​​​​​​

تقرير:اختطاف 19 أجنبيا في اليمن منذ مطلع العام الجاري وسط قصور في الأداء الأمني

خليج عدن-متابعات

اختطفت عناصر من تنظيم القاعدة وأخرى قبلية مسلحة في اليمن منذ مطلع العام الجاري 19 أجنبيا ما يزال عددا منهم مختطف حتى اليوم، وسط قصور في الأداء الأمني.

وسجلت أخر عملية اختطاف للاجانب في اليمن قبل يومين، حيث اختطف مسلحون مجهولون رجلا وامرأة يحملان الجنسية الفنلندية، ورجلا ثالثا يحمل الجنسية النمساوية.

وأكد مدير عام دائرة الشرطة السياحية بوزارة الداخلية اليمنية العميد أحمد عبدالله مثنى، في تصريح سابق لوكالة أنباء ((شينخوا))، "اختطف مسلحون مجهولون مساء الجمعة في منطقة التحرير بصنعاء رجلا وامرأة يحملان الجنسية الفنلندية، ورجلا ثالثا يحمل الجنسية النمساوية ".

وحسب المسئول في الشرطة فأنه حتى الآن لم يتم التعرف على الجهة التي قامت بعملية الاختطاف، وان اجراءات أمنية مكثفة تجرى حاليا من قبل الأجهزة الامنية التي تعرفت على رقم السيارة التي تمت بها عملية اختطاف الاجانب.

وأضاف مثنى أن الثلاثة الاجانب الذين اختطفوا لم يعرف حتى الان الجهة التي تم اقتيادهم اليها.

وتؤكد الاحصائيات الصحفية الخاصة ب ((شينخوا))، أن 19 أجنبيا تعرضوا للاختطاف منذ مطلع العام 2012 بعضهم على ايدي القاعدة والآخر على ايدي جماعات قبلية مسلحة، والبعض الأخر على ايدي مسلحين مجهولين.

وفي اكتوبر الماضي، اختطف مسلحون، ثلاثة سوريين يعملون في شركة نقل يمنية خاصة، اثناء مرورهم في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج (337 كم) جنوب شرق صنعاء.

وتعرضت موظفتان أجنبيتان تحملان الجنسية الإثيوبية لعملية اختطاف منتصف سبتمبر الماضي بمحافظة شبوة (458 كم) شرق صنعاء.

وسجل في شهر سبتمبر الماضي عملية اختطاف طالت مواطنا يحمل الجنسية التركية يعمل في شركة سياحية يمنية بمحافظة أبين (480 كم) جنوبي البلاد.

ونهاية يوليو الماضي، تبنت جماعة قبلية يمنية، مسئوليتها عن اختطاف موظف ايطالي بعد اختطافه من أمام سفارة بلاده بصنعاء، على خلفية مطالب لدى الحكومة اليمنية، وتم الافراج عنه بعد تحقيق مطالب الخاطفين.

كما تعرض طبيب روسي منتصف يوليو الماضي لعملية اختطاف من قبل عناصر قبلية مسلحة في محافظة مأرب القبلية (170 كم) شرق صنعاء.

وفي 21 ابريل، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن مسلحين اختطفوا أحد موظفيها بينما كان متوجها من صعدة إلى ميناء الحديدة شمالي اليمن.

وقالت حينها الناطقة باسم الصليب الاحمر في صنعاء إن الموظف، وهو فرنسي الجنسية، يعمل في مكان يبعد عن الحديدة بمسافة 30 كيلو مترا.

وفي 21 مارس الماضي، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن مسلحين قبليين اختطفوا ثلاثة بحارة يحملون الجنسية الفلبينية في محافظة مأرب شرق صنعاء للمطالبة بالإفراج عن سجين من ذويهم.

كما سجلت حادثة اختطاف بحق الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي نائب القنصل السعودي بمدينة عدن اليمنية في 18 مارس الماضي على ايدي تنظيم القاعدة.

وفي 16 مارس الماضي، اختطف مسلحون قبليون خبيرة تدريب سويسرية تدعى سلفيا إبراهرت كانت تعمل في مجال التدريب في محافظة الحديدة (226 كم) غرب صنعاء للمطالبة باطلاق سراح سجناء من ذويهم لدى السلطات اليمنية.

ونظرا للمطالب التعجيزية التي وضعها خاطفو السويسرية على الدولة، وعدم مقدرة الدولة على تنفيذها، شرع الخاطفون مطلع ابريل المنصرم بتسليم الخبيرة السويسرية لعناصر تنظيم القاعدة في محافظة شبوة شرق اليمن مقابل نحو 50 ألف دولار.

ومطلع مارس الماضي، تمكن خاطفون من اختطاف خبير نفط لبناني يعمل في شركة نفطية في محافظة مأرب شمال شرق البلاد.

