رئيس الوزراء بن مبارك.. هل سيكون الطبيب الذي يداوي جراح الدولة من آفة الفساد؟
تقرير/ صديق الطيار: منذ اليوم الأول من تعيينه، أكد دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ع...
- مشايخ يقلقون آل سعود وهم يتفاوتون في التأثير الشعبي والخطورة على الدولة وأشهرهم الشيخ سلمان العودة والشيخ عبد العزيز الطريفي
- ثلاثة مصادر للقلق بالنسبة للداخلية السعودية: غضبة شعبية تلقائية دون قيادة، وتنامي تأييد المعارضة الخارجية، و"القاعدة" في اليمن
- لم يحضر بندر حتى الآن أي اجتماع للأمن القومي بسبب حالة "البارانويا" من تفجير مقر الاجتماع رغم مراعاتهم له وتغيير مكان الاجتماع في كل مرة
- لا يوجد تصور واضح للتعامل مع الحلف الإيراني العراقي السوري اللبناني والارتباك هو سيد الموقف
- ما يقال عن دعم للجيش الحر بالسلاح هو تأليفات للاستهلاك العام والقلق من تحول ثورة سوريا إلى محضن للقاعدة أشد من القلق من إيران
- عبد العزيز بن بندر الوحيد الذي يعتمد عليه في الاستخبارات ومع ذلك راح الملك يعين بعد إقالة تركي العجوز الهرم نواف ثم الطفل الكبير مقرن ثم المريض النفسي خريج الإدمان والاكتئاب بندر، وتحاشي عبد العزيز بن بندر! لماذا؟
من خلال "مجتهد"، ينفي أن يكون هناك تخوف حقيقي عند الأسرة الحاكمة من حركات الاحتجاج المختلفة داخل السعودية، أو بالأحرى أن النظام السعودي، يرى عدم جدية هذه الحركات لقلب نظام الحكم، ولكنه يسرد هنا طريقة تعامل الداخلية مع من تتخوف منهم "المشاغبين".. من إسلاميين وليبراليين وإسلاميين - ليبراليين.. وفي تغريدات منفصلة بالأسفل يتحدث مجتهد عن حال الاستخبارات السعودية حالياً، ومعضلة إيران، ولماذا التخوف من الجيش الحر، ولماذا الآن مؤتمر مكة.
مروان كامل
فيما يخص "الربيع العربي" لا يوجد قلق عند أصحاب القرار منه والتوجه هو في استمرار ممارسات استفزاز الشعب مثل السرقات الضخمة والاستيلاء على الأراضي والحكم على سجناء الرأي والمزيد من استعراض الأمراء ببذخهم، وليس هناك نقاش حاليا بينهم لاتخاذ قرارات لتخفيف الاحتقان الشعبي، ويراهن الملك نايف -كانت هذه التغريدات قبل وفاة نائف- والتويجري على أمور تشعرهم بالأمان من غضب شعبي وهي ضمان دعم المشايخ والمثقفين وقوة التضليل الإعلامي وزخم الإرهاب الأمني. أما دعم المشايخ فقد ضمن آل سعود تأييد مشايخ الصحوة (باستثناءات قليلة أذكرها لاحقا) وحرص نايف شخصيا على تكليف المباحث بدعم شخصيات معينة.. هذه الشخصيات لها حضور إعلامي ونشاط دعوي ولها شعبية عند عوام الناس ومنهجهم الدفاع غير المباشر عن الدولة وإحالة المشاكل إلى الليبرالية والشيعة.. حتى القضايا التي فيها تمكين لليبراليين وتساهل مع الشيعة، يجدون حيلاً ذكية في إخلاء آل سعود من المسؤولية وبقدرة قادر يحملونها لليبراليين والشيعة.. وتعتمد الدولة على هذا النوع أكثر من المشايخ التقليديين والجامية بسبب شعبيتهم القوية عند العوام ولا حاجة للتسمية فمن يتابع يعرف من أقصد.. هذا الكلام ربما يعرفه كل من يلاحظ بدقة لكن الذي يتفرد به مجتهد أن هناك توجيها للمباحث بدعم هذه الشخصيات في الإنترنت وخاصة "التويتر" و"الفيس بوك".
