بلدنا للنهار

في هذا الزمن الذي تتعاكس فيه مسارات الحياة بين حركة وسكون وخوف ورجاء ، ويختلط فيه الحلم بالوهم ، ويكشف الوهم الواناً من الانتكاسات التي تعود بجذرها الى نظام قديم تمدد فيه الفساد بحرية ليغتال حوافز الذهاب الى المستقبل ، ويبرز فيه المشهد وسط ركام من الحزن والالم والالتباس .. ويتحرك فيه الواقع بايقاعات فيها من الشذوذ ما يكفي لتحويل الجملة الموسيقية الى ضجيج وصخب يفقد الانسان القدرة على تجميع روحه المبعثرة بين ساحات الانتظار والامل والفجيعة والحزن .. يمكننا ان نعيد قراءة أنفسنا وجانب من المشهد فيما كتبه عبد الرحمن الأبنودي ذات يوم عن مصر وقد أوت الى ظل الهزيمة بعد حرب حزيران ٦٧ في حيرة لا تدري أي طريق تسلك .
( عدى النهار ..
والمغربية جاية
تتخفى وراء ضهر الشجر ،
وعشان نتوه في السكة
شالت من ليالينا القمر ،
وبلدنا ..
عالترعة بتغسل شعرها،
جانا نهار ما قدرش يدفع مهرها،
يا هل ترى الليل الحزين
ابو النجوم الذبلانين
ابو الغناوي المجروحين
يقدر ينسيها الصباح ؟؟
أبداً ..
بلدنا للنهار
بتحب موال النهار ..) .

مقالات الكاتب