​​​​​​

محمد غالب: ما يمارس اليوم من عقاب جماعي في اليمن مورس في الأشهر الأخيرة من حكم سوهارتو

عدن اونلاين/ بالتزامن مع الأمناء

قال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس دائرة العلاقات الخارجية فيه، ان اللقاء المشترك يقدر ويحترم أي انتقادات من شباب الثورة تجاه المشترك ، كون هؤلاء الشباب بالمقابل ضلوا ولازالوا في قمة الثبات على الجانب الأخلاقي للثورة حيث لم يطلقوا على قيادات المشترك تهم الخيانة والعمالة كما أطلقها آخرون من عشاق الزعامة في فتره سابقه لهذه الثورة.

وأكد على ضرورة أن يكون الحراك الجنوبي فاعلا في هذه المرحلة الحرجة وأن يشارك في ثورة إسقاط النظام ، منتقدا بعض الأصوات التي تقول أن ما يحدث (لا يعنينا) قائلا أن القوى الإقليمية والدولية إن لم تجدك مشاركا في الفعل السياسي وفي هذه الفترة الحرجة والهامة لطرح القضية الجنوبية بكل وضوح سيقولون لك ( أنت لا تعنينا ).

وتطرق في الحوار الذي أجراه الزميل عيدروس باحشوان لـ(الأمناء) إلى الواقع السياسي وتعقيداته فإلى التفاصيل.

 

لنبدأ من جولة اللقاءات التي عقدتموها في عدن مؤخرا وطبيعة هذه اللقاءات ونتائجها؟

  تم تكليف لجنة من قبل اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية مكونه من 7 أشخاص هم د.عبد الله عوبل / علي اليزيدي / رشاد سالم / المحامية ليندا القطوي / محمد غالب احمد /جازم الحدي/ احمد باحاج . وهذه اللجنة مكلفه بالجلوس مع قيادة الحراك السلمي الجنوبي لعرض المشروع المتعلق بإنشاء الجمعية الوطنية كوعاء سياسي يجمع كافة قوى المعارضة في الساحة اليمنية في الداخل والخارج ثم لوضع جدول أعمال للمرحلة الانتقالية وانتخاب مجلس وطني من قبل هذه الجمعية , وهذا المشروع تم طرحه في مارس الماضي ثم اخذ وقتا للنقاش في هيئات اللجنة التحضيريه والمشترك كما قام الدكتور ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري للمشترك بمناقشته مع الاخوه في الخارج وقد أكدوا تأييدهم ومباركتهم للمشروع .وهناك لجان عديدة مكلفه باللقاءات مع حزب رابطة أبناء اليمن وبقية التنظيمات والمكونات الشبابية والهيئات ومنظمات المجتمع المدني في عموم المحافظات وعلى هذا الأساس التقينا مع قيادة الحراك السلمي في محافظة عدن ومع الأخوة الذين تم تفويضهم من قبل المجلس الأعلى للحراك السلمي للتحدث بأسم المجلس ودارت حوارات طيبه ونقاشات حول المشروع واستمعنا لبعضنا البعض بصدور مفتوحة وأوضحنا للاحوه الذين التقيناهم  انه مطلوب من الحراك الجنوبي بصفته القوة الرائدة في القضية الجنوبية ان يختار 42 شخصا يمثلونه في الجمعية الوطنية بواقع سته من كل محافظة , ونأمل ان يكون الحراك متواجدا في إطار هذه الخطوه الهامة وفي ظل الوضع الراهن والوقت القاطع الذي لا ينتظر التأخير لرص صفوف كل معارضي النظام جميعا في اطار واحد لأنجاز هذه الخطوه المصيريه في تاريخ شعبنا ونؤكد بشكل رئيسي على تواجد الحراك الجنوبي السلمي كون القضيه الجنوبيه تحتل الرقم (1) في أولويات الثورة الشبابية الشعبية السلمية وكافة القوى السلمية .

