خليج عدن/ متابعات
تصدر اعتزال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي اللعب دولياً المشهد الكروي على الساحتين الأرجنتينية والعالمية بالساعات الماضية وتناسى عشاق التانجو خسارة بطولة كوبا أمريكا للمرة الثانية على التوالي أمام تشيلي وركزوا بشكل عام على القرار المفاجىء لنجمهم المميز.
وتسببت خسارة بطولة كوبا أمريكا للمرة الثانية توالياً ضد نفس الخصم تشيلي بركلات الترجيح في إصابة ليونيل ميسي بالألم والبكاء بحرقة عقب الفشل بالتتويج،كما لم يفعل من قبل في أي من ملاعب كرة القدم، فقد كانت الهزيمة الجديدة في مباراة نهائية والسقوط مرة أخرى بمثابة ضربة موجعة للنجم الأرجنتيني، الذي أحدث زلزالا كبيرا بعد نهائي البطولة (المئوية) بإعلانه اعتزال اللعب الدولي.
وقال ميسي في تصريحات لقناة TYC الأرجنتينية عقب المباراة، التي أقيمت فجر اليوم الاثنين : "المنتخب انتهى بالنسبة لي، لقد حاولت كثيرا وبذلت كل ما في وسعي ولكني لم أنجح ، يؤلمني عدم التتويج مع الأرجنتين، سأغادر التانجو بدون أن أتمكن من تحقيق ذلك، لقد خسرت أربع مباريات نهائية".
ولكن، لماذا أتخذ ليونيل ميسي صاحب الـ29 عاماً قرار اعتزال اللعب دولياً مع المنتخب الأرجنتيني ؟، هذا السؤال تحديدا يسأله كل عاشق للأرجنتين ومحب لميسي وللكرة العالمية بشكل عام، خصوصاً بعدما حضر هذا القرار المفاجىء والغريب للجميع اليوم عقب الفشل بالفوز بكوبا أمريكا.
وكانت هناك مؤشرات عدة تؤكد بأن ليونيل ميسي قد يُقدم على فعل تلك الخطوة قبيل بطولة كوبا أمريكا المئوية في حال خسارته اللقب ولكن الأمور سارت على ما يرام معه وفي صالحه حتى المباراة النهائية ضد تشيلي ، قبل أن يفشل التانجو طوال المباراة وخلال ركلات الترجيح بتحقيق الفوز ويخسر البطولة للمرة الثانية على التوالي،إنه يشعر بأنه ليس شاب بعد الآن لكنه من الممكن أن يقوم بدور البطولة بما فيه الكفاية في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا لما يمتلكه من قدرات خارقة وخبرة كبيرة لتعويض النسخة الماضية وكذلك بطولتي الكوبا ولكنه أتخذ قرار صادما عقب الفشل بالبطولة المئوية باعتزال اللعب دولياً لينهي به كل شيء.
وسيستعرض معكم " يوروسبورت " رؤيته حول الأسباب التي قادت ليونيل ميسي للاعتزال دوليا في هذا التوقيت بالتحديد، وكانت كالتالي :
* اليأس الكبير من خسارته الدائمة في النهائيات بشكل أكثر من اللازم :
- خسر ليونيل ميسي أربع نهائيات مع المنتخب الأرجنتيني،ما أصابه بخيبة آمل مستمرة مع ارتداء هذا القميص وباتت النهائيات عقدة كبيرة له ورفاقه،ما جعل الضغوط الهائلة تكون على عاتقه في كل مرة يتواجد فيها لتمثيل بلاده دوليا في ظل عدم توفيقه الغريب رغم تقديمه المستويات المنتظرة،فلم تفز الأرجنتين بأي بطولة منذ عام 1993 والجفاف الذي بدأ قبل فترة طويلة لازم ميسي مع التانجو بأي بطولة ليسيطر اليأس على ميسي حول كيفية إضافة كأس جديدة، فخسر في المباراة النهائية لكوبا أمريكا 2007 ولم يكن النجم الكبير آنذاك والفريق لم يكن يدور من حوله وكان لا أحد يفضله على الصعيد العالمي،لكن الفشل في حصد لقب المونديال البرازيلي عام 2014 أمام ألمانيا بالوقت الإضافي تم تحميله إياه كونه البطل بالأرجنتين وصانع الفارق،ثم خسارة لقب كوبا أمريكا أمام تشيلي في 2015 بركلات الترجيح ومن ثم مرة أخرى بنفس السيناريو في هذا العام، كل ذلك جعله يبكي بحرقة عقب خسارة اليوم والجلوس بمفرده على دكة البدلاء والتطلع بذهول قبل سحب قميصه فوق رأسه ، ووجد بعد ذلك بأنه غير قادر على الفوز بأي بطولة مع الأرجنتين والتوفيق لن يقف بجانبه مهما حدث وصرح بما يدورر في ذهنه عقب المباراة وبناء عليه قرر الاعتزال دولياً ".
