​​​​​​

القصة الكاملة لمقتل المهندس "يحيى العامري" بحزيز

بنتا الشهيد الأكبر

كتب/ يحيى القباطي

يوم الثلاثاء الماضي سقط الشهيد "يحيى العامري" في منزله بحي حزيز جنوب العاصمة أثناء اشتباكات مسحلي الحوثي المتمركزة في المنازل المجاورة مع قوات الجيش التي حاولت دحرهم.

وتناقلت وسائل الإعلام هذا الخبر فاتهمت بعضها مسلحي الحوثي وقالت بعضها أن الجيش هو من أصاب العامري بطلقة طائشة.

حكت زوجة الشهيد لـ عدن جلف القصة مفصلة من قبل الجريمة بيوم وقالت أن مسلحي الحوثي طلبوا من يحيى العامري وأرادوا التمترس على سطح المنزل ذو الأربعة طوابق ولكنه رفض الانصياع لهم, نافية أن يكونوا قد هددوه بالقتل كما تحدثت بعض الوسائل الإعلامية.

تؤكد "حياة الصبري" أن زوجها كان مستهدفاً فبعد دخوله من الشارع بلحظات أصابته رصاصة الغدر وهو ينظر من نافذة غرفته متحدثاً مع ابنه بالهاتف يحذره من القدوم إلى الحارة بسبب الاشتباكات بين الجيش ومسلحي الحوثي.

تحكي زوجة الشهيد الواقعة في ألم وتقول "ساعة كاملة ونحن نطلب المساعدة لكن أحداً لم يكن في الشارع" وساعدها في نقله إلى المستشفى ابن عمها الذي كان موجوداً في العمارة, لكن "يحيى" فارق الحياة أمام المستشفى بعد أن حاول الحديث لكنه لم يستطع.

وقالت "حياة الصبري" أن مسحلي الحوثي جاءوا مرة أخرى بعد الجريمة لاعتلاء سطح المنزل لكن نساء المنزل رفضن فتح الباب.

أخبرتنا "حياة" أن زوجها مهندس الاتصالات لم يكن له علاقة بالسياسة, وأن ما يفعله فقط هو الذهاب إلى عمله أو مسجده والعودة إلى البيت.

ونادت أسرة المهندس "يحيى العامري" عبر عدن الغد إلى سرعة التحقيقات لكشف الملابسات وتحديد القاتل كي يتم دفن فقيدهم, وأكدوا أن ليس لديهم غريم إلا من ستكشفه التحقيقات.

خارج المنزل وجدنا مسحلي الحوثي الذين قالوا أنهم في مهمة مراقبة تحركات الجيش في المعسكر لمنعهم من التحرك لفض مخيم حزيز بعد تلقيهم تهديدات بذلك.

"أبوأحمد" أحد مسحلي الحوثي يروي الحكاية قائلاً بأنه في ذاك اليوم جاءت قوات الجيش وسيطرت على مدرسة "عبداللطيف بن يوسف الحمد" التي تبعد عن منزل الشهيد ببضعة أمتار وبدأت بإطلاق النار على المسلحين الذين كانوا في غرفة صغيرة داخل حوش بجانب المدرسة.

يقول أبوأحمد أن أحد المجاهدين استطاع التسلل إلى العمارة المقابلة لمنزل الشهيد وبدأ بالرد على قوات الجيش في المدرسة في الاتجاه العكسي لمنزل الشهيد, مضيفاً أن قوات الجيش ردت بشكل عشوائي باتجاه العمارة ومنزل الشهيد الذي أصابته رصاصة الجيش.

ويؤكد أبوأحمد أنهم مستعدون للتعاون مع الجهات المختصة لإظهار الحقيقة, وفي حال إدانتهم فإنهم راضون بحكم القانون.

الشهيد "يحيى العامري" 45 عاماً متزوج وله أربع بنات وولدان, تقول ابنته "براء" أنها لم تعد تذهب من المدرسة خوفاً من الحوثيين الذين قتلوا بابا, وابنته "شهد" ذات الربيع الخامس مصابة بمرض القلب لم تهمس ببنت شفة وكأنها غير مدركة ما يدور حولها, كل ما تعلمه أن بابا لن يعود.

أحد الصبيان في الحارة قال أنه يشعر بالحزن لمقتل المهندس ووصف الشهيد بأوصاف حسنة, وعندما سألناه عن اسمه أجاب أن أباه قد أسماه على اسم جارهم الطيب "يحيى".