تتعالى الصيحات والتصريحات من الشباب المحتجين في ساحات التغيير والحرية بان أحزاب المشترك أسهمت في عرقلة الثورة وتأخير الحسم.. كيف تردون على ذلك؟

كلما ارتفعت أصوات الشباب الثائر وصيحاتهم كلما شعرنا بثقة عاليه باستمرار صمود الثورة وبانتصارها الحتمي , واللقاء المشترك وشركائه جزء رئيسي في هذه الثورة ويحق للشباب والشابات الاعتزاز بأنهم نالوا سبق الشرف في انطلاق هذه الثورة وبرغم الدور المتواضع للمشترك إلا أن كوادره وأعضائه وأنصاره موجودين في الصفوف الأولى للساحات والميادين وفي قوافل الشهداء والجرحى علما بأن هذه الثورة المباركة قد انطلقت مباشرة بعد الأسبوع الأول للهبه الشعبية في 3 فبراير 2011م حيث أعلن الدكتور ياسين سعيد نعمان في مهرجان ذلك اليوم الذي حضره قرابة ربع مليون شخص إطلاق اسم (ساحة التغيير) على ساحة جامعة صنعاء عندما قال ( لقد منعونا من ميدان التحرير فلجأنا إلى هنا إلى ساحة التغيير ) . ومع تقديرنا واحترامنا لأي انتقادات من شباب الثورة تجاه المشترك إلا أنهم بالمقابل ضلوا ولازالوا في قمة الثبات على الجانب الأخلاقي للثورة حيث لم يطلقوا علينا تهم الخيانة والعمالة كما أطلقها آخرين من عشاق الزعامة في فتره سابقه لهذه الثورة .وفي حين نؤكد احترامنا لهذه الانتقادات الا اننا لا نتفق  مع من يحمل المشترك مسئولية عرقلة الحسم الثوري لأن تجاوب المشترك  مع الدعوات والمبادرات الاقليميه والدولية أنما يقصد منه العمل من اجل المساعدة في  انتصار الثورة بأقل التكاليف, مع إيماننا التام بأن ساحات الثورة هي المرجع الرئيسي ومصدر القرار وفي نفس الوقت نؤكد بأنه لاداعي لاختيار المبرر السهل والمتهم الأسهل في هذا المجال فانتصار الثوره لن يتم الا سلميا وفي اطار العمل السياسي والمشترك يرفض بشكل مطلق الخروج عن الإطار السلمي لهذه الثورة مهما كانت الصعوبات وهو نفس الموقف الذي تعتمده الثورة السلمية منذ يومها الأول وحتى اليوم .

حل القضية الجنوبية التي تؤكد عليها كل الإطراف، البعض منها قدم رؤاه ولكن بصور عائمة..الا ان المشترك واحد منهم؟

القضية الجنوبية سياسية بامتياز وهي تحتل الاولويه في برنامج المشترك وشركائه وقد تأكد ذلك في وثيقة الإنقاذ الوطني والمواقف اللاحقة لها وليس هناك أي خلاف في ان تظل هذه القضيه في هذا الموقع المتقدم بعد انتصار الثوره , واثق انه لا يوجد أي من مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلميه من يعترض على ذلك.والشئ الذي يرفع الرأس هو ان من يذهب الى شابات وشباب الثوره وكل المرابطين في الساحات والميادين وبالذات  في المحافظات الشماليه يجد انهم يعتبرون ان حل القضية الجنوبية هو الهدف الأول للثورة بعد انتصارها بل انهم يعتبرون الثوره امتدادا للحراك السلمي الجنوبي الباسل وبأن الحراك السلمي الجنوبي يعتبر المدرسه التي تعلموا منها مقارعة النظام الغاشم سلميا , وفي هذا الإطار فأن قيام الجمعية الوطنية سيكون الخطوة الأولى سيرا نحو المؤتمر الوطني الشامل لحل مشاكل البلاد وفي مقدمتها القضية الجنوبية .

