​​​​​​

صنعاء تقف على برميل بارود ( تقرير)

عدن جلف نيوز/ دويتش فيلة

بعد الهجمات الأخيرة التي تعرض لها الجيش اليمني في جنوبي البلاد توترت الأوضاع هناك وسط مخاوف استمرار التصعيد. في العاصمة صنعاء أيضا يخيم الوجوم والترقب الحذر على الوضغ، لكن لأسباب مختلفة.

انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل المركز الرئيسي للجيش اليمني في مدينة المكلا جنوب البلاد في الثلاثين من شهر سبتمبر/ أيلول 2013، بعد ذلك هاجم حوالي عشرين مسلحا المركز واختطفوا عدداً من الرهائن حسبما أفاد شهود عيان. واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات حتى تمكنت وحدات الجيش من استعادة سيطرتها على المركز وتحرير الرهائن المختطفين.

كان هذا الهجوم الثاني خلال عشرة أيام في محافظة حضرموت، وقد نفذه مسلحون أعضاء في جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وفي العشرين من سبتمبر/ أيلول هاجمت مجموعة أخرى من مقاتلي القاعدة مركزا للجيش في شبوة وقتلوا 56 جندياً.

هجمات القاعدة

وأثناء الاحتجاجات التي شهدها اليمن في خريف 2011، استغلت القاعدة والجماعات التابعة لها من ضعف الجيش والانشقاقات التي وقعت في صفوفه، وبسطت سيطرتها على المزيد من المناطق في جنوب البلاد. وفي عام 2012 نفذ الجيش اليمني عمليات ضد القاعدة والإسلاميين المتطرفين بمساندة من الطائرات الأمريكية بدون طيار.

والآن يحاول هؤلاء المقاتلون من خلال هجماتهم استعادة سيطرتهم على المناطق التي فقدوها، وهذا ليس مفاجئاً إذ أن تلك "الهجمات لم تفاجئ أحداً" حسبما تقول مارايكه ترانسفيلد، المحللة السياسية الألمانية التي تعمل في صنعاء مع منظمة "يمن بولينغ" التي تقوم باستطلاعات للرأي. وتضيف ترانسفيلد أن غالبية اليمنيين يقول: "لدينا دولة ضعيفة، وجيشنا أيضا ضعيف وهناك الكثير من الجماعات المسلحة. لا ننظر إلى الهجمات كأمر ايجابي، ولكنها أصبحت عادية".

الوضع الأمني في صنعاء يشهد بدوره توترا متزايدا، ورغم أن المدينة تبدو "هادئة"، إلا أن "المرء يشعر وكأنه يقف على برميل بارود" تقول ترنسفيلد، لأنه "لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور في البلاد. ولأن الجماعات السياسية المحبطة يمكن أن تنفجر في أي لحظة".

الحوار الوطني بدل الحرب الأهلية

في عام 2012 تشكلت حكومة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي ونجح في احتواء الأزمة باليمن بانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد. وأثناء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، شاركت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً في رعاية مؤتمر حوار وطني شامل، بدأته الأطراف السياسية الرئيسية والفعاليات الاجتماعية الهامة. وذد أسفر الحوار عن خطة عمل لرسم مستقبل البلاد السياسي سلمياً. ويرى ينس هايباخ أن الحوار الوطني قد "نجح في منع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية".

وفيما يجلس سكان العاصمة صنعاء في الظلام، واليأس يخيم عليهم، يقيم أعضاء لجان مؤتمر الحوار الوطني الشامل في فنادق فخمة مريحة تزودها المولدات بالكهرباء. ويواجه أهل صنعاء ذلك بالسخرية، فحسب السياسية الألمانية ماريكه ترانسفيلد، بات الناس يطلقون عليه "الحمار الوطني" بدل "الحوار الوطني".