​​​​​​

ماذا يحدث في عدن؟!!

عدن أونلاين/خالد الشودري

تعاني مدينة عدن بشدة هذه الأيام من غياب الأمن والاستقرار في جميع مديرياتها حيث تشهد مسلسلا لإطلاق نار يومي أثار حفيظة أهاليها المسالمين، من قبل مسلحين مجهولين يحاولوا إقلاق السكينة وإثارة الرعب، حيث يطلقون النار على منشئات حكومية وأطقم عسكرية وينجحون في الإفلات والهروب بسهولة من قبضة الأمن في كل مرة.

ورغم تزايد  الدعوات خلال الفترة الأخيرة من أجل رص الصفوف و التكاتف أمام أي محاولات لجر المدينة لمربع الصراع و الوقوف ضد أي سيناريو انفلات محتمل بعد سيطرة المسلحين على عاصمة أبين (زنجبار) إلا أن مشاهد الانفلات تتزايد يوماً بعد يوم.

مطلع الأسبوع الماضي تعرضت سيارتين حكوميتين تابعتين لشركة النفط اليمنية لهجومين منفصلين من قبل مسلحين مجهولين أسفر عن سرقة مبلغ 13مليون من إيرادات بيع المحروقات و إصابة أحد الحراسات لمرافقة في مشهد أعاد للأذهان عملية سرقة البنك العربي قبل أكثر من عام لمبلغ (100)مليون ريال، هذه الحادثة كما يفيد مواطنون بأنها دخيلة على المجتمع في عدن و لم تعهدها المدينة على مدى عقود الأمر الذي يثير كثير من الشكوك حول المعلومات التي يحصل عليها المسلحون على أوقات تحرك السيارات و حجم المبالغ الموردة وخط سير السيارات بالإضافة إلى قلة توفير الحراسة اللازمة الأمر الذي يزيد المهمة صعوبة ويجعلها مستحيلة.

مساء الخميس الماضي أقدم مجهولون في مديرية المعلا على إلقاء قنبلة صوتية و لا ذوا  بالفرار بعد أن قطع التيار الكهربائي فجأة عن المنطقة، الساكنون أكدوا بأن الانفجار قد هز المنطقة و أصاب الأهالي بالذعر يأتي ذلك في حين تتعرض الحراسات التابعة للمنشآت الحكومية لإطلاق نار شبه يومي من قبل مسلحين مجهولين ثم تلوذ بالفرار كان آخرها إطلاق النار على حراسة البنك المركزي و إصابة جندي.

آخر الأخبار أوضحت بوجود معسكر تدريب بمنطقة (جبل القوارير) في مديرية التواهي لتدريب مسلحين مجهولين وغير معروفين وقال أحد شهود العيان أنه شاهد مجموعة من هذه العناصر المجهولة وهي تجري تدريبات على استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة وكيفية زرع العبوات الناسفة والمتفجرات ولم يستطع التعرف على أحد منهم.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن المسلحين قد بدءوا التسلل منذ أيام إلى جبل القوارير الذي يعتبر مكانا مناسبا كون سطحه مستويا ومهيئا للجماعة وبحكم ارتفاعه عن أعين المواطنين، وفي ظل الانفلات الأمني في المدينة يقومون حاليا بمنع المواطنين وأهالي المنطقة من الاقتراب من معسكرهم الخاص واختلاس النظر من بعيد لمحاولة معرفة ما يدور هناك.

ويخشى عدد من ساكني منطقة الشيخ إسحاق بالمعلا أن تكون لهذه الجماعة صلة بما يدور في أبين بعد تسرب معلومات تداولها الوسط الإعلامي تفيد بتسلل خلايا كبيرة من مسلحي أنصار الشريعة في زنجبار إلى مدينة عدن، ويسعون لتنفيذ مخطط آخر يستهدف ما تبقى من أمن واستقرار لعدن، مؤكدين أنه في حال نفذ هذا السيناريو فإنه سيكون أكثر بشاعة ودموية من مدينة زنجبار.

يأتي كل هذا مع تواجد وزير الدفاع في عدن و إصرار الجميع على استتباب الأمن في المحافظة إلا أن شيئاً من ذلك لا يبدوا أنه تحقق مع غياب تام للدوريات الليلية من قبل الأمن و تكثيف الحراسات الأمر الذي يثير الكثير من الريبة والشك حول من يقف خلف هؤلاء المسلحين خصوصاً بعد أن وضح للعيان وجود علاقات مشبوهة بين المسلحين و قيادات في السلطة المحلية – حسب مصادر مطلعة- الذين علي ما يبدوا لهم أجندة خاصة يريدون تنفيذها على مراحل و قد لاحت بداياتها في الأفق لتكرار سيناريو مشابه لما حصل في أبين ولحج و ويقع على عاتق شباب الثورة مسؤولية حماية مدينتهم بالتنسيق مع اللجان الشعبية بالمديريات ومع كل الغيورين على هذه المدينة بتكاتف كل الجهود لإفشال إي مخطط إجرامي محتمل.