​​​​​​

البيض يناشد الامم المتحدة التحضير لإستفتاء في الجنوب

خليج عدن/ رويترز

دعا رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض للانفصال في بلاده مجددا وناشد الامم المتحدة العمل على تحضير استفتاء في الجنوب.

وقال من منفاه في النمسا "ان الحل المنطقي اليوم الذي في صالح البلدين هو العودة الى نظام الدولتين السابقتين اما الصيغة او العلاقة التي تربط بينهما فلنترك للشعبين ان يقرراها بكل حرية."

والبيض وهو من مواليد 1939 كان رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) من عام 1986 الى 1990 وهو من وقع على اتفاق الوحدة مع رئيس الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) علي عبد الله صالح ايذانا ببداية تأسيس الجمهورية اليمنية في 22 مايو ايار 1990 ورفعا علم الوحدة في عدن عاصمة الجنوب.

وقال البيض "نحن بصدد التحضير لمبادرة نتقدم بها الى الامم المتحدة حول الوضع في الجنوب. وقد قطعنا شوطا هاما بالتشاور مع شخصيات قانونية وسياسية عربية واجنبية لاعادة طرح قضية الجنوب."

وناشد الامم المتحدة "تحمل مسؤولياتها من اجل تشكيل لجنة لتقصي الحقائق مهمتها العمل على تحضير استفتاء في الجنوب وان تطرح على الجنوبيين سؤالا واحدا هل هم مع استمرار الوضع الحالي أم انهم مع تقرير المصير.. اذا كانت ارادة الجنوبيين مع تقرير المصير فلا اتصور ان هناك قوى دولية سوف تقف ضد ارادتهم وتجبرهم على الرضوخ للاحتلال."

وشهد اليمن حربا اهلية عام 1994 بعد أربع سنوات من الوحدة انتهت بهزيمة قوات الانفصاليين في الجنوب. وغادر البيض اليمن بعد الهزيمة الى المنفى.

وتجدد الاضطراب الانفصالي ضد الحكومة اليمنية في الاونة الاخيرة وشهد الجنوب بعض المظاهرات والاشتباكات التي أدت أحيانا الى سقوط قتلى.

وقتل خمسة يمنيين في اشتباكات يوم الاربعاء بين قوات الامن وانفصاليين جنوبيين يقولون ان الحكومة اليمنية ومقرها في الشمال تهمش الجنوب وتمارس التمييز ضده. وأغلب منشات اليمن النفطية في الجنوب.

واشار البيض الى ان "الشكوى الاساسية للجنوبيين اليوم هي ان بلدهم واقع تحت الاحتلال باسم الوحدة... نحن ازاء واقع مأساوي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي بلدنا تحول الى ثكنة عسكرية وسجن كبير واهلنا مقموعون وشبابنا مطاردون."

وقال "اننا وقعنا اتفاقية الوحدة سنة 1990 بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وقد نصت على ان تكون الوحدة على اساس الشراكة بين بلدين ولكن بعد الوحدة بعام بدأ طرف الجمهورية العربية اليمنية يتراجع عن الاتفاقية وأخذ يستولي على السلطة والثروة ويبعد الجنوبيين تدريجيا ولكننا عارضنا ذلك واردنا ان تكون معارضتنا بالوسائل السلمية والسياسية."

واضاف "استمرت المعاناة الجنوبية طيلة هذه السنوات ولكنها تفجرت على شكل ثورة غضب يعبر عنها الحراك السلمي اليوم حيث نزل الملايين الى الشوارع في كل الجنوب يرفعون علم دولة الجنوب السابقة ويطالبون بحقهم في تقرير المصير ورحيل الاحتلال."

واكد علي سالم البيض ان عودته الى جنوب اليمن وشيكة وقال "نحن نعمل على تصعيد نضالنا السلمي ليصل الى مرحلة العصيان المدني الشامل الذي سيطرد الاحتلال ويرفع راية الجنوب...ان الجنوبيين قادرون ان يعيدوا بناء الدولة بسرعة كبيرة."

وحذر من ان "سياسة القوة والحديد والنار قد تقود الى قلب الطاولة على الجميع فاذا كان النظام يواجه المتظاهرين العزل بالرصاص الحي فمن يضمن ان صبر الناس على هذه الهمجية يمكن ان يستمر من دون رد خصوصا وان السلاح موجود بوفرة..."

ودعا البيض الى حل القضايا بالحوار السلمي "وتحريم اللجوء الى القوة. نحن من جانبنا ملتزمون بالخيار السلمي ولا نريد الانجرار الى نزاعات وحروب ولكن قدرتنا على احتمال قتل أبناء شعبنا ليست بلا حدود."

ويواجه اليمن حيث يعيش 23 مليون شخص تمردا يقوده الحوثيون وهم من الشيعة الزيدية في الشمال ولاسيما في محافظة صعدة بينما أعاد متشددون سعوديون ويمنيون تابعون للقاعدة تنظيم صفوفهم في الاراضي اليمنية ونفذوا هجمات خلال العامين الاخيرين.

وقال البيض "الوضع في صعدة مأساوي وخطير جدا فهناك تقارير صادرة عن منظمات انسانية دولية تتحدث عن وضع يفوق وضع دارفور خطورة ولم اكن مبالغا حين قلت ان السلطة ارتكبت جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ولا بد من محاكمتها امام المحاكم الدولية."

وقالت الامم المتحدة ان القتال في صعدة شرد 175 ألف شخص.