ويبقى مشايخ يقلقون آل سعود وهم يتفاوتون في التأثير الشعبي والخطورة على الدولة وأشهرهم الشيخ سلمان العودة والشيخ عبد العزيز الطريفي.. الشيخ سلمان العودة عاش في فترة ذهبية مع الدولة سنوات طويلة وتعدى مدحه إلى أصدقائهم من طغاة العرب مثل بن علي لكنه بعد الربيع العربي تغير وضعه.. الشيخ سلمان ذكي جدا وله حساباته واستنتج أن مصير آل سعود إلى زوال فقرر ألا يضع كل بيضه في سلتهم وأن ينأى عنهم تدريجيا حتى لا يحسب عليهم عند زوالهم.. لاحظ عليه نايف وابنه محمد هذه الملاحظة مبكرا فبدأا بالتضييق بمنعه من السفر ثم سلطا عليه "الجيش الالكتروني" حتى يربطه بالليبراليين والشيعة.. ورغم ذكاء الشيخ سلمان ودقة حساباته ألا أنه لم يتفاد إعطاء ذخيرة جيدة لـ"الجيش الالكتروني" لعرض أدلة على علاقاته مع الشيعة والليبراليين.. والشيخ سلمان الآن في حالة برزخية لا يريد مصادمة الدولة ولا يريد أن يحسب عليها وفي نفس الوقت لا يدري ما هي القوة الصاعدة غداً حتى يصافحها مبكرا.. وزارة الداخلية رصدت هذا التردد للشيخ سلمان وقلقه من وضعه وسلطت عليه بعض زملائه القدامى فاعترف بأنه تعرض للخذلان كما قال في إحدى تغريداته على التويتر.
يبدو أن وزارة الداخلية وصلت الى استنتاج أن الشيخ سلمان قابل للاحتواء، إذ إنها اكتفت بتخويفه وإشعاره بالخذلان وقد أكد ذلك شخصيا بقوله إنه قرر الانطواء.
أما الشيخ الطريفي فرغم هدوئه ومشاركاته المحدودة في الشأن العام، فإنه يشكل خطرا حقيقيا أمام الداخلية أولا لتجرده، ثانيا لشجاعته، ثالثا لمصداقيته.. الشيخ الطريفي نحسبه متجردا في مواقفه ربما يتلطف لكن لا يغير الحقائق ولا يلوي عنق النصوص ولا يغير الأولويات ولا يبرر بحرب الليبرالية والشيعة.
تقويم الداخلية أن الشيخ الطريفي شجاع لا يؤخر قول الحق عن وقت الحاجة ويقول المعلومة بثقلها الذي تستحقه وأنه قنبلة موقوتة لا يعلم متى وقتها.. ولولا شعبية الشيخ الطريفي ومصداقيته واحترام بقية المشايخ له باعتباره من فحول العلماء رغم صغر سنه لوجدت الداخلية مبررا في إيقافه منذ زمن بعيد.. وتستخدم الداخلية مع الطريفي حيلة إشغاله بالنشاطات الفقهية والتدريس وإحاطته بطلبة يستهلكون وقته في قضايا بعيدة عن الواقع وهي حيلة ناجحة نسبيا.. أما المثقفون و"لنشطاء" فقد حلت الداخلية المشكلة معهم بسهولة ليس لخبثها ودهائها، لكن لأنهم رضوا بكل أطيافهم أن يعيشوا الاتجاه الذي تريده.. ويستثنى من ذلك النشطاء المخلصون المناضلون من أمثال الدكتور عبد الله الحامد ومن معه في جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) وفقهم الله..
جماعة "حسم" خطر حقيقي على الظلم والاستبداد لأنهم وصلوا إلى مرحلة متقدمة في رفضه، وقدموا تضحيات من أجل ذلك، آخرها الحكم على البجادي*.
