​​​​​​

سلمان يعد بإعادة الاستقرار إلى اليمن وهادي يرحب بالتدخل

خليج عدن/ متابعات

وعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تقود بلاده عملية عسكرية على رأس تحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن، بأن يستمر هذا التدخل "حتى عودة الأمن والاستقرار" إلى البلاد.

وقال العاهل السعودي إن "العملية ستستمر حتى تحقق هذه الأهداف لينعم الشعب اليمني بالأمان".

وتحدث الملك سلمان السبت في افتتاح القمة العربية التي يفترض أن تدرس إنشاء قوة عربية مشتركة والنزاع في اليمن.

هادي يرحب بالتدخل في اليمن والملك سلمان 

ودعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمام القمة العربية السبت إلى استمرار التدخل العسكري لتحالف تقوده السعودية في اليمن حتى يعلن الحوثيون "استسلامهم" واعتبر هذا التدخل "تطبيقا عمليا" للقوة العربية المشتركة.

وطالب هادي باستمرار التدخل حتى يرحل الحوثيون من جميع المناطق التي احتلوها في مختلف المحافظات ويغادروا مؤسسات الدولة ومعسكراتها ويسلموا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافة "سواء التي نهبوها من معسكرات ومخازن الدولة أو التي سبق أن أمدتهم بها إيران للحرب على الدولة والشعب اليمني وحتى يسلم قادة هذه العصابة أنفسهم للعدالة".

واعتبر هادي أن هذا التدخل هو "تطبيق عملي" لاقتراح تشكيل قوة عربية مشتركة الذي سيعرض على القمة العربية في شرم الشيخ السبت.

ووصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الجمعة إلى مصر للمشاركة في القمة التي تستغرق يومين.

قمة عربية في مصر لتشكيل قوة مشتركة

وافتتحت في مدينة شرم الشيخ المصرية السبت قمة عربية تهيمن عليها مسألة إنشاء قوة عربية مشتركة بينما يبدو التدخل العسكري لتحالف عربي في اليمن ضد الحوثيين أقرب إلى "اختبار" لهذا المشروع.

ومنذ أسابيع، يدعو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإلحاح إلى تشكيل هذه القوة العربية المشتركة "للتصدي للجماعات الإرهابية وخصوصا تنظيم داعش الذي يرتكب الفظائع في سورية والعراق ويحقق تقدما على الأرض في ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية".

ولكن أبعد من الجماعة المتشددة، يبدو أن الخشية من توسيع الخصم الإيراني نفوذه في المنطقة يمكن أن تدفع الدول العربية على تجاوز خلافاتها وإقرار إنشاء قوة عسكرية مشتركة في شرم الشيخ.

وكان تحالف عربي بقيادة الرياض يضم خصوصا خمس دول خليجية ومصر شن الخميس غارات جوية على اليمن لوقف تقدم الحوثيين المدعومين من إيران الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة.

بان يشارك في القمة ويدعو لحل "سلمي" في اليمن

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ السبت إلى حل "سلمي" للنزاع في اليمن.

وقال بان "يحدوني الأمل أن يقوم القادة خلال هذه القمة العربية بتحديد خطوط إرشادية واضحة لتسوية سليمة للأزمة في اليمن".

عملية السلام وتقدم داعش على جدول الأعمال

ويتضمن جدول أعمال القمة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتقدم تنظيم داعش، لكن مما لا شك فيه هو أن المناقشات ستتركز على إنشاء قوة عربية مشتركة قالت الجامعة العربية إن الحاجة إليها "ملحة".

ويفترض أن يقر القادة المشاركون في القمة مشروع قرار مصريا وافق عليه وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع تحضيري الخميس.

وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مساء الخميس أن وزراء الخارجية "وافقوا على مبدأ مهم لتشكيل القوة" واصفا القرار بأنه "تاريخي". وأضاف "إنها المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل قوة تعمل باسم الدول العربية".

ويقضي النص بأن القوة التي تضم وحدات من الدول الأعضاء ستكلف تنفيذ "عمليات للتدخل العسكري السريع" للتصدي للتهديدات الأمنية التي تواجهها الدول العربية.
مصر مستعدة لإرسال قوات برية

وتبدو مصر التي تملك أكبر جيش عددا ومن بين الأفضل تجهيزا في العالم العربي، رأس حربة هذه القوة بينما تشارك قواتها الجوية والبحرية في العملية في اليمن.

وأكدت الحكومة المصرية أنها مستعدة لإرسال قوات برية إذا احتاج الأمر.

"ضربة اختبارية لقوة التدخل السريع العربية"

وقال ماتيو غيدير أستاذ العلوم الجيوسياسية العربية في جامعة تولوز في فرنسا إن العملية في اليمن تشكل "ضربة اختبارية لقوة التدخل السريع العربية المقبلة".

وأضاف أن "هذه العملية تعطي فكرة عن ملامح هذه القوة"، قبل أن يوضح أن "بعض الدول مثل مصر أو الأردن" يمكن أن تقدم بعد ذلك "قوات عامة (مدفعية) أو خاصة (وحدات خاصة)".

لكن الخلافات في وجهات النظر بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية يمكن أن تبطئ العملية.

وقال دبلوماسي يمني طالبا عدم كشف هويته إنه "من المهم أن يكون لهذه القوة أهداف محددة وخطة وبرنامج واضحين".

بين مواجهة النفوذ الإيراني ومكافحة الإرهاب

ويرى عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية أنه إذا كانت اولوية السعودية هي "مواجهة النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة"، فإن مصر والأردن "يريدان مكافحة الإرهاب".

وفي الواقع ما يثير قلق مصر فعليا هو توسع تنظيم داعش في شرق ليبيا بينما تكافح القاهرة فرعه المصري في سيناء.

وكان السيسي أرسل في شباط/فبراير طائرات حربية مصرية لقصف مواقع داعش في ليبيا انتقاما لإعدام التنظيم مصريين أقباط بقطع رؤوسهم.

وقال غيدير "حاليا، يأتي داعش في المرتبة الثانية في مواجهة تهديد اتساع السلطة الشيعية في اليمن الذي يمكن أن يغير بعمق الوضع الجيوسياسي للمنطقة".

وأوضح أن أي تدخل في ليبيا "سيكون مرتبطا بنجاح التدخل في اليمن".


المصدر: راديو سوا/وكالات