​​​​​​

عدن الثورة . . الفن في موكب الثوار

مجموعة من فناني عدن

كتب/خالد الشودري

لا شك في أن للفن دور كبير في الثورات الشعبية خصوصاً في ما يتعلق في رفع معنويات الثوار و إلهاب حماس الجماهير المنتفضة وبلورة أهداف الثورة و دوافعها في ألفاظ ومشاهد تجسد واقع الثورة و كلمات يرددها الثوار في مناشطهم الثورية و فعالياتهم المختلفة حتى أصبح الفن جزء لا يتجزأ من أي ثورة يراد لها النجاح ملازمة في ذلك لكل فعاليات الثورة فالأغنية الثورية و المسرح و الشعر الحماسي صار مثله مثل المسيرة والاعتصام والمهرجانات إن لم يتعد تأثيرها ما سبق.

 

وفي مدينتنا عدن المعروفة بحضارتها ودورها الثقافي كان للفنانين و المثقفين الدور ألأبرز في التأريخ لهذه المرحلة المهمة في تاريخ المدينة على مدى الأجيال القادمة حيث امتزجت الكلمة الهادفة باللحن الرائع و قدمت المشاهد المعبرة من على عتبة المسرح العدني وكم جادت قريحة الشعراء أبيات تغنى بها الثوار ورددوها في كل وقت.

 

 

 

*الأغنية أدت دورها المطلوب:

 

                                    منذ أيام الثورة الأولى عمل الفنانون و المنشدون على إعداد الأغاني الثورية بالتغيير و الوقوف أمام الظلم والاستبداد مستنهضين همم الثوار في كل الساحات في تلك المرحلة المبكرة من الثورة وتركزت الأغاني حول عدة مواضيع منها الوفاء للشهداء التي قدمها المبدع محمود كارم في أنشودة (عهداً يا شهداء الثورة) و التي لاقت رواجاً و قبولاً واسعاً في كل ساحات الجمهورية و في قناة سهيل الفضائية، وفي مواجهة الطغيان و الدعوة للثبات أمام جبروته كانت رائعة (يسقط الطغيان) للفنان المبدع معاذ خان و بثت في قناة سهيل و في ساحات التغيير أيضاً.

 

وبما أن الثورة قامت لأجل الوطن و أمنه واستقراره وعزه وسؤدده وعيشه الرغيد تغنى فنانو الثورة بالوطن الكبير و تغزلوا به و لأن حب الوطن من الإيمان كانت أغنية (بلادي اليمن) للمنشد القدير علي عمر والتي أنشدت في عيد الوحدة بساحة الحرية بكريتر و تفاعل معها الثوار للحن الحماسي  الذي يخاطب ضمائر اليمنيين بحب الوطن، وعندما أساء النظام لأعراض اليمنيين في خطاب السبعين المشؤوم جادت حناجر المنشدين بالدفاع عن أعراض حرائر اليمن و الانتصار لهن فكانت (ابنة الأحرار)  للمنشد محمود كارم مع آخرين و كان آخرها إعادة أغنية (يابلاد الثائرين) للراحا محمد سعد عبد الله عاملاً بنصيحة المبدع عمروجمال بضرورة إعادة الأغنية بشكل عصري و إخراج مميز.

 

فرق أخرى شكلت إضافات للأغنية الثورية مثل فرقة المعلا و الأخوة و فرقة الحياة الفنية التي أصدرت كاسيت بعنوان (يا علي ويلك من الله).

 

*المسرح الثوري تميز وإبداع

 

                                    كانت عدن من أوائل المدن التي كان للمسرح الثوري دوره القوي المؤثر و كان لالتحام الفنانين و المخرجين بالثورة الأثر الكبير لتقديم العروض المسرحية التي لاقت حضوراً و استحساناً وقدمت نموذجاً راقياً للعمل الثوري وكان في مقدمة هؤلاء المبدع الرائع (عمرو جمال) رئيس فرقة خليج عدن المسرحية وكان أول أعماله مسرحية (العجائز يشتوا يسقطوا النظام) ومسرحية (أعور وعاده يتنقور) التي عالجت الكثير من المظاهر السلبية التي رافقت الثورة في بداياتها كما كان هناك مشاركات مسرحية لفرقة فنون عدن برئاسة تامر باعواد و قدمت مسرحيات (أنيس يريد إسقاط النظام) و (حكومة مش عاقلة).

 

 

 

*الشعر يسطر ملحمة الثورة

 

                                    لأن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً فقد كان الشعر حاضراً و بقوة في ساحات الحرية بعدن و خصوصاً الشعبي منه و لمسنا التأثير على الجماهير و توصيف الواقع بطريقة ساخرة وبسيطة إلى أذن السامع وكان الشاعر (الباشا النطاش) له السبق في ذلك على خشبة مسرح ساحة الحرية بكريتر بالإضافة إلى الشاب الواعد محمد أحمد الحاج (ميدو) الذي تم تلحين إحدى قصائده (بلادي اليمن) و التي غناها المنشد علي عمر، والشاعر (ميدو) لديه ديوان شعري مكون من قصائد في حب الوطن و التغني به بالإضافة للشاعر غازي الحيدري و التي نشر أكثر من قصيدة في مدح الثوار على صفحات صحيفتنا الغراء صيرة, بالإضافة للشاعر الغنائي (فهد أبو عبدالله) و الشاعر (أبو عزيزة اليهري) و الشاعر (أبوحمدي) و الشاعر (أبوهاني) وغيرهم كثير.