​​​​​​

وزير التربية: لم نستلم رداً واضحاً من المالية بشأن رواتب المعلمين

للعربي/ حاورته: إصلاح صالح ناجي

أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً لمكاتب التربية والتعليم في المحافظات بمنع توزيع الكتب إلا بعد تشكيل لجنة من التوجيه في مكاتب المحافظات والنظر في الكتب القادمة من مطابع صنعاء واعتماد كتب طبعة 2014م للتدريس في جميع مدارس الجمهورية اليمنية، حرصاً على إبقاء المناهج الدراسية على حالها في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، بحسب وزير التربية والتعليم في حكومة أحمد بن دغر، الدكتور عبد الله لملس.
يؤككد الوزير لملس، في حوار مع «العربي»، أن نزوح الكثير من الطلاب من المناطق المسيطر عليها من قبل «الانقلابيين» إلى المناطق «المحررة»، سبب ضغطاً كبيراً في الفصول الدراسية نتيجة لازدحام الطلاب. ويشير إلى أن أربعة ملايين ونصف مليون طالب وطالبة في المحافظات «التي تسيطر عليها المليشيات» محرومون من التعليم.
بداية، معالي الوزير ما تقييمكم للعملية التعليمية في المحافظات التي تبسط حكومتكم سيطرتها عليها؟
العملية التعليمية في المناطق المحررة تسير على خطى ثابتة، حيث أن الوزارة تتابع مكاتبها في المحافظات، الذين بدورهم يتابعون العملية التعليمية في جميع مديرياتهم ورفع التقارير الدورية عن ذلك للوزارة، وقد كان لنا معهم في العام الماضي لقاءات لتقييم العملية، كل ذلك بالرغم من شحة الكتاب المدرسي، حيث واجهنا العام الماضي مشكلة عندما قام الانقلابيون بتحريف المنهج المدرسي، مما استدعانا إلى إصدار تعميم للمحافظات المحررة بعدم التعامل مع طبعة صنعاء والاعتماد على ما تبقى من كتب في مخازن التربية بالمحافظات وهي طبعة 2014م.
أعلنتم نتائج الثانوية العامة، ما تقييمكم للامتحانات الوزارية في العام الماضي؟
سارت العملية الاختبارية لهذا العام الدراسي المنصرم (2016 – 2017) بصورة جيدة أفضل من العام الذي قبله، وذلك لوجود موازنة ولو في حدها الأدنى، لكننا أعددنا لجان الاعداد والمتابعة والتقييم والكنترول مع الأخذ بعين الاعتبار للعدد الهائل الذي انضم إلينا العام الماضي من تعز ومأرب والجوف، وأجرينا الاختبارات لعدد 77000 طالب وطالبة في 12 محافظة محررة.
وكانت النتائج ممتازة لكون المتابعة لهم كانت على قدم وساق من قبل لجان مختصة ونزول ميداني لتفقد سير عملية الاختبارات، وكانت لي ــ أنا وزير التربية ــ زيارة ميدانية لعدد من مراكز عدن، وأيضاً قمنا بزيارة لمحافظة تعز تفقدنا من خلالها المراكز الاختبارية هناك مع وفد وزاري.
تكللت نتائج الاختبارات هذا العام بالنجاح، وحققت نسبة عالية تقدر بـ 87.3% والحمد لله العمل كان رائعاً، وبذل فيه جهد كبير من قبل قيادة الوزارة واللجنة العليا للاختبارات. طبعاً نحن طبقنا نظام «المعدل التراكمي» من العام قبل الماضي، وهذا ما ساعدنا كثيراً على ضبط الميدان التربوي من هذه العملية للمرحلتين الأساسية والثانوية.
دشنتم بداية العام الدراسي الجديد، ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكم؟
في 17 سبتمبر 2017م دشنا العام الدراسي الحالي (2017 – 2018) وفي نفس اليوم أعلنا نتائج الثانوية العامة للاختبارات للعام المنصرم (2016 – 2017). وأهم الصعوبات التي واجهتنا كانت كالتالي:
- نزوح الكثير من الطلاب من المناطق المسيطر عليها من قبل الانقلابيين إلى المناطق المحررة، مما سبب لنا ضغطاً كبيراً في الفصول الدراسية نتيجة لازدحام الطلاب.
- الكتاب المدرسي: نحن الآن نعمل على تشغيل مطابع الكتاب المدرسي في عدن والمكلا والتي تعد كمرحلة أولى من التعليم الأساسي ولكننا لا نستطيع الاستمرار لعدم توفر الامكانيات لمواصلة الطباعة، ومنها: الأوراق والأحبار ومدخلات طباعة الكتاب المدرسي. تلقينا أكثر من وعد من قبل دول الخليج الشقيقة، ولا زلنا في المتابعة لتوفير متطلبات المطابع لاستمرار الانتاج.
