​​​​​​

الموت القادم من أبين (فيديو)

عدن أونلاين/ خاص

عادت أبين إلى الواجهة مجددا، القنبلة التي ظلت موقوتة خلال السنوات الماضية انفجرت أخيرا مهددة عدن المحافظة الآمنة والمجاورة بمسلسل قتل ونهب وخراب، المؤكد أن تطبيقه فيها سيكون أكثر مأساوية وبشاعة مع توارد أنباء مؤكدة عن تتسلل الفرق المسلحة إلى مدينة عدن.

خلال الأيام الثلاثة الماضية، سقطت محافظة أبين بكامل مدنها ومعسكراتها – باستثناء اللواء 25 ميكانيكا – في قبضة المسلحين المعتقد انتمائهم للقاعدة، والأمر ليس بغريب على المحافظة التي تنشط فيها مجاميع جهادية وعناصر قاعدية كانت قد نشطت عمليات استقطابها مؤخرا في صفوف الشباب من مختلف مناطق المحافظة في ظل غض طرف السلطة عنها، وحتى عندما نفذت مسلسل اغتيالات طال عشرات الضباط في جهاز الأمن السياسي لم يكشف أي خيط يقود إلى أوكار فرق الموت القادم إلى عدن من أبين.

تقرير/ عبداللاه سُميح

وتشهد مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين مواجهات عنيفه منذ فجر يوم الجمعة بين مسحلين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة وقوات مختلفة من الأمن المركزي والجيش اليمني المرابطة في المحافظة استمرت حتى مساء الأحد.

وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل مالا يقل عن20 جنديا وإصابة 27 آخرين فيما أفادت أنباء عن سقوط قتيلين من عناصر القاعدة ومواطنين آخرين لم تعرف حتى الآن أعدادهم التي وصفها مصدر بالمهولة.

فيما تحدثت مصادر صباح الأحد أن اللواء 25 ميكانيكا يقوم بقصف عشوائي ردا على قذائف الهاون التي تصله من العناصر، واستهدف القصف مرافق حكومية تم السيطرة عليها في اليومين الأخيرين من قبل القاعدة كما وصل عدد كبير من القذائف إلى وسط المدينة وسقط عدد من كبير من القتلى، وقال المصدر أن عدد من الجثث لا تزال مرمية على أرصفة الشوارع بعد أن طال قصف سوق المدينة وعدد من المنازل والمباني، وذكر أحد شهود العيان عن سقوط قذيفة فوق أحد المواطنين أمام عينيه في سوق العاصمة زنجبار.

واستولت تلك العناصر يومي الجمعة والسبت على عدة مبان حكومية في المدينة التي تشهد هجوما موسعا هو الأعنف منذ بدء مهاجمة القاعدة لقوات الأمن والجيش في المحافظة، حيث أكد مصدر محلي لـ"أخبار عدن" عن سقوط المجمع الحكومي للمحافظة ومقر الأمن السياسي والسجن المركزي وعدد من النقاط العسكرية ومكتبي الضرائب السنترال والبريد ومركزا لشرطة زنجبار إضافة لبنك التسليف التعاوني الزراعي والبنك الأهلي ومركزا للنجدة في منطقة سواحل في زنجبار ونهب محتوياتها ثم إحراقها.

كما استولت القاعدة على عدد كبير من السيارات والمدرعات التابعة للقوات، وشوهد تجولهم بها في المدينة لمحاولة إنقاذ الجرحى ورفع جثث الضحايا من المواطنين في المدينة المرصعة شوارعها بالكثير من الضحايا الأبرياء.

وقصفت طائرة يعتقد أنها أمريكية منطقة جبل خنفر يوم الجمعة وضربت دار الضيافة بالمنطقة الذي يمثل أحد مواقع عناصر التنظيم في المحافظة ولم يسفر القصف الجوي عن ضحايا.