سياسة الداخلية تجاه "حسم" هي تفتيتها وتشكيك أعضائها ببعضهم وتخويف الناس من التعاون معها ومحاولة تشويه رموزها عن طريق إشاعات "الجيش الالكتروني".. أخطر ما عملته الداخلية في محاربة "حسم" هو عزلها عن المشايخ بكل أطيافهم حتى لا يتكامل الوعي السياسي مع الثقل الديني فيشكل تحديا خطيرا لآل سعود.. وكان نايف قلقا من أن يقترب الشيخ سلمان العودة من "حسم" بعد تحولاته الأخيرة ولذلك كلف فريقا خاصا من المباحث لمنع أي تفاهم بين سلمان و"حسم".
بقية المثقفين والنشطاء ثلاثة أنواع: إسلامي تقليدي ضد الليبراليين، ليبرالي تقليدي ضد الإسلاميين، ومجموعة في الوسط ليبرالية - إسلامية.. كل هؤلاء مرصودون بعناية من قبل الداخلية والرصد ليس بسبب القلق منهم، لكن لأجل استثمارهم فكل تيار يخدم الداخلية بطريقته سواء علم أو لم يعلم.
التيار الأول محالف لمشايخ الصحوة آنفي الذكر نموذجهم ابراهيم السكران الذي تعتبره الدولة حليفاً ضد الليبرالية وأن مهمة المثقف كشف خطط الليبراليين، وهذا التيار تستفيد منه الداخلية بطريقتين: الأولى تزكية الدولة بزعمهم أنها تحارب الليبرالية والثانية إقناع الناس أن خصمهم وعدوهم هو الليبرالية.
المجموعة الثانية الليبراليون الذين يعتبرون مشكلة البلد في الدين نفسه وليس في آل سعود وعدد كبير منهم وقف مع كاشغري** مطمئنين أن ليس عليهم خطر، وحظوا بحماية الداخلية حتى أن رائف بدوي*** يقول إن وزارة الداخلية أخبروه رسميا أنهم يستفيدون من موقعه على الانترنت لجس النبض ومعرفة التوجهات.. وسمحت الداخلية لهذا التيار أن يلتف على بعض نشطاء الحقوق (ابو الخير) حتى ينسبوا لليبرالية ويخسروا التعاطف الاجتماعي وينتهي تأثير صوتهم الحقوقي.
وتحقق للداخلية ما تريده فأصبح الدفاع عن حقوق الإنسان (بفضل سذاجة نشطائه) مربوطا بالفكر الليبرالي الذي يتبنى الالحاد والجرأة على ثوابت الدين.
التيار الثالث (الإسلام المتلبرل) أقوى رموزه الأستاذ عبدالله المالكي فيغوص في الطرح النظري ويحب المعارك الفكرية ويتحاشى تسمية الأمور بمسمياتها.. هذا التيار نفع الداخلية كثيرا لأنه تمكن من امتصاص نشاط عقول خطيرة كانت ستشكل قيادات ناجحة للجمهور في "الربيع السعودي" لو لم يتم ابتلاعها.. ومن أخطر من احتوته الداخلية وجعلته يستهلك قدراته العقلية والفكرية في عواصف هذا التيار الدكتور محمد الأحمري والدكتور محمد العبد الكريم سوى المشايخ والمثقفين فإن الداخلية لا تقلق أبدا من أي نشاط لقيادات قبلية أو عسكرية أو من الأعيان.. ممن يمكن أن يصنع أي تجمع لكن هل هناك قلق؟
القلق الحقيقي عند الداخلية من ثلاثة اتجاهات:
الأول غضبة شعبية تلقائية دون قيادة، الثاني تنامي تأييد المعارضة الخارجية، والثالث القاعدة في اليمن.