هل تجاوزتم مشكلة النقص في الكتاب المدرسي التي مرت بها مدارس عدن العام الماضي؟
لا زالت مشكلة النقص في الكتاب المدرسي موجودة على مستوى عدن والمحافظات المحررة، وذلك لعدم توفر المواد الخام في المطابع لطباعة الكتاب المدرسي على مستوى اليمن كلها. بالرغم من ذلك قامت مطابع الكتاب المدرسي في عدن والمكلا بطباعة الكتب وترحيلها إلى الجوف ومأرب وتعز وشبوة وأبين ولحج والضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى، بما لديها من مخزون بسيط من أوراق وأحبار وغيرها من المدخلات لعملية الطباعة. نحن نتطلع إلى الدعم من قبل الأشقاء في دول الخليج لعملية طباعة الكتاب المدرسي.
تتهمون من تسمونهم بـ«الانقلابيين» بالقيام بـ«تحريف» المناهج الدراسية، كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟
واجهت وزارة التربية والتعليم هذه التعديلات بخطوة استباقية، ولذا أصدرنا تعميماً باعتماد كتب طبعة 2014م للتدريس في جميع مدارس الجمهورية اليمنية، والاستمرار بطباعتها في مطابع الكتاب المدرسي، حرصاً منا في الحكومة الشرعية على إبقاء المناهج الدراسية على حالها في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا مؤقتاً، رغم الضرورة التي تستدعي تحديث هذه المناهج، بل تستدعي تغيير آلية العملية التعليمية كافة.
وعندما لم يلتزم الانقلابيون وعمدوا إلى بث سمومهم الطائفية، قمنا بإصدار تعميم لمكاتب التربية والتعليم في المحافظات بمنع توزيع الكتب إلا بعد تشكيل لجنة من التوجيه في مكاتب المحافظات والنظر في الكتب القادمة من مطابع صنعاء، ووجدوا في معظمها تحريفاً ممنهجاً في المنهج الدراسي وصبغ العملية التعليمية بالطائفية المقيتة التي إن استمرت ستقضي على السلم والتعايش المجتمعي، فالتغييرات التي أحدثوها في المناهج الدراسية تعد تسميماً وتفخيخاً لعقول أبنائنا الأجيال القادمة. فالمتتبع لهذه التغييرات يجد أنها استهدفت المواد التي لها ارتباط بالجوانب العقدية كاللغة العربية ومادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية والتربية الاجتماعية، في حين أن المواد العلمية لم تشهد أي تغيير، مما يعد دليلاً واضحاً على حرص هذه الجماعة الطائفية على تغييرات ذات أبعاد وخلفيات عقائدية طائفية وليس تغييرات تهدف إلى تحسين وتطوير المناهج.
كم عدد الطلاب المحرومين من المدرسة اليوم؟
إن الطلاب الذين في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات يصلون إلى 4 مليون ونصف، وهم يعانون من تعثر في التعليم، أما طلابنا في المحافظات المحررة فهم على مقاعدهم الدراسية ينهلون العلم.
تشكو مدارس عدن من ازدحام الطلاب حيث تتجاوز أعدادهم في الفصل الواحد سبعين طالباً، كما أن هناك مدارس تم ترميمها من قبل «الهلال الأحمر» الإماراتي لم تفتتح بعد، وما يزال النازحون يقطنون بعض المدارس رغم الحاجة إليها، متى يستقر الوضع التعليمي في «العاصمة المؤقتة»؟
تم الجلوس مع الأخ مدير أمن العاصمة اللواء شلال علي شائع، وبحثنا العديد من القضايا الأمنية في العاصمة عدن الخاصة بالمجال التربوي والتعليمي، منها قضية تسليم مبنى وزارة التربية والتعليم الكائن في مدينة الشعب بمديرية البريقة، وكذا قضية النازحين المستوطنين في ثانوية تمنع بمديرية التواهي، ومن جانبه أبدا اللواء شلال شائع استعداده وحرصه على تذليل جميع الصعاب من الجانب الأمني لإرساء مداميك العملية التربوية والتعليمية في عدن.
