​​​​​​

تحذير من توسع رقعة مجاعة القرن الأفريقي

يونيسيف تدعو لاعتبار إنقاذ 1.25 مليون طفل يعاني سوء التغذية الحاد أولوية قصوى (رويترز)

عدن أونلاين/متابعات

رفعت الأمم المتحدة إلى 2.48 مليار دولار تقديراتها لحجم المبالغ التي ستحتاجها لمساعدة 12.4 مليون شخص يواجهون الجوع في القرن الأفريقي نحو ثلثهم في الصومال، وحذرت من اتساع رقعة الكارثة من جنوب هذا البلد إلى دول مجاورة، في وقت تحدثت فيه إحدى وكالاتها عن مؤشرات على أن الإغاثة الموجهة للأطفال تؤتي أكلها في مخيمات إثيوبيا.

وحذر المكتب الأممي لتنسيق العمليات الإنسانية اليوم الجمعة من أن المجاعة قد تمتد من جنوب الصومال إلى الدول المجاورة في بحر شهر إلى شهرين إذا لم تُضَّخ تبرعات إضافية.

ويتحدث برنامج الغذاء العالمي عن ربع مليار دولار تلقاها من المانحين لكنه يحتاج كما قال ضعف المبلغ لمواجهة تبعات الجفاف السنوات الست القادمة.

وتقول الأمم المتحدة إن ثلث المتضررين من الجفاف هم في جنوب الصومال، ما يشكل نحو نصف سكان هذا البلد، وبينهم حسب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) 1.25 مليون طفل في حاجة ماسة إلى الغذاء.

 

مؤشرات إيجابية

وأطلقت يونيسيف عملية ضخمة بالاشتراك مع شركاء محليين لإيصال الغذاء العالي الطاقة إلى 65 ألف طفل في جنوب الصومال، وسيّرت ثلاث رحلات جوية وسفينتين إلى مقديشو وطائرتين إلى غالكايو (وسط) وطائرة واحدة إلى بيداوا.

لكن يونيسيف عرضت اليوم مؤشرات على أن الإغاثة الموجهة للأطفال ممن يعانون سوء تغذية حادا تؤتي أكلها، فقد انخفض حسبها في مخيمات دولو آدو بنحو الثلث تقريبا المعدلُ اليومي لوفيات الأطفال، وإن بقي مرتفعا جدا.

ودعت يونيسيف إلى اعتبار إنقاذ حياة 1.25 مليون طفل في جنوب الصومال "أولوية قصوى"، وتحدثت عن 640 ألف طفل يعانون سوء التغذية "كثير منهم توفي فعلا" حسب ممثلتها في هذا البلد روزانا تشورلتون.

وتظهر أرقام يونيسيف أن 75 ألف صومالي تدفقوا على إثيوبيا منذ بداية العام، ويواصلون تدفقهم بمعدل 240 يوميا، 30% يعانون سوء تغذية حادا.

لكن منظمة "أطباء بلا حدود" قالت إنها لا تتوقع انخفاض عدد حالات سوء التغذية الحادة بين الأطفال الصوماليين اللاجئين حتى بداية موسم الأمطار في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

 

مقديشو وكينيا

أما مقديشو فتدفق عليها خلال شهرين مائة ألف نازح، حسب وكالات أممية، وسط مخاوف من أن تعيق المعارك التي احتدمت العملَ الإنساني، علما أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة تتهم حركة الشباب المجاهدين بتأزيم الوضع الإنساني.

وأعلن برنامج الغذاء أنه نقل إلى مقديشو منذ الأربعاء 28 طنا من المساعدات عبر جسر جوي، وخمسة أطنان من البسكويت العالي الطاقة إلى غيدو الجنوبية.

ويواصل الصوماليون أيضا تدفقهم على كينيا المجاورة التي يصلها 1300 لاجئ يوميا.

ويزدحم معسكر داداب بنحو 400 ألف لاجئ، مما أثار مخاوف كينيا من وطأة الأزمة عليها، وجعلها العام الماضي توقف بناء توسعة للمخيم كانت ستكفي لإيواء 80 ألف لاجئ.

واضطر 65 ألف لاجئ إلى الإقامة في بيوت من الورق المقوى والبلاستيك في منطقة معرضة للفيضانات خارج المخيم.

 

إغاثة إسلامية

وفيما يتعلق بالإغاثة الإسلامية، اتفق المشاركون في اجتماع اختتم في إسطنبول وضم 15 منظمة غوث ونظمته منظمة التعاون الإسلامي على إيجاد مظلة جامعة تنسق العمل الإنساني في الصومال والدول المتضررة.

وتتحدث الأمم المتحدة عن خمس دول تضررت من الجفاف في القرن الأفريقي هي الصومال وكينيا وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا، لكن حكومة هذه الأخيرة تنفي ذلك، وهو ما يصعب التأكد من صحته في غياب معلومات عن أوضاع هذا البلد الذي أحكمت سلطاته عزله عن العالم.