​​​​​​

واشنطن بوست: وثائق جديدة تثبت تورط أمريكا في معركة اليمن ضد تنظيم القاعدة

خليج عدن/ واشنطن بوست

كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أنها حصلت على وثائق حديثة تثبت أن الولايات المتحدة تستعد هذا العام لرفع مساعداتها المقررة لليمن إلى أكثر من 100 مليون دولار أمريكي كمساعدات أمنية ولمكافحة الإرهاب.

وقالت الصحيفة الأمريكية الشهيرة، في تقرير نشرته اليوم على موقعها الالكتروني، أنه «وفي أحدث إشارة على تورط واشنطن ومشاركتها العميقة في المعركة التي تخوضها اليمن ضد فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يستعد جيش الولايات المتحدة لمنح أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات أمنية ولمكافحة الإرهاب إلى هذا البلد العربي هذا العام، طبقا لوثائق تم الحصول عليها مؤخر».

وفيما لفتت الصحيفة إلى أن حكومة الولايات المتحدة كانت علقت مساعداتها العسكرية إلى اليمن قبل أكثر من عام ردا على ما قام به الرئيس علي عبد الله صالح آنذاك من قمع للاحتجاجات الجماهيرية وغيرها من الاعتراضات على حكمه الطويل الذي استمر (33 عاما).

عادت وأضافت إلى أنه «وفي أعقاب استقالة الرئيس صالح في شهر فبراير (الماضي) وانفراج الأزمة السياسية في البلاد، أبلغت إدارة أوباما الكونغرس الشهر الماضي أنها تعتزم استئناف المساعدات العسكرية إلى اليمن"، منوهة إلى أن تلك "المساعدات حددت (أو قيدت) باستخدامها من قبل قوات مكافحة الإرهاب في اليمن، التي تخوض صراعا مع فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي استهدف أيضا الولايات المتحدة».

وتتابع الصحيفة «في يونيو، أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) المشرعين أنها قدمت ما قيمته 75 مليون دولار، من المساعدات العسكرية، تشمل الأسلحة الخفيفة، والذخيرة، والمركبات العسكرية، واستخدام الطائرات بدون طيار الموجه يدويا إلى جانب معدات أخرى إلى وزارة الداخلية اليمنية».

وكشفت صحيفة الواشنطن بوست أن الوثائق الجديدة التي حصلت عليها «تظهر بأن المساعدات العسكرية ستتوسع أكثر»، مضيفة «وفي وقت سابق من هذا الشهر، أشعرت وزارة الدفاع الامريكية الكونجرس أنها ستمنح اليمن دعما اضافيا مقداره 37 مليون دولار لوحدات العمليات الخاصة التابعة لها والتي تلقت تدريباتها على يد خبراء من الولايات المتحدة. ويدخل ضمن تلك الحزمة من المساعدات طائرتين عسكريتين صغيرتين لنقل القوات، و 100 جهاز للرؤية الليلية، وخمسة قوارب "هجومية" صغيرة للكوماندوز، إضافة إلى الكثير من الذخيرة والأسلحة الصغيرة».

وإذ لفتت الصحيفة إلى أن «المدربين العسكريين الأمريكيين عادوا إلى اليمن في مايو بعد غياب طوال العام بسبب تعليق المساعدات الأمنية»، أشارت إلى أن «وزارة الدفاع كانت رفضت تحديد عدد المدربين حاليا في اليمن، غير أن مسؤولين قالوا ان العدد يتراوح بين بضعة عشرات».

وفي سياق تقريرها، أستشهدت الصحيفة برؤية المسئولين الاستخباراتيين الأمريكين لفرع تنظيم القاعدة في اليمن باعتباره الأخطر على أمن الولايات المتحدة، من حيث أن «المسئولون في الاستخبارات الأميركية وصفوا فرع تنظيم القاعدة اليمني - المعروف باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية – على أنه يشكل التهديد الإرهابي الرئيسي للولايات المتحدة، وخصوصا في أعقاب مقتل اسامة بن لادن في مايو 2011 وإضعاف تنظيم القاعدة الرئيسي في باكستان».

وأشارت في هذا الصدد، إلى ما قالته إدارة أوباما في مايو أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أحبطت بمساعدة وكالتي الاستخبارات السعودية واليمنية، المؤامرة التي خطط لها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتفجير طائرة ركاب متجهة الى الولايات المتحدة.

ونقلت على لسان المسئولين وصفهم لخطة التفجير الأخيرة بأنها بمثابة «نسخة محدثة من الجهود (المحاولات) السابقة لفرع تنظيم القاعدة في تفجير رحلات الطائرات عبر المحيط الأطلسي، بما في ذلك محاولة قنبلة الملابس الداخلية الفاشلة في ديسمبر 2009..».

واستنادا إلى الوثائق الحديثة التي حصلت عليها، تؤكد الصحيفة أنه «وبالإضافة إلى المساعدات التي قررت تقديمها لليمن، فإن وزارة الدفاع الأمريكية أشعرت الكونغرس، هذا الشهر أيضا، انها تعتزم تقديم حوالي 84 مليون دولار في إطار المساعدات الأمنية ومكافحة الإرهاب لعدد من البلدان الأفريقية لمواجهة فروع تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى».

ترجمة المصدر اونلاين