​​​​​​

مياه المجاري تغرق شوارع عدن ( تقرير)

خليج عدن/ وائل القباطي

 

تشهد شوارع مدينة عدن منذ مطلع شهر رمضان، طفح غير مسبوق للمجاري ، حيث انتشرت برك المياه المتدفقة من غرف الصرف الصحي بشكل اعاق الحركة في عددا من الشوارع الرئيسية في مختلف مديريات محافظة عدن، ورغم الاضرار الصحية الفادحة التي ستسبب بها هذه الكارثة للمواطنين الا ان المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي لم تحرك ساكنا بعد لمعالجة مشكلة طفح المجاري.

اعتاد قاطنو مديرية التواهي بمحافظة عدن، على الخوض في بركة المجاري الواقعة في منطقة تتوسط شرطة التواهي وفرزة الفتح، البركة التي تحتل اجزاء واسعة من الشارع وتمتد الى رصيف المشاة المجاور اذا ما صادف عبورك بالتوازي من خوض سيارة مارة وسط البركة وهو ما يعني ان البلل سيصيبك شئت ام ابيت؟!.

عطب في محطة الضخ

عند نزول صحيفة "الامناء" الى التواهي اصطحبنا مدير المديرية د.ياسر محمد علي ورئيس لجنة الخدمات، بالمجلس المحلي علي العيسي الى محطة ضخ مياه المجاري الى البحر ، وهنا شكا الفنيين في المحطة من حدوث عطب في المحطة نتيجة ثقب في احدى انابيب نقل انابيب مياه المجاري وهو ما ادى الى طفحها وغرق خزان مفاتيح الضخ واتلاف بعض الرؤوس والمحركات التي تتحكم بعملية ضخ مياه المجاري من خزانات المحطة الى البحر، ونتيجة لذلك ضعفت عملية الضخ وهو ما ادى طفح المجاري في الشوارع نتيجة امتلاء الخزانات وعدم شفطها الى البحر اولا بأول.

مؤسسة المياه تتجاهل

يحمل الفنيين في محطة الضخ بمديرية التواهي ادارة مؤسسة المياه بمحافظة عدن مسئولية طفح المجاري في الشوارع الرئيسية بالمحافظة، حيث يشكو الفنيين في المحطة من تجاهل المؤسسة في توفير محركين جديدين للمحطة لاستئناف عملهما في عملية الضخ الى البحر بنفس القدرة السابقة، ناهيك عن توفير اليات وسيارات لشفط مياه المجاري في حال حدوث طفح في الشوارع.

السلطة المحلية تتنصل

بالنسبة لدور السلطة المحلية في المديريات يقول علي العيسي رئيس لجنة الخدمات في محلي التواهي ان مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة عدن هي المسئولة عن معالجة مشكلة طفح المجاري ومعالجة العطب في محطة ضخ المجاري الى البحر .

من جانبه طالب د.ياسر محمد علي مدير عام مديرية التواهي مؤسسة المياه بالتدخل العاجل لتوفير احتياجات محطة الضخ بمديرية التواهي محذرا من كارثة صحية نتيجة لطفح المجاري التي تغرق عددا من شوارع المديرية في ظل عدم وجود بنود في موازنة السلطة المحلية او توفر معدات وسيارات تقوم بعملية شفط المياه الطافحة من غرق المجاري في المديرية.

اهمال مشترك

بالنسبة لبركة المجاري الطافحة في مديرية المنصورة، في تقاطع بلوك 4 مع سوق القات، يقول المواطنين المجاورين ان اهمال صاحب العمارة في متابعة مؤسسة المياه ادى الى طفحها واغلاق الشارع منذ اسابيع، مبدين مخاوفهم من كارثة صحية ستطال الاطفال والقاطنين في المنطقة المحيطة والقريبة من البركة، ناهيك عن الروائح التي تزكم الانوف والتي تقتحم مسكنهم وصعوبة حركة وتنقل النساء عند الخروج او العودة من المنازل المجاورة.

في الوقت نفسه يؤكد المواطنين ان لا احد في الأونة الاخيرة من مؤسسة المياه يتجاوب معهم، مؤكدين انه في حالة نزول احد العاملين في المجاري او سيارات المؤسسة التي تقوم بالشفط يتم تحميل المواطن تكاليف النقل ودفع اجور للعاملين بدون سندات رسمية.. رغم ان المؤسسة تحمل المواطنين رسوم باهضة مقابل الصرف الصحي يتم اضافتها الى قيمة فاتورة المياه.

ليست مديرتي التواهي والمنصورة وحدهما المتضررتين من تدفق مياه المجاري، ففي مدينة كريتر تحولت حارة القاضي الى بحيرة صغيرة من المجاري تضرر منها ملاك المحلات والأكشاك المحاذي لرصيف الشارع كما هي المعاناة في شوارع الشيخ عثمان والتي اضطر بعض ملاك المحلات الى اغلاق ابوابها نتيجة وصول مياه المجاري الى امام بوابة محلاتهم.
لم يعد الصمت على برك المجاري الطافحة في شوارع محافظة عدن ممكنا ، ففيما لم تقوم مؤسسة المياه والصرف الصحي الموشكة على الانهيار بوظيفتها في حل المشكلة، تتجاهل قيادة المحافظة والسلطة المحلية المشكلة وكأن امر صحة المواطنين والمظهر الحضاري لمدينة عدن لا يعنيها.