أما الغضبة التلقائية مثل ما حصل في جامعة الملك خالد بـ"أبها" فهي أخطر تحد لآل سعود لأنها لا يمكن التنبؤ بنتائجها وقد تكون هي (الربيع السعودي).. خطورة هذه الغضبة أنها لا يمكن التحكم بقيادتها لأنها ليس لها قيادة وتخشى الداخلية أن تقمعها فتقويها وتخشى أن تتساهل معها فتتضخم وتتحول لثورة.. ولذلك فالحل الذي تتبعه الداخلية هو رفع مستوى التجسس لأعلى مستوى للاستعداد لأي تجمع من هذا القبيل وعدم استصغار أي دعوة للتجمع من قبل أي كان.. المراهنة عند الداخلية هو في النجاح في منع أي تجمع حتى لو كان صغيرا لأن نجاح التجمع التلقائي الصغير، يجلب أعدادا كبيرة ولذا يجب منعه بشكل مطلق.. لكن رغم هذا القلق لا يزال ترجيح آل سعود أن التحرك الشعبي بعيد ولذلك يصر خالد الفيصل على طرد سكان الرويس ومصادرة أراضي الطويرق وهكذا غيره. (من ضمن عمليات نهب العائلة المالكة)
القلق الثاني عند آل سعود، هو من المعارضة الخارجية التي يعتقد آل سعود أن تأثيرها في الداخل تحت السيطرة الآن، لكن الخطر هو من زيادة مصداقيتها، خطورة المعارضة الخارجية على آل سعود طرحها التغييري الشامل وتخشى الداخلية أن ينتشر التأييد لهذه المعارضة لمستوى يجعل الصلة فيها أمرا طبيعيا.. طبقا للداخلية، فإن وصول التأييد لمرحلته "الطبيعية" يعني القدرة على الاتصال بشرائح الشعب ولذا بنت الداخلية خطتها على منع الوصول لهذه المرحلة.. ولذلك نجحت الداخلية في منع "تطبيع" علاقة الناس مع معارضة الخارج بثلاث حيل لا تزال فاعلة لحد الآن لكن لفاعليتها زمنا كونها مرتبطة بجهد أمني.. الحيلة الأولى: إيجاد حالة من الرعب لمن يتصل بالمعارضة وذلك باستخدام الدين والاعلام والمباحث حتى تناقل البعض أساطير مضحكة عن تبعات هذا الاتصال، الحيلة الثانية: عزل المعارضة عن القيادات الدينية والثقافية بكافة أطيافها من خلال اعتبار الاتصال بها إخلالا بالقيم الدينية و"الوطنية"، ولا شك أن الداخلية نجحت في هذين الأمرين لكن لم تنجح في إسكات المعارضة ولا الرد على أطروحاتها وبرامجها وجدلها وتتجه المواجهة لاحتمالين (وهو احتمال للحيلة الثالثة): إما أن تنجح الداخلية في إسكات المعارضة باغتيال أو خطف أو تآمر مع دول أخرى لتلفيق اتهامات بأمور مخالفة للقانون وتستهدف أشخاصا مهمين في المعارضة، أو يحصل العكس وتنجح المعارضة في جعل العلاقة معها طبيعية وتكسب القيادات الدينية والثقافية لصالحها وعندها ستنقلب الموازين لصالحها.
تخوف النظام السعودي من القاعدة في اليمن
الخطر الآخر الذي تقلق منه الداخلية هو القاعدة في اليمن
حيث أن الأخيرة، استولت على مساحات كبيرة وصار لها مِنعة وتستطيع استيعاب من يهاجر لها من المملكة، الدولة تراهن على دعم الجيش اليمني للقضاء عليها ودفع الأموال لشيوخ القبائل والتنسيق مع أمريكا لقصفهم لكن الواقع يقول إنهم في توسع وليس انكماش.
هل يأتي الخطر من تخطيط عمليات يتم تنفيذها داخل المملكة أو من خلال توسع رقعة نفوذهم في اليمن ودخول المزيد في سلطتهم حتى يصلو الحدود؟ الله أعلم.
