​​​​​​

إعلامنا اليمني الرسمي.. المضحك المبكي (فيديو)

قناة سبأ الفضائية الرسمية

عدن أونلاين/ خاص: علي بن عامر

حين سيطرت جماعة تنظيم القاعدة على إذاعة أبين، وهي إحدى الإذاعات المنضوية تحت مظلة المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية، فإن الدولة لم تكن بحاجة إلى إذاعة يقتصر بثها على محافظة أبين وحدها لبث رسائلها التعبوية ضد الثوار، في الوقت الذي كانت فيه الإذاعة تبث بيانا رسمية لتنظيم القاعدة تعلن فيه قيام دولة خلافة إسلامية في محافظة أبين الجنوبية، وتحذر خروج المرأة إلى الأسواق بدون محرم، وفقا لما ذكرته وكالة "شنخوا" الصينية. 

كانت المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون تصب كل جهدها لشغل ساعات البث اليومية في قنواتها الرسمية، المتمثلة في الفضائية اليمنية، وقناة سبأ، وتلفزيون عدن والإيمان، والإذاعتين الأولى والثانية الرسمية، هذا بخلاف أكثر من 10 إذاعات محلية يقتصر بثها على الإقليم الذي تبث منه.


وحين أضحت الفضائية اليمنية تستفز الثوار حسب تعبيرهم، فإنهم يجدون من ما تتبثه مادة دسمة للاصطياد في الماء العكر، واقتناص الأخطاء التي لم تكف الفضائية اليمنية على الوقوع فيها، فهناك من يتفرغ لتسجيل ساعات البث كاملة عله يجد ما يشفي غليله من أخطاء فادحة تقع فيها القناة، فكان من المضحك أن يتم الاتصال بأشخاص لإيماء المشاهد بان هناك من يتصل بهم فكان من المتصلين من يقول " من معي ومن تشتي" ،وما يثير الاستغراب هو ما حدث حين أنقطع التيار الكهربائي أثناء بث أحد البرامج الحوارية المباشرة، ليبقى صوت المذيع وهو يتساءل عما يحدث، وكأننا أمام مشهد دراماتيكي يكشف عن نظرية جديدة تؤكد بأنه قد يكون من المضحك أن ينقطع التيار الكهربائي ويبقى البث لدقائق، ولاشك أن موقع "اليوتيوب" مثقل بمقاطع مصورة ومضحكة تكشف عن الكثير من خفايا الفضائية اليمنية المضحك منها والمبكي، ولعل الكثير ممن كان يستخدم محرك البحث في "اليوتيوب" قبل الثورة ،سيستاء من النتائج التي غالبا ما تكون مفرقة من أي محتوى، فرب ضارة نافعة فقد أصبح من السهل اليوم أن تتحصل على مادة دسمة تؤكد استخدام الفضائية اليمنية لمعسكرات للجيش لإجراء لقاءات مع أشخاص أعد لهم سيناريو مسبق، كما كشفت لقطات أخرى عددا من الملقنين الذين يظهرون بشكل واضح وهم يلقنون المتحدثين أمام الكاميرا عما تريده الفضائية والنظام معا.  


أما عن ما حصدته قناة سبأ الفضائية ببثها أطول خبر عاجل على الشاشة ، فهو جدير بالاهتمام ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والدولي، فقد طالبت عدد من المواقع الإلكترونية العربية بإدراج هذا الخبر في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأطول خبر عاجل بث على القنوات العالمية والعربية، فكتبت المواقع عن ذلك ما يثير السخرية على القناة والتندر بهذا الخبر وإطلاق النكات عليه، وذهبت بعض الموقع والمنتديات بوصه بالخبر الذي أغرق المذيعة، فيما بررت قناة سبا عن ذلك بأنه كان مجرد خلل فني وقع أثناء بث الخبر، أما مالم تبرره القناة فهو خبر سابق لاوانه فكيف للقناة بأن تتنبأ بأن عدد من سيخرجون بعد يوميين من بث الخبر سيكون بالملايين. 


أما قناة عدن فهي القناة التي لا تعرف نفسها، وعدن هي القناة الثانية التابعة للدولة فالقناة حتى ألان لا تعرف كيف تدير نفسها، فعدد من موظفي القناة قيل أنهم قد قدموا استقالاتهم، ليتضح فيما بعد بأنهم كانوا في إجازة عملية، وهو الأمر الذي أعتبره البعض بأنه موقف غير واضح لهؤلاء الموظفين لاسيما أن منهم بعض المذيعين، فقد تكون هذه الإجازات بمثابة اعتراض على سياسة القناة ،فيما كان القرار الذي اتخذته القناة الاستعانة بمجموعة من الوجوه الجديدة، ممن لم تسنح لهم الفرصة من قبل بالظهور أمام الشاشة فوجدوا أنفسهم مقدمي للأخبار، ومحاورين سياسيين، ومع أن هذا قد يكون حرقا لمراحلهم، إلا أنهم وجدوها فرصة لإثبات أنفسهم حتى ولو كان ذلك على حساب الثوار.


وفي علم الإعلام المرئي تدرس النظرية التي تقول:((بأن القاعدة في التلفزيون بأنه لا وجود لقاعدة)) ،وهي النظرية التي تطبقها قناة عدن الفضائية بحذافيرها فحين يتأخر ضيف عن الحضور أو يعتذر، فان البديل موجود وجاهز ولا مشكلة لو كان هذا البديل أحد مذيعي القناة، الذي تقدمه القناة كمستشار قانوني ليظهر بعد البرنامج مباشرة مقدما لنشرة أخبار محلية بل ومحاور في نفس البرنامج الذي ظهر فيه كمستشار، وأعتقد أنه هذا هو ما كان يقصده منظر النظرية السابقة. 


أما الإذاعتان الرسميتان الأولى والثانية، فلم تطرأ على دورتها البرامجية أي تغيرات، فليست سوى رتوش بسيطة رسمت على الخارطة الفصلية للبرامج، وبث البيانات الرسمية كما هي، واكتفت بما تمليه عليها وكالة الأنباء اليمنية سبأ دون تنقيص أو تزويد.