​​​​​​

الابتزاز الالكتروني.. المرأة اليمنية بين كماشتين

كتب/ ريا المزاحمي

 

 

 

نجت سارة اليمني ٢١ عاما طالبة جامعية، بأعجوبة من محاولة ابتزاز كادت تدمر حياتها، تقول: تفاجئت برقم مجهول يرسل لي نصف صورتي ويطلب مبلغ قدرة 500 ريال سعودي أو ذهب ووضعه في أحد المحلات.

وتضيف:" صعقت من هول الفاجعة وبعد تردد ابلغت خالي، الذي تواصل مع المبتز من جوالي وأوهمه بأنه سيترك له المبلغ في المكان الذي حدده، ليتم لاحقا ضبطه وضبط إحدى زميلتي كانت طلبت هاتفي قبلها بايام لإرسال مقطع فيديو واعترفوا بالأمر وتم انهاء المشكلة، لذا انصح كل الفتيات بأن لا ينكسرن، فهن أقوى من المبتز دوما. 

 

ويجتاح الإبتزاز الإلكتروني جل مواقع التواصل الإجتماعي، ويتافقم في اليمن بسرعة عالية جدا ، ولأن الإبتزاز يغزي الفئة الضعيفة في المجتمع يكون "النساء" هن أكثر عرضة لهذا الإبتزاز، مسببا لهن ازمات نفسية معقدة، دفعت الكثير إلى الإنحراف الأخلاقي، والإنتحار.

 

ارشادات مختصين 

 

ويحذر المختصون من فتح أي روابط مجهولة المصدر أو غير موثوق بها، لأن ذلك قد يتسبب في تعرضك للتهديد أو الابتزاز. عبر تلك الروابط".

وينصحون الضحايا بعدم الخضوع للمبتز لأن ذلك سيعرضها لدوامة من المشاكل لا حصر ، فعندما تنقاد الفتاة لمطالب المبتز، مادية كانت أم جنسية تكبر فجوة التهديدات، وقد يصل الأمر بأن يطلب منها إبتزاز فتيات أخريات، بالإضافة إلى طلب العون ممن يتفهم الضحية وعدم مواجهتها المبتز بمفردها.

 

الثقة بالنفس

 

الممرضة زين علي قاسم تقول: "أنا ومن خلال خبرتي الطويلة كان لي دور في النصح والمساعدة في إعادة الثقة لبعض من تعرضن الابتزاز الالكتروني وايضا هنا من ضاع تلفونها وتعرضت الابتزاز والتهديد بنشر الصور إن لم تنفذ متطلبات المبتز ولكن لأن اللوات تعرضن للهذا النوع من الابتزاز تكلموا معي لثقتهم بي كانت نصيحتي اولا تخبري الوالدين وابلغي عن المبتز ولاتنفذي له طلب وكانت النتيجة فشل المبتز وهناك من تم القبض عليه من خلال خطة من الأهل مع الشرطة للقبض عليه .

وتضيف قائلة:"وهنا أنوه إلى ضرورة عدم الخوف والثقة بالنفس،وإذا لم يجدن من يشكين له،يجب إخبار الوالدين باي نوع من أنواع الابتزاز أو التهديد، لان مع دعم الأهل وثقتهم تسهم في ردع المبتزين والرفض التام لتنفيذ اي طلبات يطلبها المبتز والابلاغ عن المبتز".

وترى أن عدم الخوف من المبتز، يجعله يخاف ويتورط بتهديداته، وقد يرجع به الأمر ليعود معتذرا، يطالب الضحية بأن تمسح رقمه،وأن لا تخبر أحد بذلك.

 

شرطة ردع ضرورية

 

وتوكد الناشطة فاطمة العبادي تلقي عدد من الفتيات تهديدات من قبل المبتزين على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة حصول المبتزين على امر يخص الفتاة كالصور او مقاطع الفيديو الخاصة بها او رسائل معينة تخص الفتاة، اما عن طريق الصدفة كضياع الأجهزة الشخصية او سرقة الحسابات من محلات تصليح الالكترونيات او عن طريق تسريب من قبل شخص مقرب من الفتاة، ويبدا المبتز بالتهديد اما بطلب المال او ارتكاب بعض الأمور واذا لم تستجب الفتاة يهدد بنشر ما لديه من خصوصيات".

 

وتشدد العبادي على انه يجب على الفتاة أن تبلغ الجهات المختصة فور ضياع الجوال، والتحدث إلى الأهل، أو من تثقين به، وكذا وجود ردع كشرطة ومباحثات الانترنت، ووعي المجتمع الكافي خاصة أولياء الامر، وتعلم كيفية حماية البيانات الشخصية، لتكوني أكثر قوة أمني جميع حساباتك الشخصية.

 

اتباع أسلوب التسويف

 

تقول مديرة إدارة المرأة بديوان محافظة لحج الأستاذة"عائشة فرج" : "إن الإبتزاز منتشر في بلادنا بكثرة، وغالباً ما يتم التشهير به حفاظا على العادات والتقاليد، ونصيحتي للفتيات اللوتي يتعرضن للابتزاز الإلكتروني.

وتضيف "إذا تم ابتزازك أو تهديدك من قبل شخص تعرفيه ،أو لم تكون هناك علاقة مباشرة بينكما وكان الابتزاز عبر الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ،احظر ي هذا الشخص.وبلغي عنه الجهات المختصة اتبعي أسلوب التسويف حتى تكون السلطات قادرة على التعامل معه.

تامين الحسابات

 

بالنسبة لأنوار غسان -أحد طالبات الإعلام - تنصح الفتيات بتأمين كافة حساباتهن الشخصية،لحمايتهن، وكذا عدم الإحتفاظ بالصور ومشاركتها عبر مواقع غير أمنة، وعدم أخذ صور مع الصديقات، أو السماح لأحد أن يطلع على الجوال،لأنه من هنا تبدأ عملية سرقة الخصوصيات، كان ذلك عبر إدخال رمز ما إلى الجوال، أو إرسال الملفات عبر برامج المشاركات.

وبنفس السياق تتحدث هاجر القطيبي -أحد طالبات الصيدلة- قائلة: "صديقة لي تعرضت للابتزاز من قبل شخص من مدينة اب الشهر السابق، فقامت بابلاغ اهلها ولكن المبتز نشر صورها بمواقع التواصل الاجتماعي وتم الابلاغ عليه".

 

ختاما.. تجد المرأة نفسها بين كماشتين: استغلال المبتزين ومجتمع محافظ يحمل المرأة المسئولية كونها تجلب لأهلها العار بحسب وجهة النظر السائدة، ما شجع المبتزين لثقته بمخاوف الضحايا من إبلاغ اسرهم، لكن يبقى الرهان على قوة المرأة وابلغها عن ما تتعرض له، وعدم انكسارها وانجرارها خلف أطماع المبتزين مهما كلفها الأمر.