​​​​​​

المرأة والثورة في عدن حضور قوي ودور فاعل،،، عنف السلطة وغياب التنظيم أهم معوقات المشاركة

عدن اونلاين/خالد الشودري

ما إن انطلقت الثورة الشعبية السلمية حتى كان للمرأة حضورها الفاعل ومشاركتها الإيجابية في مختلف الفعاليات وفي كافة ساحات الحرية  وميادين التغيير،  ومثلما كانت عدن رائدة النضال السلمي والحركة الحقوقية والنشاط المدني برزت المرأة في عدن خلال الثورة بصورة لفتت الانتباه، وجعلتها محل إعجاب الكثيرين وتقديرهم نتيجة لدورها المؤثر في خضم الفعل الثوري، سواء من خلال الفعاليات التي أقيمت باسم مكونات خاصة بالمرأة أو من خلال المشاركة الفاعلة في الفعاليات العامة مع الثوار المنخرطين في مختلف ساحات الثورة وميادينها.

ولوحظ أن النساء في عدن تقدمن صفوف المشاركين في فعاليات الثورة منذ وقت مبكر، وتناقلت وسائل الإعلام أخبار وصور مسيرات ومظاهرات نسائية، وهو ما جعل عدن في مختلف مديرياتها تتصدر ساحات الثورة في شتى محافظات البلاد من حيث مشاركة المرأة في صناعة الثورة الشعبية العارمة.

خرجت مسيرات نسائية حاشدة في كريتر والمعلا كما في المنصورة وغيرها، و كانت المرأة – ولا تزال- شريكا فاعلا في كل المخيمات والساحات والأنشطة والفعاليات، وتجاوزت المرأة العدنية دور المشاركة في تنفيذ المسيرات والمظاهرات والمهرجانات إلى دور المعد والمخطط لتلك المناشط التي شهدتها عدن على مدى الأشهر الأربعة ، كما ظهرت مكونات ثورية تهتم بتفعيل دور المرأة وتعزيز مشاركتها لما يخدم الثورة ويعمل على إنجاحها وتحقيق أهدافها السامية والمنشودة، حيث تم إنشاء "اتحاد المرأة للتغيير" و"منسقية ناشطات عدن" في إشارة واضحة لما تمثله المرأة في المعادلة وما تعنيه مشاركتها التي تجلت في إقامة الفعاليات المتعددة والمتنوعة من ندوات وحلقات نقاشية وزيارات ميدانية ومعارض للصور والرسم،وإعداد الأطباق الخيرية، إضافة للمسيرات التي تشهدها غالبية مديريات عدن وأحيائها بشكل شبه يومي.

 وعن دور المرأة العدنية تقول عيشة صالح :

الثورة تجسيد للهاجس الذي كان يراود مخيلتي ، كان لدي هاجس أن شيئا لابد وأن يحدث وأن نقلة أو وثبة لازم حدوثها كي تنقلنا من طور إلى طور آخر أو تنقل النضال السلمي الذي كنا ملتزمين به من مرحلة إلى مرحلة أخرى أنضج وأوضح في معالمها .

وتضيف الناشطة في الثورة الشبابية بعدن: صحيح أننا شهدنا حراكا قويا وعنيفا لكن ذلك الحراك كان بمثابة الدرس الأكثر فاعلية لترسيخ المبادئ التي كنا نناضل من أجلها ذلك الحراك الذي كان فكريا أكثر منه أفعالا فأصبح مع الثورة أفعالا تترجم على الواقع. 

وعن مشاركتها في زخم الثورة وفيما إذا كانت الأولى بالنسبة لها ، تقول عيشة صالح: بالرغم أنني شهدت الكثير من الفعاليات الاحتجاجية في السنوات السابقة إلا أنني اعتبر فعاليات الثورة قد عصرتني عصرا وأخرجتني أكثر قوة وصلابة وأقول فعلا قد عمقت الثورة روح النضال لدى النساء، فالمرأة تشعر بما يدور حولها وعندها نزعة للرفض لكل ما هو سلبي، وهذه الثورة قد أنضجت كثير من النساء في عدن، وفتحت أمامهن رؤى وتطلعات وجرأة في المواجهة وفي الحقيقة لو أعطيت المرأة الفرصة لتنطلق فستقوم بالكثير هي بحاجة للعمل الميداني بحرية والاحتكاك بتجارب مختلفة ليستمر نمو الوعي عندها.

