذلك جهود الولايات المتحدة في مساعدة الشعب اليمني في مواجهة بعض الاحتياجات الإنسانية الملحة.

خلاصةً، أقول إن العلاقات اليمنية الأمريكية خلال الأربعين عاماً الماضية كانت جيدة جداً وإيجابية ومثمرة لكلا البلدين.. ويسرنا للغاية أن نشهد في هذه المرحلة ولوج علاقات البلدين مرحلة جديدة أكثر قوة.

سبأ: أفادت بعض الأنباء عن نقل نائب وزير الخارجية الأمريكية، وليام بيرنز، خلال لقائه برئيس الوزراء محمد باسندوة تعهد الولايات المتحدة بدعم الميزانية اليمنية وسد العجز المالي لميزانية الحكومة – ما مدى صحة ذلك؟

فايرستاين: الولايات المتحدة تدعم اليمن في شتى المجالات وبشكل قوي، لكن هذه الجزئية لم تناقش خلال ذلك اللقاء.

سبأ: هلا أطلعتم الجمهور اليمني على طبيعة ونتائج زيارات المسئولين الأمريكيين مؤخرا لليمن، لاسيما تلك التي قام بها مثلاً نائب وزير الخارجية بعد رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومساعد وزير الخزانة؟

فايرستاين: إن الهدف العام من كل هذه الزيارات هو تأكيد الولايات المتحدة لالتزامها الدائم والمستمر بدعم اليمن للتغلب على التحديات التي يواجهها. وبطبيعة الحال، فإن المسئوليات المناطة بهؤلاء الزوار تختلف من مسئولٍ لآخر. فالتركيز خلال زيارة مساعد وزير الخزانة كولينز كان منصباً على بعض الأمور المالية خصوصاً بعض البرامج التي قد نعمل على إيجادها ومن ثم مناقشتها مع شركائنا المانحين الدوليين لدعم اليمن. وركزت زيارة راجيف شاه، رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على مناقشة برامج المساعدات التنموية والإنسانية لليمن، حيث أعلن عن بعض البرامج الجديدة لمساعدة اليمن في إعادة الإعمار في المناطق الجنوبية التي دُمرت جراء احتلال القاعدة لها، وكذا تقديم دعم إنساني إضافي، وتعزيز شراكتنا السياسية مع اليمن في مجالات الديمقراطية والحوكمة والإعداد للانتخابات والحوار الوطني. ومثلت زيارة نائب وزير الخارجية بالغ التزام الولايات المتحدة لدعم اليمن، حيث بحث ويليام بيرنز مع الرئيس هادي بعض القضايا الرئيسية في اليمن منها: نجاح اليمن في حربه ضد الجماعات المتطرفة العنيفة خصوصاً القاعدة، واستعرضا التطورات السياسية والتهيئة للحوار الوطني والاستفتاء والانتخابات، كما التقى بيرنز ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب لسماع وجهات نظرهم حول الانتقال السياسي وكيفية المضي معاً لدعم اليمن وبناء مؤسسات ديمقراطية مستدامة قوية في المستقبل.

سبأ: زرتم مؤخراً وبمعية رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية محافظة أبين.. ما كان الغرض من الزيارة وكيف رأيتم الأوضاع على أرض الواقع؟

فايرستاين: كانت زيارتنا إلى أبين زيارة جيدة.. ونحن نقدر جهود الرئيس هادي والقيادات العسكرية اليمنية للسماح لنا بالقيام بتلك الزيارة.. فخلال الزيارة التي صحبنا خلالها وزير التخطيط محمد السعدي التقينا بمحافظ أبين وتحدثنا مع الناس هناك عن الاحتياجات الملحة وكيفية تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الملحة الكفيلة بعودة النازحين إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن. وكما تعلمون فقد أعلن رئيس الوكالة الأمريكية عن تقديم الولايات المتحدة مبلغ 22 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار أبين. ومنذ زيارتنا تلك، بدأنا بتنفيذ بعض البرامج لإعادة الإعمار في الجنوب. وكما تعلمون، خلّف احتلال ووحشية القاعدة ورائها دماراً واسعاً في أبين وزنجبار وجعار. ونحن نريد العمل مع الحكومة والمانحين الدوليين لمحاولة إصلاح ذلك الدمار بأسرع وقت ممكن لتمكين نازحي أبين من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم.

سبأ: دائماً ما تعلن الولايات المتحدة رغبتها ودعمها لليمن ليصبح "بلداً آمناً ومستقراً ومزدهراً" كيف يمكن للولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف الذي يصبو إليه كل اليمنيين؟

فايرستاين: هناك عديد من المحاور تتعلق بهذه القضية. فعلى الصعيد السياسي: تقوم الولايات المتحدة بمساعدة اليمن في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية في المجتمع، بما في ذلك تقديم الدعم والمساعدات للإعداد للانتخابات والاستفتاء، والعمل وبكل جد مع أصدقائنا وشركائنا في اليمن والمانحين الدوليين لضمان نجاح تنفيذ المبادرة الخليجية، والعمل لتطوير قدرات الحكومة اليمنية لتوفير الخدمات للشعب اليمني، والعمل مع منظمات المجتمع المدني لبناء قدراتها لتعمل مع الحكومة من أجل خدمة مصالح الشعب اليمني، وعلى الصعيد الأمني: يتمثل دعم الولايات المتحدة لليمن في التعاون القائم مع وزارتي الدفاع والداخلية والقيادات العسكرية اليمنية لمساعدتهم في وضع الخطط الكفيلة بإعادة تنظيم الأجهزة العسكرية والأمنية، وذلك ليس فقط لتطوير قدراتها لمواجهة الخطر الداهم الذي تشكله الجماعات المتطرفة العنيفة بل لتمكنيها من القيام بكل مهامها في توفير الأمن القومي والأمن والسلامة للمواطنين اليمنيين.

وفي المجالين الاقتصادي والإنساني: تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة اليمنية والقطاع الخاص لمحاولة ضمان نمو الاقتصاد اليمني وتوفير الفرص اللازمة لبناء اقتصاد قوي يستطيع خلق فرص عمل جيدة لليمنيين في المستقبل. وتعمل الولايات المتحدة مع الحكومة اليمنية والقطاع الخاص لإجراء إصلاحات حقيقية وتحسين مناخ الاستثمار المحلي والخارجي في اليمن. علاوةً على ذلك، تعمل الولايات المتحدة مع شركائها المانحين الدوليين من خلال المنظمات المانحة ومؤتمر أصدقاء اليمن لتوفير الموارد اللازمة لضمان تقديم المساعدة في استقرار الاقتصاد ومعالجة الوضع الإنساني في اليمني.

سبأ: أُثير في الولايات المتحدة مؤخراً قضية استخدام طائرات بدون طيار في عدد من بلدان العالم منها اليمن ومما تسببه من آثار غير إنسانية – وباعتبار استخدام هذا النوع من الطائرات جاء وفقاً لقرار أصدره الرئيس أوباما- ما مدى قانونية استخدام هذه الطائرات بالنظر إلى تصريحات مساعد الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان، حول ذلك في أبريل الماضي؟

فايرستاين: أعتقد بأن التصريحات التي أدلى بها جون برينان في مركز ويلسون هي الأوضح والأعلى سلطةً حيال هذه القضية. فمن المؤسف أن يعتري هذا الأمر كثيرٌ من التضليل والادعاءات الخاطئة لاسيما من قبل الإعلام الغربي. فلقد كان جون برينان واضحاً جداً في تصريحاته بأن استخدام طائرات بدون طيار هو محدود جداً وأن العمليات تنفذ بعناية لضمان عدم حدوث ضحايا في أوساط المدنيين أو أي نتائج أخرى غير مقصودة. كما أوضح جون برينان أن استخدام هذا النوع من الأسلحة يتفق اتفاقا تاماً مع التزامات الولايات المتحدة بالقانون الدولي.

سبأ: هل لتلك الإثارة أي علاقة بالحملات الانتخابية الأمريكية؟

فايرستاين: بالطبع لا. إن لذلك علاقة بالتزامنا بالدفاع عن الولايات المتحدة ضد التهديدات التي تواجهها، كما يأتـي ذلك كذلك في إطار التعاون الثنائي مع الحكومة اليمنية في تعزيز جهودنا المشتركة ضد الجماعات المتطرفة العنيفة التي تشكل تهديداً لبلدينا وشعبينا.

سبأ: لعل من أهم القضايا الملحة في المرحلة الراهنة هو "الوفاق الوطني"، برأيكم هل تحقق الوفاق الوطني على أرض الواقع في ظل التصعيد الإعلامي المستمر بين طرفي الوفاق؟

فايرستاين: من المؤسف أن نرى استمراراً للحملات الإعلامية ضد طرفٍ أو آخر. فهذا حقيقةً لا يساعد في بناء توافق وطني قوي. لكن، ومن جهة أخرى، فهذا هو إحدى نتائج التمتع بنظام منفتح قد يستخدمه الإعلام في بعض الأحايين لمثل هذه الأغراض، لكن إذا ما أراد المرء أن ينخرط في الحياة العامة فعليه أن لا يتأثر سريعاً بالنقد.

سبأ: بخصوص المبادرة الخليجية - لا سيما إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية – أين وصلت عملية الهيكلة التي ذكرتم سابقاً أنها قد تستغرق وقتاً أطول من الفترة الانتقالية، بالرغم من أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية لا تنص على عبارة "هيكلة الجيش"؟

فايرستاين: ذلك منصوص عليه في المبادرة الخليجية نفسها.

سبأ: ما نصت عليه المبادرة هو "هيكلة القيادات" لا هيكلةً كاملة للمؤسسة العسكرية؟

فايرستاين: في الحقيقة، الأمر يتعدى القيادات.. فنحن نعمل بشكلٍ جيدٍ مع القيادات العسكرية اليمنية ودوائر التخطيط العسكرية ذات العلاقة. فقد استهلت تلك القيادات ومنذ بداية العام بوضع تصوراتها لإعادة هيكلة الجيش والأمن. كما تقوم بعض الفرق التابعة للقيادة الأمريكية الوسطى بزيارة اليمن للعمل مع هذه القيادات وتقديم الخبرات والمشورات للجيش اليمني. وأعتقد أننا نحرز تقدماً ملحوظاً على هذا الصعيد. ونأمل أن تنتهي مرحلة التخطيط لإعادة الهيكلة قبل حلول نهاية العام، لنبدأ بعدها بعملية التنفيذ. ونتطلع لأن نرى تطوراً وتحديثاً للجيش اليمني مثل أنظمة شؤون الموظفين والأنظمة اللوجستية وأنظمة دفع الرواتب. والأهم من كل ذلك، هو إيجاد أجهزة عسكرية وأمنية بإمكانها معالجة كل متطلبات الأمن القومي اليمني وأمن وسلامة المواطنين اليمنيين على كل المستويات المختلفة. فمثلاً، قد يبدأ الأمر بالمستويات الأساسية مثل رجال المرور والشرطة الذين ينظمون حركة المرور ويحولون دون ارتكاب الجرائم في المدن، وهكذا حتى يصل الأمر إلى أعلى المستويات مثل دور الجيش في الدفاع عن البلد ضد التهديدات الخارجية. وهكذا سيكون لدينا هيكلة مُعدة إعداداً جيداً مع أدوارٍ ومسئوليات محددة وواضحة لكلٍ من هذه المكونات العسكرية والأمنية التي ستحظى بالكوادر والتدريب والمعدات اللازمة لقيامها بالمسئوليات المناطة بها.

