​​​​​​

بوادر انفراج بأبين وتوتر بعدن

عدن أونلاين/الجزيرة نت/سمير حسن

تمكن مسلحون قبليون في مديرية الوضيع بمحافظة أبين جنوبي اليمن من تحرير المنطقة من أيدي مسلحين يعتقد بانتمائهم لـتنظيم القاعدة، في حين شهدت مدينة عدن فجر الجمعة إطلاق نار كثيفا، بعد مصادمات بين قوات تابعة للأمن المركزي ومتظاهرين من الحراك الجنوبي.

وقال المدير العام لمديرية الوضيع بأبين قاسم عبادي إن تكاتفا شعبيا وقبليا في المدينة أثمر أمس فرض رجال القبائل سيطرتهم على المنطقة وتحريرها من أيدي مسلحي القاعدة.

وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي يوم الخميس واستهدف آليات ومعدات تابعة للمسلحين ومبنى القيادة لتلك الجماعات سقط خلالها قتلى وعشرات الجرحى من مسلحي القاعدة، مما سهل مهمة القبائل في فرض سيطرتها على المدينة وإجبار مسلحي القاعدة على الفرار إلى مناطق مجاورة.

وأضاف أن "تحرير المدينة من المسلحين يأتي في إطار تحالف واتفاق أبرم بين قادة القبائل في أبين، يقضي بقيام كل قبيلة انطلاقا من موقعها الجغرافي بالتصدي للمسلحين وتحرير منطقتهم من قبضة المسلحين".

ويعد تحرير القبائل لمديرية الوضيع هو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أيام بعد أن تمكن مسلحون قبليون في مديرية مودية قبل يومين من تحريرها من أيدي مسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة.

وكانت مصادر مطلعة في أبين قد تحدثت للجزيرة نت عن خلافات حادة بين عناصر الجماعات المسلحة التي تسيطر على مدينة زنجبار اندلعت بسبب تقاسم الغنائم التي حصلوا عليها خلال سيطرتهم على المدينة، مما أدى إلى حدوث انشقاقات داخل الجماعة أفضت إلى انسحاب مجاميع كبيرة منهم إلى مدينة جعار التي تعد معقلهم الرئيسي.

وأفاد شهود عيان في زنجبار بأن حركة المسلحين المسيطرين على المدينة منذ أكثر من شهر تقلصت بشكل كبير، وأن من بقوا منهم يتحصنون داخل المؤسسات الحكومية وهم مجاميع قليلة.

وأكد المصدر أن الحصار المطبق الذي كانت تفرضه الجماعات المسلحة على اللواء 25 مكانيك شهد خلال اليومين الماضيين بعض الانفراج، وأصبح بمقدور أفراد اللواء الخروج من المعسكر والمناورة.

توتر بعدن
من جانب آخر أفاد سكان في البريقة بعدن بسماع إطلاق نار كثيف في محيط منشأة مصافي عدن حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دون أن تعرف أسباب ذلك.

وكانت مدينة عدن قد شهدت ليل الخميس مصادمات عنيفة بين قوات الأمن المركزي ومتظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي، عقب قيام المتظاهرين بالاعتداء على سائق سيارة تابعة للأمن المركزي وتحطيمها، مما استدعى إطلاق الأمن للنار على المتظاهرين دون الإشارة إلى إصابات.

وفي تصريح صحفي قال رئيس اتحاد شباب الجنوب بمحافظة عدن أنور إسماعيل إن ما حدث كان سببه "قيام بعض العناصر المندسة في المسيرة السلمية بافتعال الفوضى والشغب من أجل الصدام مع رجال الأمن المركزي".

وفي هذا السياق، دعت الفعاليات السياسية والحزبية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الشبابية بعدن إلى عقد لقاء تشاوري موسع غدا السبت لتدارس تزايد مخاطر التدهور المستمر والمتصاعد للأوضاع الأمنية والمعيشية بالمحافظة واقتراح تدابير لمواجهة هذا التدهور في البلاد عموما وعدن خصوصا.

وأشارت اللجنة المنظمة في بيان لها إلى أن اللقاء سيطرح أيضا مشروع مذكرة لرفعها إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية المتخصصة للتدخل لحماية وإنقاذ المدينة من سيناريو حرب ممنهجة تقودها بقايا نظام الرئيس علي عبد الله صالح، على مستوى المركز والمحافظة.

يشار إلى أن مدينة عدن ينتشر فيها مسلحون مجهولون يجوبون الشوارع ويطلقون النار في الهواء ليلا داخل الأحياء والأزقة، مما يثير الرعب والخوف بين الأهالي.

مقتل صحفي
وفي حادث منفصل لقي الكاتب الصحفي أحمد القمع مصرعه بعدن على أيدي مسلحين بعد ساعات من اختفائه في بلدة المنصورة.

وقال مصدر أمني بعدن أن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى دوافع يعتقد أنها تعود إلى قضية ثأر قبلي، وأن أمن شرطة المنصورة لا يزال يجري تحرياته عن الحادث.

وأدان مصدر قيادي في نقابة الصحفيين اليمنيين ما وصفها بجريمة الاغتيال داعياً السلطات الأمنية إلى سرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة.