في اليمن.. عرائس مكرهات يقتلهن الصمت!
لم تكن هدى قد أطفأت بعد شمعتها التاسعة عشر، حين أجبرت على هجر أحلامها بأن تصبح طبيبة، والانتقال مُكر...
“كان حلما – بالنسبة لي – أن أرسم الابتسامة وفي وجوه الفتيات ولشدة رغبتي في تعزيز مكانتهن جاءت فكرة إنشاء جمعية بسمة” بهذه الجملة تُلّخص حنان البدوي بداية مشوارها في المجال الإنساني والمجتمعي.
أُنشأت جمعية بسمة في عام 2016 بهدف “تعزيز صوت المرأة والرفع من شأنها والحفاظ على حقوقها”، كما تقول البدوي لمشاقر ميديا.
تعمل البدوي كمديرة إدارة المشاركة المجتمعية في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج (جنوب اليمن)، واستطاعت أن توافق بين عملها كموظفة وناشطة في المجال الإنساني.
وتضيف أن الجمعية تساهم كذلك في عملية بناء السلام من خلال عمل مسوحات ولقاءات وجلسات حوارية وبؤرية لفئات عديدة من المجتمع لمعرفة أنواع النزاعات والمشكلات والانتهاكات التي تعاني منها المرأة.
وتهتم الجمعية بعرض الانتهاكات التي قد تتعرض لها المرأة “ليسهل العمل على حلحلتها ورفعها لمن يستطيع التدخل والمساهمة في الحد منها عبر التدخل سواء كان بمشاريع تنموية أو بحملات مناصرة أو بمساعدات خيرية” وفق البدوي.
أنشطة وإنجازات
لجمعية بسمة إنجازات سنوية وإسهامات تصفها البدوي بأنها “متميزة” تتمثل أبرزها في “المخيمات الصيفية التي يجري تنظيمها سنويًا من كل عام للفتيات والنساء”.
تستمر مدة المخيمات شهر، ويتم خلالها تقديم عدد من الأنشطة التدريبية المختلقة التي تبرز الهوايات، وتعد هذه المخيمات بمثابة “المساحة الآمنة للنساء”، حد تعبيرها.
كما أسهمت الجمعية مع “مبادرة أجمعين لحج الطبية في تقديم الخدمات الطبية وأسطوانات الأكسجين” لمواجهة فايروس كورونا.
تقول البدوي إن الجمعية تقوم حاليًا بتنفيذ مشروع “تأهيل مبنى للسجينات في لحج لكونه مكان غير مؤهل وتزويده بالطاقة الشمسية وخزان المياه وتدريب ٢٠ من الشرطة النسائية لتقديم الخدمة للسجينات بدلا عن الرجال”.
ومن ضمن الأنشطة التي يجري تنفيذها – أيضًا – في المرحلة الحالية هي “تأهيل وحدة صحية متكاملة في قرية كود بيحان النائية في محافظة لحج، وذلك من خلال تزويدها بمعدات متعلقة بإسعاف النساء”
ويهدف المشروعان إلى الإسهام في حماية السجينات من الانتهاكات والتحرش، وتقديم الإسعافات للنساء ومواجهة كورونا، بحسب البدوي.
توافق مجتمعي ورسمي
إلى جانب الجهود التي تقودها البدوي لتعزيز مكانة المرأة وحمايتها، تسعى وزارة حقوق الإنسان عبر مكتبها في لحج لدعم المرأة وهذا يؤكد مدى التوافق المجتمعي والرسمي.
تقول مديرة مكتب وزارة حقوق الإنسان في لحج حياة الحريبي، إن دعم حقوق المرأة بالمحافظة يتم من خلال تقديم العون القانوني لها في السجون، ونظام الإخاله لاتحاد نساء اليمن حيث يتم عبره إحالة الحالات المتعرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وأضافت لمشاقر ميديا، أن مكتبها يقوم كذلك “بتنفيذ حملات لمناصره قضايا المرأة أي كانت قضيتها وما تتعرض له”.
القرار 1325
وأوضحت أنه يتم تقديم برامج توعوية للنساء تختص بالعنف القائم إلى النوع الاجتماعي وتعزيز دور المرأة في بناء السلام من خلال القرار1325.
والقرار رقم 1325 الصادر عام 2000 عن مجلس الأمن، يعد أول قرار يقر بالأثر غير المتكافئ والفريد للنزاعات المسلحة على السيدات والفتيات، وكذلك أقر بالإسهامات التي تقدمها السيدات والفتيات لمنع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات وبناء السلام، كما أشار إلى أهمية مشاركتهن الفعالة والمتكافئة، كعوامل فاعلة في السلام والأمن.
تقول الحريبي “دورنا في إحلال السلام يتجلى من خلال المساهمة الفعالة في أي عمل من شأنه تقريب وجهات النظر والعمل على مفاهيم السلام كالتعايش والمصالحة المجتمعية لتخفيف من حدة النزاعات الحاصلة بالمجتمع بسبب أوضاع الحرب وتبعاتها”.
ومن ضمن الأنشطة كذلك، وفق مديرة مكتب وزارة حقوق الإنسان في لحج، المشاركة في أي عمل يدعم عملية السلام “آخر هذه الأنشطة تنفيذ عرض ومناقشة خارطة الطريق للسلام السنوي التي نظمتها مؤسسة وجود للأمن الانساني بالشراكة مع مبادرة مسار السلام”.
وحول الصعوبات التي تواجهها منظمات المجتمع المدني، أضافت أنها تتمثل في “قلة البرامج المخصصة للحوطة (عاصمة لحج) وخاصة العاملة في بناء السلام، وشحة الإمكانيات لدى السلطة المحلية وغياب دور الإعلام في إيصال صوت المرأة”.
مشاقر