​​​​​​

زنجبار ..مدينة هجرها الأهل واستوطنها القرود ، تعطلت الحياة ، ليلها مقفر و كلاب مسعورة تجوب الشوارع ..

زنجبار-إرشيف

عدن أونلاين/منصور بلعيدي

 

سائق الرئيس الأسبق سالمين رفض مغادرة المدينة و بقي صابراً في بيته القديم..

ما تزال مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في قبضة المسلحين الذين يسمون أنفسهم ( أنصار الشريعة ) منذ استيلائهم عليها أو آخر شهر مايو المنصرم .. وما تزال المدينة ( التي كانت عاصمة ) تعيش وضعاً صعباً للغاية وتنعدم فيها أسباب الحياة تماماً .

فقد تعطلت الحياة العامة فيها وهجرها أهلها وتحولت إلى مدينة أشباح توحشت فيها الحيوانات التي كانت أليفة بسبب خلوها من البشر إلاّ النادر الذي لا حكم له .. حين تدخل المدينة ترى بنيانها خالية من أهلها يلفها السكون الموحش , وتقابلك الكلاب الضالة و القطط وهي مكشرة أنيابها في وجهك وتلهم بها جسمك بعد نباح شديد يصم الآذان وكأنها قد تعودت التوحد ونسيت أشكال البشر الذين كانوا يعيشون في المدينة و اللافت للنظر أن هناك عدد من القرود استوطنوا المدينة في غياب أهلها ولا ندري من أين جاءوا إلى هذه المدينة الساحلية البعيدة عن الجبال .

أحد حراس المنازل الذين يحرسون منازلهم الخاصة ويدعى أحمد المرقشي قال : نحن لا نجرؤ على الخروج لصلاة الفجر في المسجد المجاور لأن الليل صار موحشاً وكأننا نعيش في صحراء خالية من البشر , ونخشى على أنفسنا من الحيوانات الضالة .

أما سائق الرئيس الأسبق سالم ربيع علي ويدعى علي قشاش فوجدنا ما يزال برفقة زوجته المسنة يعيشان في حارة ( المحل ) ضاحية المدنية في ظروف تصعب على الكافر كما يقال .. سألناه كيف يدبر حياته وزوجته في وضع كهذا ؟! فأجاب : مازلنا نحاول التشبث بالحياة رغم المصاعب .. وأضاف أشعر وكأنه عاد بنا الزمن إلى الماضي البعيد حين كانت الحياة بدائية وكل شيء فيها على السليقة .. فالماء نجلبه من الآبار المفتوحة على علاته و الكهرباء معدومة فاضطررنا لاستعمال "الفانوس" و الحالة جد سيئة و لاتؤهلني حالتي المادية للنزوح..فتوكلت على الله أنا وزوجتي المصابة بمرض الشلل وبقينا ننتظر الفرج من الله وحده و لن نبرح منزلنا حتى تكتب لنا حياة جديدة أو نموت مكرمين في بيوتنا.

مظاهرة الحراس

حراس المنازل الخاصة تجاوز عددهم المائة فرد بقليل اجتمعوا الأسبوع الفائت و قاموا بإغلاق الطريق الرئيس داخل المدينة لمنع مرور سيارات المسلحين التي تجوب المدينة و تهاجم اللواء (25) ميكا المرابط في جنوب المدينة وذلك احتجاجاً على عدم إعادة التيار الكهربائي و تموينات المياه إلى المدينة منذ أكثر من شهر فجاء جماعة من أنصار الشريعة المزعومين لفك الطريق بالقوة بعد تهديد المتظاهرين بالسحب من آذانهم – كما أفادوا- و قبل انفجار الوضع بين الطرفين و صل زعيم المسلحين و كان أعقل من جنده فوعد بإعادة التيار الكهربائي و المياه إلى المدينة لكنه ربط ذلك باحتلالهم اللواء (25) ميكا ليتفرقوا بعدها لشؤون المواطنين لكن اللواء المذكور مازال صامداً بل وكبد المهاجمين من المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد في حالة استبسال أسطورية بعد أن تخلت عنه وزارة الدفاع نظير عناده و عدم التسليم للمسلحين..مما يعني استمرار الشلل التام للحياة العامة في المدينة إذا ماصدقنا وعود زعيم المسلحين التي قطعها للمتظاهرين.