​​​​​​

رئيس مجلس عدن الأهلي:المجلس يحاول أن يعيد لعدن ميزتها وقيمها الحميدة

المهندس/خالد عبد الواحد نعمان

خاص-عدن أون لاين

المهندس خالد عبد الواحد نعمان رئيس مجلس عدن الأهلي في حوارصحفي

 

 المجلس يحاول أن يعيد لعدن ميزتها  وقيمها الحميدة مثل التسامح و التآخي و القبول بالآخر و العيش المشترك والمجال مفتوح أمام أبناء عدن للانضمام إلى هذا الكيان بدون شروط مسبقة و لا انتماءات حزبية

 

*لو توضح للقراء الصورة من أين جأت فكرة المجلس وماهو الهدف وراءه ولماذا في هذا الوقت بالتحديد ؟

 

  - فكرة إنشاء مجلس عدن الأهلي ، كانت تراودني أنا ومجموعة من ممثلي مجلس النواب عن محافظة عدن ، قبل عامين تقريبا ،  عندما أستفحل الإستيلاء على مقدرات الجنوب  السابقة من مؤسسات قطاع عام ومزارع دولة  ومؤسسات محلية وأراضي وممتلكات وأصول هذه الجهات وضمها بصورة غير قانونية أو شرعية  للمؤسسة  الإقتصادية دون  وجه حق وبطريقة غير فانونية ، وغير نظامية ، وخاصة وأنه لا علاقة قانونية بين المؤسسة الإقتصادية العسكرية وهذه المؤسسات التي هي أصلا  ملكا  للشعب ممثلا بشعب الجنوب ، الذي تأسست وتكونت أصولها من دم الشعب في الجنوب وتقدم بها كأصول له في دولة الوحدة الجديدة التي كان من المفترض المحافظة عليها وتطويرها لصالح الشعب اليمني الموحد ، ولكن للأسف وزعت هذه الممتلكات شذر مذر إستيلاء , وتوزيعا  وهبات  لمن لا يستحقونها وبيعا عشوائيا ، ثم البقية الباقية ، أستولت عليها  المؤسسة الإقتصادية دون أي مسوغ قانوني أو  قرار شرعي صادر عن جهة رسمية وبصورة شفافة وعلانية  . ولكن للأسف حينها ،  لم يكن هناك تجاوبا  من قبل بعض الشخصيات الإجتماعية  التي قصدناها ، لربما خوفا من السلطة  أو خوفا من  تفسير الأمر على غير ما ننشده . أما أنشاء المجلس الأهلي بعدن الحالي الذي تم إشهاره في   التاسع من شهر أبريل  2011م     فهو إستجابة لما يتطلبة واقع الحال ،  حيث في ظل الظروف الثورية التي تمر بها بلدنا الحبيبة  اليمن ، بفعل إنتشار " ثورة الشباب من أجل التغيير  "  في كل أنحاء اليمن ،  ومنها مدينتنا الحبيبة  عدن ، وبالمقابل  أستفحلت في مدينة عدن  ظاهرة الفراغ السلطوي  حيث أضحت  المدينة والمحافظة عموما  ،  بدون سلطات محلية وبدون مؤسسات دولة تستطيع أن توفر الحماية والأمن للمواطنين وتصون المممتلكات العامة والخاصة وما يمكن أن ينزلق إليه الوضع ، من تأثير في غياب هذه  المؤسسات على توفير الحد الأدني من الخدمات  الضرورية للمواطنين . وبما أن محافظة عدن ، قد نالت قسطها  من هذا الوضع المشابه ، في أحداث سابقة  ،  فقد تداعى  عدد من أفراد النخبة السياسية والإقتصادية وألإجتماعية من مختلف  الفئات والمشارب والمديريات من ابناء عدن ، من أعضاء مجلس النواب السابقون والحاليون ،  وأعضاء المجالس المحلية لمحافظة عدن ومديرياتها ، والأكاديميون والمهندسون والأطباء والصيادلة  والمحامون والقضاة وأعضاء النيابات العامة ، والأدباء والكتاب  والصحفيون  والرياضيون ورجال الأعمال وبعض أعيان عدن ،  وممثلي منظمات المجتمع المدني بما فيهم  أعضاء في الأحزاب السياسية  ، وفي مقدمتهم  بعض من شباب  الثورة  المعتصمون في ساحات الحرية والتغيير في بعض مناطق ومديريات عدن ، وجميعهم تداعوا بصفاتهم الشخصية  وليسوا ممثلين عن إنتماءاتهم أو منظماتهم أو عن ساحاتهم  أو الإدعاء بتمثليهم لأبناء عدن ، بغرض أنشاء كيان مدني أهلي مفتوج للجميع بدون إستثناء يهدف إلى بذل جهد جماعي منظم من أجل  المساهمة للحفاظ على الأمن والأستقرار في جميع أرجاء محافظة عدن ، وضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم الشخصية والممتلكات العامة  وضمان توفير وتدفق كل إحتياجات المواطنون في المحافظة من المواد الغذائية وخدمات المياة والكهرباء والمجاري والنظافة  بدون إنقطاع ، وضمان إستمرار الخدمات التربوية والصحية  والأجتماعية  والنقل والأنتقال ألامن بين المديريات  بكل يسر وسهولة وبما لايؤدي إلى عرقلة مصالح المواطنين ، والتصدي الممكن لأي محاولات للفوضى والفتن وممارسات التعدي على الآخرين أكانت في اعراضهم أو أموالهم أو في التعدي على الممتلكات العامة . وليس هذا فحسب ، فإن الهدف من إنشاء مجلس عدن الأهلي يتمثل أيضا في التعبير عن الرؤية الجماعية المشتركة لهذا اللفيف من أبناء عدن الخيرين للحفاظ على عدن وبيئتها ومكوناتها الإجتماعية  بشكل موحد ، وأيضا المساهمة في التعبير عن الرؤية المستقبلية لعدن  في كافة المجالات أكانت في مجال تطوير الخدمات العامة فيها أو مجالات الإستثمار والأنتعاش الأقتصادي فيها بما يحقق مكافحة البطالة والفقر والتنمية المستدامة في هذه المحافظة  . كما  أن  المجلس سيحاول أن يعيد لعدن ميزتها الأساسية المتمثلة في القيم الأخلاقية الحميدة التي أشتهرت بها منذ عقود وهي قيم التسامج والتأخي والقبول بالآخر والعيش المشترك الخالي من البغضاء والكراهية والأنتماءات الضيقة أكانت طائفية أو عرقية أو مذهبية أو حزبية ، وأيضا إعادة الألتزام الطوعي لأبناء عدن  للنظام والقانون