هل الموافقة الأخيرة على الحوار والجلوس مع الحزب الحاكم كان بضغط من المبعوث الاممي.. في الوقت التي تطالب الساحات بإسقاط بقايا النظام انتم ستبدأون الحوار مع هذه البقايا كيف؟

يا عزيزي لقد بدأ الحوار مع هذا النظام منذ مارس 1997م وكانت آخر جولة في اكتوبر 2010م حيث اتفقت اللجنة الرباعية المكونة من الاخوه: د. ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب الانسي وعبد ربه منصور هادي و د. عبد الكريم الارياني على خارطة الطريق بموجب الصيغه النهائيه لها والتي قدمها الدكتور الإرياني ولكن ما حصل بعد ذلك ان الرئيس صالح رفض هذا الاتفاق وتم الإعلان عن ايقاف الحوار والسير نحو انتخابات منفرده الخ من المهازل المعروفه للجميع , ثم تقدم الرئيس صالح بمبادرته بعنوان لا توريث ولا تمديد والدعوه للانتخابات ورحب بها المشترك ثم اتجه الى دول الخليج بعد الثورة وطلب منهم التقدم بمبادرة مؤكدا لهم انه شبع حكم وسلطه وعندما تقدموا بالمبادره الاولى في 3 ابريل رفضها كما رفض بيان وزراء خارجية مجلس التعاون في الرياض في 10 أبريل وتوالت النسخ المعدلة للمبادره الخليجية المدعومه من قبل أمريكا وأوربا والمجتمع الدولي وأخيرا وقع اللقاء المشترك وشركائه على المبادرة والجميع يعرف من الذي رفض التوقيع عليها حتى اليوم . إذن بالنسبة للمشترك وشركائه فقد انتهى الحوار مع المؤتمر الشعبي ولكن بعد الحادث الإجرامي الدامي في جامع الرئاسه مدت المعارضة يدها بكل صدق للأخ عبد ربه منصور نائب رئيس الجمهوريه على أساس أن الجميع اعتقد انه يعتبر اليد الامينه التي ظل الرئيس صالح يردد انه لن يسلم السلطة الا الى أيدي أمينه ولكن اتضح للجميع ان الاخ عبد ربه منصور برغم كلما لديه من خبرات وصفات نضاليه وسياسيه وبرغم انه الامين العام للمؤتمر الشعبي ونائب رئيس الجمهوريه ونائب رئيس المؤتمر الا انهم لا يعتبرونه من الأيدي الامينه . وفي نفس الوقت الذي وقع المؤتمر الشعبي على المبادرة الخليجية الا انهم يعتبرون ذلك التوقيع مجرد ضحك على الدقون الاقليميه والدوليه , وبرغم ان الاخوه في الخليج ابقوا مبادرتهم معلقه في الهواء فقد ظل المشترك يعتبر ما تبقى منها عاملا مساعدا للحل وهو انتقال السلطه للنائب واستقالة الرئيس صالح وعلى

 هذا الأساس كان تجاوب المشترك مع جهود  سفراء أمريكا و أوربا ثم جهود السيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للام المتحدة وظل شرط المشترك ولا يزال هو انتقال السلطة أولا وبعد ذلك يتم الحوار وعقد مؤتمر وطني عام تحت إشراف أممي لمناقشة مستقبل اليمن الجديد وكافة القضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية وبالتالي فموقف المشترك لا يتعارض مع مطالب وأهداف ساحات الثورة وميادينها وعلى العموم فأن حوار المشترك تم مع نائب الرئيس وهو شخصيه محل إجماع ولم ولن يتحاور مع من يمسكون بالسلطة قشريا. وبالمناسبة فأن ساحات الثورة ارقي وارفع من ان تتجاوزها اية قوة سواء داخليه أو خارجية. ولقد رأيت وسمعت بنفسي خلال مشاركتي في مؤتمرين بتونس واليونان مؤخرا كم هي كبيره ومقدره هذه الثوره في عيون العرب وغير العرب حيث يعتبرونها نموذجا رائعا من حيث القدره على الصمود والتضحيه ونبذ العنف واعتماد النضال السلمي بالصدور العارية أمام غازات وقذائف النظام الدموي رغم توفر أكثر من 50 مليون قطعة سلاح ولذلك وكما قلت سابقا فأن اتجاه المشترك نحو الحوار كان فقط لتحقيق نصر الثورة بتضحيات اقل ودماء اقل وليس لأغراض أخرى على حساب أهداف الثورة وتطلعات الشعب ودماء الشهداء ودموع الأمهات واليتامى إطلاقا , ومع عدم ادعاء المشترك انه يتحدث بأسم ساحات الثوره ومع قناعتي بصواب ما يقوم به إلا أننا نقول وبكل تواضع ان موقف المشترك وشركائه يمكن ان ينسجم مع المثل الشعبي القائل ( مع الجمل ولو بأصبع ) وطالما ان الثورة سلميه فأن سلمية الثورة تنتهي إلى عمليه سياسيه,و نعتقد واثقين ان العملية السياسية حمت الثورة وحمت الساحات ووقفت ضد العنف واظهرت النظام على حقيقته أمام العالم وكشفت كل أوراقه .

