​​​​​​

غموض وراء اغتيال قادة في الجيش بعدن

ارشيف

عدن أونلاين/ سمير حسن

شيعت قيادات عسكرية ومدنية في محافظة عدن الجمعة الماضية جثمان قائد
كتيبة المشاة في اللواء 31 مدرع العقيد خالد علي الخنبشي ،الذي لقي مصرعه
اثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته وذالك في ثالث حادث من نوعه تشهده
عدن في اقل من شهر وسط غموض لازال يكتنف حقيقة من يقف وراء تنفيذ تلك
الاغتيالات. وكانت أول عمليات الاغتيالات بعدن بدأت مطلع الشهر الماضي
باغتيال العقيد مطيع السيّاني مسئول الإمداد والتموين باللواء 31 مدرع،
التابع للمنطقة الجنوبية أعقبه نجاة عقيد أخر من محاولة اغتيال استهدافه
بسيارة مفخخة في جولة كالتكس المنصورة،قبل ا ن يأتي الدور على القيد
الخنبشي الثلاثاء الماضي".
بصمات القاعدة
وفي وقت وجهت فيه وزارة الدفاع اليمنية أصابع الاتهام إلى من تصفهم
بعناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب شكك ناشطون وسياسيون
بعدن في تلك الاتهامات واصفين طريقة الاغتيالات والشخصيات المستهدفة
بأنها لا توحي بوجود بصمات للقاعدة وأن الغموض لازال هو العنصر الأساس".
واعتبر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري تلك
الاتهامات بأنها لا تزال محل الكثير من الشكوك وأن القاعدة بعيدة كل
البعد عن تلك الاغتيالات في استهداف القادة العسكريين". وقال في تصريح
لعدن أن العمليات التي نفذت ضد قادة عسكريين بعدن غير واضحة تماما لكنها
بالتأكيد لا تحمل بصمات القاعدة والشك يحوم حول أن هذه الاغتيالات نفذت
للتخلص من هذه القيادات لدرء حدوث أي انشقاقات في المعسكر الوحيد للجيش
الموالى للرئيس اليمني على عبد الله صالح". وذكر عددا من الشواهد أهمها
ظهور تمرد سابق داخل معسكر بدر بعدن التابع للواء،إضافة إلى كون عمليات
القاعدة في الغالب تقوم بتنفيذها عبر انتحاريين حيث من الصعوبة بمكان
الوصول إلى سيارات قادة بارزين في الجيش لتفخيخها". وأكد أن القاعدة لعبة
يلعبها النظام في محاولة يائسة ومكشوفة للحصول على دعم سياسي أو معنوي
في هذا الظرف التي يحتضر فيها النظام بعد أن فقد شرعيته الدستورية  وكذا
الدعم الإقليمي والدولي وأصبح مطالبا بتسليم ما بيده من مؤسسات الدولة
إلى الشعب ومغادرة المشهد السياسي تماما". وكان وزير الدفاع اليمني
اللواء "محمد ناصر أحمد " قال خلال ترأسه
لاجتماع استثنائي بعدن السبت الماضي أن بعض الخلايا المسلحة في أبين نجحت
في التسلل إلى عدن وان الوزارة تقوم حاليا بتدريب وتجنيد عدد من الشباب
بعدن من أجل الاستعداد لحمايتها في حال زحف مسلحو "القاعدة" نحوها. وأشار
إلى أن تلك الخلايا تم التعرف عليها وقتل رئيسها وهي تتمركز حالياً في
بلدة دار سعد ، مشيراً إلى أن الخلايا التي دخلت عدن تحمل ثقافة التخريب
والتفجير وتستهدف القيادات العسكرية والمنشآت الحيوية والاقتصادية والتي
كان أخرها الهجوم الذي أستهدف مبنى المنطقة الحرة في جولة كالتكس".
تشكيك
لكن الصحفي والناشط المدني بعدن عبد الرحمن احمد عبده شكك في تلك الرواية
لغياب ما وصفه بالمعلومات والأدلة وهو ما يتيح باعتقاده الفرصة لعدة
تكهنات لا يمكن أن يعتد بها بصورة نهائية". وأكد في تصريح لعدن انه من
الصعب الجزم باتهام جهات معينة بالوقف وراء التفجيرات التي حدثت بمدينة
عدن , نتيجة لغياب المعلومات وعدم إقدام الجهات المعنية بإصدار البلاغات
أو بيانات شافية عن تلك العمليات مع التنويه أن الكثير من التصريحات
الرسمية السريعة مشكوك فيها". واعتبر أن محاولات اغتيال شخصيات أمنية
وعسكرية يمكن أن يندرج في سياق السعي الحثيث من قبل النظام الحاكم للقول
بان تنظيم القاعدة هو من يقف وراء تلك الأحداث في عدن واستخدام الأمر
برمته لتعزيز بقايا النظام في مسالة التسوية الجارية في اليمن برعاية
دولية وإقليمية".
ويري عبد الرحمن عدم الإستبعاد أيضاً لأطروحات أخرى تتحدث عن تصفية
حسابات بين القيادات العسكرية على خلفية الزج بكتائب وجنود في محرقة
الاقتتال مع الجماعات المسلحة في أبين ، ومواقف قيادات عسكرية من ذلك
وتمرد أخرى كما حدث في معسكر بدر بعدن". وأضاف أن:" تنظيم القاعدة لم
يصدر بيانات بتحمل مسئوليته عن الاغتيالات، بينما اختيار قيادات بعينها
يؤكد أن ذلك استمرار لخلط الأوراق في الجنوب وان هناك لوبي في النظام
مستمر في إدارة لعبة القتل المميتة يستهدف الحفاظ على ما يمكنه من بقايا
نظام حكم درج على استثمار فزاعة القاعدة والجماعات المسلحة".
غموض
وفي مقابل ذالك حذر مدير عام مديرية صيرة والقيادي في اللجنة الأمنية
بعدن خالد وهبي عقبة من خطورة تلك الأحداث وما يكتنفها من غموض وانعكاسها
في مضاعفة المعانات لأبناء عدن". واعتبر في تصريح لعدن أن تلك الاغتيالات
لا تزال غير واضحة وتعد ظاهرة خطيرة تمس امن وحياة جميع المواطنين وانه
يجب أن يكون هناك توضيح  للراء العام بإعلان نتائج التحقيقات من قبل
الأجهزة الأمنية إذا كان لديها دليل على أن من يقف وراء ذالك هم
القاعدة". ومن جهته اعتبر الشخصية الاجتماعية والناشط الحقوقي بعدن ياسين
مكاوي أن الهدف من تلك الإختلالات هو أحداث خلخلة في المجتمع وعدم
استقرار داخل مدينة عدن لإحداث الرعب في أوساط الناس وتسهيل مهمة إسقاط
المدينة في أيدي من يصفهم النظام بالقاعدة وهم جزء من أعوانه". وأشار في
تصريح لعدن إلى أن القاعدة صنيعة من صنائع النظام المهتري والذي يحاول
بكل الوسائل إحداث عدم الاستقرار داخل مدينة عدن باعتبار أن استقرار عدن
يمثل في المحصلة استقرار الجنوب وهو الأمر الذي لا يروق
للنظام –حد وصفه-".