من جانبها تقول ميمونة منصور :

ان نشاطها في الثورة الشبابية هي المشاركة الأولى لها في احتجاجات من هذا النوع ، مشيرة لقد أضافت لي الكثير فعرفت الكثير من حقوقي كمواطنة , وان الحقوق تنتزع ولا توهب بالذات في ظل الأنظمة الفاسدة والظالمة.

 وتضيف في حديثها لـ(عدن اونلاين) وعلى مدى هذه الأشهر تعمق في نفسي جدوى النضال السلمي ,وبالتأكيد فهي دورة مطولة وبشكل يومي على مدى هذه الفترة ولا بد أن تترك أثرا عميقا وعلى المدى الطويل , فكما يقولون الميدان خير مربي.

وعن المعوقات التي تمنع نشاط المرأة العدنية تقول ميمونة: اعتقد أن المرأة العدنية حرة لا يعيقها شئ بالذات إذا كانت صاحبة شخصية قوية ...لكن هناك بعض المعوقات لعدم مشاركة غالبية النساء في التظاهر، كأن يكون الزوج كعائقا (مثلا غير موافق لخروجها بحجة الأولاد ، الأسرة ( خوف الوالدين على الفتاة - بالذات الأم ).

ومن ذلك الخوف الذاتي للفتاة أو المرأة نفسها وذلك بسبب أما التربية الخاطئة وذلك بأنك امرأة ضعيفة أي لا تستطيع الدفاع عن نفسها نتيجة التعامل المفرط بالقوة من قبل السلطة تجاه الفعاليات السلمية , أو بسبب ما حصل لبعض الدكتورات من اختطاف و تهديد، أو ربما بعضهن تتخذ موقف سلبي تنتظر ما سنتنتجه هذه الثورة و تفضل أن تبقى متفرجة وليس مشاركة .

وتقول ميمونة : لقد أضافت الثورة الكثير في مخزون تجاربي حيث أن المسيرات والإعتصامات تعتبر وسائل جديدة بالنسبة لي.

 وتتحدث الناشطة افتهان حكمة عن تجربتها من خلال مشاركتها في فعاليات الثورة بالقول:

علمتني وعلمت الشابات الجرأة في قول الحق ، قبول الطرف الآخر وان خالفني بالرأي والفكر, الصبر والعزيمة فرغم طول ثورتنا إلا أن عزيمتنا لم تحبط ، وليست هذه هي التجربة الأولى لي في المشاركة بالفعاليات (والاعتصام المهرجان فقد شاركت في مهرجانات سابقه واعتصامات في الكلية .

تتابع افتهان بالقول : إن فترة  ألأربعة الأشهر المتتالية هي فترة الثورة ولازالت تعتبر دورة مركزة ستترك أثرها لما بعدها، بالتأكيد فكلما طالت الثورة كان النجاح أعمق وكانت مكتملة وحققت أسمى المكاسب بإذن الله ..وهي تنقيه لمن اعتراهم الحماس في البداية فقط ومن عزيمتهم مازالت قويه رغم الظروف المحيطة. وبإذن الله ستترك فينا اثر وفي أبنائنا من بعدنا فحتى الأطفال صاروا كثر حماسا في المشاركة في الثورة والمسيرات والإعتصامات ..

 وما يعيق العدنية من القيام بهذا النضال  ضعف الحماس لدى الفتاة والمرأة واعتقادها بأنها وسيله غير مجدية ..او قد تشعر بالخجل من الخروج بالشارع والهتاف بالشعارات..وقد يكون تأثير ولي الأمر عليها بمنعها من الخروج سواء كان أب أو زوج ونحوه....

وتقول نوال خوباني وهي ناشطة في الثورة الشبابية بعدن إن القمع والعنف وحتى نزوع بعض المشاركين في الفعاليات إلى العنف والاعتداءات يجعل الميدان غير آمن ومحفوف بالمخاطر يصعب على المرأة المشاركة فيه، ولكن كلما كانت الوسائل سلمية ومرتبة ومنظمة كلما كان ذلك يشجعنا على الانخراط بقوة في هذه الفعاليات.

وتضيف نوال: كم نتمنى أن يفقه شبابنا إلى أهمية ترتيب الفعاليات والمحافظة على سلميتا حتى نعيد أولا لعد صورتها الجميلة والمسالمة، ولكي تتمكن المرأة العدنية من مشاركة أخوها الرجل في مثل هذه الفعاليات وبهذا نعطي لعدن ونضالها السلمي زخما أكبر.