الأزمات المتلاحقة على رؤوس أبناء الشعب قد تفجر الوضع في البلاد ومن ثم يصعب على النظام أو بقاياه بحسب رؤية المعارضة والمناوئين ولن تجدون يمنا تحكمونه أو تتحاورون من اجله..أليس كذلك؟

دعني أشير إلى أن ما يجري من حرب عقابيه جماعية ضد الشعب اليمني في مأكله ومشربه وفي الكهرياء والغاز ومشتقات النفط لم يحدث في اليمن فقط ولكنه حصل سابقا في اندنوسيا في الاشهر الاخيره لنظام الديكتاتور السابق سوهارتو حيث كان ابنه وزوجته وابنته وأقاربه يسيطرون على مفاصل السلطة والشركات والاقتصاد وكل شي ولهذا واجهوا الثوره السلمية العارمه للشعب الاندنوسي بنفس الحرب والعقاب الجماعي الذي يجري اليوم في اليمن حيث مارسوا على 100 مليون اندنوسي العقاب في الكهرباء والمياه والغاز والمواصلات ومشتقات النفط وزياده خرافيه في الاسعار ولكن برغم كل تلك المعاناه وآلامها إلا أن ثورة الشعب الاندنوسي انتصرت سلميا على سوهارتو وأسرته وأقاربه وبرغم كل ما ارتكبه ذلك النظام من مظالم الا ان نظام الثوره المنتصرة لم يلجا الى الانتقام بل اعتمد القانون والمحاكمات العادلة والمنصفه أما نحن في اليمن ورغم التقارب بين من يمارسون هذه العقوبات الجماعية هنا ومن مارسوها في اندنوسيا الا انه في اليمن يمسك من يمارسون ذلك ايضا بقوة السلاح بصواريخه وطيرانه ودباباته ومدفعيته ورشاشاته  ضد الشعب واضافوا الى كل ذلك سيطرتهم وممارستهم لخنق الشعب في الكهرباء والمياه والغاز ومشتقات النفط والمواد الغذائيه . إننا نتمسك بأخلاق الشعب اليمني وندين ما حدث في جامع الرئاسه باعتباره جريمه ارهابيه كما هي الجرائم الارهابيه في جمعة الكرامه بصنعاء ومجزرة ساحة الحرية بتعز والدمار والقتل في الحصبه والمجازر ضد الحراك السلمي في الجنوب ومايجري من دمار وتشريد في ابين وارحب وتعز , ولذلك فأننا امام مجموعه كما شرحتها قد قامت بترحيل كل افراد اسرها واقاربها واموالها الى الخارج وبقيت ممسكه بأدوات القتل والموت لا غير وهم يسعون بشكل حثيث الى جر الثوره بكل مكوناتها الشبابيه والشعبيه المدنيه والعسكريه الى مربع العنف ظنا منهم بأن ذلك سيطيل من عمر النظام ومع أنهم مخطئين في هذا الظن الا ان اللقاء المشترك قد اعلن مرارا بأنه يرفض الانجرار الى هذا المربع الدامي وأثبتت الثوره السلميه وثوارها انهم ثابتين في موقفهم الرافض للعنف ولاستخدام السلاح ضد هذه ألمجموعه الضاله التي تعتمد الطريق الدامي دون سواه ومع ذلك ستنتصر الثورة . اما الفقرة الاخيره من السؤال فقد جاءت بصيغة اخرى على لسان الدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك في مقابلته مع قناة بي بي سي يوم 20 يونيو الماضي عند إجابته على سؤال القناة عن موقع الجنوب في الحل السياسي . واسمح لي ان انقل اجابته كما هي بالنص ( الجنوب في تقديري لابد ان يكون جزءا من الحل الوطني الشامل , الجنوب كانت مبادرته مبكره من 2007 عندما بدأ الناس في الجنوب يتحدثون عن ضرورة إصلاح الحياة السياسية , إصلاح مسار الوحدة , عندما خرجوا يطالبون بإصلاحات عميقة وواسعة , ولذلك سبقوا الكثيرين .. اليوم الجنوب يجب ان يكون جزءا من عملية التغيير بكل قواه السياسيه بكل ابنائه , ان يكونوا جزءا من عملية التغيير وحتى يصل الناس الى مانسميه بعد ذلك المائدة المستديرة لأيجاد حل وطني شامل للجميع . قضية الجنوب تحتاج فعلا الى حل عادل وايضا الشمال يحتاج ان يعيش بكرامه ويعيش بأستقرار ولذلك هذا لن يتم الا بوجود دوله اتحاديه لا مركزيه تمكن اليمنيين من العيش بالفعل بأستقرار وبعدل ومساواه ) واختتم الدكتور ياسين اجابته بالاتي ( انا الذي اخشاه انه اذا لم يتحقق التغيير بالشكل الذي يجب ان يتم ويشارك فيه الجميع انه لن يجد الجنوبيون جنوبا يحكموه ولن يجد الشماليون شمالا يحكموه ولن يجد اليمنيون يمننا يختلفون عليه..اليوم عملية التغيير يجب ان يشترك فيها الجميع حتى يستطيعوا فيما بعد ان يحلوا مشكله الجنوب ويحلوا مشكلة الشمال ويحلوا مشكلة اليمن بشكل عام)

