​​​​​​

اللواء والعميد يقودا الفرقة والحرس في العلن ويخوضان معركة كسر عظم مع الرئيس هادي

كتب/ عبدالخالق الحود

 

وصلت العلاقة بين الرئيس هادي وقوى النفوذ في صنعاء الى مرحلة كسر العظم والضرب المباشر تحت الحزام، حيث كشفت مصادر وثيقة للأمناء عن احتدام الصراع بين بعض القوى النافذة في صنعاء والرئيس هادي ازدادت وتيرتها  قوة وضراوة بعيد زيارة الوفد الدولي إلى صنعاء، مضيفة أن ما يحدث من تصاعد  لوتيرة العنف في عدة مناطق بالجنوب هي رسائل واضحة للرئيس مصدرها تلك الأطراف التي تسعى إلى إظهار قدرتها على خلط الأوراق وأنها مازالت تملك مفاتيح قوية تمكنها من قلب المعادلة وإن عن طريق إشعال الحرائق هنا وهناك مراهنة على أنها بذلك قد تتمكن من إشغال الرئيس في محاولة إطفائها عن باقي الاستحقاقات السياسية المهمة ومن بينها المضي في مشروع هيكلة القوات المسلحة .

لافتا إلى أن الخلافات  بين الرئيس وتلك الأطراف وصلت  ذروتها عقب لقاء المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى اليمن باللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع حيث عبر  اللواء عن امتعاضه من القرارات التي يتخذها الرئيس واستقوائه بالتأييد الدولي .

بقرة الحوار ما لونها؟

وعلى الصعيد ذاته لا يزال الرئيس السابق علي عبد الله صالح يبذل مساع حثيثة لعرقلة الحوار الوطني - والعهدة على إعلام المشترك -ووضع بعض العصي في دواليب العملية السياسية المتعثرة أصلا بأكثر من ملف وأبرزها ملف القضية الجنوبية ,حيث أشار المصدر الى أن رفع الكشوفات بالأسماء التي ستشارك في الحوار الوطني عن حزب المؤتمر   والتي كان المكلف بإعدادها عبد الكريم الارياني رفعها صالح بنفسه مع علمه المسبق أن الشروط التي وضعت من قبل اللجنة الفنية للحوار الوطني لا تنطبق على تلك الأسماء الأمر الذي فجر خلافا كبيرا بين الرجلين .ومع بقاء المشهد السياسي في اليمن مفتوحا على كل الاحتمالات يبقى الرئيس هادي  بين سندان صالح ومطرقة اللواء محسن وصعوبة النهوض ببلد يتطلع أكثر من ثلث سكانه– بحسب التقارير الدولية– العودة مجددا الى ما تحت خط الفقر .

 

قميص الوحدة أعلى أسنة الرماح

تعالت في الآونة الأخيرة أصوات في صنعاء تحذر من مؤامرة تحاك ضد الوحدة بمخططات خارجية وعبر أياد في الداخل.

ومع اقتراب استحقاق الحوار الوطني حاولت ذات الجهات وعبر خطاب إعلامي استعدائي يتصاعد باطراد جهة الحراك الجنوبي السلمي آخذا مستويات وأبعاد تطبق بمقتضيات اللحظة وما التصعيد الأخير في الضالع وأبين وبعض مديريات عدن من خلال القيام بمسح أعلام الجنوب في جنح الظلام الإجراءات تنفذ  بعناية لدفع الجنوبيين إلى مزيد من التصلب الرافض لفكرة الدخول في الحوار الوطني.

   وقالت مصادر خاصة للأمناء :"أن التقارب الدولي والمشاورات العديدة التي جمعتهم  ببعض القيادات الجنوبية  أثارت قلقل تلك الأطراف خاصة  مع وجود تقارب جنوبي جنوبي تكلل مؤخرا بلقاء قمة بيروت التي جمعت الرئيسين البيض وناصر وأحدثت ردة فعل غاضبة لدى كثير من النخب التي غاضها اجتماع الجنوبيين في مليونيتي  التصالح والتسامح ونحن أصحاب القرار الأخيرة بعدن وهي التي ضلت تراهن  على تلك التباينات والخلافات سنوات عديدة.