أعلنت نقابة المعلمين والتربويين في عدن بدء إضراب شامل مطالبين بزيادة رواتبهم ومستحقاتهم المالية المتأخرة، ماذا تقولون عن ذلك؟
لقد جلسنا مع ممثلين عن تلك النقابات وأوضحنا لهم أن مطالبهم مستحقاتهم مشروعة فعلاً، ولكن ليس وقتها الآن، فالوضع في البلد استثنائي ونعيش حالة طوارئ، ووعدناهم أننا سنتابع موضوعهم ولكن نريد أن يتحسن وضع البلد قليلاً، إلا أنهم أبوا الانصياع، وأعلنوا عن الاضراب، لكنهم تفاجؤوا أن لا استجابة من قبل المعلمين والتربويين الأوفياء والمقدرين لوضع البلد الحالي، فحاولوا فرض الاضراب بالقوة إلا أن الوعي والحس الوطني من قبل المعلمين وقف لهم حجر عثرة في طريقهم.
ما هي أسباب تأخر رواتب المعلمين في محافظة تعز؟
قامت قيادة السلطة في محافظة تعز بمتابعة ديوان الوزارة وأخذت مذكرة لمجلس الوزراء بصرف رواتب المحافظة باعتبارها محافظة محررة، وتم التوجيه من مجلس الوزراء بصرف مرتباتهم وتم بالفعل الصرف قبل أسبوع، وإن ضخت السلطة المحلية إيراداتها المحلية للحكومة الشرعية أعتقد أن الرواتب ستستمر.
آلاف المعلمين المنقولين بانتظار رواتبهم، ما الحل؟
أولاً، لا نتعامل معهم كمندوبين، ولكن كنازحين، ونرتب وضعهم على ذلك، وقد استلمت دفعة من التربويين راتب أربعة أشهر في عيد الفطر الماضي، والدفعة الثانية في طريقها لاستلام رواتبهم لأربعة أشهر من يناير إلى إبريل، وقد رفعنا الكشوفات بتاريخ 6/7/2017، ولم نستلم رداً واضحاً من المالية، والدفعة الثالثة جاهزة وسنرفعها خلال اليومين القادمين إن شاء الله.
هل هناك نية لتطوير المناهج الدراسية وتحديثها؟
عملنا نهاية ديسمبر 2016 ورشة وطنية لتطوير المناهج الدراسية، وقفنا من خلالها على تحليل واستعراض لطرائق وأساليب تأليف المناهج الدراسية الحالية وحجم محتواها وما شابها من أخطاء وعيوب وكثافة غير مبررة وعدم مواكبتها المعرفية المعاصرة ومتطلبات التعليم، حيث عرضت تصوراً مقترحاً بآليات جديدة لمراقبة هذه المناهج ومعايير تطويرها في ضوء تجارب التطوير الحديثة التي تشهدها المناهج الدراسية في دول الخليج العربي وبعض البلدان العربية والإقليمية والدولية.
الهدف الرئيس من الورشة الوطنية لتطوير المناهج الدراسية هو الجمود الملاحظ في المناهج الدراسية التي بقيت منذ أكثر من 15 سنة دون تطوير أو تحديث، والمعروف أنه جرت العديد من التطورات في مجال العلم، فالمناهج الحالية تعتبر منتهية الصلاحية، ولا بد من تحديثها وتطويرها لمواكبة مجريات الحياة والتطورات المستمرة في العلم. فقمنا بتغيير كتاب نهج القراءة من الأول إلى الثالث الابتدائي، فهو منهج وضعه متخصصون بعناية فائقة، ويعد ثورة في عالم القراءة والكتابة، أما للصفوف من الرابع إلى التاسع سنعمل على تطوير وتحديث المنهج لهذه المستويات بما يتواكب وتطورات العلم وتقدمه. ولدينا في الوزارة توجه لهيكلة التعليم الثانوي، بإلغاء التشعيب (العلمي والأدبي) وخلق ثلاثة مسارات في التعليم الثانوي، هي:
1- المسار العام، والذي يقود إلى الجامعات، ويحصل عليه الطلاب المبرزون الحاصلون في شهادة الصف التاسع على معدل 85 وما فوق.
2- المسار الفني، والذي يقود إلى التعليم الفني، وسيتم فيه اختيار الطلاب الحاصلين على معدل 70 – 85.
3- والمسار المهني، والذي يقود إلى سوق العمل، وسيحصل عليه الطلاب الحاصلون على درجة النجاح إلى معدل 70.
نحن نريد تطوير مناهجنا علناً وبشفافية عالية، وفقاً لما هو عليه العلم اليوم، ونريد آلية تطويرية لتستمر على مدى خمسين سنة، نريد تطويراً كل خمس سنوات على أقل تقدير.
أعداد كبيرة من الأهالي يتجهون إلى تدريس أبنائهم في المدارس الخاصة، بما تبرر ذلك؟
أظن السبب الرئيسي في اتجاه الأسر إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة هو الزيادة العددية للطلاب في الفصل الواحد بالنسبة للمدارس الحكومية، لضمانة الاستيعاب والتحصيل العلمي الجيد، كما يزعمون ذلك.