الحراك اليوم أكثر من مكون وكل مكون له رؤاه في قضية الجنوب.. من هم من يطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة والبعض يطالب بالجنوب العربي وآخر يطالب بالفيدرالية.. كيف ينظر الحزب الاشتراكي إلى هذه التوجهات وموقفه من لقاءات القاهرة؟

نفتخر ونعتز أيما اعتزاز بالثورة السلمية تحت اسم الحراك السلمي الجنوبي فهذا الحراك لم يلد صغيرا ليكبر بل ولد عملاقا منذ مرحلته الأولى وكان له الدور الفاعل في إنهاء حالة اليأس والإحباط لدى أهل الجنوب وانهي حالة الشعور بالهزيمة ورفع جباه ضحايا الحرب الظالمه والاجتياح العسكري للجنوب عالية في السماء وبهذه المناسبه نحيي بأجلال الشهداء الأماجد والجرحى والمعتقلين الأبطال وكل امرأة ورجل وشيخ وشابه وشاب ومثقف وعامل ومدنيين وعسكريين مقاعدين قسريا والمغتربين الاوفياء . ويكفي هذا الحراك شرفا انه أوصل القضيه الجنوبيه إلى العالم كقضيه سياسيه بأمتياز واصبح المدرسه الرئيسيه للثوره الشبابيه السلميه في عموم اليمن , وقد عاش الحراك ايام مجده التي لا تنسى عندما كانت محافظة عدن بشكل خاص تحتضن مهرجاناته ومسيراته بعشرات الآلاف وتأوي شبابه من ملاحقات جلاوزة النظام وترعى الجرحى والمصابين إضافه إلى كل مدن وقرى وأرياف الجنوب ورغم الضربات القاسيه والداميه التي وجهت الى الحراك من هذا النظام الدموي الا انه ظل صامدا كالجبال والمطلوب من قيادات الحراك حاليا مراجعة وتقييم التجربة والعمل على إعادة الحراك الى سابق مجده بعد ان نتج عن هذا الحصار والقمع والقتل والاختراق وعوامل اخرى يعرفها قيادات ونشطاء الحراك, وكل ذلك  أثر سلبا على فعالياته ونشاطاته كما ان المرحلة ألراهنه تتطلب وحدة الصفوف وانهاء الانفراديه والتمزق فالوضع يتطلب وجود موقف موحد وان يكون الحراك الجنوبي احد القوى الفاعله والمؤثره للتغيير وانتصار الثوره السلميه لأن غياب الحراك عن هذا التواجد وفي هذه الأيام بالذات تحت أي مبرر سوى بأسم ( لايعنينا ) أو  غيره سيؤدي بالفعل الى ان الآخرين وبالذات القوى الاقليميه والدوليه ان لم تجدك مشاركا في الفعل السياسي وفي هذه الفتره الحرجه والهامة لطرح القضية الجنوبية بكل وضوح سيقولون لك ( انت لاتعنينا ) فالعالم لايهمه ان تقول بأنك مظلوم وان لديك قضيه تؤمن بها لكنه يهتم بك عندما تطرح قضيتك بوضوح وفي الاطار الذي يلزم الاخرين على عدم التحرك خطوة واحده دون اعتبار بأن القضية الجنوبيه هي القضيه المحوريه الاولى في اليمن وكما اكد ذلك الحراك السلمي مبكرا وكما هي عليه حاليا وبعد انتصار الثوره السلميه.