واتهمت وزارة الداخلية اليمنية حينها أحد وجهاء قبيلة مأرب باختطاف الخبير اللبناني عندما كان قادما من صنعاء متوجها إلى مقر شركة ((صافر(( البترولية.

ومنتصف يناير الماضي، اختطف مسلحون قبليون من صنعاء موظفا نرويجيا يعمل في الامم المتحدة، وتم اقتياده إلى منطقة مأرب شرق البلاد.

وفشل مسلحون مجهولون في مايو المنصرم في عملية اختطاف بحق السفير البلغاري لدى اليمن بوريس بوريسوف.

وأعلن مصدر حكومي يمني حينها ان السفارة البلغارية بصنعاء أغلقت أبوابها احتجاجا على تعرض السفير البلغاري بصنعاء بوريس بوريسوف لمحاولة اختطاف فاشلة في أحد شوارع صنعاء من قبل مسلحين مجهولين.

كم تم احباط عدد من عمليات الاختطاف بحق اجانب في اليمن.

وما يزال عدد من الاجانب المختطفين في اليمن مغيبين حتى اليوم ولم يعرف وضعهم، أمثال الدبلوماسي السعودي والخبيرة السويسرية، والفنلنديين والنمساوي.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية اليوم (الأحد) إن عناصر اجرامية حاقدة تقف وراء عملية اختطاف الاجانب في محاولة لزعزعة الامن والاستقرار وإيصال رسالة للعالم بان البلد غير مستقر.

وقال مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية اليمنية الدكتور محمد القاعدي إن حوادث اختطاف الاجانب في اليمن حوادث مؤسفة تقوم بها عناصر حاقدة لا تريد الاستقرار لليمن.

وأوضح القاعدي، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن عمليات اختطاف الأجانب في اليمن تعني بالضرورة الإخلال بالأمن والسكينة واستقرار البلد من قبل عناصر حاقدة تريد ايصال رسالة للعالم بان اليمن غير مستقر وغير قادر على استيعاب رأس المال الأجنبي والاستثمارات المختلفة.

وأضاف " العناصر الاجرامية والحاقدة على الوطن تقوم بعمليات اختطاف الاجانب كلما لمست بان البلد على اعتاب مرحلة جديدة من التغيير، وكلما بدأ البلد يستقر وينفتح ".

وتابع " صحيح الوضع لم غير مستقر حاليا إلى الحد المأمول، لكن اجهزة الامن لن تتوالى في ملاحقة كل من يضع العراقيل امام مسار استقرار البلد ".

وأكد أن اجراءات جديدة ستفرضها الاجهزة الامنية من اجل حماية الاجانب في اليمن.

وتحدث المسئول الامني اليمني عن استمرار عملية المتابعة وجمع المعلومات بشأن مختطفين اجانب منذ اشهر في اليمن كالدبلوماسي السعودي والخبيرة السويسرية.

بدوره، قال المحلل الامني اليمني العقيد عبدالحكيم القحفة إن تزايد عملية اختطاف الاجانب في اليمن يأتي في ظل انعدام الاستراتيجية الامنية، وانتشار وتنامي انشطة المليشيات المسلحة في البلاد.

وأوضح القحفة أن ما يحدث في اليمن من اختلالات امنية ناتج عن قصور كبير في السياسة الامنية، وان هناك من يعمل على تدمير الأجهزة الامنية ومحاولة نشر ودعم المليشيات المسلحة بكافة اشكالها وتوجهاتها الفكرية العقائدية والحزبية.

وأضاف " تعمل بعض الجهات حاليا على ضرب الصورة النمطية للأمن على حساب المليشيات المسلحة وبذلك تزايد تدهور الوضع الامني وشهدنا عمليات اختطاف تتزايد بحق الاجانب في اليمن".

وتابع " لا توجد حاليا فلسفة امنية لدى السلطات الامنية اليمنية، ولا يوجد عمل مؤسسي في الجانب الامني الامر الذي يستدعي عملية اعادة بناء مؤسسي للسلطات الامنية لتقوم بدورها في حماية الوطن، وإنها مثل هذه الجرائم ".

وأكد المحلل الأمني أن الوضع الامني في تصعيد مستمر، وان الحالة الامنية تسير باتجاه الوضع السيء، مالم يكن هناك اعادة نظر وايجاد حلول عاجلة وجذرية للمشكلة الامنية.

وأشار القحفة إلى أن الحالة الامنية مسألة جماعية للوطن والمواطن، وان الاهمية الان لإعادة بناء المؤسسة الامنية على أسس وطنية، وإيجاد قانون يحمي الدولة والمواطن معا.

ودعا المحلل الأمني إلى اهمية اتخاذ عقوبات رادعه بحق كل القوى التي يثبت تورطها في ارتكاب جرائم الاختطاف، وكذا كل من يحتضن المختطفين.

المصدر  : (شينخوا)