رجل الكهف ( الرمز البشري ) لسقطرى
د. محمد حلبوب
رجل الكهف انسان ودود، بشوش، يتعامل بتلقائية نادره. مرهف الاحساس، سريع البديهة يقضي معظم وقته في كهف...
بعد أن خيَّب محافظ حضرموت باحميد آمال الحضارم في ولادة فجر جديد لحضرموت ، وأضاع للأسف فرصة تاريخية لن تتكرر لإستيلاد دولة حضرمية كانت تمثل حلما أوشك أن يبزغ ، وضع المحافظ باحميد كل هذه الآمال ومستقبل حضرموت وشعبها المضطهد الذي دفع غاليا من جراء سياسات ربطته بمشاريع سياسية كارثية ، كل هذا وضعه باحميد في عربة عبدربه التي لا يُدرى أين ستتجه ، وهل تتكرر خطيئة البيض النكرة التي بدأت بصنعاء مرورا بعدن والمكلا وانتهت بعمان هاربا بالأموال والآمال الحضرمية .، ليتركها لثلة من السارقين والرعاع .
واليوم خطا عبدربه نفس الخطوات ليترك صنعاء الضائعة نهبا للميليشيات الشيعية ، مسقطا إلى غير رجعة وهم دولة الوحدة غير المباركة وقادما إلى عدن شاحب الوجه ، ومع كل ما لاقاه هذا الرجل لازال يتحدث عن دولة واحدة ، وكل ما نخشاه أن ينام على وسادة الأوهام ليفاجأ بقادة الميليشيات الشيعية يطرقون أبواب عدن ، حينها لن يكون أمامه سوى الطريق الساحلي نحو المكلا التي ستصبح قاعدة للهروب الكبير .
ليتحمل من جديد بكل امتياز خطيئة البيض في 94 ،لكنه لن يكون وحده في هذه المسؤولية الجسيمة ، لأن المحافظ باحميد ومعه حلف القبائل الحضرمية سيتحملون وزر المسؤولية التاريخية في إسقاط حضرموت من جديد في يد سيد جديد .
ومثلما فعلت ثلة من جيش البادية الحضرمي في أواخر الستينات حينها سلموا البلاد والعباد للجبهة القومية التي أذاقت الحضارم المر ، فإن باحميد وحلف القبائل الحضرمي سيقدمون حضرموت على طبق من ذهب للميليشيات الشيعية والتي ستجد في النسيج الحضرمي من يمثل حصن طروادة اللعين .
واليوم بعد أن وضعت حضرموت في عربة عبدربه فإننا نرجو أن يعي هذا الرئيس مسؤولياته وأن يتصرف وفق أمنيات الشعوب المضطهدة التي قُدر له أن يقودها ، وأن يسارع إلى إنقاذ ما تبقى من الدولة الساقطة من الميليشيات الشيعية ومن المشروع الإيراني الكارثي .
وأول خطوة في هذا الصعيد إعداد جيش بديل للجيش المعروض للبيع ، وأن يستبق خطوات الميليشيات برسم حدود للدولة الجديدة وإلا فإن الكارثة قادمة .
هذا كله من باب أخف الضررين ، وإلا فإننا لا نؤمن سوى بحضرموت الحرة المستقلة الحلم الذي أضاعه أهله .