ايام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باتت معدودة للغاية!!
عدن جلف/ متابعات
يبدو ان ايام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باتت معدودة للغاية، فمن تابع وقائع المظاهرات التي شارك فيها الآلاف في صنعاء اليوم، والشعارات التي ترددت خلالها وتطالب برحيله يصل الى هذه النتيجة دون اي عناء.
ما يميز هذه المظاهرة عن غيرها من المظاهرات العديدة التي سادت شوارع العاصمة ومدن يمنية اخرى طوال الاعوام الاربعة الماضية انها ضمت انصار التيار الحوثي (انصار الله) واعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الامر الذي يؤكد لاول مرة السّر الذي يعرفه كل اليمنيين تقريبا، وهو التحالف الذي ادى الى الاطاحة بحزب الاصلاح الاسلامي (واجهة التيار الاخواني) ونفوذ آل الاحمر على قبيلة “حاشد” اكبر القبائل اليمنية.
القرار الامريكي الذي سيرتدي ثوب مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على الرئيس صالح واثنين من قادة التيار الحوثي (عبد الله الحوثي زعيم التيار وعبد الله يحيى الحكيم) ومن المتوقع ان يصدر في ساعة متأخرة مساء الجمعة، اضفى “شرعية” على هذا التحالف، واظهر اقطابه بمظهر المعادي لامريكا المكروهة في اليمن، الامر الذي سيعزز من مكانته اي التحالف الحوثي مع تيار الرئيس السابق.
نزول انصار الرئيس صالح الى الميادين الرئيسية في العاصمة، وهي نفسها التي احتضنت تظاهرات ما اطلق عليه بمظاهرات الربيع اليمني في اليمن، ظاهرة خطيرة، وغير مسبوقة في السنوات الاخيرة، خاصة اطلاق شعارات فيها تطالب بعودة الرئيس صالح الى الحكم جنبا الى جنب مع شعارات تندد بأمريكا، الامر الذي يعكس بداية حدوث تغيير متصاعد للخريطة السياسية في اليمن.
الرئيس صالح الذي لا يمكن التقليل من قدرته الكبيرة على المناورة، قدم نفسه الى اليمنيين في صورة “البطل الضحية” عندما كشف من خلال حزبه (المؤتمر العام) ان الولايات المتحدة امهلته حتى مساء “الجمعة” للرحيل من البلاد والا فانه سيواجه عقوبات دولية، وكأنه اراد ان يقدم نفسه كشخصية وطنية يمنية تتصدى للهيمنة الامريكية على اليمن التي تعاظمت في عهد خصمه ونائبه السابق الرئيس عبد ربه منصور هادي.
الولايات المتحدة نفت ان تكون قد وجهت انظارا للرئيس اليمني السابق، ولكن هذا النفي لا يعني انها راضية عن دوره المتعاظم في تغيير مسار الاوضاع في اليمن لصالحه وصالح حلفائه الجدد اي الحوثيين، وتضييق الخناق على الرئيس هادي.
لا نستغرب ان تكون امريكا قد اصدرت هذا الانذار “الغبي” و”المهين” للرئيس السابق صالح، فهي العامل الرئيسي المحرك للقرار الاممي بفرض العقوبات على الرئيس السابق والسيد عبد الملك الحوثي، بعد ان ضاقت ذرعا بمؤامراته (اي الرئيس صالح) ونجاحه في الانتقام من خصومه الذين هم من المرضي عن معظمهم امريكيا الواحد تلو الآخر.
وعندما نقول انه انذار غبي، فإننا ننطلق من خبرتنا ومتابعتنا لمواقف امريكية سابقة مماثلة، مثل حل الجيش العراقي، واجتثاث حزب البعث، وتكريس الطائفية في العراق، وهي القرارات التي اوجدت البيئة الحاضنة لـ “الدولة الاسلامية” وتمددها في العراق وسورية.
تحالف الرئيس صالح مع تيار “انصار الله” الحوثي الذي بات يهيمن على معظم المحافظات اليمينة الشمالية، ربما يؤدي الى تحالف مواز بين تنظيم “القاعدة” واتباع المذهب الشافعي والمعارضين للرئيس صالح وللحوثيين معا، واغراق البلاد في حرب مذهبية اهلية بالتالي.
هل باتت احتمالات عودة الرئيس صالح الى قصر الرئاسة مجددا مدعوما بحلفائه الحوثيين وانصاره في الجيش والشعب، الذين عادت اليهم الثقة بقوة في الاشهر الاخيرة بعد هزيمة تيار اللواء محسن الاحمر الذي هرب الى السعودية، وحلفائه من ابناء المرحوم الشيخ عبد الله الاحمر؟
لا شيء مستبعد هذه الايام في اليمن، فالانفصال الجنوبي وارد، والحرب الاهلية واردة، وتحول “القاعدة” الى الجيش الجديد للشوافع وارد، فلماذا لا يكون واردا ايضا عودة الرئيس صالح او ابنه احمد السفير اليمني الحالي في ابو ظبي؟
اليمن مفتوح على جميع الاحتمالات واغلبها خطيرة وربما دموية والرئيس صالح مدفوعا بالرغبة بالثأر والانتقام لن يختفي من المشهد لعدة اشهر وربما سنوات، فهو مثل القطط بسبعة ارواح، مثلما يقول المثل العربي.