في اليمن.. عرائس مكرهات يقتلهن الصمت!
لم تكن هدى قد أطفأت بعد شمعتها التاسعة عشر، حين أجبرت على هجر أحلامها بأن تصبح طبيبة، والانتقال مُكر...
2020
“الأمر لا يبدو بتلك السهولة، لقد بكيت كثيراً لمجرد تعليق وصفني، بأنني عاهرة”
هكذا تحدثت إلينا نادية مختار (21 عاماً)، واصفة حادثة تسببت لها في كثير من الأوقات بحالة من الاكتئاب والخوف وفقدان الثقة بالنفس، حد وصفها، تقول: “لم أتخيل عندما نشرت صورتي على صفحتي الشخصية بأني قد أتلقى هذا الكم من الشتائم والتحرش اللفظي عبر التعليقات والرسائل مما تسبب لي بحالة من الخوف والتردد، بكيت حينها قبل أن أقرر حذف تلك التعليقات والرسائل وحظر أصحابها، وفي نهاية المطاف اضطررت إلى حذف الصورة وحسابي على الموقع نهائياً”.
جهينة أحمد طالبة ماجستير (27 عاماً)، هي الأخرى تتحدث حول تعرضها لأكثر من مرة وبشكل مستمر لحوادث تنمر جنسي على مواقع التواصل الاجتماعي، تقول: “مجرد أن أقوم بالتعليق على أحد المنشورات أو تغيير صورتي الشخصية أتلقى العشرات من الرسائل ذات المحتوى الجنسي، والتي تتنوع بين النصوص والصور والفيديوهات، عوضاً عن استخدام صورتي الشخصية في حسابات أخرى وتحت مواضيع مخلة بالأدب العام”.
وتضيف “تم تركيب صورتي الشخصية على إحدى الصور الجنسية وتم تهديدي وابتزازي، شعرت بالخوف الشديد وانقطعت لفترة طويلة من مواقع التواصل الاجتماعي وعند عودتي اقتصرت على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع فقط”.
اعتزلت نادية مختار تماماً مواقع التواصل الاجتماعي، وللسبب ذاته توقفت جهينة عن إبداء الآراء ومشاركة لحظاتها مع الآخرين، عوضاً عن كمية الاكتئاب والخوف الشديد وفقدان الثقة الذي أصابهن بطرق وفترات متفاوتة التأثير؛ لأسباب ترتبط بالتنمر الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقصد به كل إيحاء بالقول أو الإشارة أو الصورة وذو مدلول إباحي، يتسبب في أذىً نفسي أو عضوي للمتلقي.
الأضرار النفسية والعاطفية
منظمة فاملي ليفز البريطانية تحدثت عن الأضرار النفسية والعاطفية، التي تنعكس على الشخص المتعرض للتنمر وقالت “يمكن أن يقوض التنمر الجنسي كرامة الشخص وسلامته، كما يؤثر على سلامته العاطفية ويؤدي به إلى الاكتئاب والعزلة واضطرابات الأكل وإيذاء الذات. ومن الشائع جداً أن ينتشر التنمر الجنسي المتصل بالإنترنت، مسبباً آثاراً ونتائج يمكن أن تستمر ندباتها مدى الحياة إذا لم يتم دعمهم وتشجيعهم على معالجة هذه المشاعر”.
أشكال التنمر الجنسي
تتعدد أشكال التنمر التي تتعرض لها الفتيات في مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف الثقافات، ودرجة الاحتياج النفسي، والكبت لدى المتنمر، يقول الدكتور عبدالحافظ الخرماني، دكتور علم النفس بجامعة صنعاء: “إن ظاهرة التنمر بكل أنواعها على مواقع التواصل الاجتماعي تأتي لعدة أسباب لدى المتنمر لعل أبرزها انعدام الوعي بحقيقة تأثير تصرفاته، وأيضاً لأسباب تتعلق بالكبت والاحتياج الجنسي، ولأن فضاء هذه المواقع مفتوح ويبعث درجة من الأمان لدى المتنمر؛ فإن الأمر يصبح مستساغاً لديه”.
وعن تأثيراته على المتلقي، يقول الخرماني: الأضرار النفسية تتشكل حسب قوة التأثير التي تتلقاها الضحية ويحدد بعد ذلك، إما كانت بحاجة إلى استشارة نفسية أو الخضوع للعلاج النفسي، منظمة Teens health وضعت مجموعة من الأشكال التي يمكن أن يتم احتواء حالات التنمر الجنسي ضمن إطارها وهي كالتالي:
التعليقات أو الإيماءات لشخص ما بمحتوى جنسي.
كتابة رسائل جنسية.
عرض صور أو مقاطع فيديو جنسية غير لائقة.
مطالبة الشخص بإرسال صورة عارية أو أي جزء من الجسم.
تقديم تعليقات أو عروض جنسية أثناء تظاهر المتنمر بأنه شخص آخر عبر الإنترنت.
نشر الشائعات الجنسية.
كيف أتصرف؟
حددت منظمة اليونيسف مجموعة من الإجراءات التي يمكنك القيام بها حال تعرض أي شخص للتنمر الإلكتروني؛ فإنه من الضروري طلب المساعدة والاستشارة من شخص موثوق به، وفي مواقع التواصل الاجتماعي يمكنك حظر المتنمر والإبلاغ الرسمي عبر فرق الدعم الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي عن هذا السلوك، والحصول في بعض الحالات على الاستشارات النفسية المناسبة.
منصتي 30