​​​​​​

شباب الثورة في مواجهة شباب القصر الجمهوري

عبد الرقيب الهدياني

سواء أكان علي عبدالله صالح قد توفاه الله أو لا يزال يغرغر في سكرات الموت ، أو هو بصحة جيدة وعبده الجندي واليماني والبركاني ووزير الصحة راصع يعدون العدة لاستقباله الحاشد كما يقولون ، ما يهمنا التأكيد عليه أن علي صالح قد مات سياسيا ومن غير الوارد منطقيا أن يعود إلى القصر الرئاسي من جديد ، فلقد فاته القطار – كما أكد هو ذلك مرارا- .

 

شباب اليمن في كل الساحات والميادين ، أسقطوا نظام علي عبدالله صالح ، وجميع أركانه هم الآن قد رحلوا إلى الجارة الشقيقة مع كبيرهم الذي علمهم السحر والعناد ، النظام احترق وفي جسده الكثير من الجروح القاتلة والشظايا والرصاص، تماما كما هو فعل بالشعب من قتل ودمار وحرائق ، وكما تدين تدان.

 

النظام الآن سقط وهو بين يدي الأطباء والجراحين في السعودية ، أطباء الجراحة وأطباء السياسة ، يحاولون تدارك الأمر وبث الحياة فيه ، وتزويده بالتنفس الاصطناعي ، ولكن من دون فائدة ، ساعة الأجل قد حانت ، كما يحاول أطباء السياسة في الجارة الشقيقة تدارك نظامه الهالك وهو يخور تحت ضربات الثورة السلمية.

 

الرئيس مات ولو كان على قيد الحياة فعلا لوجه أولاده وأبناء أخيه وإخوانه بمغادرة القصر الجمهوري الذي رأى فيه الموت المحقق ونصحهم بالبحث عن أقرب دولة يمكن أن يقضوا فيها بقية حياتهم بعيدا عن يد الثورة التي ستطالهم لا محالة وستحاكمهم وتضعهم في مكانهم الصحيح في السجون مصفدين بالأغلال جراء ما اقترفوه من ظلم وقتل ودمار وفساد كل هذه السنيين بحق اليمن وشعبه العظيم.

 

الثورة أنجزت مهامها الأول والأهم بإسقاط الصنم الكبير وما في طريقها غير هؤلاء (الصبية) الذين يعتقدون أن القصر الجمهوري واحد من أملاكهم الخاصة التي ورثوها عن أبيهم (الغير) صالح ، ضآنين أنه سيعصمهم من طوفان الثورة ،والمؤكد أن لا عاصم لهم اليوم من أمر الله، ولهذا سمعنا مؤخرا أحدهم (يحيى) يهاجم الثورة ويتهم شبابها بالتخريب ، متناسيا هذا الـ(يحيى ) أنه مجرد موظف عند هذا الشعب الذي هو المالك الحقيقي للسلطة ومصدرها.

 

اليوم شاب الثورة في مواجهة شباب القصر الجمهوري ، وهي مهمة سهلة إذا ما عرفنا أن الشباب قد أثبتوا قدرتهم على الصمود طيلة الشهور السابقة من عمر الثورة ، والمؤكد أنهم منتصرون ، لأن إرادة الشباب ومعهم كل الشعب هي من إرادة الله ، وإرادة الشعوب لا تقهر ، وشبابنا يسيرون في تنفيذ أهداف ثورتهم بخطى ثابتة ، وتحقيقهم للهدف الأول يقضي بالضرورة أنهم في طريقهم لتحقيق باقي الأهداف الأخرى.