كما فشلت وساطة محلية  مكونة من مشائخ قبائل ووجهاء في المحافظة من التدخل لإقناع الأطراف المتنازعة بتسليم اللواء 25 ميكانيكا - آخر قوة عسكرية ترابط في المحافظة -للقبائل بدلا من تسليمه للقاعدة، إلا أن (جلال بلعيدي) أمير قاعدة زنجبار رفض ذلك.

وحتى مساء أمس الأحد لا تزال تدور اشتباكات متقطعة بالقرب من معسكر اللواء 25 ميكانيكا حيث لا يزال العشرات من الجنود يرفضون تسليم مواقعهم للجماعات المسلحة رغم حالة الحصار المفروضة عليهم منذ فجر أمس الأول والتي شملت حتى منع الماء والغذاء.

وأشار عدد من الأهالي إلى أن الاشتباكات كانت عنيفة للغاية واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة موضحين أنهم كانوا يشاهدون أفراد الجماعات المسلحة يقومون  بقتل الجنود رغم استسلامهم .

وتحدثت مصادر عن تسليم محافظ أبين صالح حسين الزوعري منزله للشيخ طارق الفضلي والذي بدوره وجه عناصره ومناصريه بحماية المنزل والمزرعة التابعة للرئيس علي عبدالله صالح، حيث تحرك الزوعري باتجاه منزل الشيخ طارق برفقة عدد من الجنود والأطقم ومروا بجوار العناصر المسلحة في منطقة دوفس دون أن تمسهم تلك العناصر بأي مكروه، وقال شهود عيان أن الزيارة جاءت لتسليم منزل المحافظ لطارق الفضلي.

وعقب اقتحام السجن المركزي بالمدينة أطلق سراح المحتجزين داخله والذين يبلغ عددهم أكثر من53 سجينا – حسب مصادر محليه – بتهم مختلفة منها القتل والسرقة ومحتجزين آخرين على ذمم قضايا أخرى.

واستغرب مواطنون في مدينة زنجبار أثناء حديثهم لـ"أخبار عدن" من عدم مقاومة القوات المرابطة بجوار المباني الحكومية والبنوك والمرافق الرسمية، وقالوا لم يتجاوز الدفاع عن مثل هذه الأماكن سوى طلقات في الهواء- حد قولهم- ، كما تحدثوا عن تواجد هذه العناصر المسلحة منذ أيام في شوارع المدينة بينما لن تكن هناك أي ردة فعل من قبل الأمن.

وتشهد المدينة نزوحا للسكان منذ الجمعة نحو مديريات أبين الأخرى ومحافظات قريبة مجاورة، وقال أحد النازحين:(إن الوضع في زنجبار أصبح مأساويا وخطيرا لدرجة لا توصف، حيث أصبح المواطن العادي مستهدفا للطرفين برصاص طائش أو قذائف أو أي قصف للطيران الذي لا يعرف أماكن تواجد تلك العناصر، وأصبحت زنجبار بكلها هدفا).

من جانبه، اتهم وزير الداخلية السابق حسين محمد عرب نظام الرئيس علي عبد الله صالح بـ "دعم تنظيم القاعدة" عبر "تسليم" عدد من المدن بمحافظة أبين، ما أدى التنظيم على زمام إلى سيطرة الأمور في زنجبار.

وقال عرب: إن القاعدة لم تشن أي هجوم على زنجبار، وكل ما حدث كان عملية تسليم قامت بها القيادات الأمنية في زنجبار إلى الجماعات المسلحة، وترك العشرات من الجنود المساكين يواجهون مصيرهم.

ودعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى "مواجهة الجماعات المسلحة التي تدعي بأنها قاعدة وهي تتبع صالح".

وانقطع التيار الكهربائي والماء منذ بدء المواجهات فجر الجمعة واستمر حتى الأحد، ولم تضيء أنوار زنجبار سوى لساعات قليلة لتكتفي بأضواء قذائف الهاون والبازوكا وأسلحة أخرى استخدمت في المواجهة بين الطرفين، ويعيش المواطنون المتبقون حالة تخوف واستنفار لا تجيب عن الكثير من الأسئلة لديهم.