أما فيما يختص بتعدد الأطروحات حسب ما أشرت في سؤلك فان الشيء المهم هو ما يطرحه الناس في الجنوب ولهم الحق ان يقولوا ما يشأون  فهم الضحية الاولى لحرب 94 الظالمة ولوحدة الضم والإلحاق التي نتجت عن تلك الحرب ولالوم عليهم في كلما يقولون ولكن اللوم يقع على أي شخص او طرف او مجموعة يحتكرون الحديث نيابة عن اهل الجنوب كيفماء يشأون ويغيرون مواقفهم كما يشأون . ومن حق الجنوبيين ان يطرحوا رؤيتهم امام الجميع بصوت الحق العالي. وبالنسبة لما اشر ت اليه  بشأن فك الارتباط واستعادة الدولة والجنوب العربي والفيدرالية وموقفنا تجاه لقاء القاهر ه اود ان اقول الاتي :

بالنسبة لفك الارتباط فقد تم يوم 7يوليو الأسود عام 94 حين ذبحت الوحدة السلمية من الوريد الى الوريد ومع الاسف لم نلمس من أصحاب هذه الدعوة أي فك للارتباط مع النظام وأجهزته وأزلامه بل وجدنا  دعوات وممارسات فعلية من هؤلا باتجاه فك الارتباط مع الحزب الاشتراكي اليمني فقط. اما طرح استعادة الدولة فهذا ليس جرما اذا طرح بالطرق السلمية ولكن الغريب ان من يطرحون هذا الهدف او الشعار يرفعون ويحتمون بعلم جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية بينما يسمون دولتهم المنشودة بالجنوب العربي وهذا يعد تعسفا للسياسة وللمنطق وللتاريخ وادانة لشرعية ثورة 14 اكتوبر المجيدة ولتضحيات إبطالها الأشاوس وللانجازات المعروفة لدولة اليمن الديموقراطية في شتى مناحي الحياة. لماذا أقول ذلك ؟ لان كل من له صلة بالتاريخ يعرف ان الجنوب العربي يطلق على المنطقة الواقعة من عمان شرقا حتى شواطئ البحر الأحمر غربا , كما يعرف الجميع باستثناء الجيل الجديد من ابناء الجنوب ان الاستعمار البريطاني قد اعلن في تاريخ 11 فبراير 1959 عن كيان اسماه اتحاد الجنوب العربي يتكون من سلطنات ومشيخات وإمارات ما كانت تسمى محمية عدن الغربية باسثناء مستعمرة عدن التي لم تنظم الية الا قبيل الاستقلال. وقد انتهى ذلك الاتحاد المزيف عام 67 بانتزاع الاستقلال . وماقبل إنشائه كانت كل منطقة تسمى باسمها القبلي فقط في إطار مااطلق علية الاستعمار حينها محمية عدن الغربية . يضاف الى ذلك ان سلطنتي الكثيري والقعيطي في حضرموت وكذلك  سلطنة المهرة بما فيها سقطرى لم تكن ضمن ذلك الكيان بل كانت في اطار ماسمي محمية عدن الشرقية وكل سلطنة لها جكومتها وجيشها وعلمها وجوازها وحدودها بل ولها قنصليات في الخارج لدى بعض الدول . اذا كيف تتم المطالبة باستعادة دولة اليمن الديموقراطية في ظل اعتبار ان  الدولة المنشودة هي الجنوب العربي ثم اين سيكون موقع حضرموت والمهرة ؟