بعد هذا الاستعراض ملخص القول، إن الداخلية لا تشعر بقلق من الربيع العربي ولا تحمل هم المشايخ ولا المثقفين ومع ذلك تسعى لمنع التجمعات في مهدها، وتركز الدولة حاليا على الحذر من شخصيات مثل الطريفي والعودة والاستمرار في عزل المعارضة الخارجية والتعاون مع اليمن وأمريكا في إنهاء القاعدة.
تهديدات إيرانية للأمن القومي السعودي:
في 4 يوليو 2012 (وفي هذه التغريدات يبدو أن "مجتهد" يكن نفس العداء للشيعة)
تجري الآن اجتماعات عليا مستمرة بين كل الجهات صاحبة العلاقة بالأمن القومي: الدفاع الحرس الاستخبارات الداخلية الحرس الملكي.. الخ، ويشارك الملك رغم أنه يعيش حالة إرهاق وقلق وضيق نفس في بعض هذه الاجتماعات بسبب خطورة الوضع داخليا وإقليميا ومع ذلك يجري التكتم الكامل عليها.. وتفيد المعلومات الاستخبارية بأن إيران قد تعاجل بضربة محدودة أو بتصرف محرج عسكريا للدول الخليجية يصاحبها تحرك من الطائفة الشيعية في كل المنطقة، الخطير في التحرك الشيعي أنه لن يكون سلميا بل سيكون عسكريا شاملا حيث أكدت المعلومات الاستخباراتية وجود خلايا نائمة كثيرة تابعة لايران، والجهات الأمنية والعسكرية قلقة جدا لأنها لا تعرف تفاصيل كثيرة عن هذه الخلايا وتخشى أن لديها القدرة على شل حركة الجهاز الأمني في المنطقة الشرقية، الذي عقد المشكلة أن النظام استعدى أهل السنة جدا وجعلهم خصما بسبب آلاف المعتقلين مقابل التساهل الشديد مع الشيعة مثل نمر النمر، ويتبادل الكبار في الأسرة الحاكمة اللوم على الوضع الذي انتهت إليه الأسرة بخسارة ولاء الأغلبية السنية وفي نفس الوقت العجز عن كسب الشيعة، الفريق الذي كان محيطا بنايف يتهم الملك بأنه هو الذي تبنى بقوة التساهل مع الشيعة ومنع أي اعتقالات جديدة وأمر باطلاق سراح المعتقلين منهم، كما يتهم الملك بأنه انفتح بطريقة مبالغ فيها على إيران واستقبل نجاد ورفسنجاني وأمر بتصميم سيارة خاصة مكشوفة لحج نجاد وحرص على مقابلة خامنئي، الفريق المحيط بالملك يروج بأن نايف وابنه محمد هما اللذان تسببا في الاعتقالات ضد أهل السنة بحجة علاقتهم بالإرهاب حتى أصبحت الدولة خصما للسنة، ويتداول كثير من شخصيات العائلة المستقلة عن الفريقين أن الأسرة خسرت ولاء أهل نجد بالذات بسبب كلا التصرفين استعداء السنة والتساهل مع الشيعة، المفارقة أن القلق من إيران والشيعة يصاحبه تهديدات القاعدة لبعض الأمراء وهو ما جعل الارتباك مضاعفا في العائلة الحاكمة وعلى نفسها جنت براقش.