سبأ: كيف يمكن إنهاء انقسام الجيش في ظل التحديات الأمنية الحاصلة؟

فايرستاين: من المؤكد أن الجيش يواجه تحديات أمنية، ومع ذلك فقد أحرزنا تقدماً في الأشهر القليلة الماضية. وأعتقد أنه كلما مضينا في حل بعض القضايا السياسية الكبرى، فعندها ستنتهي بعض القضايا الثانوية مثل انقسام الجيش. ومن الأهمية بمكان، عند نهاية مطاف إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية، التوصل إلى تسلسل إداري محدد وجلي حيث يكون هناك قيادات عسكرية وأمنية واحدة مسئولة عن المكونات المختلفة داخل الجيش والأمن ،وفي الواقع أن هذا الأمر يرتبط بشقين اثنين؛ أولهما: التقدم السياسي في حل بعض الانقسامات داخل المجتمع.. وثانيهما: هو إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية لإيجاد قيادات ومؤسسات أكثر قوة ، وهما شقان جديران بحل قضية الانقسام داخل الجيش.

سبأ: ماذا عن الحساسيات الشخصية حيال قضية الهيكلة؟

فايرستاين: للناس الحق في أن يكونوا حساسين كما يريدون، لكن يجب علينا معالجة هذه القضية بطريقةٍ مؤسسية وليس شخصية.

سبأ: ظلت بعض الأطراف متحفظةً على المبادرة الخليجية والآن لديها شروط مسبقة للمشاركة في الحوار –وانطلاقاً من حرص الولايات المتحدة على تطبيق المبادرة ونجاح الحوار الوطني والتسوية السياسية في اليمن- يا ترى كيف يمكن تقريب البعيدين لإشراكهم في عملية الحوار الوطني؟

فايرستاين: نحن نرى أن الحوار الوطني أفضل فرصة حظي بها اليمنيون لبحث حلول بعض القضايا المهمة والصعبة، التي مثلت تحدياً أمام اليمن لمدة خمسين أو ستين عاماً، وطرحها على طاولة الحوار. فنحن نرى أن الأفضل لليمنيين مشاركتهم في الحوار والجلوس على طاولة الحوار للتوصل إلى حلول سياسية سلمية ومناسبة لمثل هذه القضايا. ولن يجبر أحد للمشاركة في الحوار الوطني، وقد تقرر بعض الشخصيات أو الجماعات عدم المشاركة في الحوار، وهذا من حقهم. إلا أننا نعتقد أنهم بذلك يقترفون خطأً فادحاً. فالقرارات التي سيتم اتخاذها خلال هذا الحوار سيكون لها تأثير على المسارات التي سيسلكها اليمن.. كما أن الفرص المتاحة خلال هذا الحوار حيال التوجهات القادمة للبلد قد لا تتاح مجدداً. ونأمل أن لا يفوت اليمنيون هذه الفرصة.

سبأ: الولايات المتحدة تشجع اليمنيين على الحوار لحل مشاكلهم، وهناك اتهامات أمريكية إيرانية متبادلة للتدخل في شؤون اليمن الداخلية (حسب تصريحات وبيانات متبادلة مؤخراً).. هل نأمل أن نرى حواراً أمريكياً إيرانياً لتجنيب اليمن تبعات أي صراعٍ أمريكي إيراني ليتحقق الأمن للجميع؟

فايرستاين: قضايا الولايات المتحدة مع إيران يتم مناقشتها عبر قنوات أخرى. وبطبيعة الحال، تشارك الولايات المتحدة في النقاشات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني. ونأمل أن تغير إيران من سياستها وتتصرف بشكلٍ لائق في المنطقة، وهذا يعني أن توقف إيران دورها السلبي في شؤون اليمن الداخلية.