* الضغوط الكبيرة وترك المجال للشباب :
- "الحال بالنسبة لميسي مع المنتخب الأرجنتيني ليس جيد بما فيه الكفاية، فهو يحاول تقديم الواجب الوطني ويحمل كل الضغوط على عاتقه ويأخذ كل اللوم في حالة الخسارة كما حدث بالنسخة المئوية والبطولات السابقة، ولكن مهما كان مميزا داخل الملعب فإنه لا يتوج بالكأس،ففي مرحلة ما يكون من الصعب على اللاعب اتخاذ قرارت مصيرية ولكن في الوقت نفسه صعب وجود الفرح باللعب للفريق وكل شيء يقف في طريق حصدك للألقاب والفشل بإضافة بطولة يحدث أمام عينيك من مسابقة لأخرى وتكون أنت مسؤولا عن ذلك الفشل، لذا فاللعب للتانجو بالسنوات الأخيرة كان مجرد تأدية واجب وطني فقط لأنه يعلم بكونه مهما فعل فإنه لن يحصد أي بطولة لسوء الحظ الذي يلازمه من بطولة لأخرى ، لذا اعتزل دولياً وترك الفرصة للشباب لاكمال المسيرة فإنه من الممكن أن يكون التوفيق حليفهم ويحققوا ما فشل فيه".
* مشاكل ليونيل ميسي مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم :
- " دخول ميسي في مشاكل دائمة مع الاتحاد الأرجنتيني للعبة أخرها قبل يومين على خلفية تشكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم لجنة لتسيير شؤون الاتحاد الأرجنتيني للعبة ولمراجعة القوانين لكي تتماشى مع معايير الفيفا،ولتنظيم انتخابات في فترة حتى 30 يونيو 2017 ، وقال حينها : " ليست المرة الأولى،إنها أمور كانت تحصل دائماً ولكن اللاعبين لا يقولون شيئاً، إنما وقت التغيير قد حان،وأود أن يعرف الاتحاد الارجنتيني احتياجات المنتخب، الذي يعد أحد أفضل منتخبات العالم فما حصل ليس جديدا،فنحن لا نطلب الكثير، بل الحد الأدنى للراحة والاستعداد الجيد للمباريات"، وذلك وسط معاناة لاتحاد كرة القدم في الأرجنتين منذ فترة بسبب الفساد والخلل في إدارة شؤونه الداخلية، وتسببت مشاكل الاتحاد وتعامله الغير جيد مع لاعبي المنتخب الوطني في اعتزال ليونيل ميسي اللعب الدولي بالبداية بعد ساعات من نهاية كوبا أمريكا المئوية وأعقبه ماسكيرانو وهناك أنباء تؤكد اعتزال ثلاثي آخر ( جونزالو هيجواين وسيرجيو أجويرو ولوكاس بيليا وغيرهم ) بالساعات القادمة وذلك وفقا لوسائل الإعلام الأرجنتينية والعالمية ".
* ميسي قد يتراجع عن قرار اعتزاله.. ولكن :
- " بعدما أطلق ليونيل ميسي قرار اعتزاله اللعب دولياً مع الأرجنتين بعد خسارة كوبا أمريكا اليوم، قال حارس التانجو سيرجيو روميرو بأنه يعتقد بكون تصريحات ميسي قالها في ساعة غضب نظير ما حدث ضد تشيلي والتي من شأنها أن يعيد ليونيل النظر فيها فيما بعد ، وهذا الأمر ممكن تماما، فما حدث له هذه المرة لم يكن بالأمر السهل على لاعب بخسارة ثلاث بطولات في ظروف ثلاث سنوات وهذا ما جعله يبكي ويصاب بالألم الكبير، وبعد مباراة كهذه فإنه من الطبيعي أن يرغب في الإبتعاد عن التانجو من أجل الخير لبلاده كونه وجد بأنه سيء الحظ، لذا فإن الأفضل في العالم قد يُعيد النظر في الأيام القادمة فيما قرره بعدما يستفيق مما حدث ويدرك بأنه مازال يريد اللعب لمنتخب بلاده والظفر بالبطولات، وهذه لن تكون المرة الأولى التي يقول فيها لاعبا ما شيء بغضب على الفور بعد مباراة صعبة،وبعدها يرى الأشياء أكثر وضوحا ويتراجع ويعود لمكانته المعهودة في وقت لاحق".
وفي النهاية ، مع الخسارة للقب كوبا أمريكا للمرة الثانية على التوالي والبطولة الثالثة في ظرف ثلاث مواسم والدراما المحيطة بالاتحاد الأرجنتيني وتقارير الاعتزال الدولي الجماعي، فإن كل ذلك يمكن ربطه بإعلان ميسي اعتزاله دوليا، ومن الممكن أن تكون هناك أشياء متعددة قادت ليونيل لفعل ذلك كالنهائي مثلا أو أنه لا يمكن أن يكون الأمر بهذه الصورة، فالأمر كله مجرد تخمين للأسباب التي قادته للاقدام نحو ردة الفعل المفاجئة كما سردنا سلفاً ، لذا فإن قصة ليونيل ميسي واعتزاله الدولي مازالت مفتوحة فالأسئلة أكثر من الأجوبة في هذا الملف الشائك ومن المتوقع أن تكون القصة الأكبر في كرة القدم العالمية بالأيام المقبلة وربما حتى أسابيع وأشهر قادمة.