 

  *ماهو طبيعة عمل المجلس ؟ وممن يتكون ؟

 

 - بإعتبار أن المجلس ، هو عبارة عن مجلس مدني أهلي  طوعي ، ليس لديه أي سلطات أو صلاحيات  قانونية ، فإن آلية عمله ، ستكون هي المشاركة والتنسيق وإبداء الرأي والتدخل الإيجابي و تنسيق المساهمات  للبذل والعطاء مع كل الجهات الرسمية و الشعبية  والأفراد ومع شباب الثورة في ساحات التغيير ومع جميع  منظمات المجتمع المدني بما فيها  الأحزاب السياسية  والمنظمات الأجتماعية والنقابية والمهنية ومع كل أبناء عدن ، لتحقيق الأهداف المرجوة  للمجلس . ويتكون المجلس من جمعية عمومية بدأت ب 130 شخصية إجتماعية من أبناء عدن ، وتتوسع يوميا بإستمرار من خلال تلقي طلبات عديده للأشتراك في المجلس ، وتتكون الهيئة القيادية من31 شخصا ولجنة تنفيذية من 7 أشخاص ،  على أن يكون المجال مفتوحا لجميع  أبناء  عدن للأنضمام إلى هذا الكيان بدون أي شروط مسبقة وبدون أي إنتماءات حزبية ، كما تم  إضافة العنصر النسائي والشباب إلى قوام الجمعية التأسيسية وإلى قوام الهيئة  القيادية ، وتم تشكيل  هيئة إستشارية لهذا المجلس لتعظيم الخبرة والأستفادة من حكماء وأعيان  هذه المحافظة  في الرأي والخبرة والمشورة لهذا المجلس .

 

 

 

 * قلتم في بيان التأسيس ، أن المجلس بعتبر عدن بكل مناطقها وأحيائها ضمن ميادين العمل ، هل نفهم من ذلك أن المجلس خاص بالمحافظة فقط لاغير ؟

 

  - نعم ، نحن مجلس أهلي لعدن فقط ويعتبر المجلس بأن مدينة عدن بكل مناطقها وأحيائها وحاراتها  هي الميدان الرئيسي لعمل المجلس ، وأن جميع المجالات والخدمات والممتلكات العامة والخاصة هي ضمن إهتمامات المجلس .  ولكن لا يمنع أن ننسق جهودنا مع المحافظات الأخرى في القضايا التي تهم اليمن عموما وبعض المحافظات المجاورة أو أي شي يتعلق بالوضع في المحافظات الجنوبية بما فيها القضية الجنوبية .

 

 

 

  * لماذا لم نرى تمثيل لفئات مختلفة وخصوصا المرأة والشباب ؟

 

  - بالعكس في اول إجتماع تأسيسي ، تنبهنا إلى هذا الموضوع وأقرينا إنشاء لجنتين للشباب والمرأة ، وبالفعل تم أنشاء اللجنتين ، وضمت مجموعات كبيرة  من الفئتين من خيرة شباب ونساء اليمن ، وقد أجتمعنا بلجنة الشباب وأقرينا أعداد خطة للعمل في صفوف الشباب وتوحيد رؤاهم وموقفهم بالنسبة لما يهمهم بما في ذلك عمل محاولات عبر اللجنة الشبابية لتوحيد ساحات التغيير عبر الحوار  بين الشباب أنفسهم مما يعظم من قوة وتأثير هذهالساحات في إتجاه التغيير ، لأن المتقبل هو مستقبل الشباب .


