​​​​​​

قصيدة: ( أكتوبر ردفان )

شعر/ همدان حميد الحيدري

 

يا أكتوبر ردفان
سُرِقَت ثَروة شَعب
نُهبَت صحراء ..
جبالٌ .. شطئان
خَمسون عام
أمجاد شُهدائك 
لَم تُسرَق
ذئابٌ حُمر
نمورٌ .. أسود
.. لَبوزه .. مَدرم
الحُبيشي .. عَبوُد
حَطموا التاج
تَشَرخَ الزُجاج
...................
بشِفيلد .. بإتحادِ
عُمالِ العَرَب
ثلاثة وحيدره مُطلَق *
بتنظيم سري
لِمالهِ كُلاً أطلق
لحياته لَم يقلق
لهُم بِطاقةٌ زهراء
بِها مِن الكتاب
 رجال صَدقوا عاهدوا )
الله ما بدلوا تَبديلا ) )
ما استدلوا بمالتوس
بماو .. بعَفلَق 
أستعانوا بِكتمان
بِصَمتٍ تَسلقوا مجداً
للسُلطة .. ما مَن يَتسَلَق
( منهُم مَن قضى نَحبه )
وَمَن بقيَ ..
خَمسون عام
ضَلَ وفياً لِصَحبِه
....................
ثار الشعب يا أكتوبر ؟ 
نُريد نِظام ..
وعيٌ ثوري
لا لإسقاط النظُم
وأعمِدة النور
لا لقَطع : طُرُقات ..
أشجار .. كهرباء
الشعب يُريد
ثورةً علمية ..
صناعية .. أخلاقية
ثورةٌ 
تُعيد للشبابِ
مَفقود الأخلاق
تُميط أذى الطريق
لا تُشعل بإطارٍ حَريق
................
شعبنا مُحتشِم
بتقاليده مُنسجِم
يَسبتُ باليلِ
نهارهُ معاش
يُخالف وطواط
ضِد ميوعَة
عِباءةً ضغاط
حواجب صناعية
حَددها مِلقاط
 ..  ضِد طَيَّحني
البنطال السَقَاط ) )
...............................
يا شعب .. أحذروا
منافق .. بدَم 
شُهداء يَترَزَّق
ضالٌ أمرَق
يستحلُ رقاب
بالدماء يتألق
تَعوذوا بالله
مِن ثوريٌ أخرَق

 09 ذي الحجة 1434 ه 14 أكتوبر 2013

 

*الشيخ الشهيد حيدرة مُطلَق, هو ورفيقه الشيخ حميد الحيدري, كانا من طلائع الشباب العربي واليمني بالمملكة المتحدة ( بريطانيا واسكتلندا وأيرلندا ) الذين انخرطوا بالنضال العُمالي عبر النقابات العُمالية المشروعة ببريطانيا , وأهمها  إتحاد عُمال العرب ( الإتحاد مُرخص من الحكومة البريطانية, ويملك عدة مقرات من اشتراكات الأعضاء وتبرعات المغتربين ), وكان الحيدري فيه بالستينات يتقلد مهمة نائب رئيس الإتحاد, وكان الشهيد مُطلق أحد الأعضاء الناشطين فيه, ومن ثمَ أسس الشهيد مطلق  في بداية 1965م واثنان آخران ورابعهم الحيدري التنظيم السري للجبهة القومية, وهو سري غير خاضع للتصاريح البريطانية القانونية, ولا يمتلك مقر, وانخرط العشرات بالتنظيم, والتنظيم نشاطهُ مالي يتمثل بجمع الاشتراكات والتبرعات من الأعضاء, والتبرعات السرية من المغتربين اليمنيين, وإرسالها نقداً مع ثقات المغتربين المسافرين من بريطانيا إلى عدن, لتسليمها لقيادات ثوار أكتوبر في مختلف الجبهات, كالشهيد الرئيس قحطان الشعبي والشهيد فيصل عبد اللطيف, والنشاط الأخر كان توزيع المنشورات السرية بسرِّيةً فائقة, للأعضاء, للتوعية على أهمية الدعم المالي لثوار ثورة 14 أكتوبر لجنوب اليمن المُحتَل, ولم يشارك التنظيم بأي أعمال ظاهرةً, أو أي أعمال عُنف أياً كانت داخل المملكة المتحدة. وبعد الاستقلال عاد المناضل الشيخ حيدرة مُطلق لعدن, وبعدها تم مصادرة جوازه البريطاني, وتم اغتياله في بداية السبعينات, من قبل قوى التطرُف, رغم كونه لم يبحث عن أي منصب يتقلده أو تقلدهُ في وطنه الذي ناضل في المهجر لأجل استقلاله, ورغم كونهُ لم يدخل في وطن الاستقلال في أي صراع سياسي أو حزبي أو عسكري.

 وفي الصورتان أعلاه نشاطان علنيان مرخصان لاتحاد عُمال العرب في بريطانيا بأواسط الستينات, فبالصورة الأولى نُشاهد صورة لليمنيين والعرب في مسيرةٍ مُنتظمة سلمية دعماً لثورة أكتوبر, ونشاهد في يسار الصورة جندي بريطاني يمشي بجانب المسيرة لمراقبة أي أعمال للشغب, وفي الصورة الأخرى نشاهد اجتماع عُمالي لنقابة إتحاد العُمال العرب, والصورتان تُنشران لأول مرةً, والإتحاد كذلك نظم عدة مسيرات سابقة لدعم ثورة يوليو المصرية حتى بعد استقلال مصر العربية.