وهنا لابد من الإجابة على هذه الاسئله بوضوح , ويمكنني الاضافة ايضا الى انه منذو قيام ذلك الاتحاد المزيف حتى انتهائه رفظت يافع العليا الدخول فيه واكد على ذلك الشاعر الوطني المعروف الراحل شايف الخالدي في احدى قصائدة متحدثا عن يافع بقوله (لامحميه كنا مع بريطانيا – ولاعترفنا في حكومة الاتحاد). ولذلك فأنني اناشد اصحاب هذه الدعوة ان يمتلكو الجرأه الكامله ويرفعوا علم ماكان يسمى باتحاد الجنوب العربي وبنفس الجرأه ان يعلنوا بان هدفهم الثاني هو إعادة إنشاء كيان آخر في ماكان يسمى محمية عدن الشرقية .وفيما يختص بما طرحته بشأن الفيدرالية وموقفنا من اجتماع القاهره فلقد كان ذلك الاجتماع محطة تقييمية جريئه وخرج بنتائج تستحق التقدير وتضمنت احد مخرجاته  اعتماد إعادة صياغة الوحده في دوله اتحادية فيدرالية من اقليمين شمالي وجنوبي . ومثل هذا الموقف يجب ان ينال النصيب الوقعي من الاحترام والجدية في النقاش لدى كافة اطراف العملية السياسية  والثورية في إطار الثورة السلمية في اليمن . والحزب الاشتراكي اليمني موقفه واضح من القضية الجنوبية  وقد أكد على ذلك انخراط مناضلو الحزب في الحراك الجنوبي منذو بدايته  الاولى وتقديمهم التضحايات الجسام في الصفوف الأولى كما يتأكد ذلك في بيانات وأدبيات الحزب المعلنة وابرزها دعوته المبكرة الى اقامة دولة اتحادية لامركزيه . ومع كل ذلك فان حزبنا يحترم كافة الآراء والطروحات المتعلقة بالقضيه الجنوبيه حتى تلك التي نختلف معها . شريطة ان لايؤدي هذا الاختلاف بيننا الى التنافر والخصام بل الى احترام الرأي والرأي الآخر. ووضع عبارات التخوين والعمالة والبيع والشراء وكلما يحويه القاموس السابق سيء الذكر خلف ظهورنا  . واهم شيئ في هذا الامر ان نعترف جميعا ان ابناء الجنوب ليسوا يتامى ولا قصر ولذلك فانه من المعيب على أي منا ادعاء الوصاية عليهم واحتكار الحديث باسمهم فهم الحكم والفيصل فيما يقولون ولايحق لأي طرف منا جميعا ان يطلب منهم فتح آذانهم فقط للاستماع اليه واغلاق افواههم عن الحديث كون هناك أفواه أخرى تتحدث باسمهم . ويكفينا استيعاب دروس الماضي وفيها من العبر الكثير في ان يتجاوز الجميع كل مايفرقهم ويعملون في اطار مايجمعهم .

وفي الختام : للحراك الجنوبي السلمي وشهدائه وجرحاه ومعتقليه كل المجد والشموخ والى من وضعوا لبناته الاولى , اللجان الشعبية , جمعية أبناء ردفان في عدن , ومؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين كل التحية والعرفان وكذلك لصحيفة الايام الرائدة وأصحابها  الشجعان تحية من الاعماق فقد ظلت المنبر الحر لكل المقهورين والسند الإعلامي للحراك السلمي الباسل.