الخليج لن يتجاوز إجماع الجنوبيين

قال د صالح باصرة عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني:" إن رهان صنعاء  على  عصا المجتمع الدولي يمكن أن يفرض الوحدة على الجنوبيين بالقوة لفترة لكنه رهان خاسر مهما طال أمده ’وفي ذات السياق  المفكر علي سيف حسن رئيس المنتدى الديمقراطي بصنعاء قال  مجيبا عن  سؤال يتعلق بتلويح الأمم المتحدة بفرض عقوبات على من يطلق عليهم مجازا معرقلي التسوية السياسية في اليمن -:سيستمر مسلسل إنتاج الأزمات على هذا المنوال فليس لدى الجنوبيين ما يخسرونه كما أن المجتمع الدولي بطبيعة الحال لا يمكن أن يرسل شرطة دولية الى الساحات الجنوبية لقمع فعاليات الحراك السلمية خاصة مع غياب أي أدوات ضغط لدى القوى الدولية يمكن أن تمارسها لإجبار الجنوبيين على الدخول في الحوار وأردف متسائلا من هذا السياسي الجنوبي  الغبي الذي يمكن أن يخاطر ويتجاوز مليونيات الحراك ويأتي الى طاولة حوار بلا ضمانات  .؟؟

وعلى ذات الصعيد وفي جهد خليجي صامت يجري عدد من الجنوبيين  مشاورات حثيثة للتهيئة والتحضير لعقد مؤتمر جنوبي  جنوبي بمباركة خليجية هي الأولى باتجاه مطالب الجنوبيين حيث  من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في دولة محايدة ترفع قيادته الموحدة  مطالب الشعب في الجنوب الى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي والتي بدورها لا بد أن تتعاطى معها بجدية باعتبار ها الراعي للمؤتمر .

وقالت مصادر خاصة للأمناء أن الخليجيين أبلغوا عدد  منسقي التوافق الجنوبي لهذا المؤتمر أن دول الخليج لن تفرض عليهم أي شروط مسبقة او سقوف محددة أو نتائج معينة ولهم الحرية المطلقة في اختيار ممثليهم لذلك المؤتمر على أن يشمل السلاطين والأمراء وقيادات الحراك الجنوبي الفاعلة في الداخل.

ولم تقف صنعاء حيال التقارب الخليجي الجنوبي مكتوفة الأيدي بل هاتفت على مستوى رفيع أطراف  خليجية مبدية قلقها  من ذلك التبني الخليجي وفتحها الباب أمام عدد من السياسيين الجنوبيين المحسوبين عليها برفع أصواتهم المنادية بالاستقلال علنا  .

صراع قوى

وقال مصدر للأمناء فضل عدم الكشف عن اسمه :أن دول الخليج أبلغت صنعاء بأنها لا يمكن أن تترك الجنوبيين يهرولون الى دول أخرى في حال وصلوا الى مرحلة اليأس من تعاون وإنصات من قبل الدول الخليجية .

خاصة وأن كافة القوى في صنعاء قد عجزت عن إخماد الثورة السلمية في الجنوب طوال السنوات الماضية والتي تزداد اتساعا يوم بعد يوم وباتت كل الأطراف السياسية تعترف علنا (بأن هناك مشكلة كبرى في الجنوب) وأضاف المصدر أن سياسي خليجي رفيع أبدى استغرابه من السياسات المتناقضة التي تنتهجها الحكومة اليمنية في تعاملها تجاه قضية الجنوب بقوله تطلبون منا التوسط لإقناع الجنوبيين الدخول في الحوار الوطني بشروطكم هل المطلوب من دول الخليج أن تكمم أفواه شعب الجنوب وتجلبه الى صنعاء ليبصم على أوراق نتائج الحوار كاشفا أن النقاش قد احتد بين  الجانبين بعد أن ألمح سياسي يمني الى أن دول الخليج آخر من يتحدث عن الديمقراطية بعد قول المسئول الخليجي أن الوقت قد تغير وأنه قد حان الوقت ليقدم الشمال سريعا ودون تأخير كثير من التنازلات المؤلمة لصالح الجنوب .

ظهور قائدي الحرس والفرقة 

ما يحدث اليوم في صنعاء لا يمكن الإ أن يدخل ضمن الخصوصية اليمنية ففور مغادرة وفد مجلس الأمن الدولي ظهر العميد أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري قبل الهيكلة وبعدها في خطاب متلفز دشن العام التدريبي الجديد للحرس الجمهوري وفعلها قبله اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع قبل الهيكلة وبعدها ودشن العام التدريبي للفرقة في عمران، وسط تسال مراقبون: على عاتق من يقع تنفيذ قرارات الهيكلة؟.

 الامناء الورقية