​​​​​​

اليمنـي الـذي فتـح إفريقيـا

خليج عدن/ متابعات

تبدأ القصة منذ 1956 من القرن المنصرم, حيث قرر الهجرة من مسقط رأسه في قرية قرن الأسد  مديرية رداع محافظة البيضاء الى مدينة عدن، وعمره آنذاك لم يتجاوز الثالثة عشرة ربيعاً، وفي عدن مكث قرابة نصف عام، وبعدها يمم وجهه نحو السودان التي مكث فيها هي الأخرى قرابة العام، لينتقل بعدها الى جمهورية  تشاد وهناك وابان الاحتلال الفرنسي لها أسس متجراً  خاصاً بالمواد الغذائية، ومع ذلك لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل واصل فتوحاته التجارية، ليتوغل بعدها إلى بلاد افريقيا الوسطى التي كون فيها  تجارة كبيرة, مكنته من أن يصبح خلال فترة وجيزة المورد الرئيسي للمواد الغذائية الاساسية في افريقيا الوسطى.

 
لقد كان طموحه كبيرا وهمته عالية بوضع يفوق  سنه الصغير بكثير, حيث مالبث ان وسع تجارته بان  شملت عدة دول افريقية اخرى هي:  الكاميرون والكونغو الديمقراطية والجابون،إضافة الى ذلك قام بتوسيع نطاق نشاطه التجاري من خلال الخوض  في مجال العقارات ونجح فيها نجاحا منقطع النضير, ليس فقط في  افريقيا وحدها، بل امتدت استثماراته الى دول اخرى هي لبنان وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول  التي نفذ فيها  مشاريع انشائية أو عقارية.
 
إننا نتحدث عن رجل الاعمال اليمني العصامي ذي الحس التجاري المتوقد والحدس المهني المتدفق والقريحة الفذة  والطموح اللامحدود انه عبد ربه عوض القلمي، فاتح افريقيا تجاريا, الذي ومن وقت مبكر هجر أقرانه وصباه وهجر بهجرته تلك حضن أمه وكنف أبيه وذهب  بعيدا وحيدا  ليكون بعد ذلك  ثروة هائلة ويصنع لنفسه مكانة تجارية عظيمة.
 
ومعظم تلك الثروة هي الآن خارج الوطن, وشيء يسير منها، لا يكاد يذكر، موجود في اليمن على شكل عقارات؛ إذ إنه وبالرغم من نجاحه الساحق في بلاد الغربة التي كون فيها ثروته الهائلة تقدر بالمئات المئات من ملايين الدولارات، إلا أنه ظل ومازال يتمنى لوطنه الأصلي الأمن  و الاستقرار في ظل نظام  يوفر له ولغيره من أصحاب رؤوس الأموال  بيئة مشجعة على الاستثمار وجذب الأموال إلى داخل البلاد.
 الجدير بالذكر ان تلك الإصلاحات هي ما  ظل القلمي  دوما ينصح بها ويطالب بتحقيقها من أركان  النظام السابق بدءا برئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح وانتهاء بأصحاب القرار المتنفذين آنذاك في الدولة, الذين كان على احتكاك بهم آنذاك،  إلا أن نصائحه تك لم تلق آذاناً صاغية؛ الأمر الذي جعله كغيره من أصحاب رؤس الأموال يعزف عن الاستثمار في اليمن إلى حين يأتي الوقت الذي تتكامل فيه مقومات الاستثمار الحقيقية التي تمكنه من المساهمة الفاعلة بإقامة العديد من المشاريع الاستثمارية الحيوية التي تخدم التنمية وتوفر العديد من فرص العمل للأيدي العاملة التي يعج بها الوطن الحبيب.