​​​​​​

(العون).. تعساً له من عمل و(الوزارة) بعدا لها من سيادة!

كتب/ عبد الله أحمد العفاري

 

"..ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله..".. ألا يكفي الناس في هذه البلاد التعيسة ما يواجهون وما يكابدون منذ سنوات حتى يأتيهم اليوم من يزعم "عونهم" فيكون وبالا عليهم؟!، لكنها المصائب، لا تأتي فرادى!، هذه المرة كانت "المصيبة" في رداء "عون".. فيا لضربات القدر!.

يعلم الجميع مقدار ما تحدثه تدخلات المنظمات والمؤسسات التي تتشح بعناوين التنمية والبناء وتضع مساحيق الدعم والعون للمحتاجين والمنكوبين في هذه البلاد التي صارت مرتعا للطغيان في كل شيء.

وتبقى لهذه المنظمات والمؤسسات أجندتها المعروفة والمستورة، فهي تأتي من "الخارج"، ولطالما كان الخارج البعيد متربصا ومتآمرا ونواياه مبهمة وغير واضحة.

لكن هذه المرة كان الظلم قريبا.. "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة".. فالمنظمة أو المؤسسة- كما تريد أن تدعو نفسها- التي تعيث فسادا وفجورا بين الناس، ليست خارجية وليست أجنبية، هي صناعة محلية، بمزاج شيطاني!.

المسرح هنا التربية والتعليم، والقصة هي قطاع المناهج والتوجيه، والممثلون الرئيسون هم الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني ومؤسسة العون "الإخوانية"، وقام بأداء الأدوار الثانوية أو التكميلية مسئولون في وزارة التربية التعليم.. تراجيديا مأساوية أبطالها يعربدون ويسكرون على "نخب" مستقبل الأطفال، ممن فاتهم قطار التعليم التقليدي، أو كاد، فباعت الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني فضاء مستقبلهم أولا لما تسمى شركة فضاء الأطفال احتيالاً للاستيلاء على دعم المنظمات وشركاء التعليم لمدة عشر سنوات قادمة فقط للتجريب ، ثم وافقها وزير التربية والتعليم لتجعل منصة (يمن) للتعليم الإلكتروني في جوف "بغلة العون" هذه المرة!.

مئات آلاف الدولارات تريد مؤسسة العون التهامها من مشروع "منصة يمن" للتعليم الإلكتروني، ومن خلال هذا الحلف غير المقدس بين الإدارة العامة للتعلم الإلكتروني ومؤسسة العون التي تشبه نفسها بـ(العون) وليس لها أي نصيب من اسمها التي تريد التحكم وإدارة "منصة يمن" بما يتوافق وأهواها المشبوه بعيدا علم العمل المؤسسي، فهل الوزارة بقياداتها وبقطاعاتها وإداراتها وأقسامها ووحداتها وكوادرها عاجزة عن هذه المهام لتسلم اختصاصاتها ومسؤولياتها إلى جهات خاصة؟!، وإذا كانت كذلك لماذا لا يتم تأهيل وتدريب وتطوير قدرات كوادرها؟!، وما القيمة لحجم ووزن وزارة محورية كوزارة التربية والتعليم تسلم هكذا مسؤوليات؟!، فهل ما تريده الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني أن تجعل الوزارة بقطاعاتها وإداراتها وأجهزتها قسم تسويق وتنسيق لمؤسسة العون.. وليس من العيب أن تستعين وزارة التربية والتعليم حين تحتاج إلى خبرات أن تستعين بها لكن لا تسلم مهامها لمؤسسات مشبوه كالعون الإخوانية.

مؤسسة العون الإخوانية ببساطة هي مثال بسيط فاضح لما يمكن أن تتقيأه السياسة الرخيصة عندما تتعاطى مع المال القذر، ويكون التعليم ها هنا الضحية التي ينهش جسدها كلاب الجحيم.

أوقفت وزارة التربية والتعليم منصتها الإلكترونية "يمن" ليطفو على السطح عمل فاضح مشبوه للمؤسسة العون في هذا القطاع، والكثير من الأمور التي يعلمها الراسخون في التربية والتعليم.

وكما أسلفنا، فإن متعهد الحفلة الرخيصة هذه المرة من الداخل "الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني"، وليس هناك أفضل من "أبو رغال" ليقود جحافل اللصوص "الإخوانية" نحو دياره وأهله، ليهدموا "كعبة" التربية والتعليم.

وكما كانوا قديما، فإنهم لايزالون، أولئك القوادون والنخاسون، الذين يبيعون أوطانهم وأعراضهم بأبخس الأثمان، بلا أثمان!.

 فتلك المؤسسة "المدنسة والمدلسة" كانت هي "الركوبة" التي امتطاها "العلج" ليشق طريقه الى اقداسنا و"يطأ" كرامتنا، بعد أن "جردنا" من آخر "ورق" كنا نخصفها علينا، حتى "نواري" بها ما بقي مكشوفا من "سوأتنا".
ترقبوا مستجدات هذا الملف .. وما خفي أعظم ...