​​​​​​

الجنوب.. حضور للحراك والقاعدة فقط

خليج عدن/ تقرير

بالرغم من ان هناك الكثير من صور هادي المعلقة على الجدران في كل أنحاء العاصمة صنعاء، الا انك ترى أعلام اليمن الجنوبي سابقا مرسومة على المباني و كابينات الاتصالات و في شوارع مدينة عدن، هذا ما خلص إليه الكاتب لورا كاسينوف- في نيويورك تايمز في تقرير حضور الحراك والقاعدة كابرز التحديات في الجنوب.

يرى التقرير ان الشعور المتنامي لدى الجنوبيين بان الحكومة قد ادارت ظهرها عن الجنوب، يفوق في اهميته الجانب الامني، و يجب التعامل معه فورا. و انسحبت قوات الامن من مناطق عدة قبل عام. يقول السكان ان ذلك ادى الى وضع اليم، حيث اصبحت جماعة انصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة اكثر قساوة و عنفا. مؤخرا و في اكثر الهجمات دموية لتنظيم القاعدة على الجيش اليمني، اعلنت جماعة انصار الشريعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي اودى بحياة اكثر من 100 جندي في احد المواقع العسكرية غرب زنجبار، عاصمة محافظة ابين، و على بعد نحو 30 ميلا الى الشمال الشرقي من مدينة عدن.. و يقول المسلحون انهم اسروا جنودا آخرين.

 

ويضيف: لعل ما يجعل الامر اكثر سوءا ان جماعة انصار الشريعة تعمل كحكومة امر واقع في المدن الصغيرة في كل من محافظتي ابين و شبوه، و هي تكسب ولاء بعض الناس وفقا لما يقوله بعض السكان المسلحون يجيدون قواعد اللعبة، فهم يقدمون للسكان الخدمات التي فشلت الحكومة في تقديمها. كما انهم يزودون المدنيين بالمواد الغذائية و يقومون باحلال هامش من الامن من خلال قوات الشرطة الخاصة بهم و كذلك نظام قضائي يعتمد على التفسيرات المتشددة للشريعة الاسلامية.

 

يقول احمد الفضلي الذي ينتمي الى اسرة قوية في احدى المناطق التي يسيطر عليها انصار الشريعة في محافظة ابين "عندما يسيطر احدهم و يقول لك انه يريد ان يحكم وفقا للشريعة، فان احدا لا يستطيع ان يقف في وجه. ذلك العدل الحقيقي" انه تحول في الجهات التي تستهدفها الجماعات الارهابية، و التي اصبحت تركز على وحدات الجيش اليمني بدلا عن شن هجمات تستهدف السكان المحليين، كما راينا في تفجيرات الاسواق التي شهدتها بعض الاقطار العربية الاخرى.

 

ويرى يحيى الجفري، القيادي في احد الاحزاب السياسية المعارضة في عدن ان المشكلة تكمن في ان هؤلاء الشباب عندما نمو و اصبحوا كبارا، قيل لهم كيف كان اباءهم و اسرهم يحصلون على الاعمال، و اليوم يرون كيف يتعرض ابائهم للذل. لقد ادرك هؤلاء الشباب انهم لا يستطيعون الالتحاق بالجامعات لان المنح الدراسية لا تعطى للجنوبيين. كما ان اباءهم فقدوا وظائفهم في الجيش و الخدمة المدنية

 

واختتم التقرير: عودة الى مكتب المحاماة الخاص به وسط مدينة عدن، يرسم شيخ طارق عبدالله تقييم متشائم لما قد يؤول اليه الوضع هناك قائلا: "لا توجد هناك قيادة مركزية و لا يوجد لدينا اقتصاد و لم يعد هناك اساس لدولة مستقلة. سينتهي بنا الامر بالاقتتال الداخلي".