سبأ: هل يعد عدم تنفيذ بعض بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية خرقاً لتنفيذ المبادرة؟

فايرستاين: إن عدم تنفيذ المبادرة الخليجية سينعكس سلباً على المبادرة الخليجية.

سبأ: من واقع متابعتكم، لماذا لم يتم تشكيل لجنة التفسير التي نصت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية على تشكيلها بعد 15 يوماً من توقيع المبادرة ولم تشكل حتى الآن؟

فايرستاين: ليس لدي إجابة على هذا السؤال.. فقرار تشكيل لجنة التفسير منوط بفخامة الرئيس هادي.. ويمكنكم توجيه هذا السؤال إليه.

سبأ: ألا تعتبرون اقتصار لقاءات سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية على بعض الموقعين على المبادرة تهميشاً لبعض المؤسسات الدستورية التي قد يساعد إشراكها في إنجاح الحوار؟

فايرستاين: نحن نلتقي مع طيف واسع من اليمنيين. ونلتقي وبشكلٍ منتظم مع الشباب وقادة المجتمع اليمني والقطاع الخاص والأحزاب السياسية الغير موقعة على المبادرة الخليجية، وكذا شخصيات تمثل الحراك في الجنوب والحوثيين في الشمال، وليس لدينا - بالطبع - أي تحفظ للقاء ممثلين أو رؤساء وأعضاء المؤسسات الدستورية الذين نلتقي ببعضهم أيضاً.. إنما نأمل توفر الوقت الكافي للقاء جميع الأطراف التي نود الالتقاء بها.

سبأ: ماذا بشأن مؤتمر المانحين المزمع انعقاده في الرياض قريباً لدعم اليمن؟

فايرستاين: يمثل مؤتمر المانحين الذي سينعقد في الرياض بعد ستة أسابيع من الآن فرصةً جيدةً للحكومة اليمنية لتقديم أولوياتها الاقتصادية والتنموية للعامين القادمين. وبالمثل يعتبر هذا المؤتمر فرصةً للمانحين الدوليين لمناقشة ماهية الأدوار البناءة المناطة بهم لمعالجة بعض القضايا المهمة التي تواجهها اليمن. فهذا المؤتمر هو مؤتمر للالتزام بتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي لليمن، ولن تناقش فيه القضايا السياسية.

سبأ: ما هي أبرز التحديات السياسية التي يواجهها اليمن في المرحلة الراهنة؟

فايرستاين: أعتقد أن اليمن يتقدم سياسياً، لاسيما في اتجاه الحوار الوطني الذي يمثل قضيةً بالغة الأهمية في الوقت الراهن، ويعد التحدي الأبرز والفرصة الأفضل أمام اليمنيين على حدٍ سواء. فنأمل أن يشارك اليمنيون في الحوار الوطني بروح يملأها الالتزام لمناقشة قضاياهم بكل صدق من أجل التوصل إلى حلول لكل هذه القضايا. فنجاح مؤتمر الحوار الوطني يضع اليمن على أُسسٍ صلبة نحو مستقبل يتمكن فيه اليمن من بناء مؤسسات ديمقراطية قوية والتغلب على تحدياته الاقتصادية والأمنية.

سبأ: يطرح البعض أن الولايات المتحدة تمارس الوصاية على اليمن – ما ردكم؟

فايرستاين: الولايات المتحدة كانت، وما زالت، وستظل شريكاً وصديقا ًفاعلاً لليمن وليست وصيةً عليه كما يدعي البعض، لأن لليمن رئيساً واحداً هو الرئيس عبد ربه منصور هادي ونتمتع بعلاقة جيدة جداً معه. والتقيناه مؤخراً خلال زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز. كما إننا نعمل مع الرئيس عبد ربه عن قرب في العديد من المجالات مثل القضايا الأمنية وتنفيذ المبادرة الخليجية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة واليمن.