تغريدات مقتضبة عن نمر النمر:
27 يونيو2012
تتداول أوساط الأسرة الحاكمة نقاشا ساخنا حول الموقف من نمر النمر بعد تكرار تحدي الداخلية ودعوته لإزالة آل سعود ثم كلمته بعد وفاة الأمير نايف ويلاقي كثير من الأمراء حرجا شديدا أمام من يسأل عن سبب عدم التعرض لنمر النمر مقابل اعتقال مشايخ السنة لأبسط الأسباب ولا يملكون أي جواب؟
هناك سبب غير مباشر وسبب مباشر:
السبب غير المباشر أن الحي الذي يقيم فيه نمر مليء بالمسلحين الشيعة هذا سوى ما صدر من أتباعه الذين هددوا باستهداف الأمراء إن تعرض نمر لسوء، السبب المباشر إصرار الملك شخصيا بنصيحة من التويجري بعدم التعرض لنمر حتى يثبت لأمريكا أنه غير طائفي وأنه يتحمل من الشيعة ما لا يتحمل من السنة ولكن يبدو أن كلمة نمر الأخيرة بعد وفاة الأمير نايف ستجبر الملك على السماح باعتقاله لأن الأسرة كلها تعيش حالة إحراج خطير خاصة مع المشايخ. (وهو ماحدث فعلاً).
حال الاستخبارات السعودية، والتخوفات من الجيش الحر، ومؤتمر مكة:
9 أغسطس 2012
يبدو أن الملك تورط في تعيين بندر بن سلطان في الاستخبارات فالرجل لا يزال يعيش حالة اكتئاب وقلق ورعب وخوف من مجهول وعجز عن التواصل مع الآخرين ولحد الآن لم يتمكن بندر من الاجتماع بكبار رجال الاستخبارات بطريقة سليمة كما لم يتمكن من التواصل بالجهات الأخرى مثل الداخلية والدفاع والحرس ومنذ أن تعين فإن مساهماته فجائية بطريقة إقحام غبية لا تنسجم مع التصور العام لأنه عاجز عن المتابعة السليمة ولا يزال يفكر بعقلية الثمانينيات ولم يحضر بندر لحد الآن أي اجتماع للأمن القومي بسبب حالة "البارانويا" من تفجير مقر الاجتماع رغم مراعاتهم له وتغيير مكان الاجتماع في كل مرة وهناك من يقول إن المقربين منه منعوه من حضور الاجتماعات الواسعة حتى لا تنكشف حالته العقلية والنفسية أمام كل الحاضرين فتصبح فضيحة واسعة.
الزبدة أن الاستخبارات كانت ولاتزال تدار بطريقة "تمشية حال" فمقرن كان مشغولا بلياليه الحمراء وبندر عاجز بسبب تراكمات الأمراض النفسية والجسدية ومقابل النشاط الإيراني الخطير في استخدام روسيا والصين والعراق ولبنان لدعم الأسد فإن الاستخبارات السعودية تنفذ مرادات إيران بحمق وتخلف، وأخبرني بعض العاملين في الاستخبارات أنه لا يوجد تصور واضح في التعامل مع الحلف الإيراني العراقي السوري اللبناني والارتباك هو سيد الموقف وأكدوا لي أن ما يقال عن دعم للجيش الحر بالسلاح هو تأليفات للاستهلاك العام والقلق من تحول ثورة سوريا إلى محضن للقاعدة أشد من القلق من إيران الجدير بالذكر أن عبد العزيز بن بندر لا يزال الوحيد الذي يعتمد عليه في الاستخبارات ومع ذلك يصرالملك على تعيين المتردية والنطيحة و لا يعينه بعد إقالة تركي عيّن العجوز الهرم نواف ثم الطفل الكبير مقرن ثم المريض النفسي خريج الإدمان والاكتئاب بندر، وتحاشي عبد العزيز بن بندر! لماذا؟
نتحول للحديث عن مؤتمر مكة الذي تقرر فجأة ودعي له عدد كبير من الدول في آخر رمضان ما هوالسبب الحقيقي له ولماذا مكة ولماذا الآن؟ الجواب سببان: الأول أن يكون فرصة لتخفيف التوتر مع إيران والتفاهم مع الرئيس الإيراني بشكل مباشر بإكرامه في مكة لأن الملك مرتعب جدا من أي تصعيد مع إيران، الثاني استغلال رمضان ومكة لجذب الزعماء للقمة لإقناع إيران بأن المملكة أقدر منها في تجميع الدول مقارنة بالاجتماع الصغير الذي رتبته إيران.