 

 * هل مازال الباب مفتوحا لمن أراد الإلتحاق والمشاركة في المجلس ؟

 

  نعم المجال مفتوحا لجميع  أبناء  عدن للأنضمام إلى هذا الكيان بدون أي شروط مسبقة وبدون أي إنتماءات حزبية  .

 

 

 

 * نريد شرح مبسط حول الهيكل التنظيمي للمجلس ؟

 

  الهيكل التنظيمي للمجلس يتكون من  جمعية عمومية من جميع الأعضاء المشاركين في إجتماع التأسيس وكافة الأعضاء الراغبين للأنضمام للمجلس   ، وهيئة قيادية  تم إختيارها من الجمعية العمومية ، وهيئة تنفيذية تم إختيارها من الهيئة القيادية ، ولجان عاملة  للمرأة والشباب وللخدمات والأتصال والتنسيق وللحقوق والحريات ولجنة للأعلام والأرشاد .

 

 

 

 

  *موقفكم من ثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام ؟

 

الرد : هذ سؤال بديهي بأننا وكل فئات الشعب مع هذه الثورة السلمية ، التي أبهرت العالم  من حيث سلميتها وألقها وتوحدها في الهدف والرؤية المستقبلية لوطن آمن ودولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة والمواطنة المتساوية وتنشد الرخاء والتقدم لهذا الوطن والشعب .

 

 

 

  *هل لديكم تصور لمرحلة مابعد سقوط النظام ؟

 

الرد : نعم ، ولكن هذا تصور شخصي ولكنه لن يخرج عن إطار مايريده شباب الثورة في كل مكان ، ولعل حل القضية الجنوبية هو مايتصدره هذا التصور في إطار عقلاني ، يرتضية الغالبية من أبناء شعبنا ، وقد قدمت  هذه الرؤية لبعض الشباب في ساحات التغيير لمجرد الإستئناس بها ومناقشتها ، وهي رؤية قابلة للنقاش ولا أدعي أمتلاك الحقيقة أو الرؤية الثاقبة ولكنها جهد قابل للصواب أو الخطاء .

 

 

 

  *حدثنا عن المصاعب التي واجهتكم في مجلس عدن الأهلي ؟

 

  لعل أهم المصاعب التي واجهتنا ، هي عزوف بعض التجار الحضارم العائشين في عدن  منذ عشرات  السنين ، من تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر للثورة أو شباب الثورة في  الساحات ، أو للجرحى أو الشهاء أو حتى المساهمة  في تقديم مواد غذائية للساحات أو أسر الشهداء ، بالرغم من أنهم من كبار تجار عدن في المواد الغذاية أو الإستهلاكية ، تحت مبرر بأننا لا نعترف بالثورة أولا نريد أن ندخل بالسياسة أو مبررات واهية لا تستقيم فيها الأمور . لذا فقد أبلغناهم بأن " ماسيبي "  لاتجوز في الثورات ، وأن قوائم العار لاشك ستصدر لاحقا وتؤشر بأن فلان الفلاني ، قد وقف موقفا متخاذلا من الثورة ودعمها أو أنكرها  أو دعم الموقف  المناهض لها ، وبالتالي فإن القوائم لايمكن أن تغفلهم وتسديد حق الدولة كاملا  بمايرضي الله ، أول من يطالهم بعد إنتصار الثورة . 

 

 

  * كلمة أخيرة توجهها لأبناء وأهالي عدن في ختام هذه المقابلة ؟

 

  أطلب من أهالي وسكان عدن ، أن يتوحدوا ويتآزروا  في هذا الوقت العصيب ويفوتوا على هذا النظام إيجاد الفرقة بينهم أو شق صفهم أو أي محاولات للتخريب أو الاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة ، لأن كل هذه المنشئات  والممتلكات ليست ملك النظام ولكنها ملك للشعب ،  وقد بناها بجهوده على مدى عدد من السنين ، ولا يجب أن نسمح لأي أحد أن يحاول تدميرها أو تخريبها أو الاعتداء على المال العام تحت أي مبرر ، لأنه يكفينا مع حدث في 13 يناير 1986م وفي حرب 1994م والتي لعضها لم يعوض عنه بعد بالنسبة للجهات الحكومية . كما أن الأموال والودائع التي في البنوك الخاصة أو العامة  هي خاصة  بالمواطنين في المحافظة أو أموال عامة  فيها الرواتب الخاصة بالمواطنين ، والنظام يريد خلق الفوضى لتبرير السطو على هذه الأموال قبيل رحيله أو بعد رحيله مباشرة . أننا نحذر من الثورة المضادة التي يريدها النظام عقابا على  الثورة التي انطلقت من الجنوب أولا .