بلقيس
نساء عدن الرقم الحاضر في انعاش الاقتصاد
على الرغم من أن بدايتها كانت مجرد هواية، إلا أنها أبدعت وأسسّت إسمها الخاص في مجال صناعة الإكسسوارات: «إبداعات شوق».
شوق، كغيرها من المتضررين جرّاء الحرب، واجهت صعوبة في إستيراد المواد من الخارج، ولجأت لشرائها بسعر الضعف، قبل أن تشارك في البازار النسائي التجاري الأول، الذي نظمه مكتب سيدات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية في محافظة عدن، مُنذ أكثر من عام، للحصول على فرصة لزيادة مبيعاتها عقب كساد استمر طوال فترة الحرب.
الرقم الحاضر
كانت المرأة العدنية وما تزال، الرقم الحاضر في معادلة المواقف الصعبة. شاركت على قدم المساواة مع الرجل، وأصبح لها إسماً لامعاً في مجالات وأنشطة العمل المختلفة، فالفقر والبطالة، كلمتان خفيفتان، ولكنّهما كفيلتان بأن تدمرا أسر، وتغلقا بيوتاً، وتشرد عائلات.
تقول شوق: «بتشجيع من أسرتي وصديقاتي، بدأت في تطوير هذه الموهبة، وشاركت في جروب سيدات الأعمال، وعدة دورات في إدارة المشاريع الصغيرة، وكانت مشاركتي في عدة فعاليات فكرة رائعة لعرض منتجاتي على نطاق واسع، وأحسّن من مستوى دخل المرأة».
إنعاش إقتصادي
وما زال دور الحكومة في دعم قطاع المشاريع الصغيرة مغيباً وضعيفاً، ولا توجد حتى الآن أي خطوات ملموسة لدعم هذا القطاع، الذي قد يكون حلاً لمعظم المشاكل الإقتصادية للبلد، وتخفيف مشكلة البطالة.
تقول الدكتورة كلثوم ناصر، رئيسة سيدات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية، إن «المشاريع الصغيرة التي ابتكرتها نساء عدن، ساهمت في إنعاش الإقتصاد المنزلي، وشّكل عائد إقتصادي لهن، وتعتبر تلك المشاريع، إستثمار لإبداعاتهن، بالنسبة للفتيات العاطلات عن العمل، والإكثار من الإنتاج».
عدن بخير
«عدن بخير، ورائحة البخور والعطر تطغى على رائحة البارود»، هذا ما قالته أم عمرو، صانعة البخور العدني مُنذ أكثر من ثمانية أعوام، تحدثت لنا عن بداية مزاولتها لهذه المهنة، وتجربتها مع البخور.
تقول أم عمرو: «تعلّمت صُنع البخور من إحدى قريباتي، التي تعمل مُنذ فترة طويلة في صناعته، كانت بدايتي متواضعة، ومع الوقت استطعت أن أثبت نفسي، بين عدد كبير من نساء عدن، اللواتي اتّجهن إلى نفس الصُنعه، ما خلق تنافس كبير بينهن، ولكن تميزت كل واحدة منهن برائحة مختلفة للبخور».
إقبال كبير
وتلقي مشاريع الصغيرة للنساء في محافظة عدن، إقبال كبير على المنتجات والأعمال الحرفية من مختلف الفئات، ما سمح لسيدات الأعمال الصغيرة، فرصة إستمرار عرض منتجاتهم وتسويقها لفترة أطول.
هذا ما أكدته صانعة الكيك الشهيرة «جولدن شاين»، والتي تمتهن صناعة الكيك مُنذ خمسة أعوام، وكانت مشاركتها في معرض الكيك الذي أُقيم أخيراً في محافظة عدن، فرصة لترويج أعمالها على أوسع نطاق، وكسر حاجز الجمود والبطالة عند النساء، كما قدّم فرص لمن يمتلكن حرف بسيطة ولم يستطعن تسويقها، وفق ما تقول.
تحدي وطموح
لم تقف تغريد ياسين عاجزة بعد توقف إذاعة عدن، التي كانت تعمل فيها متعاقدة في مجال التنفيذ والإخراج، بل نفضت غبار الحرب، وقررت أن يكون لها عملها الخاص، تتحدث تغريد عن تجربتها الشخصية: «بعد أحداث الحرب أغلقت الإذاعة، ونحن مسؤولون عن أسر.
كان لا بد أن نبحث عن حل للخروج من الأزمة، كنت أمتلك قطعة أرض، بعتها، وبدأت بعمل جديد في استيراد العطور جملة وبيعها بالفرد، لاحظت أن الربح كويس، وقررت أن أواصل، وبدأت بعدها في مجال جديد، في تجهيز ديكورات الأفراح الفولكلورية، ولقي هذا المجال التراثي إقبالاً كبيراً».