#الأرصاد تتوقع عودة الطقس الجاف والشديد البرودة بالمرتفعات الجبلية وطقس معتدل بالمناطق الساحلية
توقع مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر في الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، اليوم السبت، أن...
رمضان شهر استثنائي بالنسبة للمواطنين في محافظة عدن، مبكرا تبدأ الأسر بتجهيز الاحتياجات من مواد غذائية وتموينية وكافة مستلزمات شهر رمضان، حيث تزداد احتياجات المواطنين في شهر رمضان فيما قابلها هذا العام ارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية وهو ما شكل عبء كبير على الأسر محدودة الدخل، التي تنظر بأمل إلى مقدم الشهر الكريم الذي يفتح أبواب الخير للجميع.
ويتميز شهر رمضان في محافظة عدن بنكهة خاصة تتميز ببساطة المائدة العدنية الرمضانية، التي تمتزج فيها الأكلات اليمنية والهندية، مثل السمسبوسة والباجية والشفوت والشوربة والعتر والمدربش وغيرها من الأصناف، حيث يقبل المواطنون على شراء احتياجات شهر رمضان من مواد غذائية بكميات كبيرة، حيث يجري تبادل الوجبات والأكلات بين الأسر بصورة يومية كعادة متوارثة في محافظة عدن تدل على صفاء قلوب الناس والتراحم والمحبة، كما تقام في بعض الأحياء مائدة افطار جماعية يتشارك فيها العشرات من الجيران.
اكتظاظ الأسواق
يفترش عشرات الباعة جزء من الشارع الرئيس في الشيخ عثمان، أمام مسجد النور، الذي يكتظ يوميا بعد الظهيرة، حيث تختلط مناداة الباعة (فطورك يا صائم)، (باجية)، (سحاوق) (سمبوسة)، والأخيرة تعد سيدة المائدة العدنية، إلى جوار شقيقاتها (الشوربة) المكونة من البر المخلوط باللحم، وإن تيسر منه (القليل جداً)؛ بالإضافة إلى (اللبنية) و(البودنج/ كريم كراميل)، أما الآخر فيسقي طفله (الليم الحامض/ الليمون) ليقترح عليه شراءه من عدمه، والذي لا تخلوه مائدة في عدن لشدة الحر فيها، الذي تتجاوز درجات الحرارة الـ(35) درجة مئوية من الليم وإخوانه البرتقال والفيمتو والكركديه ) وبين ذاك البائع والآخر وقف " صلاح " يقلب حبيبات " بنت الشيخ " وهي لا صلة لها بشيوخ اليمن وإنما هي ماركة هندية نقلها الهنود إلى عدن عندما جاء بهم الاحتلال الإنجليزي للعمل في عدن وهي عبارة عن دقيق عُجِن بالماء والملح ويغلي بالزيت حتى ينضج ثم ينزع من الزيت ليغمس في سكر أذيب جداً حتى أصبح كالعسل ، ليصبح مذاقه حلو.
مساجد عامرة
تمضي ساعات ظهيرة رمضان وتتسارع خطوات الصائمين وهنا يرفع أذان العصر من مسجد النور الذي يتجاوز عمره الستين عاماً والذي كان معهداً من قبل لتدريس تعاليم ديننا الحنيف ، وكذا علوم الدنيا .. وتفتح ما تبقى من محلات تجارية أبوابها ويشمر بائعي البسطات عن سواعدهم لبيع الملابس بعد أن كان عدداً منهم يبيع في مطلع رمضان أدوات طباخة ، وكما يقول فؤاد "إن لكل موسم بضاعته فأخوه كان يبيع البهارات أما اليوم فيبيع أحذية الأطفال .
أجواء روحانية
وقبل أن تقام صلاة العصر تشاهد أرتالاً من الصائمين وقد أستند بعضهم إلى أعمدة المساجد يقرأون القرآن الذي لا يقطع عليه خلوته وتركيزه إلا قيام الصلاة .. ثم انصرافهم منها بعد أن تكون المساجد قد امتلأت بجموع المصلين الذين يتركون كل شيء ليلتحقوا بالصلاة جماعة التي نسأل الله أن يثبتنا عليها ويسعون في الأرض لتشير إليهم أنفسهم لاقتناء ما لذ وطاب من المعروضات في الشوارع كالتريب أو اللحوح والفواكه وغيرها .
وفي هذا الشهر الكريم يقول " سليم " صاحب كشك بيع الصحف تقل مبيعات الصحف والمجلات لانصراف القراء إلى قراءة القرآن الكريم بدلاً عن قراءة الصحف التي لا يكاد أن يباع بعضاً منها نسختين إلى ثلاث من مجموع (30) نسخة لكن في الوقت ذاته – كما يشير قيس – تزداد مبيعات عقود المسبحات والمصحف الكريم وكذا الأدعية عن غيره من الأشهر الأخرى .
عادة تبادل الوجبات
وقبل أن يرفع آذان المغرب تشاهد الأطفال بعضهم وقد وضعت أمهاتهم على راحتيه وعضديه صحناً امتلأ بالفطور من " شوربة ، وسمبوسة ، باجية ، لبنية ، وبودنج ، شفوت لحوح ، وغيره " لتهديه إلى جيرانها ويصادف أن يكون طفلاً أخر داخلاً إلى المنزل الذي خرج منه ذلك الفطور حاملاً معه إفطار لتلك الأسرة وهي عادة جبّلْ عليها أبناء عدن ، أو ممن جاءها من المحافظات الأخرى في تبادل " صحون الإفطار " والتي عادة ما يقول الأطفال عند تسليم ربة البيت للفطور " ياخالة هذا لك من عند أمي " وهي إشارة ذات مغزيين الأولى " حتى تعرف من أين جاء و حتى تعرف لمن تعيد الأطباق " الطويس " .. أما البعض الآخر من الأطفال فتجدهم يلهون ويلعبون أمام بوابات منازلهم المتواضعة منتظرين سماع صوت المؤذن ليهرولوا إلى منازلهم مرددين كلمة " أذن .. أذن " مخبرين أهلهم أن وقت الأذان قد حان .
وقد اعتادت الأسر أن تتناول حبيبات من التمر " الملحوقة " بالقهوة " الحليب " إن استيسرت الظروف أو قهوة " سوداء " مع قليل من الماء أو العصير والذي يعد مشروب الصيف لأنه يروي الظمأ مع حبة سمبوسة وأخرى باجية ثم مغادرة المنزل إلى المسجد للحاق بصلاة الجماعة مع من سبقوهم من الصائمين الذين تناولوا فطورهم في المسجد إلى جانب بقية السيل من البشر الذي يتدفق من المنازل إلى المساجد .
أنشطة رمضانية
ثم بعد الصلاة تقدم المائدة التي تحتوي على ما تشتهي النفس وتتناول الأسرة الأكل معاً, إذا لم يكونوا قد قاموا بزيارة للأهل و الأقارب ، حيث يأكل الرجال على حده والنساء على حده .. وحتى يحين أذان العشاء يسترخي الجميع لمشاهدة التلفاز يتابعون المسلسلات أو البرامج الترفيهية أو الأخبار .. ومع الأذان يذهب الكل لصلاة العشاء والتراويح " وسبحان الذي يولج الليل في النهار، والنهار في الليل " فتصحوا عدن مع بدء الليل وكأنها كانت على موعد غرامي معه فتنشط المنتديات الثقافية والأدبية وحتى الأندية الرياضية – لم تكتف بالدوري الرمضاني في العصر – فيعاود اتحاد كرة القدم بعدن في تنشيط الدوري الرمضاني .